[alsameer]

بحث مكتب تنمية الاتصالات للاتحاد الدولي للاتصالات على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة بدمشق، الأولويات على الصعيد الإقليمي من أجل تنمية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع مراعاة المساهمات التي قدمتها الدول الأعضاء وممثلو القطاعات الخاصة من المنطقة.

وتوصل الاجتماع الإقليمي التحضيري لمنطقة الدول العربية إلى مجموعة من المقترحات بشأن القضايا ذات الأولوية للمنطقة من شأنها أن توفر الأساس لصياغة المساهمات التي ستقدم إلى المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات الذي سيعقد في خلال شهري أيار وحزيران القادمين.
وسيحدد المؤتمر العالمي الذي تستضيفه مدينة حيدر أباد بالهند، مستقبل أنشطة مكتب تنمية الاتصالات خلال السنوات الأربع القادمة.
وبين سامي البشير المرشد، مدير مكتب تنمية الاتصالات للاتحاد الدولي لـ«الوطن»: أن الدول العربية أبرزت جدية كبيرة خلال الاجتماع التحضيري هذا لناحية الأهمية البالغة لقضايا تنمية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لديها، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق بين هذه الدول على مطالب الأمانة العامة للاتحاد الدولي بإعادة هيكلة البرامج العالمية ذات الشأن والتي تتجه جميع دول العالم إلى اعتمادها بما فيها الدول العربية.
وتعنى البرامج العالمية باستكمال الأنظمة والقوانين الكفيلة بتنمية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجالات الأمن السيبراني، وتدريب القدرات البشرية ذات الأهمية الكبيرة، وإطلاق المبادرات ذات الصلة باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم والصحة والطب والزراعة وفي كل المجالات الاقتصادية والحيوية في البلد.
حضر الاجتماع الذي أقيم بالتعاون مع المؤسسة العامة للاتصالات، عدد كبير من المشاركين يمثلون 17 بلداً وعدد من الوكالات العاملة إلى جانب منظمات علمية وصناعية وكيانات أخرى تتعامل في مجال الاتصالات وبعض المنظمات الإقليمية والدولية.
وعملاً بممارسة عريقة للاتحاد الدولي في هذا الشأن أوصى اجتماع رؤساء الوفود بترشيح مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات ناظم بحصاص رئيساً للاجتماع الإقليمي التحضيري كما اقترح ثلاثة نواب للرئيس من سلطنة عمان ومصر والمغرب.
وأشار المرشد إلى أنه تم الاتفاق على جميع المتطلبات السابقة بشكل واضح جداً، كما هي الحال بالنسبة لأقاليم أخرى في العالم، مضيفاً إن الدول العربية اتفقت على تخصيص برامج ومبادرات محددة للدول الأقل نمواً أو التي تخضع للاحتلال أو التي قد تتعرض للكوارث في المنطقة العربية.
ورداً على سؤال حول القضايا التي أخذت الحيز الأكبر من نقاشات الاجتماع أجاب المرشد بأن المبادرات الإقليمية التي سيركز عليها الاتحاد من أجل مساعدة هذا الإقليم العربي على تنفيذها احتلت الحيز الأكبر من هذه النقاشات.
وفي سؤال حول أهم المبادرات التي دارت النقاشات حولها أكد المرشد أن الإجماع تركز على عدد من المبادرات أهمها ذاكرة العالم العربي وهو مشروع قدمته جمهورية مصر العربية لاحتضانه رغبةً منها في توثيق التراث العربي بأكمله. كما قدمت المملكة العربية السعودية مقترحاً بالاهتمام بالبرمجيات المفتوحة المصدر ويتضمن ألا تتقيد الدول العربية أثناء استخدام شبكاتها بمصدر واحد أو بتكنولوجيا واحدة وإنما يكون ذلك خاضعاً للسوق ولمصلحة الدول العربية لأن فيه كسراً لاحتكار البرمجيات. كما تحدث المرشد عن مقترح «النطاق العريض» وخدماته وهو مطروح بشكل واضح وجلي وحصل على إجماع من قبل الأقاليم الأخرى لأن هذا الموضوع حيوي وهام ويتطلب تدخل الدول مع القطاع الخاص بشراكات معينة للتركيز على طرح مثل هذه المشاريع حتى تستطيع جميع فئات المجتمع الاستفادة من خدمات الإنترنت بسرعات عالية جداً وبأسعار معقولة.
ووصف المرشد هذا النوع من المشاريع بالطموحة وأن الاتحاد الدولي للاتصالات يشجع ويساعد الدول العربية على تبنيها لتقوم بجهودها الذاتية في كل دولة بتمويل مثل هذه المشاريع ولكن الاتحاد يساعد على وضع الدراسات وعلى وضع خطوط عريضة للاتفاق عليها مع الدول العربية.
ورجح المرشد في حديثه لـ«الوطن» انعقاد قمة للاتصالات في المنطقة تسمى قمة «توصيل الدول العربية» بهدف ربط وتوصيل الشبكات العربية بعضها ببعض بسرعات عالية جداً متوقعاً انعقاد هذا الاجتماع الهام إذا وافقت الدول العربية عليه خلال السنتين القادمتين، وعن الفائدة من هذا الربط أكد المرشد أن هذا الإجراء سيساعد على تركيز اهتمام العالم وجهات التمويل والقطاع الخاص والمستثمرين على السوق العربية في هذا المجال مرجحاً إمكانية الحصول على استثمارات وبعض الأموال لمساعدة الدول العربية الأقل نمواً والتي لا تستطيع القيام بتمويل مثل هذه المشاريع المهمة من قدراتها وإمكاناتها الذاتية.
وحول مصير المبادرات التي سيحملها الإقليم العربي إلى مؤتمر حيدر، قال المرشد إن: هذه المبادرات التي أجمعت عليها المجموعة العربية كما هي الحال في الأقاليم الأخرى سيتم عرضها على الاتحاد الدولي وإذا اعتمدت سيقوم الاتحاد الدولي بتخصيص بعض الأموال من ميزانيته الخاصة للمساعدة على تنفيذها. وعن حجم هذه الأموال التي قد تقدم إلى المشاريع العربية قال المرشد أنها تكفي للبداية والانطلاق بهذه المشاريع وما يكفيها لوضع الدراسات وتشجيع الخبرات في حين أن التمويل الأساسي لهذه المشاريع سيأتي من دول المنطقة أو المستثمرين من خارج المنطقة. كما ناقش الاجتماع تنفيذ خطة عمل الدوحة وتضمنت الوثائق التي استعرضت هذا الجانب، البرامج ولجان الدراسات والأنشطة والمبادرات في منطقة الدول العربية، وملخصاً للأنشطة المختلفة التي اضطلع بها مكتب تنمية الاتصالات تنفيذاً للبرامج ولبرنامج عمل لجان الدراسات والأنشطة والمبادرات الخاصة للمؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات لعام 2006 خلال الفترة الماضية البالغة نحو سنتين ونصف السنة مع التركيز بوجه خاص على منطقة الدول العربية.
كما قدمت الوثائق استعراضاً شاملاً لعملية تنفيذ المبادرات الإقليمية طبقاً للقرار 17 الموجود في مراجع قمة الدوحة لعام 2006، وقدم مكتب تنمية الاتصالات تفاصيل عن بعض المشاريع التي تم تنفيذها ودعي المشاركون إلى دعم المبادرات الإقليمية المقترحة المنبثقة عن الاجتماعات الإقليمية التحضيرية لفترة السنوات الأربع المقبلة والنظر في مبادرات إقليمية يمكن طرحها من أجل الدول العربية. كما شكر الاجتماع مكتب تنمية الاتصالات على هذه الوثيقة المفيدة وأكد على أن المبادرات الإقليمية تعد أمراً حيوياً للمنطقة وأثناء المناقشات ثارت شواغل بشأن مستوى تنفيذ المبادرات الإقليمية الخاصة بمنطقة الدول العربية والذي يمكن تحسينه في المستقبل. كما خلص الاجتماع إلى أنه إضافة إلى التمويل الابتدائي من الاتحاد الدولي للاتصالات فإن المنطقة ستدعم تنفيذ مشروعات هذه المبادرات الإقليمية بمزيد من التعهدات المالية والسياسية وعبرت المملكة العربية السعودية عن نيتها تقديم المساهمة المالية والعينية لدعم المبادرات الإقليمية الخاصة بمنطقة الدول العربية.
وصدق المشاركون في الاجتماع التحضيري على أنه يمكن تفعيل الموضوعات ذات الطابع العالمي من خلال البرامج المدعومة بأساليب التسليم الأربعة التالية: استحداث الأدوات، تطوير المواد التدريبية، نشر المعلومات من خلال ورش العمل والحلقات الدراسية والمساعدة المباشرة.
كما نصت توصيات الاجتماع على مجموعة من البرامج: البنية التحتية للمعلومات والاتصالات، الأمن السيبراني وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، البيئة التمكينية، بناء القدرات ومبادرات أخرى بهدف توفير المساعدات الخاصة لأقل البلدان نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان غير الساحلية والبلدان ذات الاحتياجات الخاصة. ولتحقيق هذا الهدف تستخدم عدد من الآليات كبرامج خاصة لأقل البلدان نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان غير الساحلية والبلدان ذات الاحتياجات الخاصة، وأيضاً مبادرات عالمية لتلك البلدان.
كما نصت التوصيات على مبادرات إقليمية للمنطقة العربية أولاها توصيلة النطاق العريض بهدف مساعدة الدول الأعضاء في تطوير النفاذ عريض النطاق في المناطق الحضرية والريفية، والإذاعة الرقمية بهدف مساعدة الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل تحقيق الانتقال السلس وفي الوقت المناسب من الإذاعة التماثلية إلى الرقمية بغية الاستفادة من المكاسب الرقمية، كما نصت التوصيات على الاهتمام بالبرمجيات المفتوحة المصدر من أجل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وعلى إيلاء الاهتمام بالمحتوى الرقمي العربي والأمن السيبراني وبكل ما يتعلق بمشروعات القرارات المزمع تقديمها مباشرة من جانب الأعضاء إلى المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات.
http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=72354