[أبـوفـيـصـل]

من رسالة واعية بدور الصحافة في التعريف والتوعية بالأحداث الثقافية والمشروعات المهمة في مجالاتها وصلتني من المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر.. يؤكد فيها على صدور الموافقة السامية الكريمة على تصميم مشروع وطني ثقافي للكتاب، تكون مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض مقراً للأمانة العامة لهذا المشروع وتشارك فيه بالإضافة للمكتبة وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ووزارة الثقافة والإعلام.. وأهداف هذا المشروع كما صيغت تحرص بالإضافة إلى نشر الوعي بأهمية القراءة في جميع المستويات، أن تكون هناك اتجاهات إيجابية لدى الناشئة تجاه (القراءة) وتنمية مهارة القراءة السليمة بين هذه الشرائح وبث روح التنافس في القراءة بين الطلاب والطالبات، وبالطبع توفير الكتب المناسبة في المكتبات العامة وأماكن الانتظار في الأماكن العامة .. ودعم برامج المؤسسات الاجتماعية والثقافية والتعليمية في مجال القراءة والكتابة كي تكون محصلة هذا المشروع الإسهام في إعداد جيل سعودي ناشئ يحافط على تراثه وهويته متسلحاً بالعلم والمعرفة.هذه الأهداف مهمة ليس فقط في صياغتها ولكن في تحويلها إلى إجراءات تنفيذية عملية.. وأثق أن المسؤولين عن هذا المشروع هم موطن الثقة والوعي بالأهمية في التكوين الإجرائي لهذا المشروع..فالقراءة (مهارة) أحياناً يتطلب (غرسها) في الناشئة ولهذا أتوقع أن يتم استثمار جهود المثقفين من التربويين القادرين على إعداد برامج تحقق هذه (المهارة) ليس فقط عن طريق (اختيار الكتاب) أو (إنشاء مشاريع سنوية أو نصف سنوية) ضمن النشاط المنهجي في مختلف المراحل التعليمية يحقق الأهداف (مرحلياً).. ولكن أيضاً من خلال إدراج مهارات القراءة وكيف نقرأ ومتى نقرأ؟ كي تتحول القراءة إلى عادة يومية للناشئ خصوصاً في ظل هذه الهيمنة المرتبطة بالقنوات الفضائية وبرامج الصغار فيها .. إذا ما كنا نرغب البدء من هذه المراحل.أما اختيار (الكتب) لهذه المرحلة فأعتقد أن (مشروع عالمي الممتع) وهي دار نشر خاصة للأطفال في الكويت.. لديها نموذج جيد لبث وتنمية الوعي بحب القراءة واستثمارملكة هؤلاء الصغار من (سن 3سنوات إلى عشر سنوات) في الاستيعاب وهناك مستوى لكل مرحلة ابتداء من مرحلة الأطفال الذين يبدأون أولى خطوات القراءة وتنتهي بالمستوى الخاص بالأطفال القادرين على قراءة القصص الطويلة، وأعتقد أنه (مشروع متميز) ويمكن استثماره جيداً في تنويع ما يقدم للأطفال ولقد استفادت من هذا المشروع شريحة كبيرة من الأطفال في هذه المراحل من العمر..ما ذكرته نموذج فقط.. وأعرف أن المسؤولين لديهم قاعدة بيانات تسهم في إنجاح هذا المشروع الوطني الهام.. وأتوقع منهم إشراك أكبر عدد من المهتمين في مختلف المناطق رجالاً ونساء لتفعيل أهدافه وعدم اقتصارها على القنوات الرسمية عبر المدارس والجامعات أو المؤسسات الإعلامية.. فالمشروع ليس (موسمياً) وإنما هو تأكيد لرسالة هذه الأمة التي كانت (اقرأ) هي أول كلمة وخطاب سماوي لسيد البشرية..وكم هو مهم أن تفتح (النوادي الأدبية) أبوابها للجيل الشاب لتفعيل دور مكتباتهم العامة في هذه النوادي وتزويدها بما يناسبهم وتسخير بعض من أنشطتها لهذه المرحلة العمرية كما هي للبقية من الأدباء وغيرهم..أثق أنه دور (كل منا) لدعم هذا المشروع الحيوي.. والإسهام في تعميق الوعي الثقافي للجميع.. والقراءة إحدى هذه القنوات المحورية.اتكــــاءة الحرف..منذ سنوات عادت إحداهن من إجازتها الصيفية وهي تسرد عدد الكتب والروايات التي قرأتها.. وكان رقماً مذهلاً زاد على الثلاثين قصة ورواية من الروايات الطويلة باللغتين العربية والإنجليزية.. ولأن مدة الإجازة كانت شهراً ونصف الشهر تقريباً.. فسألتها إحداهن أقرأت كل هذا العدد!؟ فعندما أجابتها بالإيجاب قالت لها: وكم مرة قرأت القرآن الكريم في هذه المدة؟! ولم تكن هناك أي إجابة!!
د.نورة السعد
صحيفة الرياض ، الثلاثاء 5 / 8 / 2003 م