منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى الدعم الفني لبرنامج اليسير » اقتراح بوضع كافة الروابط في موضوع واحد

منتدى الدعم الفني لبرنامج اليسير يمكنك هنا مناقشة جميع المشاكل التي تواجهك في استخدام الإصدارات المختلفة من برنامج اليسير.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم May-09-2006, 01:46 AM   المشاركة13
المعلومات

أبو فواز
مكتبي نشيط

أبو فواز غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 7298
تاريخ التسجيل: Apr 2004
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 78
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


هذه المشاركة تتناول الأخوة في الله لعل أن ينفع بها الجميع لم أكن أقصد بها المشاركة من أجل المشاركة لكن الوعد مني بطرح هذا الموضوع فهذا الدين العظيم الذي اعتبرالأخوة ليست شعاراً يرفع ولا كلمات تردد، ولكنها عمل وفعل وتطبيق، إنها نظام حياة، وتعاون، وتكامل، وتكافل، إنها المرآة التي يرى كل منا فيها نفسه بصراحة، وشفافية ووضوح . فإذا وصلنا إلى هذا المستوى؛ نكون قد وضعنا أقدامنا على أول طريق السليم، ولنا في المصطفى -صلى الله عليه وسلم- القدوة حين بدأ بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار كخطوة أساسية وأولية بعد ترسيخ العقيدة والإيمان في النفوس. الأخوة نعمة من الله على عباده المؤمنين لأنها رابطة يتعذر أن نجد مثلها في واقعنا المعاصر، فلا مصلحة ولا نفعاً مادياً من ورائها، إنما هي لله فقط، فهي أخوة بين القلوب و الأرواح برباط وثيق لا يمكن فصمه .
الأخوة من أوثق عرى الإيمان وتحقيقها عبادة من أعظم العبادات، قال صلى الله عليه وسلم: " من أحب لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان "، وقال عليه الصلاة والسلام: " من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء، لا يحبه إلا لله عز وجل" . وبها تُستجلب محبة الله تعالى: في الحديث القدسي" وجبت محبتي للمتحابين فيًّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ". كما أنها سبيل إلى ظل عرش الله تعالى فمن السبعة الذين يظلهم الله بظله " رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه" . ويقول سبحانه: (إنما المؤمنون إخوة) وإنما تفيد الحصر والمعنى: ليس المؤمنون إلا أخوة قال تعالى: ( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم) والمتحابون في الله لهم منازل الصديقين يوم القيامة قال صلى الله عليه وآله وسلم "إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء، يغبطهم الأنبياء والشهداء" قيل: من هم؟ لعلنا نحبهم؛ قال: "هم قوم تحابوا بنور الله، من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس" ثم قرأ: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [صحيح الترغيب 3023]والحب في الله دليل نقاء وكمال قال صلى الله عليه وآله وسلم "ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حباً لصاحبه" [السلسلة الصحيحة 451] أزال هذا الدين العصبية بقوله:{ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا[152]}[سورة النساء]. فسما بالإنسانية عن هذه الاعتبارات التي كثيرًا ما تدفع بأصحابها إلى التفرق والخصام، وتغرى بينهم بالعداوة والبغضاء، فتفصم عرى الإنسانية الفاضلة، وتقضي على روح التعاون والتراحم، وتطمس معالم السعادة والهناءة، ووجه الناس إلى الأخذ بيد الإنسانية الفاضلة، وشهادة الموحد لأبنائه، الوحدة في التوجه إلى الله، والإخلاص له ونادانا في ذلك بنداءات إلهية كريمة، تركت في نفوسنا كل معاني الوحدة، وبواعثها مترابطة متعانقة قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ...[1]}[سورة النساء]. { يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ[35]}[سورة الأعراف]. { يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا...[27]}[سورة الأعراف]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[102]}[سورة آل عمران]. وكما جاء في الحديث الشريف العديد من الأحاديث التي ركزت على الأخوة في صيغ مختلفة ففي رواية للبخاري: "أُنصرْ أخاكَ ظالماً أو مظلوماً، فقالَ رجلٌ: يارسول الله، أنصرهُ إذا كانَ مظلوماً، أرأيتَ إن كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزهُ - أو تمنعه - من الظلمِ، فإن ذلك نصره".[رياض الصالحين 122].ومن الحقوق أيضاً التفريج عن المسلم وستره في الدنيا. قال صلى الله عليه وسلم: "المسلمُ أخو المسلمِ، لايظلمُهُ ولايُسْلِمُهُ، من كان في حاجةِ أخيهِ كان اللهُ في حاجتِهِ، ومن فَرَّجَ عن مسلمٍ كربةً فرّج اللهُ عنه بها كربةً من كربِ يومِ القيامةِ، ومن سترَ مسلماً ستره الله يوم القيامة". متفق عليه.وفي حديث أبي هريرة مرفوعاً: ". المسلمُ أخو المسلمِ: لايظلمه ولايحقره ولايخذله، التقوى ههنا -ويشير الى صدره ثلاث مرات-.بحسب امرىءٍ من الشر أن يحقِر أخاه المسلم. كلُّ المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" [رواه مسلم].وقال تعالى: (واعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً ولاتَفَرَّقوا وّاذْكُروا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلوبِكُمْ فأصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شفا حُفْرَةٍ مِنَ النّار فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدونَ) [آل عمران: 103].و أما قوله: (فأصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْواناً) فإنّه يعني: فأصبحتم بتأليف الله عز وجل بينكم بالإسلام وكلمة الحق والتعاون على نصرة أهل الإيمان، والتآزر على من خالفكم إخواناً متصادقين، لا ضغائن بينكم ولا تحاسد. [الطبري: 4/36]. وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ المسلمَ إذا لَقِيَ أخاه المسلمَ فأخذَ يدَه تحاتّتْ عنهما ذنوبُهما كما تحاتُّ الوَرقُ عنِ الشجَرَةِ اليابِسَةِ في يَوْمِ ريحٍ عاصِفٍ، وإلاّ غُفِرَ لهما ذُنوبُهما ولو كانَتْ مثلَ زَبَدِ البِحارِ" [رواه الطبراني].روى الإمام مسلم في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَهَجَّروا ولا تدابَروا ولا تحَسَّسوا ولا يَبِع بعضُكم على بيعِ بعضٍ، وكونوا عباد الله إخواناً" [شرح مسلم 16/119].وعنه مرفوعاً : "لا تحاسَدوا ولاتباغضوا ولاتجسّسوا ولاتحسسوا ولاتناجشوا وكونوا عباد الله إخواناً" [مسلم 16/119]. وفي رواية:"لاتقاطعوا ولاتدابروا ولاتباغضوا ولاتحاسدوا وكونوا إخوانا كما أمركم الله" [مسلم 16/120]. وفي رواية: "إيّاكم والظَّنَّ فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبَ الحديثِ، ولاتَحَسَّسوا ولاتَجَسَّسوا ولاتنافسوا ولاتَحاسَدوا ولاتَباغَضوا ولاتَدابَروا، وكُونُوا عبادَ اللَّهِ إخْواناً" [مسلم 16/118-119].وقال تعالى: (إنَّ الْمُتَّقينَ في جَنّاتٍ وعُيونٍ . أُدْخُلوها بِسَلامٍ آمِنينَ . وَنَزَعْنا ما في صُدورِهِم مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلينَ . لايَمَسُّهُم فيها نَصَبٌ وما هُمْ عَنها بِمُخْرَجينَ) [الحجر: 45-48]. (رَبَّنا اغْفِرْ لَنا ولإخْوانِنا الّذينَ سَبَقونا بالإيمانِ ولاتَجْعَلْ في قُلُوبِنا غِلاَّ لِلَّذينَ آمَنوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤوفٌ رَحيمٌ) [الحشر: 10].يقول تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون). { الحجرات/10} وقال الله تعالى وهو أصدق القائلين:{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[103]}[سورة آل عمران].
هذه الأخوة المعتصمة بحبل الله نعمة يمتن الله به على الجماعة المسلمة الأولى، وهي نعمة يهبها الله لمن يحبهم من عباده دائماً. وما كان إلا الإسلام وحده يجمع هذه القلوب المتنافرة، وما كان إلا حبل الله الذي يعتصم به الجميع فيصبحون بنعمة الله إخواناً.الأخوة في الإسلام ليست من نوافل القول، بل هي أساس وعقيدة راسخة في النفس، قال المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلمٍ كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" (رواه البخاري ومسلم(. فسلامة الصدر وسيلة في غاية الأهمية لتقبل ما يبدر عن الآخرين بدون حقد أو ضغينة أو سوء نية، وكذلك لحمل الأقوال والأفعال على معانيها الحسنة. - قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "لا تقاطعوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخواناً، لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" (رواه البخاري(. على كل مسلم أن يدرك أهمية الأخوة، ويدرك أنه كثير بإخوانه مع إدراك الثواب الجزيل لهذه النعمة. فنحن يمكن أن نختلف وأن تتباين وجهات نظرنا دون أن يحنق أحدنا على الآخر أو يحمل لأخيه أية ضغينة، بل نتبع القاعدة الذهبية لصاحب المنار التي تقول : " لنتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه". وعلينا إذا فهم الأولويات فقد يكون رأيي صواباً ولكن هناك ما هو أولى منه في مرحلة ما، فإذا عرفنا ذلك عذرنا بعضنا بعضاً، وقوينا من أخوتنا وأعنا بعضنا بعضاً على المهام الموكلة لكل منا. فينبغي أن نحسن الظن ببعض، وأن تتسع صدورنا للنقد البناء، وأن يعمل كل منا على احتواء الخلاف من جانبه، وكأنه هو المسؤول عن ذلك، وهذا لهدف أسمى وأرفع وأنبل، وهو إثراء روح الأخوة رفعا لمستوى الحوار فلابد من أن يحرص كل منا على نفس أخيه، و ألا يجرحه، وأن يراعي معه أدب الحديث، وألا تكون الأخوة مرادفاً لعدم الحرص في الحديث أو الابتذال فيه، أو زوال الفوارق السنية والاجتماعية، فلا بد من أن نرقى بأسلوب حوارنا، وأن يحترم كل منا الآخر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا". عندما يستشعر الفرد منا أنه ليس وحيداً، وأن معه إخوانه يساعدونه في كل أموره، وعبادته، وطاعته؛ فقد جاء في الحديث "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ". كما سيجد فيهم خير الأصحاب؛ فهو إذا ذكر الله أعانوه، وإذا نسي ذكروه. وعندما يختلط المسلم بإخوانه سيكتسب منهم خبرات، وتجارب متنوعة في شتى المناحي، وسيرتفع بذلك مستوى أدائه في المجالات جميعاً دعوية، ودنيوية، ومهنية. قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) كما سيجد الفرد من بعض إخوانه -ولا أقول كلهم- قدوة حسنة، تقربه من ربه، وتزرع فيه خصالاً، يحاول الوصول إليها دون جدوى، وذلك من خلال معايشته لهم؛ بل سيقتدي بهم في مختلف الأحوال والأوقات؛ فيكتسب قدرات لا تقدر بثمن. والمسلم في حاجة لإخوانه، وقلوبهم معه، يعينونه على مكاره الطريق، ويتواصون معه بالحق. وللأخوة الصادقة حلاوة لا يعرفها إلاّ من عاشها، حلاوة لا تدرك بمجرد العلم والمعرفة و الألقابوالذين عاشوا الأخوة في الله، وجدوا الطمأنينة والسلام في عالم يعاني من القلق والتوتر، وتيقنوا أن الأخ الحقيقي ليس بالضرورة أن تلده أمك ، فقد عزز الإسلام العلاقات الإنسانية وحث عليها لتكون قائمة على أساس الخير والصلاح.

نسأل الله عزّ وجلّ أن يهديَنا وإخواننا إلى الحق المبين، وأن يصلح أحوالنا، وينصرنا على أنفسنا وأعدائنا، وأن يتولانا برحمته الواسعة، إنه سميع مجيب.












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:39 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين