منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » § المكتبات العامة بالجزائر خلال فترة الاحتلال الفرنسى1830 ـ 1962

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
قديم Jul-26-2008, 09:56 AM   المشاركة1
المعلومات

Sara Qeshta
مكتبات ومعلومات جامعة المنصورة

Sara Qeshta غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 36111
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: مصـــر
المشاركات: 485
بمعدل : 0.08 يومياً


قلم § المكتبات العامة بالجزائر خلال فترة الاحتلال الفرنسى1830 ـ 1962

§ المكتبات العامة بالجزائر خلال فترة الاحتلال الفرنسى
1830 ـ 1962


د. نجية قموح
أستاذة في جامعة منتوري قسنطينة ـ الجزائر

مستخلص
تتناول الدراسة وصفا لواقع المكتبات العامة بالجزائر خلال فترة الإحتلال الفرنسي، كما تتحدث عن المحيط السياسي، والثقافي الذي نشأت فيه هذه المكتبات، والذي تميز بمحاولة طمس الشخصية الوطنية، العربية، الإسلامية للمواطن الجزائري لصالح بسط وترويج ثقافة المستعمر من خلال المكتبة العامة التي اعتبرها المستعمر دعامة لنشر التعليم وتطوير الثقافة الغربية الفرنسية . كما تعرف الدراسة بأنواع المكتبات العامة التي أوجدتها الإدارة المستعمرة بالجزائر .


1 ـ مقدمـة
تعد المكتبات العامة ماضيا وحاضرا المرآة التي تعكس تاريخ الشعوب والأمم وأسلوب معيشتها، وحضارتها في حفظ سجلات المعلومات التي تمثل ذاكرتها الجماعية، والإرشاد إليها، باعتبارها إحدى وسائل نشر المعرفة، وحرية الفكر، والمبادئ والقيم التقدمية، وتوجيه الأفراد من الباحثين والعلماء والمفكرين، والطلبة في المساهمة لتطوير المفاهيم الإنسانسية وتقدم المجتمعات( ) . من هنا كان ولايزال لها دورا أساسيا لدى الكثير من الدول التي تفطنت لأهمية هذه الكتبات ودورها الفاعل في نشر المعرفة والثقافة، والرقي بالمواطن فمنحتها مكانة خاصة بين أنواع المكتبات الأخرى، وجعلتها تحتل مركز الصدارة .
لكن، إذا كانت هذه الأهمية وهذا الدور قد إستعملته العديد من الدول بهدف نشر ثقافتها، وتعميم الأفكار الخاصة بمجتمعاتها داخل بلدانها، فإن دولا أخرى قد إستعملته بهدف طمس ثقافة الآخرين، لبسط نفوذها ومنهاجها على مجتمعات أخرى أرادتها أن تكون خاضعة لها وتحت سيطرتها، من هذه الدول نذكر الدولة الفرنسية عندما إحتلت الجزائر سنة 1830 حيث قامت بإنشاء العديد من هذه المكتبات، وفي العديد من مناطق البلاد واعتبرتها دعامة أساسية لنشر المعرفة، والثقافة، وتطوير التعليم . لكن نتساءل هنا ونقول : لمن أنشأت فرنسا هذه المكتبات ؟ ولنشر اية ثقافة؟ ثم ما نوع المكتبات التي أنشأتها؟ .
حتى يتسنى لنا الإجابة عن هذه التساؤلات وتكوين صورة واضحة عن واقع المكتبات العامة بالجزائر خلال فترة الإحتلال الفرنسي لابد من العودة إلى الوراء، ليس بهدف تغذية جدل سياسي تجاوزته الأحداث، بل لأنه من الصعب دراسة وضعية هذه المكتبات بعيداً عن المحيط السياسي والثقافي الذي نشأت فيه، لهذا سنحاول التطرق إلى هذا الموضوع من خلال تحديد السياسة العامة للوجود الفرنسي بالجزائر بما فيها السياسة الثقافية، ومكانة المكتبة العامة فيها، ثم نتعرف على نوع، وواقع هذه المكتبات .
2 ـ السياسة العامة للوجود الفرنسي بالجزائر





لم يكن الإحتلال الفرنسي للجزائر سهلا، إذ برغم دخول قواتها الجزائر العاصمة عام (1830)م، فإنها لم تستطع فرض سيطرتها على ربوع البلاد إلا عند نهاية القرن التاسع عشر، باحتلالها مناطق أقصى الجنوب، وذلك بسبب المقاومة الشديدة التي لقيتها في الشرق بواسطة أحمد باي، وفي الغرب الأمير عبد القادر، إضافة الى مقاومات اخرى، نذكر من بينها مقاومة أولاد سيدي الشيخ، والمقراني (1871)م، وبوعمامة وغيرها.
وبمجرد أن استطاعت فرنسا توطيد أقدامها فوق الارض الجزائري، بدأت في تطبيق السياسة، والأهداف التي جاءت من أجل تحقيقها، تلك السياسة التي كانت في بداية الأمر موضوع مناقشة ومجادلة بين المعتدين الذين كانوا ينادون بتطبيق سياسة التعايش، وبين المتطرفين الذين كانوا ينادون بضرورة تهجير الأهالي نحو الداخل، خاصة نحو المناطق الفقيرة. غير أن السياسة الرسمية لفرنسا تمثلت بصورة أساسية في تلك التي وضعها وخطط لها الجنرال بيجو (BUGEAUD) عند مجيئه للجزائر سنة (1841) م، والتي تمثلت في الإحتلال التام لكل التراب الجزائري، بشرقه وغربه، جنوبه وشماله( ) مع ضرورة إخضاع العرب، حيث قال بهذا الصدد " لابد على العرب أن يخضعوا، وأن يكون العلم الفرنسي وحده المرفرف على هذه الأرض الإفريقية... الخضوع لايكون له طابــع، إذا لم تدفع الضرائب"( ).
وقد عمد لتطبيق سياسته هذه الى إستعمال الوسائل العسكرية من جهة، والسلمية من جهة أخرى عبر التفاوض مع الأهالي، ومساومة رؤساء القبائل، ووعدهم بالسلطة والجاه، والأرباح، كذا التحالف مع الإقطاعيين الجزائريين الذين شاركوه حرب النهب والقمع هذه دون تردد.
وعلى العموم فإن سياسة الإستعمار الفرنسي كانت في مجملها تهدف الى إنكار وجود الأمة الجزائرية أصلا بغرض تأبيد سيطرته على الجزائر، وكان العمود الفقري لهذه السياسة الإستيطان على أوسع نطاق، والإستغلال الى أبعد الحدود، عن طريق نزع الملكية، حيث كتب نائب المعتمد العسكري ملارمي (MALLARME) بصدد الحديث عن قبيلة كبرى في مقاطعة قسنطينة " لقد أخضعنا لسلطتنا أولاد يحي وتركناهم في حالة من الفقر بعد ما جردناهم من أرزاقهم، وهي خير وسيلة للإطمئنان على المستقبل "( ) وكذلك الترحيل المنظم للجزائريين، وطردهم من المناطق الجذبة، وإحلال سكان أجانب محلهم بكافة الوسائل، وأخذ الثروات الطبيعية للبلاد، والأملاك الوطنية من الشعب، وإفقاره لصالح الوافدين الجدد، ضمانا للسيطرة التامة عليه وعلى ثرواته. كذلك تعميم الجهل، لترويج الخرافات والشعوذة مع إستغلال وتغذية الروح القبلية والجهوية، لأن سياسة الخضوع التي وضعها بيجو كانت ترمي من بين ما كانت ترمي اليه، إستغلال التنوع العرقي للشعب الجزائري الذي كان يتكلم لهجات محلية متعددة (بربرية، شاوية، ميزابية، تارقية ...) إضافة الى اللغة العربية الفصحى. فحاول إحداث نوع من المواجهة بين البربر والعرب عن طريق ترويج وتغذية الإشاعات القائلة بأن البربر هم من أصل أوربي، وأنهم كانوا في السابق مسيحيين، وغيرها( ).
وفي خضم هذه الأحداث لم يسلم الجانب الثقافي هو الآخر من التدمير، والخنق خاصة ما تعلق منه بالتراث القومي، والثقافة العربية الإسلامية، وقوامها اللغة العربية، والدين الإسلامي، وهو ما سنتحدث عنه بشكل اكثر تفصيل فيما يلي من الصفحات .
3 ـ السياسة الثقافية لفرنسا بالجزائر
عندما دخل الإستعمار الفرنسي الى الجزائر وجد بها ثقافة عربية إسلامية أصلية " فجميع الوثائق المتوفرة عن الجزائر قبل 1830 تشهد بأن بلادنا قد إزدهرت بها الثقافة "( ).
لقد أخذ الجزائريون على عاتقهم، وبعيدا عن الحكم، مهمة النهوض بالثقافة، وتنظيم وسائل الإزدهار الثقافي والعلمي، والفكري، والفني لبلادهم، فلم يبخلوا بمالهم، ولا بجهودهم في سبيل تحقيق ذلك، لهذا فإن من يدعي ان الجزائر العثمانية كانت الثقافة فيها غائبة، يكون إدعائه خاطئا، وصحيح أن الثقافة في تلك الفترة كانت ضعيفة، خاصة من حيث المؤلفات المبتكرة، لكنها ظلت موجودة على الساحة الإجتماعية، تنتظر فقط من يبعث بها من جديد. وهذا بشهادة الفرنسيين أنفسهم سواء في كتاباتهم ومؤلفاتهم، أو شهادات بعض المثقفين، والعسكريين، والمسؤولين، فالمتصفح لهذه الشهادات يلاحظ أنها أجمعت على ان حال الثقافة في الجزائر كان أحسن بكثير قبل دخول الفرنسيين اليها من بعده، ففي عام (1830) م كان يوجد في مدينة قسنطينة وحدها سبع مؤسسات للتعليم الثانوي وما بعده، فضلا عن تسعين مدرسة للتعليم الإبتدائي( ) وهو دليل كاف على مدى صدق هذه الشهادات وموضوعيتها. وحول هذا الموضوع قال أحد الفرنسيين أن " التعليم الإبتدائي بالجزائر كان أكثر إنتشارا مما كنا نعتقد، علاقاتنا بالأهالي في المحافظات الثلاثة بينت أن متوسط الأشخاص الذين يعرفون القراءة والكتابة من جنس الذكور كانت على الأقل مساوية لتلك التي بينتها إحصائيات المحافظات في فرنسا "( ) وذكر آخر ان " الأمية كانت منعدمة تقريبا في الجزائر "( ) وقال ثالث أن " سكان الجزائر قد يكونون أكثر ثقافة من سكان فرنسا "( ) وقال غـيره " إن نسبة الأمية في الجزائر كانت سنة 1830 أقل منها في فرنسا "( ).
وعلى العموم فإن التعليم في الجزائر كان منتشرا عند بدء الإحتلال الفرنسي، وكان أمام كل مسجد تقريبا مدرسة. وكانت كل مدرسة او مسجد، او زاوية تتوفر على معلم، ومكتبة يتزود منها التلاميذ والمعلمين بمصادر العلم والمعرفة. اما بعد دخول الإستعمار الفرنسي إلى بلادنا " فإن فرنسا لم تكتف بتجريد الإنسان الجزائري من أرضه، ومسخ شخصيته بل عملت على إفساد الافئدة والعقول، وقد تجلى عملها التخريبي هذا في إغلاق المساجد والمدارس التي كانت تعلم العربية وفي هدم الزوايا "( )، ويعتبر هذا أمرا طبيعيا من مستعمر يعلم جيدا انه لايمكنه بسط ثقافته، طالما بقيت ثقافة البلد المستعمر قائمة وحية.
إن النظام الإستعماري الفرنسي القائم على التجهيل، قصد قهر المجتمع الجزائري وتقريض دعائمه، والقضاء التام على الثقافة واللغة العربية، وبالتالي على شخصيته الوطنية، لم يتدانى في هدم المؤسسات الثقافية، والتنكيل برجالها، حيث قاوم، وبكل شدة التعليم العربي، وبخصوص هذا الموضوع جاء في تقرير موجه الى نابليون الثالث كتبه الجنرال دوكرو (DUCROT) عام 1864 جاء من بين ما جاء فيه " يجب علينا أن نضع العراقيل أمام المدارس الإسلامية والزوايا كلما إستطعنا الى ذلك سبيل ... وبعبارة أخرى يجب أن يكون هدفنا هو تحطيم الشعب الجزائري ماديا ومعنويا "( ) .
وما بقي من التعليم العربي جعلته فرنسا تعليما تقليديا يقتصر على حفظ القرآن الكريم، من غير فهم أو وعي . كذلك حالت بين العلماء والتدريس في المساجد، وقامت بطردهم منها، بل أكثر من ذلك فلقد فرضت شروطا ثقيلة تعجيزية على كل من يحاول تأسيس مدرسة، بحيث أن كل مدرسة " لا تستوفي تلك الشروط تغلق وربما تحاكم الحكومة مؤسسيها ومعلميها، وقد يكون جزاؤهم السجن، أو التغريم، أو الإبعاد، أو هذه الثلاثة معا "( ). كذلك قامت بهدم مرافق دينية، وتجارية أخرى، من بينها الوراقات، ومراكز نسخ المخطوطات، لأنها كانت ترى فيها أحد الدعائم الاساسية لحركة التعليم. وبهذا حرمت أبناء الجزائر من مصادر تحصيل المعرفة، إضافة الى غلق وحرق الكثير من المدارس، والزوايا، والجمعيات، والمؤسسات الخيرية، مع نقل مجموعات كبيرة مــن رصيد المكتبات الموجودة بهذه المؤسسات الى فرنسا، كل ذلك تنفيذا لسياستها في ضرب الحركة العلمية والثقافية في الجزائر، وإحلال سياسة التجهيل والتخلف مكانها، لدرجة أن أحد الموظفين الفرنسيين الكبار وهو اوجين فورميسترو (EUGENE FOURMESTRAUX) كتب يقول سنة 1880 " لقد فرطنا في تعليم الأهالي حتى نزل الى مستوى أدنى بكثير مما كان عليه قبـل الإحتلال "( ).
هكذا بذلت فرنسا كل وسعها للقضاء على الثقافة في البلاد، بحرمانها من كل الروافد التي كانت تغذيها، وتنميها. وبهذا الحقت بها وبالشعب الجزائري أضرارا بالغة، وجعلت ثقافة الشعب ولغته غير قادرة على مسايرة التقدم العلمي ولو في أبسط صوره، لقد قال قائد وهران في هــــذا الصدد "... بعد إقامتنا بالجزائر، إستولينا على المدارس لنحولها الى محلات، ثكنات، أو إسطبلات، وسلبنا ممتلكات المساجد، والمدارس وادعينا تطبيق مبادئ الثورة الفرنسية على الشعب العربي"( ).
وحتى تضفي السلطات الإستعمارية على أعمالها هذه صفة الشرعية والرسمية، قامت بسن مجموعة من القوانين، ترمي في مجملها الى إحداث القطيعة التامة، بين الشعب وقوميتـه ولغته، لدرجـة أن " الوزير الديمقراطي .ج. نابليون (1856 ـ 1860) اعتبر الجزائر امتدادا جغرافيا لفرنسا "( ).
لقد مارس الفرنسيون على الجزائر سياسة الإستيطان المكثف، وهو يتعدى الغزو الإستعماري المعروف، في إستغلال خيرات البلاد المختلفة، ونهب ثرواتها، الى السعي للقضاء التام على الثقافة الوطنية، لتحل محلها الثقافة الفرنسية، وبذلك تضمن لنفسها السيطرة المطلقة، والتامة، على الارض والأمة الجزائرية، وتصبح البلاد إمتدادا لفرنسا، كما كانت تنادي وتدعي بل، ان ثقافة الإستعمار نفسها لم تكن تقدم للقلة القليلة من أبناء الجزائر" الا وهي مشوبة بالدعاية والإدعاء، ولا يجودهم منها الا ليكوّن منهم موظفين، وأنصاف متعلمين، يستعملهم معاول لهدم تقاليد أمتهم، والسير بها الى الإدماج "( ) لأن الإستعمار كان يعي كل الوعي انه ليس في صالحه ان يستفيد كل الشعب الجزائري من الغزو الثقافي حتى ولو كان باللغة الفرنسية لأن " رفع المستوى الفكري لدى الشعب حتى ولو حصل عن طريق اللغة الفرنسية، قد يؤدي الى المطالبة بالتحرر السياسي، لذلك فلا بد من حصر التعليم في أقلية محدودة "( ). بل أن التعليم بالفرنسية وبعد إنقضاء حوالي ثلاثين سنة من الإحتلال، بقي مقتصرا على فئات قليلة محددة من الشعب " بسبب تطبيق سياسة تهدف الى التأثير على فئة قليلة تسمى أبناء الأعيان"، فالذين إستفادوا من هذه السياسة هم أبناء الإقطاعية المرتزقة التي خلفها المستعمر "( ) لهذا كانت نسبة المتعلمين بين أفراد المجتمع ضعيفة جدا بسبب فرض القيود على أبناء الأهالي في المدارس، وبالتالي تقلص عدد المتعلمين وعدد المدارس في الوقت نفسه، إذ في عام (1882)م وبعد مرور (52) سنة على الإحتلال لم يتجاوز عدد المتعلمين (3172 تلميذ) ( ) بل وحتى في السنوات التالية كان نمو عدد المتمدرسين ضعيفا جدا.
أما فيما يخص المدارس فقد عرفت هي الأخرى تراجعا ملحوظا في إعدادها فقد كان بمدينة الجزائر على سبيل المثال " عام (1840)، 24 مدرسة تستقبل أكثر من 600 تلميذ، لم يبق منها في شهر فيفري عام (1846) سوى 14 مدرسة لتعليم حوالي 400 تلميذ "( ) أما المدارس في مدينة قسنطينة، فقد تراجعت هي الأخرى بعد أن كان يوجد فيها سنة (1837)، خمسة وثلاثين مسجدا وسبع مدارس يؤمها حوالي ستة مائة الى سبعة مائة تلميذ، يشرف عليها اساتذة عظماء، أعطوها شهرة علمية واسعة تفوق كل المدن الجزائرية الأخرى، لا تضاهيها سوى شهرة تونس والقاهرة( ). والحال كذلك بالنسبة للكثير من المدن الجزائرية الأخرى، كوهران، وتلمسان، ومعسكر، وسطيف ... الخ. كل هذه المدن وغيرها.كان بها العديد من المدارس والمساجد، والزوايا، التي يؤمها العديد من التلاميذ. وحول هذا الموضوع قال الجنرال فالازي (VALAZE) سنة 1834 " جميع العرب تقريبا يعرفون القراءة والكتابة، وتوجد في كل قرية مدرستان "( ) .
لكن فرنسا قضت على معظم هذه المدارس، وحرمت أبناء الجزائر من التردد عليها، لأخذ العلم والمعرفة .
لقد ذهب الإستعمار الفرنسي في محاولته القضاء على الثقافة الوطنية الى حد إنكار وجود نخبة مثقفة جزائرية، الأمر الذي دفع ببعض المثقفين الى مغادرة الوطن، وقام البعض الآخر بتغيير وظيفته بينما ذهب البعض الآخر الى اقصى الجنوب، حيث لم يكن قد طالته يد الإستعمار بعد، خوفا من التعرض للإضطهاد والتنكيل، كما منع الإستعمار الملتقيات، والتدريس باللغة العربية، ولم تسلم الصحافة العربية من هذه السياسة، بعد جعلها أجنبية في بلادها، وإخضاعها للمراقبة والمتابعة، وحرمانها من معظم حقوق الصحافة الفرنسية( ) .
لكن وبرغم كل محاولات الإستعمار الفرنسي للقضاء على الثقافة الوطنية، سواء عن طريق محاربة التعليم، والتضييق والتشديد عليه أو مقاومة اللغة العربية باعتبارها من المقومات الاساسية للشعب الجزائري، أو من خلال عدائه الشديد للدين الإسلامي، لانه كان يرى فيه وحدة هذه الأمة، وترابطها، نقول برغم كل هذا لم يستطع أن يحقق آماله الكبرى في القضاء على هويتها، وثقافتها الوطنية العربية الإسلامية الأصيلة، مع أنه بذل جهودا جبارة من أجل ذلك لكن، صمود الشعب الجزائري، وثقته بنفسه، واستماتته في الدفاع عن دينه، ولغته، وتراثه، جعلت الإستعمار يمنى في النهاية بالفشل الذريع، لأن الثقافة الأصيلة لا تموت، والدليل على ذلك الأعداد الكبيرة من المدارس الإبتدائية، التي أنشاتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين خلال تلك الفترة بأموال الشعب(*) وكذلك العديد من المساجد، والزوايا، والمدارس الأخرى، التي إستمرت في عملها، غير مبالية بمضايقات الإدارة الإستعمارية، حيث إستحال على السلطات الفرنسية مراقبة نشاطاتها، وهذا بشهادة القائد الفرنسي ماك ماهون (MAC MAHON) حيث قال سنة 1851 " ان مراقبة الزوايا صعبة، إننا نهتم بها تقريبا دون نتيجة، فينبغي أن نبقى بها مدى الحياة حتى نعرف ما يحصل وما يقال فيها "( ) وقال آخر " إن مراقبة الزوايا تظهر صعوبات لا تقهر "( ) وقال ثالث " إننا نجهل داخل الزوايا "( ) كل ذلك يؤكد الدور الفعال الذي لعبته هذه المؤسسات التقليدية التعليمية في مجال نشر التعليم، والمحافظة على لغة الأمة ودينها وثقافتها الأصلية.
لكن، إذا كانت هذه هي سياسة الإستعمار في مجال الثقافة بصفة عامة، والتعليم بصفة خاصة، فماذا عن المكتبة وهي إحدى دعائم التعليم الأولي ؟ ما هي مكانتها داخل هذا المجتمع المضطهد، الملاحق في ثقافته، ولغته، واصالته ؟.
4ـ مكانة المكتبة العامة في سياسة الإستعمار الثقافية
سعيا وراء نشر الثقافة الغربية، وتعميم الأفكار الخاصة بالمجتمعات الأوربية البعيدة كل البعد عن الحضارة والثقافة العربية الإسلامية، عملت فرنسا على إقامة مختلف الهياكل الثقافية، بغرض نشر الثقافة الأوروبية بمضمونها الدعائي للإستعمار، وتحسين صورته امام الشعب من جهة، والقضاء نهائيا على الثقافة العربية الإسلامية لهذا البلد من جهة ثانية.
وكانت المكتبات والمدارس بطبيعة الحال من بين هذه المؤسسات، والهياكل الثقافية التي اقامتها في عدد من المدن الكبرى في البلاد، موهمة الناس بأنها تقوم برسالة نشر الحضارة، وتعميم الثقافة، فأخذت تلقن أبناء الشعب " في المدرسة الفرنسية عادات جديدة في التفكير والذوق والسلوك "( ). وهكذا قامت بإنشاء عدد من أنواع المكتبات منها : البلدية، والمدرسية، والحرة، ومكتبات رابطات التعليم، ومكتبات أرباب العمل، والمكتبة الوطنية، وغيرها( ). لكن هذه المكتبات في الحقيقة لم تكن قد وجدت من أجل أبناء الشعب الجزائري، بل كانت موجهة بالدرجة الأولى للفرنسيين، وأبناء الجاليات الأوربية الأخرى في الجزائر، ومن ثم بغية نشر الثقافة الفرنسية، وترويجها بين أبناء الشعب حتى تستولي على عقولهم، وتجعلهم أكثر ولاء لها .
لقد اعتبرت فرنسا المكتبة العامة في الجزائر دعامة أساسية من دعائم نشر التعليم وتطوير الثقافة الفرنسية( ) فقد جاء في تدخل وزير التربية العمومية الفرنسي ماريو روستان ( MARIO ROUSTAN) خلال أول مؤتمر دولي حول القراءة العمومية، الذي عقد في الجزائر سنة 1931 أن " المكتبات هنا ـ أي في الجزائر ـ تستجيب الى احتياج ثلاثي :
1 ـ تكملة التعليم المدرسي وتدعيمه.
2 ـ تمكين المعمرين ذوي الأصل الأجنبي لغتنا وأدبنا .
3 ـ منح الأهالي فرصة الإطلاع على ثقافتنا، لأن في ذلك مفخرة لهم، ولأن المكتبة تعد المجال الارحب لتوطيد الصداقة الفرنسية ـ الإسلامية "( ) .
وقال كذلك " إننا نريد أن تكون مكتباتنا معاهد للفكر والجمال العالمي، أين يستطيع كل واحد أن ينهل منها حسب إمكانياته واحتياجاته. وإذا كان لايستطيع المجئ اليها، عليها أن تذهب إليه، من أجل إنقاذ التربية من الخطر "( )، والخطر هنا يقصد به الثقافة العربية الإسلامية، والروح الوطنية الجزائرية، كما يقصد بالفئات المطلوب حضورها الى المكتبة أو حتى ذهاب المكتبة اليها، أبناء الفرنسيين والمتجنسين بالجنسية الفرنسية والمعمرين من جنسيات أوربية مختلفة، يعملون بالجزائر، علما بأن الأهالي الذين يشكلون أغلبية السكان، لم يكونوا معنيين بهذا الأمر .
وهكذا إذن كان القصد من إنشاء هذه المكتبات وتعميمها أينما كان ذلك ضروريا هو نشر الثقافة الفرنسية والسماح للمعمرين من إكتساب لغتها وتذوق أدبها، وفنونها من جهة، والقضاء على ثقافة البلاد بكل مقوماتها، وتعويضها بالثقافة الفرنسية من جهة أخرى. وتأكيدا على هذا القول، أوجدت فرنسا في الجزائر نوعان من المكتبات العامة، نوع خاص بالأوروبيين ويتجلى في المكتبات البلدية وفروعها، ونوع خاص بالأهالي، وهو ما كان يدعى بالمكتبات العربية الإسلامية، فضلا عن مكتبات مدارس التعليم العالي الإسلامي .
وحتى تكون المكتبة قادرة على القيام بالمهام السالفة الذكر التي أسندت اليها، أولت السلطات بعض الإهتمام لهذا القطاع، نقول بعض الإهتمام، لأن واقع هذه المكتبات وبنوعيها كان بعيدا كل البعد عما جاء في الخطاب السياسي من حيث الفعالية والمردودية، وحتى تستطيع المكتبة العامة القيام بخدمة الأهداف المرسومة لها، وبمبادرة من مدير المكتبة الوطنية للجزائر سجلت المندوبية المالية لأول مرة في ميزانية سنة 1925 إعتمادا ماليا قدره (000 30) فرنك فرنسي لإرسال الكتب الى المكتبات العامة، ثم إرتفع هذا الإعتماد في السنوات الموالية الى (000 75) فرنك فرنسي، رصدت بمجموعها لشراء الكتب( ) وكانت الإستفادة من هذه الإعتمادات لصالح المكتبات الأقل أهمية، أي المكتبات الصغيرة، أما تلك التي كانت توجد بالمدن الكبرى فــــإن إعتماداتها كانت مسجلة في ميزانية البلديات التابعة لها. وكانت المساعدات الحكوميـة تمنح للمكتبات في شكل كتب، على انها لم تكن تتم بطريقة آلية ومتساوية بل تبعا للخدمات والمجهودات التي تبذلها وتحققها كل مكتبة، فقد كانت هذه المساعدات مجرد تكملة لمجهودات المكتبات لا غير. وهذا ما يدل على ان المكتبات خلال هذه الفترة، لم تكن تتمتع بميزانيات مستقلة.
لقد اتصفت المكتبات العامة خلال هذه الفترة في مجملها بالفقر، وقلة الأرصدة، أو قدمها، إضافة الى النقص الفادح في الإعتمادات المالية، وضعف كبير في العنصر البشري المتخصص، الشئ الذي إنعكس سلبا على تنظيمها سواء من الناحية الإدارية أم الفنية، وبصورة عامة فإن السلطات الفرنسية بالجزائر لم يكن لها أدنى إنشغال آنذاك بتنظيم القراءة العمومية بصورة جدية، بل وحتى في فرنسا ذاتها( )، من ذلك غابت التنظيمات الخاصة بهذه المكتبات.
لقد سجلت المكتبات العامة في الجزائر تأخرا ملحوظا بعد نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، خاصة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث تأزمت وضعيتها أكثر فأكثر بسبب ارتفاع أسعار الكتب، الذي لم يرافقه إرتفاع في الميزانيات المخصصة لهذا الغرض، اما إشتراكات القراء فلم تتغير إلا بنسب ضعيفة، الشئ الذي جعلها غير قادرة على القيام بدورها في الحياة العامة( ) .

5 - أنواع المكتبات العامة خلال هذه الفترة
5 - 1 المكتبات الخاصة بالأوروبيين
5 - 1 - 1 المكتبة البلدية المركزية بالجزائر
تم إنشاء هذه المكتبة سنة 1872 من أجل تغطية الإحتياجات الكبرى لبلدية الجزائر، ومقرها آنذاك حي القصبة. كان يوجد بهذه المكتبة مجموعة من المؤلفات حول الجزائر، بلغ عددها عـام (1881) حوالي (1818) مجلد، ثم ارتفع ليصل سنة (1914) الى حوالي (13607) مجلداً ( )، وقد الحقت بهذه المكتبة إثنا عشرة مكتبة فرعية، إقتنت مجتمعة حوالي (229 52) مجلداً ( ) وكانت معظم الكتب التي يتشكل منها الرصيد ذات قيمة أدبية جيدة، لدرجة أن سكان الأحياء الموجودة بها كانوا يتهافتون على قراءتها. وبالإضافة الى الكتب كان القراء يطلعون كذلك على الجريدة الرسمية، والنشرات الإدارية مثل البحث عن النصوص القانونية وغيرها.
تكوّن جمهور هذه المكتبة، ومكتبات الأحياء من الجنسين، أغلبه من الشباب، إضافة الى بعض الباحثين، والمتخصصين الذين كانوا يحسنون البحث بالمكتبة، عكس القراء الشباب، وقد بلغ عدد القراء الدائمين حوالي (700 2) قارئ سنة 1931 من بين عدد السكان الأوربيين آنذاك وقدره (000 180) نسمة( ). أما بالنسبة للأهالي فلم يكونوا بين المترددين على هذه المكتبات، باستثناء بعض الأفراد الذين كانوا يدرسون بالمدارس الفرنسية، أو بعض أفراد الفئة الإجتماعية المحظوظة، الذين كانوا يسجلون أنفسهم بهذه المكتبات دون الإستفادة منها إلا نادرا.
مارست هذه المكتبة الإعارة الداخلية والخارجية، لكن الأولوية كانت للإعارة الداخلية، وكان اهتمام المكتبة موجه بالدرجة الأولى للإعتناء بتحضير الإمتحانات التي لاتتعدى المستوى الثانوي، مثل إمتحان البكالوريا، وشهادة التعليم الإبتدائي، والمسابقات الخاصة بالتوظيف في المحافظة والإدارات والبنوك وغيرها( ) .
أما عن ميزانية هذه المكتبة، فإن جزء منها كان يقتطع من ميزانية البلدية التابعة لها، وهي بلدية الجزائر، والجزء الآخر من ميزانية المكتبة الوطنية، وهذا يدل على ان هذه المكتبة لم تتوفر على ميزانية محددة ودائمة كما كانت تسير من طرف مكتبي، يساعده مهندس جغرافي يدعى فيكتور كورنتز( ) .
5- 1- 2 المكتبات الفرعية
وهي في حدود إثنا عشرة مكتبة تابعة للمكتبة البلدية المركزية، كما سبق ذكره. سبعة من هذه المكتبات كانت مخصصة للكبار، وخمسة للأطفال، وكانت تدعى كذلك مكتبـات الأحياء .
أما عن تلك المخصصة للكبار، واحدة منها كانت بدار الشعب تهتم بالعمال اليدويين، وكانت تتوفر على قاعة واسعة تتسع لمئة وخمسين تقني( ). وجدت بهذه المكتبات أرصدة مـن الكتب لا بأس بها، كما أن الكتب الحديثة الإقتناء كانت تبقى معروضة لمدة شهرين أو ثلاثة قبل أن تجمع وتحفظ في المخازن. ونظرا لتمزق هذه الكتب، نتيجة كثرة تداولها، ألحقت بها ورشات للتجليد .
كانت هذه المكتبات مفتوحة كل يوم من الساعة الخامسة زوالا الى السابعة مساءا، كما كانت تمارس فيها الإعارة بصورة مجانية، على أن يقدم المنخرط وصل السكن مع شراء دفتر إعارة بـ 0,50 فرنك فرنسي( ) أما عن نوعية القراءة التي كانت تمارس فيها، فإن قراءة التسلية كانت تمثل 96%( ). وكان يعمل بها أرامل الحرب، وهن غير متخصصات في علم المكتبات، الأمر الذي إنعكس سلبا على كيفية إدارتها وتنظيمها، اللذان إتسما عموما بالضعف وقلة الفعالية.
أما عن مكتبات الأطفال والتي بلغ عددها خمسة مكتبات، فقد كانت تفتح أبوابها يوما واحدا في الاسبوع، هو يوم الخميس، صباحا للذكور، ومساء للبنات. وقدر عدد قراءها سنة (1930) بحوالي (1700) طفلا من بينهم (115) طفل
و(11) بنت من الأهالي( ). وكانت تمارس فيها الإعارة الخارجية بمعدل كتاب واحد، لمدة ثمانية أيام، مقابل إيصال السكن وثلاثة قطع نقدية، وشهادة موقعة من المعلم أو المعلمة.
عمل بهذه المكتبات أرامل الحرب كذلك، مما جعل القراءة بها غير موجهة فكانت عبارة عن مكاتب، أو قاعات للمطالعة العمومية، وليس مكتبات وكانت تدعى مكتبات دائرة الأطفال( ) .
5- 1- 3 مكتبة البيار الشعبية
أسسها الفريد كولن (ALFRED COULON) بمساعدة رئيس بلدية الجزائر ورئيس الجامعة،وكذلك مدير المكتبة الوطنية. كان بهذه المكتبة أكثر من ألفي كتاب من بينها مجموعة من الكتب المهمة حول الجزائر. كما وجد بها عدد كبير من سلاسل الدوريات المتنوعة. لقد اشتملت على ثلاثة أقسام( ) .
1 ـ مكتبة مخصصة لتلاميذ الدروس الاضافية وهي موجودة بفصولهم الدراسية
2 ـ جناح الأطفال به حوالي ثلاثة مئة كتاب .
3 ـ جناح خاص بالكبار من الجنسين .
وهي مفتوحة أيام الأحد فقط، أما خلال أيام الأسبوع فإنها مفتوحة للتلاميذ، وخدماتها مجانية، مارست الإعارة وكانت تسجل أيام الأحد حوالي مئة إعارة( )، لكنها كانت تفتقر الى ميزانية، إذ لم يكن لها أي اعتماد مالي ضمن ميزانية البلدية، مع أنها كانت كثيرة النشاط والحيوية، وذلك بفضل مجهودات مؤسسها الذي كان يعمل باجتهاد من أجل تزويدها بالكتب الجيدة والقيمة. أما من ناحية التنظيم الإداري فإن هذه المكتبة، وعلى غرار بقية المكتبات العامة الأخرى لم تكن تخضع لأي تنظيم، نتيجة عدم توفرها على اللوائح المكتبية، والتنظيمات الداخلية، التي تسير المكتبات بموجبها، إضافة الى غياب العمال المؤهلين مكتبيا، وبذلك إنحصر تنظيمها على وجه الخصوص في محاولة تنظيم الرصيد، وضبط مواعيد فتح المكتبة، وغلقها، وكذلك تحديد شروط الإعارة الخارجية. وفيما بعد تدهورت عمليات الإعارة بهذه المكتبة، وسارت نحو الإنخفاض لأسباب كثيرة أهمها( ) .
1 ـ عدم توفر المكتبة على مقر .
2 ـ عدم اعتناء القراء بالكتب .
3 ـ عدم وجود عمال متطوعين للعمل بها.
4 ـ فقدان الكتب الجيدة أو عدم صلاحيتها للإستعمال.
5- 1- 4 مكتبة بلدية قسنطينة
تأسست في الستينات من القرن التاسع عشر في ظل الإمبراطورية الثالثة، لكنها لم تفتح أبوابها حتى سنة (1880)( ). ما يلاحظ عن هذه المكتبة أنها في البداية لم تلق شهرة كبيرة، إلا منذ مطلع القرن العشرين حيث تطورت، واحتلت الصدارة بين المكتبات الجهوية الأخرى التي كانت توجد في كل من الجزائر العاصمة ووهران( ) .
بعد الحرب العالمية الثانية عرفت هذه المكتبة عدة تعديلات وترميمات بإشراف أندريه برتيي (ANDRE BERTHIER) وهو محافظ جهوي لأرشيف الشرق الجزائري، وكذلك لمتحف قيستاف مرسي (GUSTAVE MERCIER) حاليا متحف سيرتا. كما أشرف على إعادة تنظيمها من الناحية الإدارية والفنية، حيث قام بوضع الفهرس البطاقي، وبإعداد الأدلة، ففي الفترة الممتدة بين (1947 ـ 1957) أعاد ترتيب مجموعاتها. وقام بشراء كتب جديدة، كما قام بوضع تصانيف علمية من أجل تسهيل عملية البحث عن المعلومات( ) .
أما عن رصيد هذه المكتبة فلقد كان كثير التنوع، حيث إشتملت على حوالي أربعين الف كتاب في تخصصات مختلفة، من قانون، وتاريخ، وجغرافيا، وفلسفة، ولغة، وأدب يوناني، ولاتيني وبخاصة الفرنسي، كذلك كتب في العلوم السياسية، والإقتصادية والإجتماعية، والفنون، كما وجدت بها كتب باللغة العربية خاصة بشمال إفريقيا، وكل ما يتصل بهذه المنطقة، عالجت مواضيعها التاريخ والجغرافيا( ). وكانت تسمح بالإعارة الخارجية التي بلغت بين سنة (1942 - 1950) خمسمائة إعارة، وسنة (1950 ـ 1951) وصلت الى حوالي ثمانية عشرة ألف إعارة. وكانت تم بطريقة مجانية.
وكانت تخصص لها ميزانية لا بأس بها ضمن ميزانية البلدية، إضافة الى مساعدات الحكومة العامة( ) .
أما عن الإشراف عليها، فقد باشره مختصون في تنظيم المكتبات، مثل أندريه برتيي الذي كان مفتش مكتبات محافظة قسنطينة، كما اشرف عليها نائب رئيس المجلس البلدي. إضافة الى شخصيات أخرى. مثل بلقراند (PELLGRAND)، و م. دلورم (M. DELORME) وغيرهم( ) .
5 -2 المكتبات الخاصة بالأهالي(*)
5- 2- 1 المكتبة العربية بتلمسان
وكانت توجد في قاعة بمدرسة تلمسان، احتوت على رصيد قدر بثلاثة مئة وتسعة وستون كتاب في مواضيع مختلفة، منها التشريع الإسلامي، اللغة العربية، تاريخ الإسلام... الخ. توسعت هذه المكتبة فيما بعد. وكانت الميزانية المخصصة لشراء الكتب والصيانة لا تتعدى المئة والعشـرون فرنك فرنسي( ) .
أما عن عملية الإدارة والإشراف، فلقد جرى وضع هذه المكتبة تحت إشراف مدير مدرسة تلمسان للتعليم العالي الإسلامي، يساعده أستاذ من المدرسة، يتولى عملية الصيانة، والمحافظة، وكذلك شراء الكتب مدير المدرسة، وهو أيضا الذي يشرف على عملية الإعارة التي كانت تتم تحت مسؤوليته.
وكانت هذه المكتبة مفتوحة أمام كل الأهالي، لكنهم كانوا قليلوا التردد عليها لدرجة ان الأستاذ الذي عين لخدمة هؤلاء الأهالي، قد أعفي من مهامه بالمكتبة، أما عن أيام فتحها فكانت مفتوحة في ايام العطل فقط( ) .
5-2- 2 المكتبة العربية بعنابة
وفي مدينة عنابة كانت توجد مكتبة عمومية إسلامية واحدة، وكانت تفتح أبوابها ساعتين في اليوم خلال كل أيام الاسبوع عدا الأحد، اشتملت علـى حوالـي (462) مجلد مرقمة وموضوعة في أربعة خزائن زجاجية : إشتملت الخزانة الأولى، على كتب القرآن، والتفسير، والحديث، وغيرها، والثانية على كتب القانون، والثالثة على القواميس، وكتب الأدب العربي والنحو، وكذلك المنطق، أما الخزانة الرابعة فقد اشتملت على كتب في التاريخ، ومتنوعات( ) .
لم تتحصل هذه المكتبة على أية هبة، لكنها تحصلت في الثلاثينات على ميزانية ضعيفة جدا، استغلتها في شراء بعض الكتب الجديدة.كما كانت تمارس الإعارة للتلاميذ وغير التلاميذ، على ألا تتجاوز مدة الإعارة ثمانية أيام مع إمكانية إعادة إستعارة الكتاب ثانية، ولمدة مماثلة اخرى، لقد كانت نسبة الإعارة الخارجية بها منخفظة وهذا عكس الإعارة الداخلية التي قدرت بحوالي إثنتا عشرة إعارة في اليوم الواحد. كما وجد بهذه المكتبة سجل للقراء والمستعيرين، وكذلك فهرس منظم حسب محتوى الخزانات سابقة الذكر.
5 - 2 - 3 المكتبة العربية ببجاية
وجدت هذه المكتبة منذ 1903 بمقر محاذ لمسجد سيدي الصوفي، ويعود تعيين أول مكتبي بها الى نفس سنة تأسيسها. وكان طالبا بمدرسة التعليم العالي الإسلامي بمدينة قسنطينة، ثم فيما بعد عوض بمدرس من المسجد، كان هذا الأخير يتقاضى تعويض عن حراسة.
كانت المكتبة تفتح أبوابها مع بداية السنة الدراسية طبقا لتعليمات مفتش المدرسين بالمحافظة، ومدير مدرسة التعليم العالي الإسلامي بقسنطينة( ). لم تحتو هذه المكتبة على مخطوطات، بل كانت بها كتب في الشريعة، وكذا النحو، واللغة والأدب العربي، والتاريخ، والجغرافيا وغيرها، وكانت الكتب فيها مختومة بخاتم يحمل العبارة التالية (المكتبة الإسلامية ببجاية) ( )، أما عن مصدر هذه الكتب، فالبعض منها اشترته الحكومة، والبعض الآخركان عبارة على وقف (حابوس)، أما الميزانية فلم تحصل هذه المكتبة على ميزانية لسنوات طويلة، وبالتالي لم تتمكن من إقتناء كتب جديدة، باستثناء بعض الكتب في القراءة، والنحو، الخاصة بالتلاميذ الذين يحضرون انفسهم للدخول الى مدارس التعليم العالي الإسلامي. لكن، وبمناسبة مرور مئة سنة على فرنسا بالجزائر، تحصلت هذه المكتبة على ميزانية صغيرة إستغلتها في شراء الموسوعة العربية لفريد وجدي : دائرة المعارف القرن العشرين (10 مجلدات) وموسوعة صبح الأعشى في صناعة الإنشاء للقلقشندي (14 مجلدا)( ).
وبالنسبة للإعارة فكانت تخضع لموافقة نائب المحافظ بالمدينة، ثم فيما بعد أصبح المدرس المسؤول عن المكتبة هو الذي يقوم بهذه العملية، على أن يوقع في سجل مخصص لهذا الغرض( ) .
تردد على هذه المكتبة إضافة الى سكان المدينة، سكان الدوائر المجاورة مثل: سيدي عيش، وآقبو وغيرها . وهذا ما يدل على قلة عدد هذه المكتبات .
5 - 2 - 4 المكتبة العربية بقسنطينة
كانت توجد بنهج كومب خارج مدرسة التعليم العالي الإسلامي، وهي مفتوحة كل مساء، إبتداء من الساعة الثالثة زوالا، وكان أستاذ العربية بالمسجد، والمدارس الخاصة بالأهالي والتابعة على غرار المكتبة الى سلطة المحافظة، يقوم بالإشراف على قاعة المطالعة، مقابل حصوله على سكن مجاني، دون أى تعويض آخر، إذ قدر مبلغ الإيجار الشهري بحوالي (200) فرنك فرنسي( ) .
احتوت المكتبة على عدد كبير من الكتب المطبوعة باللغة العربية فقط، وأيضا على عدد من المخطوطات، التي جمعت من مساجد المدينة خلال فترات زمنية سابقة. وقد وجد بها فهرس للمخطوطات في ثلاثة كراسات. أما عن تبعيتها، فلقد كانت تابعة لمراقبة مدير مدرسة قسنطينة الذي يقوم كل سنة بتفتيش كل من المكتبة العربية بعنابة، وبجاية، كما أن الإعارة لا تتم إلا بموجب موافقته الخطية( ).
هكذا وبعد هذا التذكير السريع لوضعية المكتبات العامة خلال مرحلة الإحتلال الفرنسي، نقول أن هذه المكتبات جاءت في الواقع صورة ضعيفة لما كان ينبغي أن تكون عليه. لقد كانت سياسة فرنسا في مجال المكتبة مرتبطة بسياستها في مجال التعليم الذي جاء تعليما محدودا قاصرا على فئة من أبناء الشعب، ذلك أن التعليم في الأصل كان يقصد منه تشكيل طبقة من الوسطاء بين الإدارة الفرنسية والأهالي، وليس تكوين مواطنين مثقفين بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. لذلك فإن المكتبة في هذا الوضع لم تكن سوى وسيلة ثانوية لشعب سعت فرنسا جاهدة لحجبه عن الثقافة، وجعلت مستوى معظم أفراده التعليمي، لايسمح لهم بمواصلة التعليم، ولا بالتردد على المكتبة .
6- الخاتمـــة
مما سبق يسهل علينا فهم وضع المكتبة، والمكانة التي احتلتها ضمن هذه السياسة التي إعتبرت المكتبة عنصر ثانوي، والكتابة (وبالتالي التعليم) وسيلة نفعية بالدرجة الأولى، لذلك لم تظهر في الواقع الملموس كوسيلة من وسائل نشر الثقافة، وترقية المطالعة العمومية، خاصة بالنسبة للأهالي، نتيجة غياب سياسة ثقافية حقيقية لترقية القراءة بين الجزائريين ذلك أن إدعاء فرنسا قيامها في الجزائر برسالة نشر الحضارة، ليس إلا وهماً وسراباً، وبالتالي فإن إدعائها أنها جعلت من المكتبة وسيلة اساسية من وسائل نشر الثقافة بالجزائر وهم وسراب هو الآخر.
لقد ورثت الجزائر عن الإستعمار عددا من المكتبات، منها المكتبة الوطنية التي تأسست سنــــة (1835)، وكذلك مكتبة جامعة الجزائر (1909) إضافة الى حوالي خمسين مكتبة بلدية، وكانت أغلب هذه المكتبات متمركزة في المناطق التي يكثر فيها الأوروبيون، أما مناطق البلاد الأخــرى، وبخاصة الجنوبية منها، فلم تكن بها مكتبات، كما أن هذه المكتبات في مجملها كانت تفتقر الى المباني، والتجهيزات والاعتمادات المالية، والمكتبيين المؤهلين، ومع ذلك فإنها غداة الإستقلال لم تسلم من الأعمال التخريبية، حيث قامت منظمة (O A S) بإحراق المكتبة المركزية لجامعة الجزائر( )، أما المكتبة الوطنية التي وضعها (JULIEN CAIN) مدير المكتبات الفرنسية آنذاك تحت حماية الجيش، فإن هذه الأخيرة فقدت العديد من الكتب والوثائق، وذلك بفعل الجيش الفرنسي نفسه الذي جاء لحمايتها( )، كما أحرقت المنظمة سالفة الذكر، جزءاً من مكتبة بلدية الجزائر وتم نقل الارشيف الى فرنسا، هذا فضلا عن الرحيل الجماعي سنة 1962 لعمال هذه المكتبات.

الهوامش والمراجع
(1) الجواهري، خيال محمد مهدي . من تاريخ المكتبات في البلدان العربية .ـ دمشق : منشورات وزارة الثقافة، 1992 .ـ ص.1 .
(2) GERMAIN , ROGER . LA POLITIQUE INDIGENE DE BUGEAUD . - PARIS : ED LAROSE , 1955 . - P. 25
(3) I BID ., P. 15 .
(4) الأشرف، مصطفى. الجزائر : الأمة والمجتمع ؛ ترجمة حنفي عيسى . ـ الجزائر : المؤسسة الوطنية للكتاب، 1983 . ـ ص .83
(5) لمزيد من التفاصيل أنظر :
AGERON , CHARLES ROBERT . LES ALGERIENS MUSULMANS ET LA FRANCE : 1871 - 1919 .- PARIS : PUF . , 1968 . - P. 273 - 274
(6) الإبراهيمي، أحمد طالب. من تصفية الإستعمار إلى الثورة الثقافية 1962 - 1972 ؛ ترجمة حنفي بن عيسى .ـ الجزائر : الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، [ د . ت . ] ص.14 .
(7) أبو القاسم، سعدالله. تاريخ الجزائر الثقافي من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر هجري (16 - 20) .ـ الجزائر: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1981 .ـ ج.1 .ـ ص. 274 .
(8) TURIN , YVONNE . - AFFRONTEMENTS CULTURELS DANS L'ALGERIE COLONIALE : ECOLES, MEDECINES , RELEGIONS , 1830 - 1880 . - 2 ED. - ALGER : ENTREPRISE NATIONAL DU LIVRE 1983 . - P. 127.
(9) الإبراهيمي، أحمد طالب . ـ المرجع السابق، ص . 73.
(10) المرجع نفسه، ص. 73 .
(11) المرجع نفسه، ص. 73 .
(12) المرجع نفسه، ص. 14 .
(13) الأشرف، مصطفى. المرجع السابق، ص .ص. 128 - 129 .
(14) الإبراهيمي، أحمد طالب . المرجع السابق، ص . 14 .
(15) الأشرف، مصطفى. المرجع السابق، ص . 414 .
(16) TURIN , YUONNE . - OP. CIT., P. 119
(17) ALLAHOUM , RABAH . - LE LIVRE EN ALGERIE . (TH. DOCT. : INF. COMM. BORDEAUX III : 1984) P. 47
(18) الإبراهيمي، أحمد طالب . ـ المرجع السابق، ص . 35 .
(19) المرجع نفسه، ص 16 .
(20) الأشرف، مصطفى .ـ المرجع السابق، ص . 414 .
(21) AGERON , CHARLES ROBERT . Histoire De L'algerie Contemporaine . - Paris: PUF., 1968 . - P. 163
(22) TURIN , YVONNE . - OP. CIT., P. 130
(23) IBID ., P.P. 133 et 135 .
(24) الأشرف، مصطفى . المرجع السابق، ص . 81
(*) بلغ عدد هذه المدارس 150 مدرسة .
(25) ALLAHOUM , RABAH .- OP .CIT ., p. 47 .
(26) TURIN , YVONNE . - OP. CIT., P. 138 .
(27) I BID.
(28) I BID.
(29) الإبراهيمي، أحمد طالب. المرجع السابق، ص . 16 .
(30) LEMAITRE , HENRI . La Lecture Publique : Memoires Et Voeux Du Congre International D'alger . - PARIS : DROZ, 1931 . - P.201.
(31) I BID ., P . 204 .
(32) I BID ., P. 33 .
(33) I BID ., P. 20.
(34) IBID ., P. 204 .
(35) I BID .
(36) IBID ., P. 203 .
(37) IBID ., P. 208 .
(38) IBID ., P. 209 .
(39) IBID ., P. 216 .
(40) IBID ., P. 211 .
(41) IBID ., P. P . 209 - 210 .
(42) IBID ., P. 215 .
(43) IBID .
(44) IBID .
(45) IBID . P. 218 .
(46) IBID . P 217.
(47) IBID ., P. 226 .
(48) IBID ., P. 227 .
(49) IBID ., P. 229 .
(50) Oberdorff, Robert . La Bibliotheque Municipale Un Centenaire A L'etroit. In. La Depeche De Constantine , 1961 , DU 23 - 24/4/1961.
(51) I BID .
(52) I BID .
(53) Troussel , Marcel . Bilan Des Dix Annees D'activites Municipales : 1947 - 1953. - CONSTANTINE , ] S. N [ ,1953. - P. P. 75 - 76
(54) I BID . P 73 .
(55) I BID . P. 76 .
(*) وهي المكتبات التي كان يطلق عليها إسم المكتبات العربية الإسلامية .
(56) LEMAITRE , HENRI . - OP. CIT ., P. 466 .
(57) I BID ., P. 467 .
(58) I BID ., P. 479 .
(59) I BID ., P. 483 .
(60) I BID ., P. 482 .
(61) I BID ..
(62) I BID ., P. 483.
(63) I BID . P. 4 68 .
(64) I BID ., P. 469 .
(65) VOYAGE AU BOUT DES RAYONS , IN. EL - WATAN N° 1960 DU 29/04/1997 , P 12
(66) GROLIER , ERIC DE . - Algerie . Developpement Des Infrastructures En Matieres De Do*****ontation , De Bebliotheques Et D'archives... , PARIS : UNESCO, 1976
. - P. 36












التوقيع
الحياة كلها سفر .. إما قصير .. إما طويل .. ما أعظم السفر القصير
إذا كان في سبيل تحصيل العلم .. لأنه سيكون الزاد عن السفر الطويل .. للدار الآخرة ..
  رد مع اقتباس
قديم Nov-28-2008, 12:14 PM   المشاركة2
المعلومات

tareklinkinpark
مكتبي فعّال

tareklinkinpark غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 55822
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 139
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي

و الله لا اعرف كيف اشكرك فالموضوع مهم جدا بارك الله فيك












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دور أخصائي المكتبات في تنمية الوعي الثقافي للمجتمع من خلال المكتبات العامة Sara Qeshta المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 15 Feb-03-2013 05:25 PM
المكتبات العامة مكتبجية 159 عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 8 Jan-12-2012 03:43 PM
رسالة الموارد البشرية بالمكتبات العامة المصرية نصار رمضان عمر عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 1 Sep-25-2006 03:53 PM


الساعة الآن 11:36 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين