منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى الوثائق والمخطوطات » ما المخطوط؟

منتدى الوثائق والمخطوطات يطرح في هذا القسم كل ما يتعلق بالوثائق والمخطوطات العربية والإسلامية.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Sep-04-2006, 12:45 AM   المشاركة1
المعلومات

جآء الأمل
ساره اللقماني

جآء الأمل غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 11555
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 345
بمعدل : 0.05 يومياً


افتراضي ما المخطوط؟

المخطوط؟


جرت عادة الباحثين المهتمين بالمخطوطات من حيث تاريخها وفهرستها ونسخها وتوثيقها وتحقيقها وما ماثل هذه الموضوعات أن لا يتعرضوا للكلام عن كلمة مخطوط من حيث التأثيل والتأصيل اللغوي ومن حيث استعمالها لأول مرة في النصوص العربية. وقد برر هذا بعض الغربيين المختصين في هذا المجال بكون اللغة العربية ما زالت تفتقر إلى معجم تاريخي يحدد تاريخ الألفاظ ويشير إلى النصوص الأولى التي ظهر فيها اللفظ على غرار معاجم اللغات العربية.


1 - المفهوم الدلالي للفظ مخطوط
2 - بداية ظهور المصطلح
3 - ماهية المخطوط العربي الإسلامي

لا يقبلون استعمال لفظ مخطوط إلا إذا ألحق بكلمة كتاب، فيقولون الكتاب المخطوط لأنه ليس كل ما كتب باليد يعتبر بالضرورة مخطوطا. فشواهد القبور وما نقش على الأحجار وما نقر على الصخور لا يمكن اعتبارها مخطوطا. إن الكتابة باليد ليست ضرورية في ذاتها بالمفهوم الفيلولوجي(1) للمخطوط. فلنبحث الآن في مادة هذا اللفظ في اللغة مع محاولة رصد بداية تداوله وذلك باستشارة المعاجم واستقراء النصوص التي يمكنها أن تمدنا بمعلومات عن بدء استعماله. (2)ومن الطبيعي عند أهل اللغة أن يبحثوا عن جذور الكلمات في أول نص عربي تم جمعه ألا وهو القرآن الكريم: ومن يقرأ في كتاب الله يجد أن الإشارة الوحيدة لهذا الجدر هي ما جاء في قوله تعالى في سورة العنكبوت (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك، إذا لارتاب المبطلون). (3)فجاءت المادة بصيغة الفعل ولا أثر لصيغة اسم المفعول الذي هو موضوع البحث.

1 - المفهوم الدلالي للفظ مخطوط
ولن يجد المستقرئ لدواوين الشعر العربي منذ الفترة الإسلامية إلى العصور المتأخرة أثرا لكلمة مخطوط. كما تخلو معاجم العربية منها باستثناء ما جاء عنها في "أساسا البلاغة للزمخشري (تـ 538هـ) وتاج العروس للزبيدي (تـ 120هـ). جاء في الأول: "خط الكتاب يخطه، وكتاب مخطوط". وجاء في الثاني: "كتاب مخطوط أي مكتوب فيه". وتبقى العربية خلوا من هذا اللفظ حتى اختراع الطباعة التي ستحدث تحولا في الحضارة العربية، وتفرز مصطلح "مخطوطّ ما كا نليظهر لولا ظهور ما يقابله وهو كلمة "مطبوع".
ويصعب على الباحث في الوقت الراهن تحديد أول نص عربي ظهر فيه اللفظ لأن ذلك يدعو إلى استقراء شامل لكل النصوص الحديثة المتعلقة باكتشاف الطباعة. والذي لا شك فيه هو ان اللفظ مع ظهور الطباعة حجرية كانت أو سلكية. ولم يكن هذا الحدث خاصا باللغة العربية وحدها بل حدث هذا كذلك في اللغات الأخرى التي عرفت بلادها هذا الاكتشاف الجديد.

إن الباحث في لفظ مخطوط في اللغة الفرنسية (manuscrite) يجد انه استعمل لأول مرة في أحد نصوص هذه اللغة في سنة (1594م) أي في نهاية القرن السادس عشر للميلاد. وعلى الرغم من كون اللفظ لفظا لاتينيا (manuxcriptum) فإن الفرنسيين استعاروه من اللغة الإيطالية التي عرفت استعمال اللفظ قبل فرنسا بحكم سبقها إلى التمسك بالنهضة الحديثة(4). وقد أطلقوا على المخطوط لفظ(5) ( libri) اللاتيني في مقابل مطبوع منذ بداية الطباعة، أما اللفظ المتداول الذي ظل طوال العصر الوسيط يطلق على الكتاب الذي لم يكن إلا مخطوطا فهو الكراس أو ( codex ) وهو لفظ لاتيني ويعني "كتاب".(6) وقبل الخوض في المفهوم الدلالي لهذا اللفظ نشير أسن الفيلولوجيين
2 - بداية ظهور المصطلح
ولن يجد المستقرئ لدواوين الشعر العربي منذ الفترة الإسلامية إلى العصور الأخيرة أثرا لكلمة مخطوط كما تخلو معاجم العربية منها باستثناء ما جاء عنها في أساس البلاغة للزمخشري (538هـ) وتاج العروس للزبيدي (1205هـ). جاء في الأول: "خط الكتاب يخطه، وكتاب مخطوط". وجاء في الثاني: "كتاب مخطوط أي مكتوب فيه". وتبقى العربية خلوا من هذا اللفظ حتى اختراع الطباعة التي ستحدث تحولا في الحضارة العربية وتفرز مصطلح "مخطوط" ما كان ليظهر لولا ظهور ما يقابله وهو كلمة "مطبوع". ويصعب على الباحث في الوقت الراهن تحديد أول نص عربي ظهر فيه اللفظ لأن ذلك يدعو إلى استقراء شامل لكل النصوص الحديثة المتعلقة باكتشاف الطباعة. والذي لا شك فيه هو أن اللفظ مع ظهور الطباعة حجرية كانت أو سلكية. ولم يكن هذا الحدث خاصا باللغة العربية وحدها بل حدث هذا كذلك في اللغات الأخرى التي عرفت بلادها هذا الاكتشاف الجديد. إن الباحث في لفظ مخطوط في اللغة الفرنسية ( manuscrite ) يجد أنه استعمل لأول مرة في أحد نصوص هذه اللغة في سنة 1594م أي في نهاية القرن السادس عشر للميلاد. وعلى الرغم من كون اللفظ لفظا لاتينيا ( manuscriptum ) فإن الفرنسيين استعاروه من اللغة الإيطالية التي عرفت استعمال اللفظ قبل فرنسا بحكم سبقها إلى التمسك بالنهضة الحديثة.
أما لفظ ( manuscriptum ) اللاتيني فإنه ظهر في هذه اللغة منذ القرن الثالث الميلادي. ولم يكن يعني ما أصبح يعنيه كمقابل للمطبوع في عصر النهضة بل كان يدل على النسخة التي يخطها المؤلف بيده لا بيد غيره والتي أصبح يطلق عليها اليوم في الغرب لفظ أوتوغراف(7) ( autographe ) ونسميها نحن العرب النسخة الأصلية. والدليل على ذلك هو أن المفكر اللاتيني في القرن الأول قبل الميلاد شيشرون ( cicéron ) استعمل كلمة منوسكربتوم ( manuscriptum ) اثنتا عشرة مرة بمفهوم "أوراق خاصة" وهي أوراق خطها بيده. ولم تكن اللغة اليونانية لتختلف عن اللغة اللاتينية في هذا الاستعمال. فلفظ مخطوط اليوناني الذي ظهر في هذه اللغة في القرن الثاني قبل الميلاد كان يعني تلكم النسخة التي خطها المؤلف بيده. ولم تصبح في مقابل المطبوع إلا بعد عصر الطباعة شأن اللفظة اللاتينية. وقد أطلق على المخطوط اليوناني مصطلحات أخرى طوال العصر الوسيط.
أما العرب فقد سموا الكتاب المخطوط تسميات متعددة تختلف باختلاف العصور. فقد أطلقوا عليه في القرن الأول الهجري الرقيم، الزبور المصحف (8) (بفتح الميم)، السفر، الرسالة، الكراسة، (9)الجلد، الجزء، المجلدة، الكناش أو الكناشة، (10) الدفتر (11) وغيرها.
وقد أطلق على الكتاب في عصر التدوين والتأليف الديوان أو المدون والتأليف أو المؤلف والتصنيف أو المصنف. وابتداء من القرن الرابع للهجرة حين اكتملت النهضة العلمية والتأليفية في المجتمع العربي أصبح يطلق على مصادر (12) التراث تسميات مثل الكتب الأصول، الكتب الأمهات، الكتب الأساسية لما تحويه من أساسيات العلم، بالإضافة إلى استعمال مصطلحات مثل التقييد، الفهرسة، الكشكول، (13) وغيرهما كثير. وإن كان ظهور لفظ "مخطوط" مرتبطا بصناعة المطبوع في التراث العربي فإننا نشير أن المغاربة استعملوا عبارة "نسخة قلمية" في مقابل كتاب مطبوع قبل أن يجاوروا المشارقة في استعمال لفظ مخطوط. وهذا ما صنعه علماء الإنسانيات ( humanistes ) عندما لجأوا إلى لفظ(14) اللاتيني عوض لفظ ( codex ) طوال عصر النهضة أي إلى نهاية القرن السادس عشر للميلاد حينما اصطلحوا على لفظ ( manuscrite ) اللاتيني والذي سبق الإيطاليون إلى استعماله لنفس الغاية قبل الفرنسيين.
ومن حيث الشكل فإن المخطوط العربي استعار شكل الكوديكس اللاتيني الذي كان عموديا. (15) وهو الشكل الذي مازال يحتفظ به الكتاب حتى اليوم. ومعلوم أن الكوديكس ظهر تاريخيا في نهاية العصر القديم بعد انتقاله من الكتاب الملف أو اللفافة. وكان اللاتينيون يطلقون عليه لفظ(16) (volumen). وبما أن هذا البحث لم يكن من شأنه الاهتمام بالجوانب العلمية والباليوغرافية والكوديكولوجية للكتاب المخطوط فإننا نرى من الواجب توضيح بعض النعوت التي ألصقت بالكتاب المخطوط في مختلف أنواع التراث خصوصا بعدما أصبح موضع دراسة المختصين من حيث علمه وتاريخه. ولا ندعي أننا سنحيط بها جميعا بل سنكتفي بالإشارة إلى بعضها في انتظار تخصيص هذا الموضوع ببحث خاص. إن أول ما يجب توضيحه في هذا المجال هو ما يسمى بالمخطوط العربي الإسلامي.
3 ماهية المخطوط العربي الإسلامي
إن المخطوط العربي الإسلامي هو المخطوط الذي تناول موضوعا من الموضوعات الأدبية أو الفلسفية أو العلمية باللغة العربية ونسخ بالحرف العربي. ويتسع ليشمل مخطوطات الدول الإسلامية غير العربية كلغات إفريقيا السوداء واللغات الحامية كالأمازيغية واللغات الهندية الأوربية كالفارسية والأفغانية والأوردو ( urdu ) أو الباكستانية والعثمانية والتركية وغيرها من لغات الشعوب الإسلامية التي استعارت حرف القرآن للكتابة. وقد تتبعها العالم الأوربي جوفروا روبير( G.Roper ) وأحصاها فوجدها مائة وتسعة وعشرين (129) لغة.
ويدخل في هذا الإطار المخطوط الذي عالج موضوعا عربيا ولكنه بهجائيات غير عربية. إن الأرصدة العربية التي تملأ الخزائن الدولية تحتفظ بمجموعات من المخطوطات العربية نسخت بالحرف العبري كبعض مؤلفات ابن رشد الحفيد، (17) أو نسخت بالحرف اللاتيني أو كتبت بالحرف الكرشوني وهو الخط السريالي المستعمل في أحد الأديرة المسيحية في سورية يسمى كرشونة. (18) وفي مقابل المخطوط العربي الإسلامي نجد المخطوط العربي المسيحي، إنه ذلكم الكتاب الذي يكون صاحبه مسيحيا لكنه يكتب باللغة العربية ويتناول فيه موضوعا عربيا أو يعالج قضايا عقائدية مسيحية. ومن الأمثلة على ذلك مؤلفات الكاتب المسيحي فضل الله الصقاعي 726 هـ، من نصارى دمشق وضع مختصرا لوفيات الأعيان لابن خلكان كما وضع ذيلا عليه وسماه تالي وفيات الأعيان. كما وضع مؤلفون نصارى كتبا بالعربية أبرزوا فيها أهم القضايا الدينية المسيحية. وقد اهتم بهذا النوع من المخطوطات المستشرق الفرنسي "جيرار طروبو" ( G.Troupeau ) فوضع في سنة 1972 و1974 فهرسا في مجلدين للرصيد العربي المسيحي المحفوظ بالخزانة الوطنية الفرنسية. (19) ومن بين التسميات التي سمي بها المخطوط ما اصطلح عليه في الغرب بالمخطوط الجامعي ( manuscrit universitaire ) ويطلق على الكتاب الذي يتضمن المواد الأساسية التي تدرس بالجامعات الغربية في نهاية العصر في نهاية العصر الوسيط وهي: الطب واللاهوت والقانون والفنون الحرة، ولا يعتبر المخطوط جامعيا ما لم يتناول هذه العلوم. ومنها كذلك ما نعتوه بالمخطوط الحديث وهو ذلكم الكتاب الذي خطه المؤلف بيده وقدمه للطابع أو الناشر، وهو مصطلح حديث النشأة ظهر بعد اكتشاف صناعة الطباعة. ومنها أيضا ما اصطلح عليه بالمخطوط الهجين. فالهجين في العربية من كان أبوه عربيا وأمه أعجمية. ويطلق هذا الوصف على المخطوط الذي يتم نسخه على مواد كتابية مختلفة كأن ينسخ جزء منه على الرق والجزء الآخر على الورق أو يكتب قسم منه على الكاغد العربي الأصيل وقسم آخر على الورق الأوربي الذي يحمل تلكم العلامة المائية التي يطلق عليها الغربيون ( Filigrane ) والتي يخلو منها الورق العربي. (20)
ومن الأمثلة على هذا ذلكم المعجم اللاتيني- العربي (21) الذي تحتفظ به مكتبة جامعة ليدن بهولندة، ورقتا العنوان والتختيمة من الرق ومعظم المتن نسخ على الورق. وعلى الرغم من اعتبار هذا المعجم استثناء أو مفارقة كوديكولوجية فإن تركيبة المزدوج يبرز الانتقال التدريجي من الرق إلى الكاغد كمادة للكتابة. ومن النعوت التي ألصقت بالمخطوط العربي لفظ خزائني نسبة إلى خزانة. والمخطوط الخزائني ( Bibliophilique ) هو المخطوط الأنيق المزخرف المنسوخ نساخة جميلة رائعة برسم خزانة ملك أو أمير أو وجيه من الوجهاء. وقد يكون مصحفا مذهبا أو كتابا مرصعا يكتبه خطاط ماهر، ولا تكاد تخلو خزانة من الخزانات العالمية من مجموعة من هذا النوع من المخطوطات تعرض في غالب الأحيان في أبهاء المكاتب أو في نظائر الزجاج نادرة.
ومنها كذلك ما يسمى بالمخطوط الدعى ( Bâtard ) والدعى في اللغة هو الذي لا يعرف أبوه. وفي مجال التراث وهو ذلكم المخطوط الذي لم يقابل على أصل من الأصول أو لم يكن في ملك عالم كبير أو لم يرتبط سنده بشيخ من الشيوخ، أو لم ينسخه نساخ معروف أو ما قارب ذلك. وكان القدماء يقولون، إن الكتب التي لم تصحح على مؤلفيها ولو بوسائط لا يجوز الاعتماد عليها في النقل. (22) وفي مقابل المخطوط الدعى نجد المخطوط الأصلي أو النسخة الأصلية ( Original ) وهي التي خطها المؤلف بيده ( Autographe ) أو أشرف على نسخها وصححها بنفسه. ومن هذه النعوت كذلك ما يسمى عند الغربيين بالمخطوط العلمي ( Savant ) الذي يبرز سمات خاصة قد تميزه عن المخطوطات عامة. ثم المخطوط النادر الذي لا توجد منه إلا بضع نسخ أو يتميز بصور وزخارف قد تميزه عن باقي المخطوطات ككتاب كليلة ودمنة. ومنها المخطوط الفريد الذي لا توجد منه إلا نسخة واحدة في العالم. وكم هي كثيرة تلكم المخطوطات الفريدة التي تم تحقيقها اعتمادا على تلكم النسخة الوحيدة. نذكر من بينها طوق الحمامة لابن حزم المحفوظة في خزانة جامعة ليدن بهولندة. وكتاب الانتصار لأبي الحسين الخياط المحفوظة بدار الكتب بالقاهرة أو كتاب العرجان والبرصان والعميان والحولان للجاحظ والجزء الخامس من كتاب المقتبس لابن حيان المحفوظ كلاهما في المكتبة العامة والخزانة الملكية بالرباط. وقيل المخطوط المؤرخ للمخطوط الذي يحمل تقييد ختامه تاريخ النسخ، وقيل المخطوط المطلق الذي يخلو من تاريخ النسخ.
وخلاصة القول فإن مصطلح "مخطوط" حديث في كل اللغات وأن ظهوره أفرزه اكتشاف الطباعة. وإذا كان الاهتمام به كمتن قد بدأ منذ نهاية عصر النهضة الحديثة فإن الاشتغال به كقطعة مادية بدأ في القرن الماضي في إطار ما يسمى بعلم المخطوط بمفهومه الحديث أو الكوديكولوجيا بعناية الفيلولوجيين اللاتين. وإذا كان المخطوط الأوربي قد خطا خطوات في هذا الإطار فإن المخطوط العربي الذي يعتبر أضخم تراث في العالم (23) مازال في المراحل الأولى من دراسته دراسة مخطوطية علمية.

الهوامش:
(1)- الفيلولوجيا بالمفهوم الألماني هي الدراسة العلمية للنصوص الأدبية وتعني العناية بتوثيق النصوص وتحقيقها ونشرها والتعليق عليها. ولا نعني بها فقه اللغة الذي يدرس اللغة على المستويات الصوتية والصرفية والتركيبية أو النحوية والدلالية والأسلوبية والبلاغية والوزنية والشعرية.
(2) - نشير إلى أن هذا البحث يقتصر على دراسة المصطلح من حيث الأصل والاستعمال والشكل ولا يتعداه إلى دراسة المخطوط كنص من النصوص أو كقطعة مادية التي من اختصاص علم المخطوط بمفهومه الحديث الذي يطلق عليه في الغرب لفظ Codicologie .
(3) - سورة العنكبوت: آية47.
(4) - إن إنشاء أول أكاديمية بالغرب تلكم التي عرفتها مدينة فلورنسا الإيطالية في القرن الخامس عشر. ولم تنشأ الأكاديمية في فرنسا التي يعتبرها البعض أول أكاديمية حديثة إلا في النصف الأول من القرن السابع عشر للميلاد أي في سنة 1634م على عهد ريشوليو Richelieu .
(5) - libri - لفظ لاتيني أصله liber (وهو livre في الفرنسية الحديثة) والمعني التأثيلي للفظ " liber " قشرة الشجرة التي كانت إحدى مواد الكتابة عند اللاتين. ونفس الشيء بالنسبة للفظ Biblo التي يعني "كتاب في اليونانية، ويعني في أصله قشرة الشجرة التي يكتبون عليها. وهو لحاء الشجر عند العرب. و Biblio الكثيرة الاستعمال تصغير للفظ Biblo .
(6) - في اللغة التركية مثلا لم يظهر لفظ (آل يازمة) بمعنى مخطوط إلا بعد ظهور الطباعة وكانت تركيا من بين الدول الإسلامية الأولى التي سمحت بدخول الطباعة خصوصا بالحرف العبري.
(7) - لفظ ( autographe ) يوناني مركب من كلمتين: أوتو ( auto ): ذات وجرافين ( graphein ): كتابة وهي النسخة التي نسخها المؤلف بنفسه. وقد ظهرت الكلمة في القرن السابع عشر عند العدول والمحامين وأصحاب القانون: فإذا نسخ العدل عقدا ووقعه فهو أصلي. ومن العقود انتقل اللفظ إلى المخطوط وليس عندنا في العربية لفظا مقابلا لذلك ونكتفي بقولنا: نسخة أصلية تلكم التي نسخها المؤلف أو أشرف على نسخها أو صححها أو ما قارب ذلك. ومن يمعن النظر في قوله تعالى: (ولا تخطه بيمينك) يجد أن الخط مرتبط باليد وأن المخطوط هو يكتبه الكاتب بنفسه، ولو تيسر للغة العربية أن تنحت لفظ مخطوط في الزمن الأول لكان يدل على ما كان يعنيه لفظ مانسكربتم ( manuscriptum ) اللاتيني ولفظ مخطوط اليوناني من كونه النسخة التي يخطها المؤلف بيده لا يبد غيره.
(8) - لفظ "مصحف" بفتح الميم كان يعني كتابا في العربية في العصر الأول: يقول ابن عبد البر في "القصد والأمم" "من جملة ما وجد في الأندلس اثنان وعشرون مصحفا محلاة، كلها من التوراة، ومصحف آخر محلي بفضة... وكان في المصاحف مصحف فيه عمل الصنعة وأصباغ اليواقيت" أما مصحف بضم الميم فحبشية أطلقت على القرآن الكريم بعدما تم جمعه في عهد الخليفة عثمان ويرجع السبب في ذلك إلى أن مادة (ص، ح، ف) حسب المستشرق الألماني "نولدكه" توجد في العربية وفي الحبشية بمعنى حفر، نقر ومنها كتب وتوجد كذلك في الحميرية اليمنية حسب ابن دريد(321هـ)، وهذا ما دفع المستشرق نولدكه (1930م) إلى القول بأن "مصحف" استعيرت إما من الحبشية أو الحميرية. وعلى الرغم من تأكيد السيوطي في الإتقان بأنها حبشية حسب رواية ابن مسعود فإن اللغة الأثيوبية بشقيها "الأمهرية والجعزية" استعارت الأبجدية العربية الجنوبية مما يؤكد الأصل الحميري لهذا اللفظ.
(9) - من الكلمات الغامضة في العربية ويعتقد البعض أنها ترجمة لكلمة كوديكس codex اللاتينية.
(10) - كلمة سريانية أصلها كوناش وكوناشة وهي مستعملة قديما.
(11) - دفتر: يونانية أصلها دفتريا( Diphteria ) ومعناها الجلد كان يكتب عليه وتوجد الكلمة في النصوص اليهودية والآرامية والسريانية القديمة ولعلها دخلت العربية عن طريق الفارسية.وذكر المورخ اليوناني هيردوت ( Herodote ) أنها كلمة فينيقية وأنها من ضمن الكلمات الفينيقية التي دخلت اليونانية قديما الشيء الذي يؤكد الأصل السامي لهذا اللفظ. انظر معجم مصطلحات المخطوط العربي: أحمد شوقي بنبين- مصطفى طوبي.
(12) - مصدر بمعنى كتاب لفظ حديث وهو ترجمة للكلمة الإفريقية ( SOURCE )، ولم تستعمل عند القدماء إلا في علم النحو.
(13) - لفظ فارسي يعني وعاء من المعدن أو الخشب مرتبط بالدراويش يجمعون فيه الصدقات من مال وطعام وغير ذلك. ولذلك أطلق الكشكول على ذلكم الكتاب المتنوع الموضوعات. ومن أشهر هذا النوع من الكتب كشكول العاملي في القرن العاشر للهجرة .
(14) - libri تعني كتاب وهو الكوديكس.ويعتقد الفرنسيون أن المطبوع قبل كل شيء كتاب وليس سوى بديل ( succédané ) المخطوط.
(15) - على الرغم من القول بأن الكتاب العربي المخطوط لم يظهر في البداية إلا بشكل عمودي فإن مكتبة جامعة هيدلبرج تحتفظ ضمن مجموعة البردي العربية بكتاب عربي بشكل لفاقة يرجع إلى القرن الثالث للهجرة. وربما احتفظت بعض الخزانات الأوربية ببعض النسخ القرآنية على شكل لفافات. وقد ظهرت في العصور الأولى في الأندلس بعض المصاحف القرآنية بشكل مربع.وقد كان هذا في فترة معينة محدودة، ولم يلبث أن عاد النساخ إلى الشكل العمودي للكتاب المخطوط خصوصا في مجال المصحف.
(16) - لفظ أصبح في الفرنسية الحديثة ( volume ).
(17) - بعض تلخيصات وترجمات ابن رشد للكتب الفلسفية اليونانية لم تصل إلا بالحرف العبري. وهذا من إيجابيات هذه الظاهرة.
(18) - المخطوط الكرشوني هو المخطوط العربي المكتوب بالحرف السرياني. ومدينة كرشونة (وهي تسمية سريانية، قيل كرشون بمعنى البطن بالسرياني، وقيل هو اسم لأحد النصارى السريان) في سورية تعيش فيها جماعة سريانية في دير لهم وكتبوا العربية بحروف سريانية.
(19) - نشر المستشرق الفرنسي G.Troupeau بحثا درس فيه وقفيات مجموعة من المخطوطات المسيحية المحفوظة بالخزانة الوطنية الفرنسية وتبين له أن مثل هذه الدراسات قد تسهم في دراسة التاريخ والجغرافيا للديانة المسيحية. وقد أبرز واحد من هذه المخطوطات وجود طائفة قبطية مسيحية في جزيرة قبرص لأنه كان موقوفا على خزانة كنيسة قبطية في الجزيرة حسب الوقفية. وكان ذلك في القرن السابع عشر للميلاد أنظر: les actes du waqf des manuscrits arabes chrétiens- dans :la tradition manuscrite en écriture arabe. P.45 Paris 2002.
(20) - من المعلوم أن الكاغيد دخل أوربا عن طريق العرب والدليل على ذلك وجود كلمة رزمة العربية التي تطلق على إضبارة من الكاغيد توجد في كثير من اللغات الأوربية كالإسبانية RASMA والبرتغالية REZM والفرنسية RAME وغيرها.
(21) - مكتبة جامعة ليدن (231 OR )
(22) - المكاتب الإسلامية: عبد الحي الكتاني مسودة المكتبة العامة بالرباط 3002 ك.
(23) - تتراوح أرصدة المخطوطات العربية المحفوظة في مختلف خزائن العالم ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين مخطوط، بينما لا تتجاوز المخطوطات اليونانية خمسين مخطوط 50000 بينما تتراوح المخطوطات اللاتينية بين ثلاثمائة ألف وخمسامائة ألف مخطوط.




أحمد شوقي بنبين


(مجلة دعوة الحق، العدد 337، السنة 45، العدد الأول، ماي -يونيو 2004م)


اقرأ أيضا:
مراكز المخطوطات وأدلتها بالمغرب الأقصى
جائزة الحسن الثاني للمخطوطات والوثائق


http://www.habous.gov.ma/ar/detail.a...96&z=114&s=101












التوقيع
~~~أصبحت ألدنيا كالقريه~~~~ كل هذا بفضل عصر تقنيه

~~~~المعلوما ث ~~~~
  رد مع اقتباس
قديم Sep-04-2006, 01:11 AM   المشاركة2
المعلومات

الاء المهلهل
رئيسة قسم المكتبة
والطباعة والنشر
بمعهد التخطيط
طرابلس

الاء المهلهل غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 12923
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: ليبيــا
المشاركات: 880
بمعدل : 0.13 يومياً


ممتاز

الله يعطيك العافية على المعلومات القيمة المفيدة
عندي بحث في الموضوع
شكرا لك
تحياتي












  رد مع اقتباس
قديم Sep-04-2006, 01:23 AM   المشاركة3
المعلومات

هدى العراقية
مشرفة منتديات اليسير

هدى العراقية غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 15536
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: العــراق
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزيل الشكر والتقدير اختي الكريمة سارة على هذه الاحاطة بكل ما يتعلق بالمخطوطات وشكرا لك على كل الجهود المميزة التي تبذلينها في خدمة المكتبات وتقنية المعلومات والوثائق والمخطوطات
جزاء الله خير جزاء وبارك فيك ودمت لنا ذخرا والله لا يحرمنا منك ومن عطاءك الدائم والوفير



تقبلي فائق احترامي وتقديري












التوقيع
اعمل بصمت ودع عملك يتكلم

  رد مع اقتباس
قديم Sep-04-2006, 10:12 AM   المشاركة4
المعلومات

جآء الأمل
ساره اللقماني

جآء الأمل غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 11555
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 345
بمعدل : 0.05 يومياً


ابتسامة يسرني ..

شكرا ً لكل من أختي الاء وهدى على زيارتكم الله يعطيكم العافية












التوقيع
~~~أصبحت ألدنيا كالقريه~~~~ كل هذا بفضل عصر تقنيه

~~~~المعلوما ث ~~~~
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين