[هدى العراقية]

الشهداء .. قناديل مضيئة
الشهداء .. قناديل تضيء دربنا الموحش المحاط باسلاك وحواجز الهموم والخوف من غد مجهول تتحرك فوق ارضه اشباح لا تؤمن بدين ولا تعترف بقيم اشباح بهيئة بشر لا يمكنها ان تعيش الا على دماء الابرياء .هذه هي الصورة التي تشكل في مخيلتنا كلما نذكر زملاء (شهداء من دار الكتب والوثائق) وهم مجموعة من العاملين المخلصين العاشقين للعراق تاريخا وحاضرا ومستقبلا الا ان شأنهم شان شهداء العراق الذين قضوا على أيدي اعداء العراق الحياة الكريمة ودفعوا ثمن اخلاصهم وقيمهم اغنى ما يمكن ان يكون عليه العطاء الا وهو حياتهم ونذكر منهم :
الشهيد رعد محمد حسين الذي يعمل في قسم الفهرسة الانكليزي وهو متزوج ولديه 6 اطفال .. يقول عنه زملاؤه في العمل : كان هادئا ومجدا في عمله ملتزما بامور دينه ويعرف حقوق الله انه مثال الانسان المتزن يؤدي عمله بكل تفان واخلاص محبوب من الجميع لخلقه الرفيع واسلوبه الرائع في التعامل .
كان رحمه الله كثير السؤال عن اصدقائه وزملائه في العمل يتفقد الجميع اذا غاب احد منهم وقد دفع حياته ثمنا لهذه المهمة حيث استشهد في حادث غدر اثناء تفقده احد زملاءه في العمل الذي انقطع عن دوامه لفترة في احداث منطقة الصدرية الاخيرة نتيجة التفجير الارهابي الذي حدث في المنطقة.
اما الشهيد احمد اسعد صالح والذي يعمل مبرمج حاسبات فقد كا يمتاز بخلق عال وطيبة متناهية يحب زملاءه في العمل يخدم الجميع ودائم السؤال عن الاخرين ويحترمه الصغير والكبير ويقدم كل ما في وسعه من اجل الخير .
تزوج رحمه الله احدى زميلات العمل وهي موظفة في دار الكتب والوثائق وتعمل مترجمة وله بنت واحدة منها .
كان شابا في مقتبل العمر لم يتجاوز ال 30 عاما وكان دؤوبا نشيطا محبا للعمل وطموحا وهادئا في غاية النبل والاخلاق كانه حلمه الذي لم يفارق مخيلته دائما تكوين عائلة كبيرة لكن القدر كان له بالمرصاد حيث فقد عائلته الصغيرة اثر تعرضه لحادث اطلاق عيارات نارية نحوه فقارق الحياة يوم عيد ميلاده في 15/4/2006 رحمه الله وجعله في عليين.
اخلاقه عالية طباعه هادئة وهو محب ومتعاون مع الجميع افنى عمره في خدمة عمله كان احد مؤسسي قسم الحاسوب وموقع الانترنيت في دار الكتب والوثائق .يمتاز بروح الفكاهة ويحبه زملاؤه واصدقاؤه انه الشهيد علي صلاح عبد القادر الذي عمل مبرمجا في قسم الحاسوب وهو متزوج وله طفلان.


المصدر : صحيفة القلعة
العدد : 78
التاريخ : 19 / حزيران / 2007

هكذا هم دائما موظفو دار الكتب والوئاثق العراقية يعملون وكانهم خلية نحل لا يهمهم اي شيء رغم كل الظروف الصبعة التي يمر بها العراق فقدوا زملاءهم في العمل ولكن ظلت روح الابداع لديهم مستمرون بعملهم وباعادة بناء الدار اعانهم الله على كل ماهو خير خدمة لعلم المكتبات ..