[د. صالح المسند]

تشير الدراسات التي تجريها العديد من المؤسسات البحثية أن قرابة ربع سكان العالم سيستخدمون الإنترنت بحلول عام 2011 لتصل من مليار ومائتين ألف مستخدم عام 2008 إلى أكثر من مليار ونصف مستخدم.

وهناك العديد من المواقع التي أسهمت في تغيير شكل خريطة الإنترنت في مختلف المجالات فبناء على دراسة أعدتها شركة ComScore على سبيل المثال موقع YouTube.com يعد ثالث أكبر موقع يتم زيارته في العالم من حيث مدة الاستخدام وثاني أكبر محرك بحث حيث يستقبل ما يزيد عن ٩ مليارات طلب بحث متجاوزا محركات بحث شهيرة مثل ياهوو وإم إس إن. كما أن ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي قادها موقع Facebook.com والذي يعد خامس أكبر موقع في العالم من حيث مدة الاستخدام ويحوي ما يزيد عن ١٤١ مليون مستخدم نشط وما يزيد على ٥٢ ألف تطبيق.

وتشير الدراسات التي أعدتها شركة Forrester أن الإنترنت أصبحت وسيلة الإعلام الأولى في الولايات المتحدة حيث يقضي الشباب من عمر 18 إلى 40 عاما ما يزيد عن 25% من وقت اطلاعهم على وسائل الإعلام على الإنترنت.

والجدير بالذكر أن الإنترنت تشهد تغيرا كبيرا في اهتمامات المستخدمين حيث نمت ساعات استخدام الإنترنت عالميا من ١١ ساعة عام 2003 إلى ١٦ ساعة عام 2007 والجدير بالاهتمام أن المستخدمين أصبحوا يقضون أوقات أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الترفيه المرئي.

ولعل من أهم الظواهر اللافتة للانتباه هي تزايد المحتوى المعد من قبل المستخدمين عبر الإنترنت حيث يحتوي موقع WikiPedia على مايزيد عن ١٢ مليون مقالة، كما أن هناك أكثر من ١٣ ساعة من المحتوى المرئي يتم تحميلها على موقع Youtube.com كما أنه يتم إنشاء ما يزيد على 150 ألف مدونة يوميا وأكثر من مليون وربعمائة ألف تدوينة وذلك بناء على بحث إحصائي أعده موقع Technorati.

ويعد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من المناطق الاستراتيجية في العالم حيث يحوي على 18 دولة و324 مليون نسمة، وما يزيد عن ١٩ مليون حاسب آلي و٣٩ مليون مستخدم. وقد شهدت السنوات الماضية نموا مطردا في عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي حيث وصل نما عدد المستخدمين في المملكة العربية السعودية من مليون مستخدم لما يزيد عن سبعة ملايين مستخدم في سبعة أعوام فقط، وقد زاد عدد مستخدمي الإنترنت في مصر إلى 9.2 مليون مستخدم.

ولكن المثير هو أنه على الرغم من أن اللغة العربية هي خامس أكثر لغات العالم تحدثا بناء على بحث أعدته شركة Jupiter للأبحاث، بعد الصينية والإنجليزية والهندية والأسبانية، إلا أن اللغة العربية تعد من أقل اللغات من ناحية نسبة المحتوى إلى متحدثي هذه اللغة حيث أن نسبة الصفحات الإنجليزية لمتحدثيها على الإنترنت تزيد خمسة عشر ضعفا عن عدد الصفحات العربية مقارنة بمستخدمي الإنترنت العرب!!.

والمحزن أن اللغة العربية لا تأتي في قائمة أكثر عشرة لغات من حيث عدد التدوينات الموجودة على الإنترنت. حيث لا يوجد سوى 490 ألف مدونة عربية بنسبة تقل عن اثنين من الألف.

إن تحدي تطوير وتحسين وزيادة المحتوى العربي لهو هدف نبيل يجب علينا جميعا العمل عليه ونشر ثقافته بين مستخدمي الإنترنت وذلك للحفاظ على التراث العربي وإتاحة الفرصة للقدرات الشابة للإبداع.

المصدر:

توجهات الإنترنت في العالم والشرق الأوسط

وائل غنيم

مدير تطوير وتسويق المنتجات بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا - Google
القاهرة

[سعاد بن شعيرة]

جزاك الله خيرا عن هذا الموضوع
يجب أن نسعى كلنا لرفع التحدي نحو زيادة و تحسين المحتوى العربي .