منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » هل انتهى عصر الورق؟ سؤال قديم يبحث عن إجابة جديدة

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Feb-18-2007, 10:41 PM   المشاركة1
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.63 يومياً


افتراضي هل انتهى عصر الورق؟ سؤال قديم يبحث عن إجابة جديدة



وداعا للورق



العصر الرقمي والوراقون الجدد



يتعايش الكتاب الورقي المطبوع مع الكتاب الرقمي مدة يسيرة من الزمن لن تتعدى عقدين ليسود الكتاب الرقمي بعدها ..!!
ميدل ايست اونلاين
بقلم: محمد سناجلة

حين دخل نابليون بونابارت مصر غازيا فمحتلا في القرن الثامن عشر، أحضر معه الة جديدة لم تعتدها الحضارة العربية والإسلامية من قبل، ووقفت أمامها مصابة بالدهشة والانبهار ثم الرفض كما هي عادة العرب في رفض كل جديد ومستحدث باعتباره على غير ما اعتاده السلف الصالح، هذه الالة الذي قدر لها أن تحدث ثورة في الثقافة العربية فيما بعد كانت المطبعة.

وقبل ذلك كان الوراقون هم المسيطرون على صناعة الكتاب، وذلك منذ اكتشاف العرب للورق بعد فتح مدينة سمرقند في القرن الثامن الميلادي، وقد استمرت هذه السيطرة إلى حين الغزو النابليوني لمصر.


قامت قائمة الوراقين -كما هو متوقع- وأخذوا بشن هجوم كاسح ضد المطبعة والكتاب المطبوع، ووصل بهم الأمر إلى حد إعتباره رجسا من عمل الشيطان تنبغي محاربته ومقاطعته، وفي حملتهم الاعلامية الشرسة ضد الكتاب المطبوع تم تجنيد شيوخ المساجد والزوايا والعتبات المقدسة، وتم إصدار الفتاوي الشرعية باعتبار المطبعة والكتاب المطبوع رجسا شيطانيا، وأداة إبليس اللعين في تخريب عقول الشباب العربي المسلم، واختراعا أجنبيا يهدف إلى القضاء على قيم المجتمع العربي الأصيلة، واستبدالها بقيم الكفار الفرنجة والعلوج الغازيين المحتلين.


وفي حربهم اليائسة تلك، وحتى يكون للهجوم وجهة نظره المنطقية ظاهريا على الأقل، أخذ الوارقون ومن لف لفيفهم من المرعوبين على القيم والأخلاق الحميدة المتوارثة، بعقد المقارنات بين الكتاب المنسوخ بخط اليد الذي يصنعه الوراقون وبين الكتاب المطبوع، منتصرين للأول متمسحين برائحة حبر الخط المكتوب الذي لا يوجد في الكتاب المطبوع، والخط العربي الجميل من كوفي وأندلسي ورقعي وغيره من جماليات الكتابة باليد التي لا يمكن أن يوفرها الكتاب المطبوع (لم تكن المطبعة قد تطورت لتوفير الخطوط المختلفة في الكتابة في ذلك الوقت).


ويذكرنا هذا الهجوم العاتي الذي تعرض له الكتاب المطبوع من قبل وراقي الزمن الغابر، بالهجوم الذي يتعرض له الكتاب الإلكتروني والكتابة الرقمية عموما من وراقي العصر الحاضر ..، ومن الطريف والمثير للدهشة أن نفس الحجج التي استخدمت في مهاجمة الكتاب المطبوع، تستخدم اليوم في مهاجمة الكتاب الإلكتروني والكتابة الرقمية عموما، ففي الكتاب الإلكتروني لا يمكن الإحساس برائحة الورق، ودفء الورق، وعطر الورق (يقصدون رائحة العث والغبرة)، وأين هي تلك العلاقة الحميمة التي يوفرها الكتاب المطبوع وأنت تقرأ مستلقيا في غرفة النوم على ضوء الإنارة الخافتة، وأن تحمل كتابك بيمينك وأنت في نزهة في جنان الحدائق، كل هذا غير موجود في الكتاب الالكتروني.

.....................
ويغيب عن بال هؤلاء وعقولهم أنّ الكتابة في العصر الرقمي الجديد تحتاج إلى وسيلة جديدة لاحتواء المعنى، وهذه الوسيلة يجب أنْ تأتي من داخل وسائل هذا العصر، فلا يمكن أنْ تعبّر عن معنى عصر ما من غير استخدام نفس وسائله، وهنا فإنّ النشر الرقمي سواء من خلال شبكة الانترنت أو الأقراص المدمجة أو الكتاب الإلكتروني هي الأقدر للتّعبير عن العصر الرقمي الذي نعيش فيه.

وكما كانت الكتابة على الحجر وسيلة التعبير عن معنى العصر الحجري، وكما كانت الكتابة على جلود الحيوانات هي وسيلة التعبير عن معنى العصر الرعوي، وكما اصبحت الكتابة باستخدام ورق البردى المأخوذ من شجر البردى وسيلة التعبير عن معنى العصر الزراعي، وكما كان الكتاب الورقي المصنوع وسيلة التعبير عن العصر الصناعي، فإنّ النشر الرقمي بطرقه المختلفة هو وسيلة التعبير المنطقية عن العصر الرقمي الذي نعيش فيه، لكل زمان طرقه ولكل زمان معناه ووسائله.

لقد تجاور الوراقون والكتاب المطبوع مدة من الزمن لم تزد عن ثلاثين عاما، ثم إنتصر ابن ذلك العصر وحامل معناه وساد، ونحن الان بدأنا ندخل للعيش في زمن اخر وفي عصر اخر، هما الزمن الرقمي والعصر الرقمي بتجلياتهما المختلفة والطاغية على كل مناحي الحياة بما فيها حرفة الكتابة والأدب.


وسيتجاور الكتاب المطبوع مع الكتاب الإلكتروني مدة يسيرة من الزمن لن تتجاوز العشرين عاما أخرى على أبعد تقدير، ثم بعد ذلك سيسود الكتاب الإلكتروني، وينتصر باعتباره ابن العصر الرقمي وحامل معناه أيضا.


وللمتشككين والمترددين والمتمسكين بالروائح والعطور نقول: أين هم الوراقون الان؟


محمد سناجلة
المصدر
ميدل إيست أونلاين
http://www.middle-east-online.com/technology/?id=44827













التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قائمة كتب حديثه التكنولوجي النشط عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 37 Dec-31-2016 06:00 PM
كيفية الحصول علي أفكار جديدة لخدمات المعلومات يسرى زكى علام المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 2 Apr-26-2007 05:59 PM


الساعة الآن 01:41 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين