[د. صالح المسند]

هل تعمل الإنترنت على تحسين حياة الإنسان؟

تعلمنا من التاريخ أن أي تطور تقني يحمل في طياته آثارًا إيجابية وأخرى سلبية في هياكلنا الاجتماعية. وقد حظيت تقنيات المعلومات ونظمها باهتمام العديد من الباحثين، خصوصًا في العقود الثلاثة الماضية. فمن أبرز من درس الآثار النفسية والاجتماعية لعصر المعلومات آلفن توفلر في كتابيه "صدمة المستقبل"[1] الذي صدر عام 1970 و"الموجة الثالثة"[2] الذي صدر عام 1980، حيث يعد هذان المصدران من أهم الكتب التي نبهت إلى تلك الآثار. كما قامت باتريشا والاس في وقت مبكر من دخول الإنترنت في كتابها "علم نفس الإنترنت"[3] باستكشاف الجوانب النفسية للعالم الافتراضي الذي يتفاعل فيه البشر حول العالم. فقد استشهدت بأبحاث ودراسات في العلوم الاجتماعية والاتصالات وإدارة الأعمال وغيرها من حقول المعرفة تناولت البيئة الافتراضية والاتصال المباشر (عبر الإنترنت) وكيفية تأثيره في سلوكياتنا إيجابًا وسلبًا.

وقد أصبحت الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من الهيكل الاجتماعي على المستوى المحلي والعالمي. فقد أثرت الإنترنت في هويات الأفراد والجماعات بطريقة مباشرة وغير مباشرة، حتى أنها في بعض الأحيان تهدد أمن وسلامة الفرد والجماعة. كما عززت الإنترنت، من جانب آخر، أساليب الارتقاء بوعي الأفراد والجماعات؛ حيث أصبحت أداة مهمة لتبادل الأفكار وتسهيل الوصول إلى المعرفة. والارتقاء بالوعي وتعزيز الإدراك هو إيجابي، ولكن قد يكون له أثر سلبي؛ لأن العالم أصبح قرية صغيرة كما تنبأ مارشال ماكلوهان[4] في الستينيات من القرن الماضي وأضحى أكثر تداخلاً وتأثرًا بما يحدث في أي جزء منه. فقد شاهدنا خلال السنوات القليلة الماضية ظهور العولمة الثقافية وتجسُّدها على أرض الواقع بسرعة وإيقاع أسرع مما كان متوقعًا، وكان للإنترنت أثر بارز في هذا الاتجاه.

ويظل السؤال: "هل تعمل الإنترنت على تحسين حياة الإنسان في عالمنا العربي؟" مفتوحًا.

[1] Toffler, Alvin (1970). Culture Shock. New York: Bantam Books.

[2] Toffler, Alvin (980). The Third Wave. New York: Bantam Books.

[3] Wallace, Patricia (1999). The Psychology of the Internet. London: Cambridge University Press.

[4] Mcluhan, Marshall (1964). Understanding Media: The Extension of Man. New York: Bantam

منشورة للكاتب أيضا في:

http://knol.google.com/k/-/-/1lsndp9o885mz/52#