[عبد المالك بن ستيتي]

حريق مكتبة الجزائر

-منذ بدايات التاريخ الأولى للمكتبات والمكتبات تعاني من ويلات الحرائق والكوارث التي تحصل بها بين الفينة والأخرى، ولعل أبرز هذه الكوارث، كارثة حريق مكتبة الإسكندرية وكذلك ما تعرضت له كتب ومخطوطات بغداد التي رميت في نهري دجلة والفرات حتى اسود لون الماء من المداد-الحبر- أيان الغزو المغولي مما تسبب في خسائر فادحة بالنسبة لتراث الامة الاسلامية.
-ولعل الكثيرين منكم يجهلون أن مكتبة الجزائر تعرضت لحريق مهول ذات يوم
-حدث ذلك في مثل هذا الشهر وبالتحديد في يوم 7 جوان من العام 1961، حيث قامت المنظمة السرية المسلحةOAS المعارضة لاستقلال الجزائر والتي تاسست مباشرة بعد مفاوضات ايفيان الاولى بين جبهة التحرير الوطني الممثلة للشعب الجزائري والسلطة الاستعمارية ممثلة في حكومة شارل ديغول، والتي ابدت انزعاجها من المفاوضات وعدم تقبل فكرة استقلال الجزائر، فقامت بعدة عمليات اجرامياة في حق الابرياء من تفجيرات مفخخة استهدفت المدنيين خاصة في المدن الكبرى الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة... وقتلت العديد فمثلا في تفجير بوهران في فيفري 1961 قتل 10 مدنيين والقائمة طويلة، ولم ينحصر عملها في القتل فقط بل تعداه الى العلم
-ففي يوم 7/06/1961 قامت المنظمة الارهابية OAS بحرق مكتبة الجزائر وكذلك جامعة الجزائر-اقدم جامعة في الجزائر- واتى الحريق على رقم مدهش في ذلك الوقت 600 ألف كتاب تحولت الى رماد في بضع دقائق، ورغم ان السلطات الفرنسية كانت تدعم هذه المنظمة في الخفاء الا انها واول مرة وصفتها بالارهاب وكان اول مرة يستعمل هذا المصطلح من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية منذ ان استعمل من قبل البريطانيين في حربهم على النازية الالمانية
-مع هذه الوقفة أردت تذكير أخواننا بما حذث لمكتبة الجزائر قبل 48 سنة من الآن لان الذكرى تنفع المؤمنين، وربما ان الكثير يجهل هذا الحدث، خاصة ونحن على أبواب 05 جويلية وهو يوم استقلال الجزائر سنة 1962 .