[سعد الدوسري]

الأسئلة تلك الأبراج العالية ذات السلالم المندرجة ، والزوايا المنفرجة ، والممرات المتعرجة

هل تحتاج لعلم ومعرفة ؟

أم ارتقاؤها عملية ممكنة لكل من دخل هذه المعمعة ؟!



سأقصر الحديث هنا على الأسئلة الموضوعية ، وكيفية صياغتها ، ومعايير جودتها ؛

ذلك لأننا نرى في واقعنا ضعفًا ممن لم يتعلّمها ، وخللا ممن لم يتشرّب فهمها ؛ ظنًا أنّها

يسيرة بسيطة ، وأن ليس لها معيار ولا ميزة ....!!



والحق أنّها تحتاج إلى دقـّـة وشمولية ، و تركيز أكثر من الأسئلة المقالية .



********************


وقبل البدء في معرفة أنواع الموضوعي من الأسئلة ، ومعايير كل فئة ؛

خير لنا أن نتطرّق إلى مزايا هذا الصنف عامة .


مزايا الأسئلة الموضوعية :



بعدها عن عوامل الذاتية في مجال التصحيح ( أي عدم تأثرها بذاتية المصحح ) ؛ فإجاباتها محددّة .

شموليتها لمفردات المقرر ، لكونها تتكون من عدد كبير من الأسئلة .

قياسها للفروق الفردية ، مع صدق المحتوى والمضمون .

سهولة التصحيح ، وسرعته ، مع إمكانية استخدام التصحيح الآلي .








ورغم هذه المزايا فإنّ لهذا الصنف من الأسئلة عيوبًا ، تجعلنا لا نستغني عن الصنف الآخر ( المقالية ) ، ومن هذه العيوب :




عدم قياسها لمستويات المعرفة : كالنقد والتحليل ، والتقويم ، والربط ، والتعليل ،


وإبداء الرأي ، وغيرها مما يحتاج إلى صياغة وتنظيم ، وحرية في التعبير .

صعوبة الإعداد ؛ إذ تحتاج إلى وقت ، وجهد مع تركيز وفهم، ومهارة قلّما نجدها في المعدّين .


تطلّبها لعدد كثير من الأوراق ، وكميّة كبيرة من الحبر ؛ الأمر الذي جعلها تستهلك الكثير ماديًا .









وفيما يلي سأسرد لكم أنواع الأسئلة الموضوعية ، وشروطها ، ونماذج جيدة ، وأخرى ضعيفة لكلّ نوع .


تابعوا القادم من فقرات الموضوع . .

[سعد الدوسري]

أولا : أسئلة الاختيار من متعدد .


نوع كثير الاستخدام ، صعب الإعداد ، دقيق النتائج ، ويحتاج إلى :


أ - أصل السؤال أوجذره :

وفيه تُطرح المشكلة بطرق مختلفة ، وعلى الطريقة يكون الاختيار من البدائل هو المتمم للإجابة .

ب - البدائل والمشتتات :

وهي الخيارات المتعددة التي تتاح ، وفيها إجابة واحدة صحيحة ، والبقية تكون خاطئة ، وهذه البقية تسمى ( مشتتات ) .



معايير سؤال الاختيار من متعدد .


أ - شروط أصل السؤال :


** التركيز على جوانب تعليمية مهمة في المنهج .

** تجنّب صيغة النفي والنفي المضاعف قدر الإمكان .

** وضوح حدود المشكلة ، وقياسها لهدف تعليمي واحد .

** البعد عن عبارات الكتاب المقرر ، وجمله المستخدمة .

** كتابة الكلمة المشتركة بين البدائل ؛ كي لا تكرر كتابتها .


××××××××××××××××××××××××


ب - شروط البدائل والمشتتات :

** التجانس بين البدائل مع عدم التداخل .

** ترتيب التواريخ والأرقام ترتيبًا منطقيًا .

** عدم وجود إجابات أخرى في المشتتات تحتمل الصواب .

** عدم وجود إشارة أو تلميح يقرّب إلى الإجابة الصحـيحة .

** ألا تقل الخيارات عن ثلاثة بدائل ، وألا تزيد عن خمســـة .

** التقليل من خيار ( جميع ما سبق) و ( لا شيء مما سبق ) .






نماذج ضعيفة :

الكساح مرض ينتج عن :

أ – نقص فيتامين ب ............ ب – نقص فيتامين د .

ج- نقص فيتامين أ ............... د – نقص فيتامين ج .


تكرار كلمة ( نقص ) في البدائل ، ولتجنّب هذا الضعف علينا كتابتها في رأس السؤال .


******************
أكثر دول الخليج إنتاجًا للنفط هي :


أ – السعودية . .......... ب – الكويت .

ج – قطــر . .......... د – مصر .


سبب الضعف : عدم التجانس بين البدائل فالاختيار ( د ) لا يتناسب مع المجموعة .


***********************

في عام 1967 م كان معدّل الوفيات الناتجة عن الحوادث المختلفة في كلّ ( 100000 ) من السكان هو :

أ – 58 ........... ب – 61

ج – 60 ............ د – 59


سبب الضعف : عدم تركيزها على جانب تعليمي مهم ؛ إذ ليس من الأهمية أن نعرف نسب

الوفيات بل الأفضل معرفة سبب الوفاة .

[سعد الدوسري]

ثانيا : أسئلة الصواب والخطأ .



أسئلة سهلة الصياغة ، تتطلب وضع كلمة صح أو علامتها ، و كلمة خطأ أو علامتها أمام العبارة المذكورة .

×××××××××××××××××××××××


معايير أسئلة الصواب والخطأ :



- التركيز على جوانب تعليمية مهمة في المنهج .

- تجنّب صيـغة النفي والنفي المضاعف قدر الإمكان .

- وضوح حدود المشكلة وقياسها لهدف تعليمي واحد .

- البعد عن عبارات الكتاب المقرر ، وجمله المستخدمـة .

- تجنب العبارات التي تشمل صيغ النفي ، أوالنفي المضـعّف .

- ألا تتضمن العبارة أكثر من فكرة ؛ كي يسهل التركيز عليها .

- إحكام الصياغة بحيث لا تحتمل العبارة الصواب والخطأ مـعًا .

- تجنّب الطول في صياغة العبارة ؛ كي لا يشتت ذهن المجيــب .

- الترتيب العشوائي للعبارات بصورة لا تدعو لتخمين الإجابـــة .

- خلو العبارة من الإيحاء أو الإشارة ككلمة أحيانًا وكثيرًا ونادرًا .






أنموذج جيّد لسؤال الصواب والخطأ :


س - اكتب كلمة ( صح ) أمام العبارات الصحيحة ، وكلمة ( خطأ ) أمام العبارات الخاطئة :


1 – توفيق الحكيم كاتب من كتّاب الحوار المسرحي . (صح ) .

2 - أسلوب ضمير المتكلّم من الأساليب المستخدمة في فن الخطابة . ( خطأ ) .

3 - ( حارس الجرن ) قصة تمثل حياة شخصية ريفية . ( صح ) .

4 - تعدّ المحاضرة من الفنون النثرية الحديثة (صح ) .

5 - عرف العرب الفن المسرحي قبل الغرب . ( خطأ ) .

6 - لحافظ إبراهيم قصيدة تُسمى ( العمريّة ) . (صح ) .







نماذج متفرقة لعبارات ضعيفة :


- لا توجد خلية حية ليس بها نواة . ( سبب الضعف النفي وتكراره في العبارة ) .

- غاز الأكسجين يشتعل ، ويساعد على الاشتعال . ( سبب الضعف تركيب فكرتين أحدهما خاطئة والأخرى صائبة ) .

- الخليفة الراشد الذي امتاز بالطول هو عمر بن الخطاب . ( سبب الضعف عدم أهميّة المعلومة ) .

- يقع كوكب الأرض بالنسبة للشمس قبل المريخ وبعد زحل . ( سبب الضعف غموض الفكرة ) .

- يعد عزيز عيد وجورج أبيض عملاقي التمثيل العربي في أوائل القرن العشرين ، وقد اهتما بالفنين الهزلي والمأسوي .

( سبب الضعف الطول ، مع وجود أكثر من فكرة ) .

[سعد الدوسري]

ثالثًا : أسئلة المزاوجة .


وهي نوع من الأسئلة يبنى على عمودين ، العمود الأول ويسمى ( مقدمات أو أسئلة )

يحوي مصطلحات أو أسماء أو أعمال أو مفاهيم ، ويقابله في العمود الآخر الذي يُسمى

( استجابات أو بدائل ) مجموعة تقترن بها .

ويعتمد الطلب هنا على الربط بين مفردات أو جمل العمود الأول بما يناسبها من العمود الثاني .





معايير كتابة أسئلة المزاوجة :


- التركيز على جوانب تعليمية مهمة في المنهج .

- وضوح المفردات ، وتجنّب الغموض والتعقيد .

- قياسها لهدف تعليمي واحد ، مع ارتباطها بالمنهج .

- البعد عن عبارات الكتاب المقرر وجمله المستخدمة .

- مفردات المقدمات والاستجابات مختصرة ،ومتجانسة .

- جعل عبارات الاستجابات أقصر من عبارات المقدمات .

- عدد مفردات الاستجابات يزيد بمقدار فقرة عن المقدمات .

- الترتيب المنطقي لمفردات كل من المقدمات والاستجابات .

- وجود عنوان لعمود المقدمات ، وعنوان لعمود الاستجـابات .

- تجنّب تجزئة السؤال وذلك بكتابة سؤال المزاوجة في صفحة واحدة .

- تحديد الأساس الذي يقوم عليه الربط بين العمودين في رأس السـؤال .


والمقصود بالتجانس أي أن تكون الفقرات ذات موضوع واحد كأن تكون القائمة الأولى

أسماء مؤلفين ، والقائمة الثانية أعمال لهؤلاء المؤلفين .






نموذج لسؤال مزاوجة جيّد :


س - صل بين اسم كل كاتب في القائمة ( أ ) برقم كتابه الموجود في قائمة ( ب ) :

( أ ) .................................................. ....( ب )

اسم الكاتب .........................................اسم كتابه

الجاحظ .................................................. ............1 – العين .

أبو العلاء المعرّي ................................................2 – الأغاني .

عبد الله بن المقفع ................................................3 – المقامات .

بديع الزمان الهمذاني ............................................4 – كليلة ودمنة .

.................................................. .......................5 – الحيوان .


××××××××××××××××××××××××


س – صل كل ( مفرد ) في القائمة ( أ ) بما يناسبه من أوزان الجموع في القائمة ( ب ) :

( أ ) .................................................. . ( ب )

المفرد ..........................................وزن الجمع المناسب له :

صاحبة .........................................1 – أفعال .

أكبر ............................................2 – أفعُلة .

وقت ............................................3– فواعل .

كتيبة ...........................................4 – فعائل .

حجاب ..........................................5 – فعاليل .

.................................................. .6 – أفعال .







نموذج لسؤال مزاوجة ضعيف .


س – زاوج بين عناصر القائمتين ( أ ) و ( ب ) :

قائمة ( أ )....................... قائمة ( ب )

1 – أينشتين ...........مكتشف قانون الجاذبية .

2 – دارون......................مكتشف قانون الطفو .

3 – نيوتن ......................صاحب نظرية النشوء والارتقاء .

4 - أرخميدس ....................مكتشف قانون النسبية .


أسباب الضعف :



- عدم وضوح الأساس الذي يقوم عليه الربط بين العمودين في رأس السـؤال .

- عدم وجود عنوان لعمود المقدمات ، وعنوان لعمود الاستجـابات .

- جاءت عبارات الاستجابات أطول من عبارات المقدمات .

- عدد مفردات الاستجابات لم يزد عن عدد جمل المقدمات .



***************************

س - دون رقم البديل المناسب من قائمة (ب ) في المكان المخصص من القائمة ( أ ) :


قائمة ( أ ).................. قائمة ( ب )

( ..) عنترة بن شدّاد ................1 - عام 1453هـ

(... ) فتح القسطنطينية ...............2 - أمير الشعراء .

(... ) سوريا ......................3 - ميناء العقبة .

.......................................4 - .نهر الفرات .




أسباب الضعف :



- عدم وضوح الأساس الذي يقوم عليه الربط بين العمودين في رأس السـؤال .

- عدم وجود عنوان لعمود المقدمات ، وعنوان لعمود الاستجـابات .

- افتقار محتوى كل عمود إلى التجانس المطلوب .












هذا ما استطعت إعداده وجمعه من معايير الأسئلة الموضوعية ،

ونماذج معينة وموضحة ، أسأل الله أن ينفع بها الجميع ...


وقبل أن أختم موضوعي أود الإشارة إلى أنّ ما يراه بعضهم من أنّ أسئلة الإكمال هي من الأسئلة

الموضوعية هو بعيد عن الصواب ؛ لأنّ أسئلة الإكمال من الأسئلة المقالية إذ لا يمكن تصحيحها أليًا .







منقول

بارك الله في كاتب الموضوع ، وكتب له الأجر ، وبلّغه مناه في الدارين .

[امواااج]

مشكوووووووور . دوره كاملة اعداد الاسئلة الموضوعية . دمت بود

[ابـوعبدالرحمن]

موضوع مميز وشرح وافى
مشكور يا أبو ريان
من جد الله يعطيك العافية

[سعد الدوسري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امواااج

مشكوووووووور . دوره كاملة اعداد الاسئلة الموضوعية . دمت بود

يعطيك العافية على تواجدك اخت امواج

واسال الله الفائدة للجميع . .

[آل رشاش]

بارك الله فيك أخي سعد وجزاك الله ألف خير بالفعل تعد الأسئلة الموضوعية خير مثال على استخدام العقل بالشكل المناسب ولكن دعني أعلق زيادة على ماذكرت ولكن بشكل مضاد تماماً فهذا النوع من الأسئلة على الرغم من سهولة تصحيحها وهي من النوع الذي يبعث على الراحة في نفس الطالب حيث أن إجابتها لا تقبل الفلسفة إلا أنها في حقيقة الأمر تعد مشكلة من حيث سهولة الغش فيها وهذه حقيقه لكن ليس معنى ذلك أن تكون قاعدة تعمم بل إن الأمر يعتمد على المراقب تماماً أياً كان فقد تكون الأسئلة مقالية مثلاً ونجد الغش فيها بشكل كبير ما أحببت تلخيصه هنا أنك أبدعت في النقل وهذا هو المهم الآن ولكن الويل لك إن أنت تجاهلت ردي ولم تمدحني بما فيه الكفاية أريد منك أبياتاً من الشعر تعليقاً على ماكتبت ويا حبذا لو تكون من العصر الجاهلي.
خربتها صح.

[علي عنتر]

شكرا على الإفادة

[صهيل القلم]

شكرا لكم أخي سعد على الموضوع المناسب وفي الوقت أيضا المناسب
ولكن يبقى كل نوع من الأسئلة له إيجابياته وسلبياته ، وأعتقد أن المزج بين الطريقتين ( الموضوعية والمقالية ) عند بناء الأسئلة يسهم في قياس التحصيل بشكل جيد ويراعي الفروق الفردية بين الطلاب وكذلك يقلل من السلبيات في حال اعتماد أحدها .
تحياتي وتقديري

[سعد الدوسري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابـوعبدالرحمن

موضوع مميز وشرح وافى

مشكور يا أبو ريان

من جد الله يعطيك العافية

بل المميز هو انت اخي العزيز ابو عبدالرحمن ، اشكرك على تواجدك ..

تحياتي وتقديري لك . .

[سعد الدوسري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آل رشاش

بارك الله فيك أخي سعد وجزاك الله ألف خير بالفعل تعد الأسئلة الموضوعية خير مثال على استخدام العقل بالشكل المناسب ولكن دعني أعلق زيادة على ماذكرت ولكن بشكل مضاد تماماً فهذا النوع من الأسئلة على الرغم من سهولة تصحيحها وهي من النوع الذي يبعث على الراحة في نفس الطالب حيث أن إجابتها لا تقبل الفلسفة إلا أنها في حقيقة الأمر تعد مشكلة من حيث سهولة الغش فيها وهذه حقيقه لكن ليس معنى ذلك أن تكون قاعدة تعمم بل إن الأمر يعتمد على المراقب تماماً أياً كان فقد تكون الأسئلة مقالية مثلاً ونجد الغش فيها بشكل كبير ما أحببت تلخيصه هنا أنك أبدعت في النقل وهذا هو المهم الآن ولكن الويل لك إن أنت تجاهلت ردي ولم تمدحني بما فيه الكفاية أريد منك أبياتاً من الشعر تعليقاً على ماكتبت ويا حبذا لو تكون من العصر الجاهلي.


خربتها صح.

اهلا وسهلاً بك اخي ال رشاش . .

أشكرك على تواجدك الرائع الذي اسعدنا كثيرا ، ،

وفي تعليقك اصبت عين الحقيقة اخي فعلا الاسئلة الموضوعية تبعث الراحة في نفس الطالب ، ومن سلبياتها كما ذكرت سهلة الغش و ايضا لا تدل على فهم الطالب للموضوع ، وصعوبة اعدادها . . وغيرها . .


تعليق رائع جدا من عضو مميز . .
( للمعلومية فقط ال رشاش احد الاعضاء المميزين عام 2007 م )

اعتقد هذا يكفي عن ديوان من الشعر . .