[سليمان سالم الشهري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قبل ايام كان لي مشاركة حول اللغة العربية وانظمة الاسترجاع وبالذات تطويعها من قبل الاخر (الرجل الغربي) في محاولة الى تحسين اداء الاسترجاع باللغة العربية بتوظيف بعض التقنيات الحديثة من ترجمة الية او دعم حركة البحث العلمي في هذا المجال. وقد حاولت ان استطلع ارائكم حول الدوافع التي دعت الى ذلك، بحيث كانت الدوافع (سياسية، اقتصادية، علمية، اجتماعية، ثقافية، او غير ذلك). وفي حقيقة الامر ان الدوافع واضحة وجلية.
في الاونة الاخيرة تطالعنا احد اكبر شركات محركات البحث ان لم تكن هي الاكبر والتي تقدم خدمات اضافية من بينها توفير البريد الالكتروني، هذه الشركة هي شركة جوجل (Google) بإضفاء ميزة على بريدها الالكتروني(Gmail) للمستخدم العربي ( لعيونك يا ابو العربي) بحيث اصبحت الواجهة التفاعلية( Interface) باللغة العربية لتمكين المستخدم العربي من الاستفادة من هذه الواجهة للبريد الالكتروني (كما ورد في نص الخبر لمشاهدة الخبر اضغظ على الرابط التالي http://www.menareport.com/en/busines...Telecom/198767 ) ولعل هذا السبب الذي دعاني ان يكون عنوان هذه الورقة بـــــــ لعيونــــك يـــــــــا ابـــــو العــــــربــــي.
الكل يعلم ماذا اثير حول شركة جوجل في الاونة الاخيرة حول الدعوة القضائية التي اقيمت ضد الشركة حيث كان احد اطرافها (؟؟؟).
نعم جوجل تعلم كل العلم ان بريدها الالكتروني لم يكتسب شهرته الواسعة للمستخدم العربي مقارنة بالمستخدم الغربي، او حتى مقارنة بمقدمي خدمة البريد الالكتروني من شركات اخرى مثل (MSN or YAHOO).
قد يبقى التسؤال السالف الذكرحول الدوافع قائماً، ولكن السؤال الاجدر ان يتوارد في الذهن ما هو دورنا كأخصائي معلومات عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب في هذه الموجة التقنية.
هذا ولكم خالص الشكر والعرفان مني ولكن؟؟ لا تحرمونا من تعقيباتكم وافكاركم وردودكم النيرة والتي تنير ابصارنا وبصائرنا.......
اخوكم ابو سالم

[د.محمود قطر]

العزيز أبو سالم
تحية واحتراماً

إذا كانت العلاقات الدولية هي علاقات قوة ومصلحة ، وإذا كانت القوة المسلحة وقوة رأس المال لها دور استعماري عبر التاريخ ، فإن المعلومات والاتصالات هي محور تحول القوة في وقتنا الحاضر ، وهو تحول في صالح دول الشمال بصفة عامة وفي صالح الولايات المتحدة كقطب وحيد في الساحة الدولية في الوقت المعاصر .. حيث يصل نسبة العاملين في قطاع المعلومات بقطاعاته الفرعية في الولايات المتحدة ( قطاع التعليم / قطاع البحوث / قطاع الاتصالات والإعلام / قطاع آلات المعلومات والحاسبات الآلية / خدمات المعلومات ) إلى أكثر من 50 % من القوة العاملة النشطة اقتصادياً[1] .

ويُنظر إلى القرن الحادي والعشرين باعتباره العهد الذي أصبح فيه تمكين الفرد أمراً واقعاً . لقد أضحى جلياً أن الاقتصاد القائم على المعارف يستند على مقدرات الإنسان الفكرية إذ أن جهد الإنسان الفكري هو القوة الدافعة لهذا الاقتصاد والتي تزوده بالقدرة على الاختراع والإبداع وما يتمخض عنها من تطور دافق وتنمية فعالة ترتبط ارتباطا وثيقاً بذلك الاقتصاد .
وتعتبر الثورة الرقمية والإنترنت والتجارة الإلكترونية جميعها ظواهر عالمية تسهم في تعزيز دور الأفراد في وضع اقتصاد قائم على المعرفة ، إذ توفر الإنترنت وسيلة دولية لربط الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة وتوطيد التعاون اللازم لحركة التطلع نحو المستقبل ، بالإضافة إلى تسهيل مشاطرة الأهداف المشتركة والوسائل اللازمة لتسهيل بلوغ تلك الأهداف . إن التجارة الإلكترونية مثيرة للدهشة أيضاً بنموها التزايدي وبما تتيحه من المنتجات والخدمات وقدرات الاتصال غير المحدودة والتي يمكن إتاحتها لأي شخص في العالم تقريباً[2] .

ونظراً للدور المؤثر للمعلومات اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً على دول العالم وشعوبها ، واستثمار هذا الدور لصالح الدول الغنية " معلوماتياً " ، وذلك من خلال تقنين وتمرير أسس تجارة المعلومات ، بواسطة المنظمات والهيئات ذات الصفة الدولية . فإن الدول الفقيرة "معلوماتياً" ستعاني من سوء استغلال "الموارد المعلوماتية" ، مما يزيدها فقراً على فقر .

هذا الجزء المظلل بالأزرق مقتبس من دراسة أعددتها عن "الويبو"المنظمة العالمية للملكية الفكرية[3] ويلخص الرد على تساؤلك : الشديد الوضوح و.. الشديد الذكاء !!

[3] -لمزيد من المعلومات حول الويبو باللغة العربية يمكن الدخول على موقع : http://www.wipo.int/ara/main.htm


[1]- أحمد بدر . مقدمة في علم المكتبات والمعلومات الدولي والمقارن . القاهرة : دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ، 2001 . ص ص 195-196

[2] -الويبو-من المنظور إلى الواقع:رسالة من المدير العام للويبو . 2000 .ص 5، مستقاة من الموقع : http://www.wipo.int

تحياتي ومحبتي للجميع

[سليمان سالم الشهري]

امتنان وعرفان للاستاذ قطر على المشاركة الرائعة التي اتحفنا بها ووسع مداركنا بما اورده من استشهاد.
ولكن اما يكفينا اننا ما زلنا قابعين تحت مسمى الدول النامية او الدول الفقيرة. اليس بايدينا دور كمتخصصين في احد اهم روافد المعرفة للنهوض بمستوى أممنا، اليست لدينا الملكات والقدرات التي تساعدنا لاعادة وضعنا في مصاف الدول المتقدمة، بالطبع نعم واقولها بكل شجاعة نعم.
اذن ماذا يترتب علينا فعله؟
هل من الممكن نسهم بشيئ قليل في دعم عجلة البحث العلمي في هذا المضمار؟
هل من الممكن ان نستثمر ادواتنا في بناء اليات تقنية حديثة؟
هل من الممكن ان نغير من انفسنا تغيير ايجابيا يكفل لنا ان نحقق ذاتنا ووجودنا؟
هذه مجموعة من التساؤلات التي تقودني الى مجموعة من الاقتراحات، لعلها تكون في مشاركة اخرى ان سمحتوم لي بذلك من خلال مشاركتكم وتعليقاتكم التي قد تساعدنا في الوصول الى افضل نتيجة.

اخوكم ابو سالم

[د.محمود قطر]

نتعلم من التاريخ.. لدينا من الدروس المستفادة عبر التاريخ ما يمكن أن يجنبنا العديد من المشاكل والنكسات والفشل. والمعلومات هي أساس النجاح وعدم استخدام المعلومات هو الفشل بعينه. ومعظم بيوت مصر تعيش حاليا امتحانات المدارس والجامعات لأبنائنا. فهل من الطبيعي أن ينجح أحدهم دون أن يذاكر ويستعد؟ المذاكرة معلومات واستخدامها الجيد والمدرك هو نجاح، وعدم المذاكرة للكتب المتاحة ولقواعد البحث وشرح المعلمين لأسس المعرفة هو تجاهل للمعلومات اللازمة للنجاح وتوجه إلي الفشل والخسارة. وبالمثل استخدام المعلومات لمؤسساتنا بداية النجاح وتوظيف هذه المعلومات (1) لزيادة الانتاجية (الادارية والصناعية أو الخدمية) (2) لزيادة الكفاءة والفاعلية و(3) لاتخاذ القرار و(4) لتحقيق وادارة المنافسة هو أساس لتحقيق النجاح وعدم استخدام المعلومات هو الفشل. أما علي مستوي الوطن فإن لدينا من الدروس المستفادة في نصف قرن ما يؤكد لنا هذه الحقائق ولنتذكر نكسة 67 حين صدرت البيانات غير الصحيحة أثناء القتال مع العدو ضد الشعب، وانتكست الأمة وضاع جيش. وحين استخدمت المعلومات، في مسيرة الصمود والبناء إلي حرب أكتوبر 73، ووظفت بمهارة واحتراف وادارة متميزة انتصر جيش مصر وولدت أمة وفرح شعب... صدقت البيانات وتحقق انتصار... وأهم من ذلك غرست جذور الثقة من جديد لأمة كانت قد غيبت معلوماتيا وضاعت بالبيانات الكاذبة.
وعبر أكثر من نصف قرن أيضا انتكست مصر مرات عديدة وفي محن كثيرة اقتصادية واجتماعية كان سببها الأساسي في نظري غياب المعلومات (سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد) وكان يمكننا تغلب العديد من الأزمات لو توافرت (1) المعلومات، (2) أسس وقواعد استخدامها ونشرها بل لو توافر أيضا، (3) الكتاب أو النظام الذي يتم تطبيقه واستخدامه في كل جوانب الحياة. ومن هذه الأمثلة المثال الأول ديون مصر حين توافرت المعلومات والقيادة والقرار وادارة المعلومات خفضت مصر ديونها الخارجية من 44.6 مليون دولار إلي 29.4 مليون دولار ووضعت أساس بدء الاصلاح الاقتصادي الحقيقي في التسعينيات وكان غياب المعلومات وفوضي الاقتراض وغياب السياسات هي السبب في وقوع مصر في ديونها. تري هل تم ويتم ادارة الديون الداخلية بنفس الحكمة والدقة والشفافية والوضوح والحزم؟ ومثل آخر هو الاصلاح الاقتصادي (الأول) كان أحد أسباب نجاحه الرئيسية هو توافر المعلومات في عهد د. عاطف صدقي (رحمه الله)... وكان تغييب المعلومات رغم توفرها هو أحد أسباب نكستنا الاقتصادية بعد ذلك ودخولنا في مشروعات كبري يتشكك المجتمع في جودتها الاقتصادية وفي توافر دراسات لها... البعض يقول لا يوجد دراسات ولا معلومات والبعض الآخر يؤكد وجودها. أين المعلومات الحقيقية؟ والمثال الثالث ما حدث أخيرا في البورصة المصرية يشير إلي أهمية توافر المعلومات وتبسيطها ونشرها للعامة فهل يعقل أن تتأثر أكثر من مليون أسرة وتضيع ثرواتها بهذه النكسة بأمية معلوماتية. المثال الرابع هو من الضرائب ويعد مثلا ناجحا للسياسات الضريبية الجديدة كان أحد أسبابه السياسية الرشيدة والمصداقية، وتبسيط المعلومات وتوصيلها للمواطن والمتعامل وبناء ثقة معه عن طريق التليفزيون والصحافة. والمثال الخامس فرص العمل حيث يتساءل الشعب أين نحن في مصر من توفير ال750ألف فرصة عمل هذا العام؟ وكيف يصل الخريجون إلي فرصة العمل.. هل هناك من يعرض بالمعلومات الدقيقة الصورة علي مستوي الوطن شهريا وعلي مستوي كل مصنع وشركة. عدم وجود المعلومات عن فرص العمل تسبب انتكاسة في تحقيق الهدف الأهم لكل المصريين... كيف يمكن أن نري ونبني وننمي دون معلومات لكل المصريين... دون نشر المعلومات بتكافؤ لن يحدث تقدم... ولكن سيزداد من يملكها غني وتسلطا وسيزداد من لا يملكها فقرا وشقاء الفرق بين توافر المعلومات وغيابها هو الفرق بين النماء والفقر، وبين الرخاء والشقاء، وبين النجاح والفشل، وبين النصر والنكسة.

(المصدر د. هشام الشريف- جريدة الأخبار على الرابط http://www.elakhbar.org.eg/issues/16888/1301.html)