منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » المكتبات الجامعية ودورها في البحث العلمي(في ظل التقنيات الحديثة)

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
قديم Jun-11-2006, 10:49 AM   المشاركة1
المعلومات

ولاء شيخ
مكتبي نشيط

ولاء شيخ غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 18054
تاريخ التسجيل: Jun 2006
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 69
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي المكتبات الجامعية ودورها في البحث العلمي(في ظل التقنيات الحديثة)

مستخلص
يتناول البحث صورة المكتبة الجامعية عبر فترات طويلة من الزمن والتغيرات المختلفة التي طرأت عليها وصولاً إلى ماهي عليه الآن••
إضافة إلى أهدافها الكثيرة المتنوعة وقد ورد ذكرها في البحث منتقلاً بنا إلى المكتبة الجامعية وعصر المعلومات والأسباب التي دفعت المكتبات الجامعية إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات•

المقدمة
كانت الجامعات ومكتباتها، وما تزال رائدة البحث العلمي، وسباقة إلى كل جديد في المجتمع، فمن أبوابها وقاعاتها، ومن بين مصادرها وكتبها، انطلقت الأبحاث والدراسات، وخرجت الفرضيات والنظريات، وأعلنت الاكتشافات والاختراعات•
وقد تغيرت صورة المكتبة الجامعية عبر التاريخ بتغير مقتنايتها وأوعية معلوماتها، وتركت التقانات الحديثة بصماتها وآثارها الواضحة على المكتبات عامةً والمكتبات الجامعية خاصةً• فالمكتبة الجامعية لا يمكنها، بل ولا يحق لها، أن تتخلف عن روح العصر ولا أن تنأى عن سماته وخصائصه، ولا بد لها من أن تتغير بتغير هذه السمات والخصائص، لأنها إحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية والعلمية والثقافية والتربوية لأبناء المجتمع وبناته•
ونحن اليوم نعيش عصر العولمة بكل إشكالياتها - وعصر الثورة المعلوماتية بكافة مستجداتها ومتطلباتها ونتائجها• وقد أخذت المكتبات عامةً، والمكتبات الجامعية خاصةً تتطور وتتغير بتطور العصر وتتحول من مكتبات كلاسيكية تقليدية إلى مكتبات هجينة مختلطة (تجمع بين الشكل التقليدي والشكل الإلكتروني الحديث)، وإلى مكتبات إلكترونية، ورقمية digital• كما يدور الحديث الآن بين العلماء عن تسميات جديدة للمكتبة، كالمكتبة الافتراضية virtual والمكتبة السيبرانية Cibrary• والحقيقة، ورغم هذه التسميات فمصطلح (المكتبة Library) لن نستطيع أبداً تغييره، وإذا غيرناه فسنفقد معنى المكتبة ووجودها والهدف منها• فمصطلح (المكتبة) لا يمكن الهروب منه، فهو مصطلح، مثل السماء والأرض والإنسان، تشبعت جذوره بكل ما في الكلمة من معنى، بثقافة العالم وموروثاته(1)، ولعل الدليل القاطع على ذلك أن التسميات الحديثة المقترحة تضيف نعتاً جديداً إلى المصطلح القديم (المكتبة) دون أن تلغيه•
وهناك جامعات عديدة في العالم تقوم الآن بتطوير ما يعرف بالاختبارات التشخيصية Testbed وهي مجموعة من البرمجيات والأدوات والأجهزة التي يمكن بها قياس وتشخيص مدى إمكانية تحويل المكتبات من صورتها التقليدية إلى الصورة الرقمية، وهذه الأدوات توفر نوعاً من الوصول العام إلى مجموعات البيانات الهامة التي تم تحويلها من الشكل الورقي إلى الشكل الإلكتروني أوالرقمي أوالافتراضي (أياً كانت في المكتبات أو غيرها من المؤسسات المشابهة)•
تعريف المكتبة الجامعية وأهميتها:
المكتبة الجامعية، بالمفهوم العلمي الحديث هي إحدى المؤسسات الثقافية التي تودي دوراً علمياً هاماً في مجال التعليم العالي• ولا يقل هذا الدور في أهميته وضرورته عن أي دور آخر يمكن أن تقوم به أية مؤسسة علمية أخرى داخل المحيط الجامعي، فالمكتبة الجامعية هي مؤسسة ثقافية وتثقيفية وتربوية وعلمية تعمل على خدمة مجتمع معين من الطلبة والأساتذة والباحثين المنتسبين إلى هذه الجامعة أوالكلية أوالمعهد، وذلك بتزويدهم بالمعلومات التي يحتاجونها في دراستهم وأبحاثهم، من الكتب والدوريات والمراجع وأوعية المعلومات الأخرى بعد تنظيمها وتصنيفها وفهرستها وتكشيفها تسهيلاً للوصول إلى المعلومة المطلوبة• إنها جزء أساسي لا يتجزأ ولا يمكن الاستغناء عنه من المؤسسة العلمية التابعة لها• ويمكننا دون مبالغة أوتحيز القول بأن الجامعة هي أستاذ وطالب ومكتبة• فبينما يعمل الأستاذ على نشر العلم والمعرفة يقف الطالب في محراب الجامعة يتلقى العلم، وتقف المكتبة من ورائهما تعمل جاهدة على توفير مصادر العلم والمعرفة لكل منهما• ومن هنا نتبين أن المكتبة الجامعية تحتل بحق مركزاً عضوياً رئيساً في "الثالوث الجامعي" وفي أداء الرسالة العلمية الجامعية• ومن هنا فقد أصبحت الاتجاهات المعاصرة في التعليم الجامعي تؤكد على ضرورة تعميم المكتبات الجامعية حتى على مستوى الكليات والمعاهد والأقسام(2)•
أهداف المكتبة الجامعية:
إن أهداف المكتبة الجامعية هي أهداف الجامعة ذاتها ورسالة المكتبة جزء لا يتجزأ من رسالة الجامعة، التي تتركز في التعليم العالي والإعداد الثقافي والتربوي والعلمي، وخدمة المجتمع وتزويده بالكوادر اللازمة بمختلف الاختصاصات• وإذا كانت الجامعة تضم أجهزة ومؤسسات كثيرة تخدم الأغراض العلمية والتعليمية والبحثية فليس هناك جهاز أو مؤسسة جامعية أكثر ارتباطاً بالبرامج الأكاديمية والبحثية للجامعة مثل المكتبة• والمكتبة ليست مجرد مخازن للكتب والدوريات وأوعية المعلومات المختلفة، بل هي أداة ديناميكية فعالة من أدوات التعلم والتعليم، والثقافة والتثقيف، والتربية والتنشئة•
ويمكننا أن نوجز باختصار شديد المكتبة أهم وظائف المكتبة: الجامعية وأهدافها بالنقاط التالية:
1- بناء وتنمية المجموعات المعلوماتية بما يضمن توفير مصادر المعلومات اللازمة لقيام الجامعة بمهامها في البحث والدراسة والتعلم•
2- تنظيم هذه المجموعات بما في ذلك عمليات التصنيف والفهرسة والتكشيف والاستخلاص وغيرها من العمليات التي تكفل ضبط هذه المجموعات وحفظها وتحليلها وتكشيفها وصيانتها•
3- تقديم الخدمات المكتبة والمرجعية واسترجاع المعلومات، وما يشمل ذلك من الإرشاد المكتبي المهني ومعاونة رواد المكتبة وتوجيههم نحو الإفادة الأمثل من المجموعات المتوفرة•
4- التعاون والتنسيق مع المكتبات الأخرى داخل القطر الواحد وخارجه للوصول إلى مصادر المعلومات الضرورية لروادها، والمشاركة في شبكات المعلومات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية•
5- تزويد الطلاب والدارسين بالثقافة المكتبية الأساسية لتمكينهم من الوصول إلى الاستفادة المثلى من مقتنيات المكتبة وأوعية معلوماتها•
6- تطوير العمل المكتبي، وتحسين الأداء الوظيفي والإعلامي والتوثيقي•
7- دراسة المستفيدين من الخدمات المكتبية، أي القراء، بمختلف فئاتهم، ومعرفة اتجاهاتهم القرائية، بهدف تلبية طلباتهم وحاجاتهم المعرفية والمعلوماتية على أفضل وجه•
وهذا عدا عن وظائفها الوطنية والاجتماعية والسياسية والتربوية، التي لا يتسع المجال الآن لذكرها والحديث عنها•
المكتبة الجامعية وعصر المعلومات:
أكد (دين لانكور)، أستاذ المكتبات الراحل في جامعة بتسبورغ، أحد رواد موسوعة علوم المكتبات والمعلومات، أن اختصاص المكتبات والمعلومات هو أجل وأثرى التخصصات المعرفية على الإطلاق، لأنه بدون حسن تخزين واسترجاع وتوظيف مختلف بنوك المعلومات ومكانزها، لا يمكن للمعرفة أن تسجل أي تقدم يذكر• ونحن نعيش اليوم تحولات دقيقة وسريعة وخطيرة، بحيث أصبح عدم مواكبة هذه التحولات المعرفية والمعلوماتية واللحاق بها يعني التخلف والانفصال عن العالم المعاصر، وعن مجتمع المعلومات الذي بدأ يسود وينتشر في مختلف أرجاء العالم• لقد أصبح العالم واقعاً وحقيقة قرية صغيرة• وبفضل شبكات المعلومات الإقليمية والدولية وشبكة الشبكات (الإنترنيت)، أصبح بإمكان أي مستفيد، في أي موقع كان، أن يرتبط بهذه الشبكة ويقتني منها ما يود الحصول عليه من معلومات، وهذا ما قضى على احتكار المعلومات، من أي جهة كانت• وقد أصبحت ظاهرة وفرة المعلومات وغزارتها وتدفقها الدائم والمتسارع ظاهرة وحقيقة واقعة نعيشها كل يوم بل كل لحظة• حتى أنه من المتوقع خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أن يصبح من الممكن الانتساب إلى أي جامعة شهيرة عن بعد، وذلك من خلال مواكبة برامجها التدريسية ومحاضرات أساتذتها عن طريق تقنيات المعلومات الجديدة والوسائل الإعلامية والاتصالية الحديثة، التي قضت على روتينية المعارف والمعلومات والعلوم وانحصارها في جدران الجامعات(3)•
ومن الجدير بالذكر،أن المكتبات الجامعية في أوربا وأمريكا، بل وبعض بلدان العالم الثالث الأخرى، تحقيقاً منها لأهدافها ووظائفها التعليمية وخدمة للبحث العلمي في عصر الثورة المعلوماتية، وتأكيداً لريادتها في المجتمع، قد سارعت بالاستجابة لروح العصر: فأتمتت مقتنياتها وأوعية معلوماتها وفهارسها، وأدخلت التقانات الإلكترونية الحديثة، واقتنت أوعية المعلومات الإلكترونية، واندمجت في شبكات عالمية، أو شكلت بالتعاون مع المكتبات الأخرى شبكات محلية أو إقليمية• وقد أصبح بإمكان جميع الطلاب وأعضاء الهيئة التعليمية في غالبية الجامعات الأمريكية والأوربية، بل وبعض جامعات البلدان الأخرى، الوصول إلى مقتنيات مكتباتهم الجامعية ومراجعها ودورياتها وأوعية معلوماتها المختلفة، وهم في بيوتهم أو مكاتبهم، عن طريق الحاسوب• هذا علاوة عن الوصول إلى مقتنيات المكتبات العامة والجامعية الأخرى المتعاونة مع هذه الجامعات والمشاركة في شبكات المعلومات، وإلى المراجع وأوعية المعلومات المرجعية والموسوعية، المتوفرة في جميع أنحاء شبكات المعلومات وبخاصة شبة الويب والإنترنيت•
ورغم الأعباء المادية الكبيرة، التي يتطلبها تطوير المكتبات الجامعية بما يتلاءم وروح العصر، وتجهيز المكتبات الإلكترونية الحديثة وربطها بشبكات المعلومات، من بنية تحتية قوية في مجال الاتصالات وتجهيزات ومكونات حاسوبية وبرمجيات وأوعية معلومات إلكترونية، ورغم الجهود الكبيرة المطلوبة لتحويل المكتبة الجامعية من شكلها التقليدي إلى الشكل الإلكتروني أوالرقمي الحديث، فإن هذه الأعباء والجهود تقدم مردوداً علمياً وثقافياً وفائدة علمية وبحثية أكبر من هذه الأعباء والجهود والأموال المصروفة لهذه الغاية، وتوفر نفقات ومصروفات إدارية ومالية، وجهوداً بشرية ومساحات مكانية، وتختصر الوقت، وتقدم الخدمات المكتبية والمعرفة الدقيقة في فترات أمنية قصيرة قياسية، هي أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع•
ولعل أهم الأسباب التي دفعت المكتبات الجامعية إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات هي:
1- الزيادة الهائلة في حجم الإنتاج الفكري، حيث أن هذا الإنتاج ينمو ويتضاعف سنوياً بنسبة تعادل 10% وسطياً•
2- تغير طبيعة الحاجة إلى المعلومات نتيجة التقدم العلمي والاجتماعي، ونتيجة تداخل الاختصاصات العلمية وتكاملها، الأمر الذي أدى إلى التركيز على المعلومة أكثر من التركيز على الكتاب•
3- تعاظم أهمية مصادر المعلومات، الأمر الذي دفع بكل مؤسسة أو مركز علمي إلى إنشاء مكتبته الخاصة وتزويدها بالأبحاث والمعلومات التي تساهم في تطوير إنتاجها ومردودها•
4- التخفيف من أعباء الأعمال اليدوية الروتينية وتطوير إنتاجية العمل بأقل عدد من العاملين•
5- تطوير الخدمات المكتبية والمعلوماتية، والاستفادة من خدمات الاستخلاص والتكشيف الآلية، وخاصة في مجال الدوريات العلمية ومستخلصاتها ومصادر المعلومات غير التقليدية•
6- الاستفادة من خدمات بنوك المعلومات وقواعد بياناتها، والوصول إلى المعلومات واسترجاعها وبثها ونسخها بسهولة وسرعة•
7- المساهمة في إقامة شبكات ونظم آلية معلوماتية تعاونية بين المكتبات والجامعات ومراكز البحث العلمي•
8- توفير النفقات وتقديم خدمات أفضل بتكاليف أقل، والاستعاضة عن شراء أوعية المعلومات المرجعية التقليدية الغالية الثمن، كالموسوعات والدوريات والكشافات والمستخلصات بالأقراص الليزرية CD-ROM•
9- إيجاد حل لمشكلة ضيق المكان، وهي المشكلة التي تعاني منها جميع المكتبات الضخمة، مهما كانت مساحتها كبيرة•
10- مواكبة تطور مجتمع المعلومات والثورة المعلوماتية والاستفادة من تكنولويجا المعلومات في تطوير البحث العلمي(4)•
يتضح مما تقدم أن استخدام تكنولوجيا المعلومات في المكتبات العامة والجامعية منها خاصة قد أصبح حاجة حيوية ملحة وضرورة أكيدة من حاجات وضرورات البحث العلمي والخدمة المكتبية والمعلوماتية الحديثة للدارسين والباحثين وفي حديثنا عن استخدام تكنولوجيا المعلومات في الجامعات والمكتبات لا بد من التأكيد على مسألة في غاية الأهمية، وهي أن تكنولوجيا المعلومات ليست معادلة رياضية تساوي الحواسيب ومكوناتها + البرمجيات + أوعية المعلومات الإلكترونية + التقنيات المعلوماتية الحديثة المختلفة•
المقصود بتكنولوجيا المعلومات، كما نفهمها، "هي مجموعات المجالات المعرفية، من علمية وتقنية وهندسية، وإنسانية واجتماعية، والإجراءات الإدارية والتقنيات المختلفة المستخدمة، والجهود البشرية المبذولة في جميع المعلومات المختلفة وتخزينها ومعالجتها ونقلها، وبثها واسترجاعها، وما ينشأ عن هذا كله من تفاعلات بين هذه التقنيات والمعارف من جهة والإنسان المتعامل معها، (مستقبلاً كان أم مخدماً ومرشداً) بكافة حواسه وإدراكاته من جهة أخرى"(5)•
وهكذا، فمفهوم تكنولوجيا المعلومات يشتمل على تطبيق التكنولوجيا في تناول المعلومات من حيث إنتاجها وحيازتها وتخزينها ومعالجتها واسترجاعها وعرضها وتوزيعها بالطرق الآلية، ويتطلب هذا كذلك وسائل اتصالات متفوقة(6)• فالتكنولوجيا ليست مجرد أساليب وآلات وعمليات وأدوات وبرامج ومعدات يمكن شراؤها أو مبادلتها ويسهل على من تصل إليه أن يستوعبها بسرعة• إنها أيضاً موقف نفسي وتعبير عن موهبة خلاقة وقدرة على تنظيم المعرفة بحيث يمكن الانتفاع بها• وهي تشتمل في مفهومها الكامل على الطرق التي يصنع بها الإنسان ما يريده، إذ يحدد احتياجاته من المعرفة ويهيئ أدواته للتغلب على جوانب قصوره الطبيعي(7)•
والمكتبة الإلكتروونية التي أخذت بالانتشار الواسع في مختلف أنحاء العالم، باعتبارها وليدة عصر المعلومات ومجتمع المعلوماتية، هي نوع جديد كلياً من أنواع المكتبات، يقوم على التقانات الحديثة، ويعتمد الوثيقة الإلكترونية مدخلاً رئيساً في عمله، ويرتبط بعلاقات وثيقة بالعديد من المكتبات ومراكز المعلومات ودور النشر والمستفيدين - أفراداً ومؤسسات، عن طريق شبكات المعلومات المحلية أو الوطنية أوالإقليمية أوالدولية•
المكتبة الإلكترونية إذن، تشكل بيئة معلوماتية جديدة كلياً، سواء بالنسبة لأمناء المكتبات أو بالنسبة للمستفيدين، وبالتالي تتطلب سلوكيات جديدة، وأساليب وطرائق عمل جديدة، كما تتطلب معارف ،مهارات مختلفة نوعياً عن سلوكيات العمل وأساليبه وطرائقه ومعارفه وخبراته ومهاراته في المكتبة التقليدية، كما أنها تتطلب خاصيات ومواصفات نفسية - اجتماعية جديدة للمستخدمين، سواء كانوا أمناء مكتبات أو مستفيدين•
لقد أصبح دور أمين المكتبة، في المكتبة الإلكترونية، أكبر وأعظم وأهم من دوره في المكتبة التقليدية: فهو في المكتبة الإلكترونية: باحث ومنظم ومحرر، وعضو في فريق عمل المكتبة الإلكترونية، وموجه ومعلم، ومستشار وزميل لغيره من أمناء المكتبات في شبكة المعلومات المحلية أوالإقليمية التي تشارك فيها مكتبته• ويرتبط أمين المكتبة بزملائه من ناحية (علاقات زمالة وتعاون، وتفاهم وتضامن)، وبالمستفيدين من ناحية أخرى (علاقات تعاون وتفاهم، وتوجيه وإرشاد، واستيعاب وتفهم لحاجاتهم المعرفية والمعلوماتية)•
هذا الواقع نفسه يقودنا إلى مسألتين على جانب كبير من الأهمية:
- الأولى، هي التحولات التي حدثت في مهنة المكتبات والمعلومات والمعلوماتية وتأثيرها على أمناء المكتبات، الأمر الذي يفرض مواصفات جديدة وخاصيات نفسية مغايرة لدى اختيارنا للعالمين في المكتبات ومراكز المعلومات (في هذا الصدد)، يقول الباحث البريطاني برنارد نيلر في محاضرته التي ألقاها في الندوة الدولية للمكتبة الإلكترونية التي عقدت في جامعة لوفبرا ببريطانيا في شباط 2000، عندما حاولت أن أصبح أمين مكتبة في بداية حياتي المكتبية، فوجئت أثناء المقابلة بالسؤال "فيما إذا كانت لدي قدمان قويتان" ثم شرح لي الشخص الذي قابلني بلطف أن "المكتبات هي أماكن ومساحات كبيرة جداً ومن المحتمل أن تقوم بكثير من التجوال، وإذا لم تكن لديك قدمان قوتيان فستجد الحياة صعبة"(8)•
- والثانية هي كيفية تأهيل أمين المكتبة واختصاصي المكتبات والمعلومات في عصر تكنولوجيا المعلومات والثورة المعلوماتية•
في هاتين المسألتين، أرى أنه لا بد لنا من العمل الحثيث، والدؤوب على كافة الأصعدة وفي جميع المستويات، من أجل محو الأمية المعلوماتية على الصعيد الوطني والقومي، ووضع وتطوير البنية الأساسية التحتية داخل كل قطر عربي صعيد المعلومات والاتصالات، وتشجيع البحث العلمي في مجال المعلومات والمعلوماتية، وإدخال مقرر الثقافة المعلوماتية إلى المناهج الدراسية، المدرسية منها والجامعية، وتطوير مناهج أقسام المكتبات والمعلومات في الجامعات العربي بما يتلاءم مع عصر المعلومات والثورة المعلوماتية، وإنشاء شبكات معلومات وطنية وربطها بشبكات المعلومات الدولية، وتخطيط استراتيجية عربية في مجال تكنولوجيا المعلومات تتلاءم وحاجة كل قطر عربي، وتنظيم الدورات للعالمين في المكتبات، من المختصين وغير المختصين، لتزويدهم بالثقافة النظرية والمهارة العملية المعلوماتية في مجال المكتبات والمعلومات وشبكات الاتصال• وقد خطا القطر العربي السوري في هذا المجال، خطوة جبارة، حيث بدئ بتدريس مقرر المعلوماتية، منذ العام الدراسي الفائت في جميع كليات وأقسام الجامعات السورية كمقرر إلزامي مطلوب، كما تقرر تدريس مادة المعلوماتية في المدارس الثانوية، ويجري الآن تأهيل المدرسين لتدريس هذه المادة في المدارس الثانوية• كما أقر أيضاً، وبدئ العمل، بالبرنامج الوطني لمحو الأمية المعلوماتية، وذلك بتنظيم الدورات لجميع العاملين في دوائر الدولة ولجميع الراغبين•
ومما لاشك فيه، أن تكنولوجيا المعلومات قد أثرت وستؤثر كثيراً علي البحث العلمي ونتائجه، وعلى دور المكتبات في هذا المجال• فمع تطور أساليب وأدوات التخزين والاسترجاع العالية السرعة والسعة، ومع إمكانية الوصول السريع، عن طريق شبكات المعلومات العالمية والإنترنيت، أصبح من الممكن الحصول على المعلومات المطلوبة، بل وحتى استعراض فهارس المكتبات الكبرى، وأدلة دور النشر العالمية من كتب ودوريات ومستخلصات وتقارير وأبحاث، بواسطة الحاسوب الشخصي في المكتب أوالمنزل• وبذلك سيتمكن كل باحث من الاطلاع والحصول على المعلومات التي تهمه وفي مجال اختصاصه، الأمر الذي سينعكس إيجابياً على إنتاجية الأبحاث ومردودها ودقة نتائجها•
واقع المعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات في جامعاتنا ومكتباتنا الجامعية
إن جامعة دمشق ومكتباتها، والجامعات السورية الأخرى تسير سيراً حثيثاً، وإن كان ببطئ في إنجاز مشروع المنظومة المعلوماتية الشاملة، الذي يشمل أتمتة أعمال الجامعة الإدارية منها والأكاديمية، وبناء المنظومة المعلوماتية لتحسين أداء المؤسسات الجامعية الإدارية والأكاديمية والخدمية بحيث تشمل كامل الهيكل التنظيمي للجامعية• وسيتم ربط جامعة دمشق مع الجامعات السورية الأخرى ومع وزارة التعليم العالي بشبكة معلومات أنترنيت، قادرة على الوصول إلى الشبكات الإقليمية والعالمية•
ويتوفر الآن نظام أو برنامج معلوماتي خاص بأتمتة أعمال مديريات الجامعة، ومنها برنامج مديرية المكتبات• وقد تم ربط جميع كليات الجامعة بخطوط الإنترنيت، كما تم منذ فترة قصيرة تزويد مديرية المكتبات بخط مباشر على الإنترنيت• ولجامعة دمشق موقع على شبكة الإنترنيت يتضمن أحدث المعلومات عن الجامعة وإدارتها وكافة كلياتها ومؤسساتها ومكتباتها، بما في ذلك قسم مخصص من هذه الصفحة لمديرية المكتبات• وعنوان هذا الموقع على الإنترينت هو: www.Damasuniv.com • وتم أيضاً ربط كافة كليات الجامعة بالبريد الالكتروني .
وقد اجتاز برنامج مديرية المكتبات طور التجربة، وسيجري العمل على أتمتة مقتنيات المكتبة المركزية•
وتم إنشاء مركز حاسوب يتبع لجامعة دمشق، ويضم (11) قاعة دراسية وقاعات للمدرسين ويتسع لـ 350-400 حاسوب، كما يضم قاعة للإنترنيت وقاعة للمخدمات الحاسوبية، ويقوم بتدريب الطلاب وطلاب الدراسات العليا تدريباً عملياً، كما ينظم الدورات لأعضاء الهيئة التدريسية والعاملين في الجامعة وإعادة تأهيل المختصين في المعلوماتية، وذلك في إطار البرنامج الوطني والبرنامج الوطني الجامعي للمعلوماتية كما يجري إنشاء مختبرات تدريب مفتوحة تؤمن التدريب الذاتي للطلاب في كل من: مركز الحاسوب، المكتبة المركزية، مبنى الأنشطة الطلابية في المدينة الجامعية، هذا بالإضافة إلى مقهى الإنترنيت في مركز الحاسوب الجامعي•
بعد إنجاز البنية التحتية الاتصالية (شبكة الألياف الضوئية) خلال ثلاثة أو أربعة أشهر، سيتم ربط ووصل جميع كليات الجامعة ومكتباتها في شبكة معلوماتية واحدة•
ويجري الإعداد حالياً لإنشاء وتجهيز المكتبة الإلكترونية في المكتبة المركزية بجامعة دمشق، هذا علماً بأن مديرية المكتبات ومديرية النظم تقوم بتخديم الباحثين والدارسين من خلال قواعد البيانات العديدة المتوفرة لديها في أوعية المعلومات الإلكترونية (أقراص ليزرية وأقراص صلبة) ومن خلال شبكة الإنترنيت، حيث يوجد في مديرية النظم والمعلومات خط ساخن مربوط بالإنترنيت، يعمل لمدة 24 ساعة يومياً•
تندرج شبكة جامعة دمشق في إطار شبكة التعليم العالي، والمقرر لها أن تربط الجامعات السورية ووزارة التعليم العالي مع تطوير يجري إنشاؤه لربط هذه الشبكة بالجامعات العربية والأجنبية والسعي لتأمين خدمات إنترنيت في جامعة دمشق والجامعات السورية الأخرى، ضمن الشبكة العامة وهي شبكة التعليم العالي والبحث العلمي في سورية 8SYR.Higher Education and Researrch Network•
شبكات المعلومات المتوفرة والتي ستتوفر في القريب العاجل في مديرية مكتبات جامعة دمشق (المكتبة المركزية)
1- شبكة الإنترنت•
2- شبكة التعليم العالي والبحث العلمي السورية•
3- شبكة كوستيك (شبكة مكتبات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي) Comstewch Enter Library Network Seryiee•
4- شبكة Event البريطانية الدولية التابعة للمجلس الثقافي البريطاني التي يتوفر لدى المديرية حق الدخول المجاني إليه•
5- خدمة المعلومات الفورية NICE ON LINE •
6- خط مباشر لكافة مواقع الأمم المتحدة على الإنترنيت WWW.UN.ORG مع حق الدخول المجاني إليها•
كما يتوفر لدى مديرية المكتبات مجموعة ضخمة من قواعد البيانات المتوفرة على أقراص ليزرية أو أقراص صلبة علي درجة كبيرة من الأهمية المرجعية كفهارس كبريات دور النشر والموسوعات وأدلة الكتب العالمية والدوريات والهيئات والمؤسسات المكتبية والببليوغرافية العالمية•
مراجع البحث
1- عبد الهادي، زين• مكتبات رنت• القاهرة المجلد الأول، العدد الأول - يناير، العدد الثاني-فبراير2000 0ص2،3)•
2- قنديلجي، عامر إبراهيم، حسين، عبد الجبار عبد الرحمن• المرجع في المكتبات الجامعية• بغداد• مكتبة جامعة بغداد، 1985 (ص155)•
3- التميمي، عبد الجليل• (لا مستقبل للمعرفة بدون هندسة لعلوم المكتبات والأرشيف والمعلومات)• "المجلة العربية للأرشيف والتوثيق والمعلومات"• تونس-العددان الأول والثاني، أيار 1997 (ص5)•
4- عيون السود، نزار• واقع وآفاق استخدام المعلومات في جامعة دمشق ومكتباتها "الندوة العربية الثانية للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات• القاهرة 1-4 نوفمبر/تشرين الثاني 1997 •
5- المرجع السابق نفسه (ص3)•
6- يونس، عبد الرزاق• "تكنولوجيا المعلومات وأثرها في التعاون العربي والدولي في مجال المعلومات" اجتماع مسؤولي وخبراء المعلومات في الدول العربية• المنظمة العربية للعلوم الإدارية• عمان 2-5 1986/12/ •
7- اليونسكو آفاق جديدة في مجال العلم والتكنولوجيا•باريس 1979 (ص18)•
Hendrix Fraces. The Rolr of Public Libraries in the Information Society. Humanities Computing, 1998. Oxford University.












  رد مع اقتباس
قديم Jun-11-2006, 02:27 PM   المشاركة2
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي جهد متميز

الأخ الفاضل
ولاء شيخ
تحية واحتراماً

جهد متميز ، يزداد تألقاً في كل مشاركة ، وفقك الله وأفاد بك أعضاء منتديات اليسير .
تعتبر الجامعة منظمة استراتيجية تؤثر وتتأثر بالمجتمع المحلي والعالمي بما فيه من قوى وفرص وتهديدات . والجامعة منظومة مركبة من مجموعة كبيرة من المتغيرات الأساسية التابعة والمستقلة ، لذلك لا يمكن إدارة الجامعة بأساليب تقليدية أو أدوات روتينية عادية .

ومن أهم متغيرات وثوابت الجامعة : الطلاب- الأساتذة- المبنى- المعامل- الكتب- الامتحانات- المكتبة- مركز الكمبيوتر- الاستثمارات- التشريعات والقوانين- اللوائح وطرق العمل- الموارد البشرية المسئولة عن تدوير دولاب العمل الجامعي ([1]).
وترتكز الجامعات عادة في إدارتها إما على الأهداف والنتائج ويطلق على ذلك نموذج الأهداف الجامعية Goal Model أو ترتكز على المنظومة المتكاملة للتعليم الجامعي وتسمى University System Modelأي نموذج منظومة الجامعة ([2]) .

[1]- فريد النجار. إدارة الجامعات بالجودة الشاملة: رؤى التنمية المتواصلة. القاهرة: ايتراك للنشر والتوزيع،2000. ص 32

[2]- المرجع السابق . ص 21

تحياتي ومحبتي للجميع












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
قديم Oct-07-2012, 06:56 PM   المشاركة3
المعلومات

غريبة الاطوار
مكتبي جديد

غريبة الاطوار غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 118427
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 1
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي

انا عندي بحث عن المكتبات الجامعيه في ظل التقنيات الحديثه والنشر الالكتروني
بدي مساعده منكم ايش ابدا فيه وايش الاسياسيات الي اتبعها












  رد مع اقتباس
قديم Nov-21-2012, 12:22 PM   المشاركة4
المعلومات

resana
مكتبي مثابر

resana غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 98199
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 28
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

جزاك الله خيراً












  رد مع اقتباس
قديم Apr-02-2016, 04:52 PM   المشاركة5
المعلومات

الاسديA
مكتبي جديد

الاسديA غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 141037
تاريخ التسجيل: Mar 2016
الدولة: العــراق
المشاركات: 9
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي

موضوع جدا ممتاز












  رد مع اقتباس
قديم Apr-11-2016, 01:19 PM   المشاركة6
المعلومات

رحاب عبدالرحمن
مكتبي جديد

رحاب عبدالرحمن غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 141561
تاريخ التسجيل: Apr 2016
الدولة: مصـــر
المشاركات: 1
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي

يسلموووووووو
جزاك الله كل خييييير












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإنترنت في المكتبات شرف رداد منتدى تقنية المعلومات 11 Jan-17-2014 01:08 AM
المكتبات الجامعية في مجتمع المعلومات(بين المشكلات والحلول) ولاء شيخ المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 1 Dec-18-2013 01:16 AM
ماهي المصادر البشرية التي يمكن أن تساعد المستفيدين في تحديد الوصول إلى مصادر الداخلية جآء الأمل منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 18 Oct-13-2011 12:29 PM
المؤتمر القومي السابع لأخصائيي المكتبات والمعلومات أبـوفـيـصـل المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 6 Jul-07-2007 05:17 PM
الخدمــات المرجعيــة الإلكترونيــة أم حبيبـة منتدى تقنية المعلومات 9 Jun-26-2006 11:42 PM


الساعة الآن 05:01 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين