[سعاد بن شعيرة]

الجمعيات المكتبية في الجزائر :

تقوم الجمعيات المكتبية بأدوار مهمة قصد الرفع من قدرة المكتبيين و تنمية مهاراتهم الفنية و المهنية من أجل الاستمرار في عملهم ، و تأهيلهم لمناصب عليا ، إضافة إلى إمدادهم بالمستجدات التي تطرأ على تخصصهم ، و هذا ناهيك عن دورها في إقامة دورات التدريب .
وتعتبر الجمعيات المكتبية بمثابة النـاطق الرسمي للمكتبيين ، و المعبر عن أفكارهم وطموحاتهم ؛ إضافة إلى كونها فضاء لالتقاء المكتبيين و المتخصصين في المعلومات انطلاقـا من تبـادل آرائهم و خبراتهم المهنيـة من خلال عقـد الملتقيات و النـدوات والمؤتمرات و الأيام الدراسية التي تفيد التخصص و مهنة المكتبة و المكتبيين في اكتساب معلومات قيمة حول ما يدور في هذا التخصص و خاصة منها المستجدات المستمرة في مجال المعلومات و المكتبات في العالم العربي و الغربي . و هذا فضلا عن إقامة المعارض، التي تتماشى عادة مع عقد الندوات المنظمة من طرفها . لهذا فقد ارتأت العديد من الدول إلى إنشاء مثل هذه الجمعيات من بينها الجزائر التي قامت ببعض المحاولات على غرار دول العالم العربي و الغربي. و تتمثل هذه المحاولات في إنشاء جمعيات وطنية و أخرى جهوية ، نوضحها فيما يلي:

1 - الجمعيات الوطنية :

نظمت هذه الجمعيات على مستوى وطني من خلال مشاركة الأقسام الثلاثة لعلم المكتبات بالجزائر ، إضافة إلى المكتبات و مراكز المعلومات و التوثيق و الأرشيف على المستـوى الوطني ، رغبة منها في التحسيس بأهمية تخصص علم المكتبـات ، و كذا محاولة تنميتـه و تطويره بالجزائـر . و من بين هذه الجمعيـات نذكر جمعية المكتبييـن والأرشيفييـن و التوثيقيين الجزائريين ، و الجمعية الوطنية للمكتبيين .

1 – 1 - جمعية المكتبيين و الأرشيفيين و التوثيقيين الجزائرية: ABADA

و هي جمعية وطنية تأسست في 27 فيفري 1990 ، من أجل النهوض بعالم المكتبات و المعلومات و التوثيق و الأرشيف بالجزائر ، و ذلك من خلال النشاطات التي تولت مهامها على المستوى الوطني ، كما قامت بتنصيب مكاتب جهوية لها في الجزائر العاصمة، قسنطينة و وهران، مكان تواجد أقسام علم المكتبات بالجزائر . لكن ، مع غياب التنسيق بين هذه المكاتب ، فقد كان نصيبها الانقطاع عن العمل من خلال تجميد نشاطاتهـا ، و هذا راجع إلى عدم الوعي بأهمية هذه الجمعية بصفة عامة ، وبتخصص علم المكتبات بصفة خاصة ، إضافة إلى غياب النصوص التشريعية .

1 – 2 – الجمعية الوطنية للمكتبيين :

و هي ثاني محاولة في مجال الجمعيات الوطنية للمكتبيين ، و قد أنشأت هذه الجمعية حديثا ، حيث اجتمعت بالمكتبة الوطنية في شهر مارس من سنة 2005 لوضع القانون الأساسي لعملها - في انتظار اعتماده من وزارة الداخلية و الجماعات المحلية- و تهدف فيه إلى النهوض بعالم المكتبات من خلال تكثيف نشاطاتها و أعمالها في مجال تطوير المهنة المكتبية ، و يأمل أعضاؤها في نجاحها و استمرارها في تأدية مهامها.

2 – الجمعيات الجهوية :

لقد قامت أقسام علم المكتبات بمحاولات في إنشاء بعض الجمعيات المكتبية على غرار الجمعية الوطنية ، و من بين هذه المحاولات في الشرق الجزائري نذكر: جمعية المتخصصين في الإعلام و المعلومـات و الأرشيـف بقسنطينـة ، و جمعيـة المكتبيين والتوثيقيين و الأرشيفيين لولاية سطيف .

2 – 1 - جمعية المتخصصين في الإعلام و المعلومات و الأرشيف لقسنطينة : (ASIBAC)

و قد أنشئت عام 1993 بمبادرة من قسم علم المكتبات بجامعة قسنطينة ، من بين نشاطاتها تنظيم الصالون الوطني للكتاب في الفترة الممتدة ما بين 19 و 26 ماي 1997 بقصر الثقافة " مالك حداد " بقسنطينة . و هي لا تقوم بأي نشاط يذكر حاليا ، إذ أنها تعتبر في حكم الغائبة تماما عن الميدان .

2 – 2 - جمعية المكتبيين و التوثيقيين لولاية سطيف :

تأسست هذه الجمعية عام 1990 لخدمة المكتبيين و الأرشيفيين سواء كانوا متخرجين أو الطلبة الذين هم بصدد مزاولة دراستهم الجامعية في علم المكتبات .
و قد قامت بعدة تظاهرات تنم عن نشاطها المستمر ، و الدليل على ذلك إقامة معارض الكتب و تنظيم ملتقيات و الأيام الدراسية بجامعة سطيف . إلا أنها لا تحتكم على مقر دائـم ، حالها حال جمعيـة المتخصصين في الإعـلام و المعلومات و الأرشيف بقسنطينة.