[مكتبية سابقة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعلومات الإلكترونية تلك العبارة السحرية التي تريد تحرير المكتبات من عزلتها لتجعل منها شيئاً آخر غير ما ألفته في تاريخها الطويل والعلماء الذين أثروا والعلماء الذين أثروا هذه المكتبات بمؤلفاتهم العلمية يعملون جاهدين على ابتكار أفضل الوسائل لحفظ ماأبدعته العقول وتحسين سبل استرجاعه بأسرع وقت وأقل تكلفة .
ويقف الكتاب الذي كان وما يزال وسيلة اتصال هامة وصاحب أفضلية بين المواد المقروءة جميعاً ليشيد بالمقدرة الهائلة التي تملكها التقنيات الحديثة معترفاً بتفوقها في ميادين كثيرة لكن دون أن يغلب على أمره بعد ويصبح أداة متخفية لأن جميع التوقعات تؤكد أن العالم سيشهد في العشرين سنة القادمة نشر كميات أكبر من تلك التي نشرت في السنوات العشرين الماضية وسيبقى عدد كبير من الناس يقرؤون الكتب بل إن الأنظمة الإلكترونية نفسها قد تلعب دوراً هاماً في زيادة الإقبال على الكلمة المطبوعة من خلال مساعدتنا على رفع مستوى التربية والتعليم وقد يجد الكثير من المكتبيين والمربين أنفسهم مضطرين لاستخدام التقنيات الحديثة بغية رفع مستوى الإقبال على الكتاب .
ولم يقتصر التقدم التكنولوجي على وسائل الإعلام وأنظمتها فحسب بل تسع ليشمل أيضاً صناعة الكتاب ونشره إذ تقدمت هذه الصناعة كثيراً في الأونة الأخيرة حتى أصبحت أدواتها في متناول كل فرد يريد الحصول على مواد مطبوعة في مكتبة أو منزله أو أي مكان آخر . ونظامنا التعليمي لم يأخذ هو الأخر من المؤسسات العلمية المتطورة وتقنياتها إلا القليل حتى الآن إذ إن اطفالنا في كافة الأعمار يكملون دراستهم دون التعرف المطلوب على الكتاب وسيلة علمية وإعلامية ودون التعامل معه كما يجب بل وحتى دون أن يوضع بين أيديهم بالشكل المناسب وذلك لغياب المكتبة المدرسية وأنظمة التعليم التي تشجع التعليم الذاتي فكيف يكون الأمر بالنسبة إلى الكمبيوتر الذي لا يكاد يقابلهم في حياتهم التربوية اللهم إلا لفئة قليلة جداً منهم وسيلة للألعاب والتسلية .
ويبقى الكتاب حتى الآن وسيلة مصدر معلومات مريحاً أكثر من الأشكال الإلكترونية الأخرى ويبقى الحصول على المعلومات من المكتبات في شكلها المطبوع أوسع من أي شكل آخر على الرغم من كون بعض المؤلفين يريدون أن يجعلوا من استخدام الحواسيب للتثقيف والنشر وسيلة تطور وارتقاء من الورق المطبوع إلى الشكل الإلكتروني على عدة مراحل ولا سيما بعد النجاحات المذهلة التي تحققها الثورة التقنية يوماً بعد يوم بحيث اصبحت بعض الحواسيب المنتجة قادرة أو هي في طريقها إلى التمكن من إنجاز عدة مليارات من العمليات في الثانية الواحدة .
لن استرسل في حديث يبدو متعصباً للكتاب حتى لا يعتقد القارئ انني ادعوا إلى ضرورة بقاء الحرص على الكتاب في خضم المنافسة الآلية الصعبة وعدم التفريط به لحساب التقنيات الحديثة لأن أي إهمال من هذا النوع وعلى اي مستوى سيكون فيه خسارة لنا ولهذا الجيل الذي نسعى لجعله اكثر ارتباطاً بهذا العصر وأكثر قدرة على صنع المستقبل المنشود .

المصدر : المكتبة الالكترونية . م . نبيل رافت .
عبارت اعجبتني ( والله والله والله لن يُفهم الحاسب الالكتروني وملفاته الآلية ولن تفهم أقراص الليزر إلا على ضوء لفافة البردي وكراس الرق ) شعبان خليفة

تحياتي ومحبتي للجميع
اختكم ابتسام