[ابراهيم محمد الفيومي]

إطلاق الموقع الإلكتروني لمركز المخطوطات والوثائق الفلسطينية

في خطوة إضافية على طريق توثيق القضية الفلسطينية الذاكرة الحضارية والإنسانية والثقافية وليس فقط توثيق الماضي والحاضر بل الدفاع عن المستقبل، افتتح وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا الموقع الإلكتروني لمركز المخطوطات والوثائق الفلسطينية في مكتبة الأسد بدمشق مساء الثلاثاء الماضي وذلك بحضور الشخصيات الرسمية الثقافية والأدبية الفلسطينية والسورية.

وأكد وزير الثقافة في كلمة له خلال حفل الافتتاح أهمية هذا الموقع في حفظ ذاكرة الأمة والقضية الفلسطينية في أذهان الأجيال المقبلة، وأضاف آغا: إن الجهد المبذول سيكبر وقد نجد أن الموقع بعد فترة من الزمن متطور أضعاف ما هو عليه الآن وقد قدمنا للمحتوى الرقمي العربي مضموناً جديداً وهو يندرج في إطار الواجب الوطني وأهنئ شباب سورية ولبنان وفلسطين لاستخدامهم الحاسوب والمعلوماتية وتعلمون أن وكالات الأنباء العالمية والشاشات اعتمدت على تدمير غزة لكن الآلاف من شبابنا نشروا عشرات الآلاف من الصور والوثائق عن هذه الحرب وفضحوها للعالم وجعلوا الرأي العام يتعرف إلى حقيقة ما يجري في أرض فلسطين.

كما أعلن الدكتور رياض نعسان آغا أن وزارة الثقافة ستقدم لهذا المركز كل الدعم والمساندة وستمده بكل ما تملك من وثائق إضافة لإمكانات الشبكة التي تملكهما الوزارة والتي تعد أكبر شبكة في الوطن العربي وتتكون من 465 مركزاً بمواقعها إضافة إلى المتاحف الرئيسية الثمانية التي تمتلك أيضاً ثمانية مواقع للآثار.


وقدم مدير الموقع الدكتور أسامة الأشقر لمحة عن مركز المخطوطات والوثائق حيث أشار إلى أن هذا المشروع قد تم البدء فيه عام 2004 وتم جمع المخطوطات والوثائق في فلسطين ومختلف الدول العربية والصديقة، كما أوضح أهمية هذا المشروع في حفظ التراث العلمي في فلسطين من الضياع وجمعه في مكان واحد يسهل تناوله.


من جهته أكد أمين السر العام لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين حمزة البرقاوي أن هذا المركز يسهم في تفنيد الأكاذيب التي يستخدمها اليهود لإقامة دولة يهودية لهم على أرض فلسطين العربية.


وأضاف البرقاوي قائلاً: إذا نظرنا إلى الحركة العلمية والتعليمية في فلسطين من خلال الوثائق والمخطوطات وبالنظر إلى طباعة الكتب وغيرها من كتب مترجمة إضافة إلى الصحافة والموسيقا والعمارة فسيتبين لنا دونما شك أنها كانت على مستوى حضاري عالٍ وتكفي الإشارة إلى أن فلسطين كانت في تلك الفترة وتحديداً في عام 1863 تحوي تسعة مراكز للخدمات البريدية تشرف عليها الإدارة العثمانية إضافة إلى عدد آخر ترتبط بخدمات بريدية أجنبية. كما تحدث المنسق العام لاتحاد الآثاريين العرب بهجت قبيسي عن أهمية الوثائق مطالباً بأن يكون هناك مركز للرقم والكتابات والألواح التي تبلغ أعدادها عشرات الآلاف في الدول العربية.


وتكمن أهمية المركز أن كل شعب في جغرافيته يجمع تاريخه وتراثه وهويته في متحف وطني ومركز وثائق ليعين الأجيال على فهم ماضيهم وعلاقة الإنسان بالمكان وليس معنى أن نفقد وطننا أن نفقد هويتنا وتاريخنا وانتماءنا وتراثنا فبإمكان المرء أن يصنع هويته في عقله ووجدانه بأن يربط ذلك بوطنه المفقود أو مكانه الموعود وبذلك نبقى أوفياء لمنابت الأجداد والآباء ولاسيما أن ثلث شعبنا لا يزال في أرضه تحت الاحتلال يثبت الهوية، والعدو الصهيوني يتخذ من يهوديته بعداً قومياً وهوية جامعة لأقوام وجماعات شاذة في المنبت والمعرق والمولد والمنشأ ويعمل على محاربة تاريخنا ويطارده ويمحو هويتنا المكانية ويحاول إحلال هوية أخرى مكانها وأنشأ لذلك متاحف ومعاهد وجامعات ومنتديات وساعدته جماعات غربية توارثية متعصبة وثرية.


وعلى هامش الحفل التقت «الوطن» مدير الموقع الدكتور أسامة الأشقر فقال: إن أبرز أهداف الموقع حفظ الذاكرة الوطنية الجماعية والحضارية للشعب الفلسطيني وذلك لمواجهة مشروعات تزييف الحق التاريخي وتزوير الذاكرة العربية والعمل على التوثيق العلمي لمصادر الحضارة والثقافة والمعرفة في فلسطين والموقع الإلكتروني وثائقي يعتبر نواة معرفية تاريخية يقدم مادة أصلية دون تدخل في المخطوطات والرسوم والوثائق والصور الفوتوغرافية والمجلات والجرائد القديمة والكتب ذات الطبعات القديمة من عدة حقب تاريخية ويضم أكبر مجموعة من الصور والوثائق الأصلية تعود إلى القرن التاسع عشر مروراً بالعهد العثماني حتى أوائل القرن العشرين ثم الانتداب البريطاني وما بعد النكبة الفلسطينية ويتيح هذا الموقع تحميل هذه المواد مجاناً للمشتركين.

الرابط
http://alwatan.sy/newsd.php?idn=82807

وللدخول الى الموقع انظر

http://www.alqudsmanuscript.com/