[ابراهيم محمد الفيومي]

معرض الكتاب الاردني

* خليل قنديل

تظل ظاهرة معارض الكتاب من المظاهر الحضارية التي تستحق عناء المثابرة والتطوير ، ويظل معرض الكتاب الذي تستضيفه العواصم العربية والعالمية في كل عام احد اهم التظاهرات الثقافية التي يلتقي فيها القراء على اختلاف مستوياتهم الثقافية مع المبدع وكتابه.

ولعلنا لا نزيد في القول ان اشرنا الى الاهمية التي توليها الدول لمعارض الكتب التي تقوم باستضافتها سنوياً ، من حيث الدعم والتمويل وتغطية المصاريف العديدة التي تكفل انجاح هذا المعرض او ذاك ، والعمل على استضافة الرموز الفكرية والابداعية العالمية والعربية.

ويمكن القول بأن معرض القاهرة للكتاب ، الذي يقام سنوياً ، بدأ يتحول الى ظاهرة ثقافية تستحق التأمل والاقتداء ، بسبب حرص الجهات الثقافية المصرية على انجاح هذه التظاهرة الثثقافية كل عام ، وبسبب ما تقدمه من استضافات لمثقفين وكتاب عرب للقيام بالتوقيع على كتبهم الجديدة ، او لاقامة الامسيات الشعرية والقصصية والنقدية التي تضفي زخماً خاصاً على هذه المعارض.

ويمكن القول ، أن معرض الكتاب اللبناني الذي يقام سنوياً ، هو الآخر من المظاهر الثقافية التي تتميز كل عام بنشاطاتها وبفعالياتها الثقافية التي تقام على هامشه بالعادة.

وفي الجانب الآخر ، يمكن القول ان هناك بعض المعارض الناشئة ، مثل معرض ابو ظبي للكتاب ومعرض الشارقة ، اضافة الى معارض خليجية اخرى ، استطاعت أن تدرك المدى الحضاري لدور المعارض الخاصة بالكتب ، فأخذت على عاتقها مهمة تطوير النشاطات الثقافية لهذه المعرض ، وقامت بدعمها مادياً ورسمياً بحيث اصبحت هذه المعارض في مقام معارض الكتب العربية العريقة.

وفي هذا الاطار ، يمكن لنا أن نسأل عن سر هذا البهوت وانعدام الفعالية لمعارض الكتب التي تقام في الاردن كل عام ، وأن نسأل ايضا عن المستفيد الاول من هذا التهميش لفعاليات معرض الكتاب الاردني.

ففي معرض الكتاب الاردني ، نفتقر الى تزاحم دور النشر العربية للاشتراك في هذا المعرض ، ويتحول المعرض الى احتفالية خاصة بدور النشر الاردنية. ومن جهة اخرى تقوم الدول العربية بانتقاء المكان الخاص والمميز والثابت الذي يقام فيه المعرض ، لكننا نحاول في كل عام ان نختار المكان الطارىء والفسيح وربما المجاني الذي نقيم فيه هذا المعرض ، وبحسب القرعة المكانية العمياء يقام المعرض احياناً في مدينة الحسين ، وفي مرة اخرى يقام في المساحة الفراغية التي تقوم فيها انشاءات منطقة العبدلي ، وفي بعض السنوات صار يقام في المساحات الفراغية المتاحة المجاورة لمبنى امانة عمان في قاع المدينة.

ونحن ما زلنا نذكر كيف اقيم معرض الكتاب الاردني ذات مرة في مدينة الحسين ، وكيف داهمت الامطار المعرض مما أدى الى استدراكات مرتبكة في التعامل مع الاجنحة التي طالها البلل.

وفي ذاكرة معارض الكتاب التي تقام عندنا ، نستطيع أن نؤكد بأن هذه المعارض تفتقر للنشاطات الثقافية العربية ، والعمل على استضافة الكتاب والمبدعين العرب الى هذا المعرض. ويمكن هنا استذكار معرض واحد استطاع ان يجذب جمهور الحضور اليه ، عندما تمت استضافة الروائية الجزائرية احلام مستغانمي على هامش ذاك المعرض.

والحال اننا لا نستطيع أن نضع اللوم على جهة بعينها ، لكننا نستطيع أن نشير الى اتحاد الناشرين الاردنيين وتقاعسهم عن اثارة الجهات الرسمية المعنية بالشأن الثقافي ، ودعوتهم لها بالمشاركة والتمويل لهكذا معرض. والدعوة للارتقاء بمعرض الكتاب الاردني بما يليق بالامكانيات الابداعية لكتاب هذا الوطن.



الرابط
http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=%