منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » منتدى الوثائق والمخطوطات » صــون تـراثـنا الوثائـقـي

منتدى الوثائق والمخطوطات يطرح في هذا القسم كل ما يتعلق بالوثائق والمخطوطات العربية والإسلامية.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Dec-10-2010, 07:47 PM   المشاركة1
المعلومات

سعاد بن شعيرة
مشرفة منتديات اليسير
أخصائية مكتبات ومعلومات

سعاد بن شعيرة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 57892
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 3,009
بمعدل : 0.53 يومياً


منوّع صــون تـراثـنا الوثائـقـي

صــون تـراثـنا الوثائـقـي


اليونسكو
برنامج ذاكرة العالم


من إعداد
اللجنة الفرعية المعنية بالتكنولوجيا
2005


© اليونسكو 2005

الرسالة الأساسية لذاكرة العالم

تكمن الرسالة الأساسية لذاكرة العالم الموجهة إلى السياسيين، وأصحاب القرار، والجمهور بصفة عامة في ما يلي:
  • المعلومات وقابلية استرجاعها بصورة منـتظمة من ذاكرة الحضارات.
  • حماية المعلومات وإبقاؤها في المتناول ليسا بالأمر الهين، ولا سيما في العصر الرقمي.
  • ينبغي بذل المزيد من الجهود لصون المعلومات قصد ضمان صيانة الحضارات ونموها المتواصل.

ستكون المكافأة المنشودة هي ظهور أبعاد جديدة للانتفاع الرقمي بجميع أنواع المعلومات في كل مكان في العالم. وهذا سيجعل المحفوظات والمكتبات متاحة للمشاركة الديمقراطية للبشرية جمعاء في ميادين التربية والعلم والثقافة.

وعلى العكس من ذلك، فإن أي إخفاق في الصون المنتظم للمعلومات سيهدد استمرار نمو البشرية. كما أنه سيجعل بقاء الذاكرة الجماعية للبشرية عرضة للخطر. أما استخدام أنواع التكنولوجيا الرقمية فلا يلغي المخاطر، وإنما يغيرها.

التوطئة

يحتل جمع المعلومات وصونها وتوزيعها مركز الصدارة في الوجود البشري، ويشكل الجوهر الذي نمت جميع الحضارات حوله، بما في ذلك الحضارات التي سبقت معرفة الكتابة والقراءة. وبظهور الكتابة والوثائق، أُعطِيَ الإنسان وسائل جعلت تقدم الحضارات يتسارع بصورة هائلة. وقد مكنـته الوثائق من الرجوع إلى المعلومات المتراكمة للأجيال السابقة، وشكلت أساسا لتنمية الأفكار تنمية منتظمة وفعالة. وبناء عليه، أدت الوثائق وأماكن حفظها، ابتداء بالمكتبات الأولى في بلاد ما بين الرافدين إلى المكتبات والمحفوظات الوطنية الكبرى التي أُنشئت في القرن التاسع عشر إلى تطور الحضارات تطورا أُسِّيا .

وتعد الوثائق المجمعة في محفوظات العالم ومكتباته مصادر لا غنى عنها لكثير من التخصصات العلمية. وهي أيضا مصادر لقضاء المزيد من الأغراض خارج الإطار النظامي، مثل: التعلم الذاتي، والتسلية، والاهتمامات العامة. ولا يمكن القيام بأي تقييم للقضايا السياسية، والتاريخ، والحياة اليومية، والموسيقى، والفنون الأدائية من دون هذه الوثائق.

وعلى مر التاريخ، كانت المكتبات والمحفوظات هي المؤسسات الأمينة على التراث الوثائقي للبشرية. وعلى الرغم من أن تغييرات قليلة جدا طرأت على المواد المستخدمة في الكتابة خلال القرون الماضية، فإن القرنين الأخيرين شهدا الظهور المتكرر لوسائل جديدة تتراوح بين عملية التصوير الفوتوغرافي والأشكال الرقمية.

ومنذ القرن التاسع عشر، جرى استكمال الوثائق المطبوعة بتسجيلات سمعية بصرية، وهي عبارة عن تمثيل موضوعيلظواهر مادية كالأصوات والصور. ولأول مرة أصبح التوثيق الشفهي لظواهر ثقافية منقولة أمرا ممكنا، بحيث باتت متاحة للبحث، ومكنتها من أن تنقل إلى جمهور أوسع، بل وإلى الناس في العالم بأسره.

بيد أن الانتفاع بالمعلومات يتوقف على الطابع الثابت للوثائق وعلى قابلية استرجاع محتوياتها. وعلينا أن نقبل بالتناقض الكامن بصفة عامة في أن ثبات الوثائق معاكس للتقدم التقني. فبشيء من العناية، ستبقى ألواح بلاد ما بين الرافدين آلافا أخرى من السنين، وبإمكان الورق أن يصمد لعدة قرون. غير أن الوثائق السمعية البصرية لن تبقى إلا بضعة عقود، بينما لا تتجاوز حياة الوثائق الرقمية عشرة أعوام.

وتعترض الأجهزة الحديثة لنقل المعلومات مشكلة إضافية تكمن في أن معظم الوثائق السمعية البصرية، وجميع الوثائق الإلكترونية هي وثائق قابلة للقراءة بواسطة الأجهزة، ولذلك فبالإضافة إلى عدم الاستقرار الفيزيائي والكيميائي لأجهزة حمل المعلومات، فهي مهددة بتقادم المعدات المكرسة لمعالجتها. ونظرا لوتيرة التطور التكنولوجي، فإن مدة دورة الحياة التجارية لنظم التسجيل والتخزين ما فتئت تتقلص. وفي عالم الوثائق السمعية البصرية والإلكترونية المتقدمة – المسماة عادة الوثائق "الرقمية النشأة" – يؤدي هذا إلى النتيجة الغريبة المتمثلة في أن وسائل النقل ربما بقيت في حالة مادية جيدة، في حين أن المعدات اللازمة لتشغيلها لم تعد في المتناول. وبناء عليه، فلا يمكن صون الوثائق السمعية والبصرية والمسجلة بالفيديو والإلكترونية بنجاح إلا بواسطة عمليات النقل من هيئة أجهزة/برامجيات/أشكال إلى أخرى.

لقد كانت حماية جميع هذه الوثائق إلى وقت قريب مرتبطة أساسا بحفظ الكتب وغيرها من المواد المكتوبة. وقد قامت المكتبات النصية منذ ما يربو على 4000 سنة، بينما لم يعم وجود الوثائق المصورة إلا منذ 1839، والمحفوظات السمعية البصرية منذ نحو قرن، أما آخر الوثائق الإلكترونية فقد شاعت منذ أقل من عقد واحد. وتصون جميع أشكال الوثائق هذه المعلومات في شكل كلمات، أو صور، أو أصوات، إما منفردة أو مجتمعة. وتعد الأشكال المختلفة وكذلك المواد التي تتألف منها عوامل هامة يتعين النظر فيها عند صون هذه العناصر.

إن إحدى الغايات الرئيسية لبرنامج اليونسكو الخاص بـ"ذاكرة العالم" هي تعزيز صون التراث الوثائقي للبشرية. وتقدم هذه النشرة فكرة تمهيدية مقتضبة عن الجوانب التقنية لعملية الصون ومشكلاتها إلى أمناء المحفوظات والمكتبات، وأصحاب القرار.



القضايا الاستراتيجية

ستغير التكنولوجيات الحديثة في مجالي المعلومات والاتصال أساليب الاستفادة من المعلومات تغييرا جوهريا، وسيتزايد الطلب على الانتفاع بالوثائق. وإذا لم ترقمن المعلومات التقليدية لتصبح بذلك في المتناول، فسينشأ بالتأكيد خطر يتمثل في أن يطوي النسيان الكثير من هذه المعلومات التقليدية.

وثمة تهديد كبير آخر يكمن في أن نسبة مئوية عالية من الوثائق التي تضم التراث الثقافي واللغوي للبشرية توجد في حوزة مؤسسات بحوث ومؤسسات ثقافية خارج الملكية المشتركة الرئيسية للمحفوظات. ونظرا للقيود المالية فإن هذه المؤسسات غير قادرة على صون ممتلكاتها بطريقة مهنية. بل وقد لا يكون بعضها مدركا للمخاطر التي تتعرض لها المجموعات التي بحوزتها. وإذا لم تحدد أماكن وجود هذه الممتلكات ولم يتم صونها بصورة منهجية فستضيع في غضون بضعة عقود. وسيعني ذلك الضياع الذي لا يعوض لوثائق نفيسة تحتوي على التعبير الثقافي واللغوي، وهو تعبير تغير تغيرا كبيرا بل وربما أصبح منقرضا.

وسيكون من الضروري بذل مساعي استراتيجية كبرى لتحويل المعلومات التناظرية إلى معلومات رقمية حتى تصبح في متناول أكبر عدد ممكن من الناس. وعلى الرغم من بلدانا كثيرة تملك قوانين ونظما لصون تراثها الوطني، فإن تكنولوجيات المعلومات والاتصال يمكن أن تغير استراتيجيات الانتفاع وعاداته. ذلك أن سهولة الاستفادة من الوثائق الرقمية واستخدام المستفيدين لأدوات التنظيف الرقمية غير المتلِفة قد تجعل النسخ الرقمية جذابة للباحثين إلى درجة أن أي مواد غير متاحة رقميا قد تُنسى وتضيع. وينطبق هذا الأمر بصفة خاصة على ثقافات الأقليات أو على الأشكال المحلية أو الإقليمية للثقافات الكبرى. وقد يتعرض صونها جديا للخطر، إن لم تكن لها جاذبية اجتماعية.

ومن الضروري إدراك أنه حالما تُحوَّل المعلومات التناظرية إلى شكل رقمي، فإن اعتماد أفضل الممارسات وسبل التخطيط لحفظ المعلومات حية في النظم الحاسوبية يصبح قضية أساسية. ويشمل هذا السياسات اللازمة لضمان الدعم الدوري والهجرة المخططة للأجهزة، والبرامجيات، والبيانات إلى الجيل الجديد من النظم.

وتشكل المعلومات واستردادها المنهجي ذاكرة الحضارات. ذلك أن الهدف الاستراتيجي لبرنامج ذاكرة العالم هو حماية جميع أنواع المعلومات باعتبارها الحارس الأمين لذاكرتنا الجماعية.


الانتفاع والصون:
هدفان متعارضان ظاهريا ولكنهما قابلان للتوفيق بينهما

تسعى مرافق المحفوظات والمكتبات إلى تحقيق غايتين أساسيتين:
  • أولاهما هي تيسير الانتفاع بالوثائق المنوط بها رعايتها، ومن ثمضمان أن التراث الثقافي يبقى حيا ويبقى موضوعا للبحث والإثراء.
  • وثانيهما الحفاظ على الوثائق في رعايتها بحيث يتسنى نقل التراث الثقافي كاملا إلى الأجيال المقبلة، لأن مستقبل أمة، أو شعب، أو مجتمع محلي يتوقف على معرفة ماضيه.
ولتحقيق هذين الهدفين معا بنجاح، لا بد من وضع سياسة صون في الأجل الطويل ترمي إلى الحيلولة دون تدهور حالة الوثائق أو إبطائه، وتحسين ظروف صون المجموعات، أو على الأقل حماية محتوياتها بإعداد وثائق بديلة عنها، إما تناظرية أو رقمية.
غير أنه ينبغي ألا يغيب عن البال أن صون وثيقة لمجرد أن ذلك متيسر أمر لا معنى له. فالصون له قيمة إذا كان سيتيح في المستقبل الاستفادة من المعلومات المتضمنة في تلك الوثيقة.
إن معرفة المخاطر والضرر الممكن والتدابير التي يتعين أن تتخذ أمر يساعد على تخصيص ميزانية ضمن الموارد المالية والبشرية الخاصة بكل مؤسسة. ومن المستصوب تحديد مشروعات في كل من الأجل القصير والمتوسط والطويل.ويسهم كل تدبير من تدابير الصون بمفرده في التقليل من الخطر، وينبغي أن يُتخذ حتى وإن لم يكن ممكنا حل جميع المشكلات في آن واحد.

ويشمل صون مجموعات المكتبات ووثائق المحفوظات أنشطة كبرى كثيرة بما في ذلك تدابير تدابير الصون والحفظ والرقمنة وتجديد الشكل/النقل. وكقاعدة أساسية، يمكن توفير الكثير من الحماية بضمان أن تخزن الوثائق في صناديق وحاويات مناسبة، ولا تخضع لتقلبات درجة الحرارة، والرطوبة النسبية، وأن يجري تناولها بعناية. وعمليات الترميم التخصصية متاحة لكثير من أنواع الوثائق، من أقدمها إلى أحدثها، ولكن قبل أي معالجة لها، ينبغي السعي إلى الحصول على نصائح مهنية من الخبراء في المتاحف، والمكتبات، والمحفوظات على النحو المناسب. وينبغي إعداد استراتيجيات منظمة تنظيما جيدا لرقمنة ونقل الوثائق السمعية والبصرية والإلكترونية.

وتعد مشاركة جميع المهنيين في المكتبات والمحفوظات أمرا أساسيا، ومما لا مندوحة عنه هو أن هذه المشاركة أيضا ضرورية لزيادة وعي أصحاب القرار والجمهور بمعناه الواسع.

ينبغي أن تكون المعلومات متاحة لجميع الناس بالقدر الممكن من الحرية والسهولة. وإن صون تلك المعلومات في مجموعة واسعة من الأشكال يكفل الانتفاع بها ويتعين السعي إلى تحقيقه بنشاط لذلك السبب.


البيئة والتخزين

تؤثر الظروف البيئية وأساليب التخزين تأثيرا كبيرا في صون الوثائق. ويشكل التحكم في البيئة، وتوفير ظروف تخزين جيدة وتدابير الإعداد الإداري أول تدبير من تدابير الوقاية. وقد ابتُكرت المعايير والتكنولوجيات للمساعدة على تحسين ظروف التخزين. إن المواد التقليدية المتمثلة في الورق، والرق، والجلد، وسعف النخل، الخ. كلها من مركبات البوليمير الطبيعية. أما الوسائل الأحدث المتمثلة في الأشرطة، والأقراص، والأفلام فهي تعتمد على مركبات البوليمير التي صنعها الإنسان مثل كلوريد البوليفينيل PVC)) والبوليستر. وتتباين وتائر التحلل الكيميائي لمختلف مركبات البوليمر تباينا شديدا. فبعضها سيبقى _ بل وبقي بالفعل _ لآلاف السنين، وبعضها الآخر قد يكافح ليبقى عقدا واحدا.

وتتفسخ جميع مركبات البوليمر، الطبيعية منها والمصنوعة بيد الإنسان. ولا يمكن إيقاف عملية التفسخ، ولكن يمكن تخفيض سرعتها بالاحتراس في معالجتها وتخزينها بطريقة مواتية. ويمكن أيضا تسريع هذه العملية إلى حد كبير باللامبالاة في معالجتها وتخزينها بطريقة رديئة.


التخطيط لمواجهة الكوارث
الوقاية، والاستعداد، والرد، والعودة إلى الحالة الطبيعية

تعد الكارثة التي تحل بمكتبة أو بمحفوظات حدثا غير متوقع يعرض المجموعات للخطر. غير أنه ينبغي التخطيط لمواجهة إمكانية وقوع كارثة. وليس هناك مؤسسة يمكن أن تستثنى من إمكانية وقوع كارثة، أو تكون محصنة منها. والتخطيط لمواجهة الكوارث أمر يتعلق بالسلامة الأساسية للمكتبات والمحفوظات، ولموظفيها ومجموعاتها. ويجب أن يعتبر بمثابة جزء أساسي من أي برنامج للوقاية يتعين أن تنفذه جميع المكتبات والمحفوظات. وتمكن الخطة المحررة رسميا المؤسسة من الرد بفعالية وسرعة على حالة طوارئ وحصر الضرر الذي يلحق بالمباني ومحتوياتها في حدوده الدنيا.
  • وتشمل الوقاية تحديد موقع المبنى وتشييده وإدماج تدابير الوقاية فيه.
· والاستعداد هو حالة التأهب حينما تحل الكارثة. وهذا يشمل تدريب الموظفين وكذلك تحديد الوكالات والمرافق الخارجية التي يمكن أن تساعد في حالة الطوارئ والاتصال بها.
  • ويتوقف الرد والعودة إلى الحالة الطبيعية على مدى النجاح في الوقاية والاستعداد.

يجب أن يكون تدريب الموظفين على جميع المستويات من الأعلى إلى الأدنى على الدور الذي سيكون عليهم أن يقوموا به للتخفيف من عواقب الحادثة جزءا أساسيا من أي خطة لمواجهة الكوارث. ويمكن الاضطلاع بجزء كبير من هذا التدريب عن طريق المبادئ الرائدة والأدلة، ولكن هذا يحتاج إلى أن يستكمل بحلقات عمل ودورات تدريبية لمحاكاة وقوع الكوارث.

وقد نشرت جميع كبريات رابطات المحفوظات والمكتبات والعديد من مؤسسات المحفوظات توجيهات بشأن التخطيط لمواجهة الكوارث. ويوصى باللجوء إلى مساعدتها عند وضع الخطط المفصلة لمؤسستكم.

التعاون الدولي – الدروع الزرقاء
للمساعدة على الاستعداد لمواجهة الكوارث، ولإقامة نظم تُسرِّع الاستجابة لأي حادثة والعودة إلى الحالة الطبيعية، قام المجلس الدولي للمحفوظات (ICA)، والاتحاد الدولي لرابطات المكتبات (IFLA)، والمجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، والمجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS) بإنشاء اللجنة الدولية للدروع الزرقاء (ICBS) سنة 1996. وتعمل الدروع الزرقاء لحماية التراث الثقافي المعرض للخطر من أي مصدر.

الرقمنة من أجل الانتفاع والصون

أصبحت الرقمنة أداة من أقوى الأدوات للاستفادة من جميع أنواع الوثائق. وقد شبهت الأبعاد الجديدة التي تتيحها شبكة الإنترنيت للانتفاع بالمعلومات المرقمنة تشبيها صائبا بالأثر الذي خلفه على الحضارة ابتكار الكتابة وطباعة الكتب. وتقلل الرقمنة أيضا من الضرر الناجم عن الإفراط في استخدام الوثائق الثمينة، ومن ثم تعزز بطريقة غير مباشرة صون الوثائق التقليدية. إن التسجيلات السمعية وتسجيلات الفيديو وكذلك مختلف أنواع الوثائق "رقمية النشأة" تستطيع أن تفلت من تهديد الضياع الذي يصيب التسجيلات وتقادم الأجهزة والبرامجيات اللازمة لإعادة إنتاجها والاستفادة منها فقط بالانتقال المنتظم.

حماية التراث الرقمي

بقدر ما أصبحت التكنولوجيا الرقمية أداة قوية لصون جميع أنواع المعلومات والاستفادة منها، بات صون المعلومات الرقمية مشكلة كبيرة في حد ذاتها.
  • اختيار المعلومات "رقمية النشأة"، والكثير منها من شبكة الإنترنيت التي عمت العالم بأسره.
  • الافتقار إلى المعايير.
  • التخزين المنهجي في المستودعات الرقمية.
  • الاحتفاظ بالمعلومات حية عبر أجيال من الأجهزة والبرامجيات الحاسوبية التي ما فتئت تتطور.
  • حماية المعلومات الرقمية من التلف العرَضي.
وكل هذه تحديات ذات أبعاد ضخمة.
وما زالت حاليا عملية التصميم، والفهرسة، والرقمنة، والتخزين، ونظم الاستفادة، سياسة الدعم، والنقل المنتظم كلها مكلفة نسبيا. وتكمن إحدى غايات برنامج ذاكرة العالم في حفز النمو من أجل الإسراع بتخفيض تكاليف الصون والتخزين الرقميين في المستقبل، حتى يصبح صون المعلومات والاستفادة منها أمرا قابلا للإنجاز في كل مكان في العالم.

لقد وضعت اليونسكو استراتيجية لتعزيز الصون الرقمي. وتتمحور هذه الاستراتيجية حول ما يلي:
  • عملية تشاور واسعة النطاق مع الحكومات وواضعي السياسات، ومنتجي المعلومات، ومؤسسات التراث وخبرائه، وصناعة البرامجيات، إضافة إلى المنظمات التي تضع المعايير.
  • نشر أدلة المبادئ الرائدة.
  • تنفيذ مشروعات رائدة.
  • قيام المؤتمر العام في دورته الثانية والثلاثين التي عقدت في تشرين الأول/أكتوبر 2003 باعتماد ميثاق دولي بشأن صون التراث الرقمي.

الرق والورق والمواد التقليدية الأخرى

كانت الوثائق التقليدية تكتب على العديد من المواد. وربما كانت الألواح الطينية والأحجار أقدمها، ولكن البردى وسعف النخل، والرق كانت أيضا مستعملة لآلاف وآلاف السنين. ونحن نعتبرها مواد تقليدية، ولكن الورق الذي يبدو معاصرا استُعمل لمدة ما يقرب من ألفي عام.
إن باستطاعة معظم هذه المواد التاريخية أن تدوم لمدة طويلة إذا ما اعتُنِي بها بطريقة صحيحة. وينطبق هذا الأمر أيضا على معظم أنواع الورق المصنوع حتى القرن التاسع عشر. وقد أدى الطلب المتزايد على الورق في العالم الصناعي والنقص في كميات الخرق والقماش، وهي المواد الخام التقليدية، إلى الإنتاج الضخم للورق المصنوع من لب الخشب. وهذه وسيلة حمضية تبلى بسرعة أكبر من معظم الأوراق الخرقية المصنوعة سابقا. وهي تَصْفَرُّ وتفقد مرونتها الأصلية بسرعة وتصبح هشة. وقد باتت اليوم كثير من الوثائق المطبوعة والمخطوطة في القرنين التاسع عشر والعشرين المحفوظة في المكتبات والمحفوظات في حالة سيئة للغاية، ولا يمكن أن يستمر القراء في استعمالها. ويحدق الخطر خاصة بالصحف المطبوعة على ورق حمضي من نوعية رديئة جدا. والحلان الوحيدان لصون محتويات جل المجموعات من هذا النوع هما التسجيل على الميكروفيلم و/أو الرقمنة.

كانت معايير المنظمة الدولية للتوحيد القياسي قائمة بالنسبة إلى الورق الدائم (IS 9706 :1994) وورق المحفوظات (IS 11108 :1996) لسنوات عديدة. وقد قبلت صناعة الورق المعيار الخاص بالورق الدائم على نطاق واسع. وكان متاحا بسهولة لما يربو على عقد من الزمن. ويُعرَض ورق IS 9706 بأسعار تنافسية مقارنة بورق يدوم مدة أقصر ونوعية أدنى.

المواد المصورة

نشأت عملية التصوير رسميا في عام 1939. وقد أنتج تطوير عمليا إخراج الصور ما يزيد على أربعين عملية ناجحة تجاريا بعضها يستعمل اليوم.
تؤلف الصور فئة هشة من فئات تراثنا الثقافي، وتحتاج إلى عناية خاصة من جانب اختصاصيين مدربين. وتتأثر المواد المصورة تأثرا شديدا بالعناصر الملوثة للمواد الصادرة عن الوقود والمنبعثة من الأثاث ومواد التخزين في المستودعات. وكذلك درجات الرطوبة والحرارة العالية. وتدعو الحاجة إلى تناولها بعناية خاصة. ذلك أن المواد العالقة بالأصابع – حتى حينما تبدو نظيفة – تتسبب في بدء تلوثها. ولذلك فإن التحكم في بيئة الانتفاع والصون أمر هام. ومن المهم أيضا القدرة على تجديد أساليب التصوير المتمثلة في مجموعة ما، ومن ثم إدراك مشكلات الصون الخاصة بها.

تُعَرَّف عمليات التصوير بأنها عملية تنتج صورة بفعل الضوء. وعليه، فإن هذا ينطبق أيضا على الصور الملتقطة بآلات التصوير الرقمية. غير أن عملية التصوير الرقمية لا تستخدم صفائح التصوير والأفلام، ولذلك فما يربطها بالأساليب التقليدية قليل أو منعدم. إنها عملية إلكترونية تنتج معلومات عن الصور في شكل رقمي كملفات صور. وصون هذه الملفات مماثل لأي ملف آخر للمعلومات الرقمية. وتتوقف الصور المطبوعة على مختلف أشكال الطباعة (المداد المنفوث، أو الليزر، أو الصباغة الحرارية، أو مركب الفضة التقليدي ، أو الصور الملونة) وينبغي أن تعالج وفقا للنوع، أي كورق مع مداد أو مواد تصويرية أخرى، أو كصور فوتوغرافية.


الوسائل السمعية الميكانيكية

من بين التسجيلات المندرجة في عداد مجموعة الوثائق المسماة عادة التسجيلات السمعية البصرية (الصور الفوتوغرافية الجامدة والمتحركة، والتسجيلات السمعية وتسجيلات الفيديو) هناك التسجيلات على الأسطوانات والأقراص. وقد استخدمت الأسطوانات ابتداء من 1989 للتسجيلات الأصلية. وفي حين أن الإنتاج الصناعي توقف في أواخر العشرينيات، استمر استخدام الأسطوانات في التسجيلات الميدانية إلى خمسينيات القرن العشرين. وتصنع أغلبية الأسطوانات من الشمع؛ إلا أن بعض الأسطوانات المنتجة بأعداد ضخمة مصنوعة من السلولويد. وكانت الأسطوانات الخشنة الأخاديد الخاصة بالغراموفونات، المسماة عادة بـ"الشيلاك" أو " أسطوانات78"، هي الوسائل الرئيسية المنتجة بأعداد ضخمة من عام 1989 حتى أواسط خمسينيات القرن العشرين. وقبل بدء إنتاج الأشرطة المغناطيسية، الذي انطلق في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن العشرين، كانت "الأقراص الفورية" – أقراص معدنية مغلفة في العادة بطبقة رقيقة من مركبات البوليمر مثل خلات السلولوز – هي الوسيلة المعتادة لتسجيل الأصوات للهيئات الإذاعية وغيرها من الجهات المستعملة.

وقد حلت الأقراص ذات الأخاديد الدقيقة (أسطوانات الفينيل أو طويلة المدة) محل أسطوانات الشيلاك ابتداء من أواخر أربعينيات القرن العشرين، ثم حلت الأقراص المدمجة بدورها محل الأسطوانات طويلة المدة بالنسبة إلى معظم التسجيلات التجارية في العقد الأخير.

تتسم السلامة الميكانيكية بأعظم قدر من الأهمية بالنسبة إلى الحوامل الميكانيكية. ذلك أن التسجيلات الصوتية على الأسطوانات والأقراص تتأثر بالرطوبة والحرارة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتأثر جميع الحوامل الميكانيكية بنمو الفطريات. فدرجات الحرارة التي تفوق 60° مئوية خطيرة، ولاسيما بالنسبة إلى أسطوانات الفينيل والأقراص الشمعية. ولابد من تفادي الخدشات وغيرها من التشويهات التي تسببها رداءة ظروف التخزين أو اللامبالاة في التعامل مع معدات إعادة الاستماع. ويجب الحفاظ على الأخدود الذي يحتوي على المعلومات المسجلة في حالة لا يشوبها أي تشويه.


الوسائل المغناطيسية
السمعيات والصور والبيانات

تتسم البيانات المغناطيسية بأهمية أساسية بالنسبة إل الحياة العصرية. وهي مستعملة في شكل أشرطة لتسجيل الأصوات والصور والبيانات الرقمية. وقد قام أوبرلين سميث في ثمانينيات القرن التاسع عشر بتحرير المبادئ الأساسية لتسجيل الإشارات على وسيط مغناطيسي. ولم تطور هذه الفكرة إلى أن اختُرع نظام للتسجيل بواسطة سلك سنة 1898 ثم ابتُكر الشريط المغناطيسي في ألمانيا في أواسط ثلاثينيات القرن العشرين لتسجيل الأصوات وتخزينها.

ظهرت أول آلة لتسجيل الفيديو بواسطة الأشرطة حظيت بنجاح تجاري في عام 1956. وتزايد ظهور أشكال جديدة لتسجيل صور الفيديو تزايدا مطردا منذ ذلك الوقت. وقد دلت الحسابات على أن الصور سُجِّلت على ما يفوق 100 شكلٍ مختلف خلال السنوات الأربعين منذ أن بدأ تسجيل الفيديو، وذلك مع أخذ مختلف معايير البث و الإمدادات الكهربائية في الحسبان. وقد باتت أشكال أشرطة الملكية مهجورة الآن بدرجة أو بأخرى، إذ حلت محلها أشكال الملفات الحقيقية المخزنة على مختلف وسائل الحمل. وفي الأجل القصير، ستمر أشكال الفيديو التقليدية بالتطور ذاته. ومع ذلك، فإن استخدام الأشرطة المغناطيسية لتخزين البيانات الخاصة بالأصوات والصور والمطبوعات سيتسع نطاقه ويدوم لسنوات عديدة مقبلة.

الوسائل البصرية

تستخدم الوسائل البصرية لتخزين الأصوات، والصور، والبيانات الرقمية. وهناك اليوم أسرة الأقراص الأصلية المدمجة السمعية، وأقراص القراءة بالليزر، وأقراص الفيديو الرقمية، والأقراص المغناطيسية البصرية. وضمن هذه المجموعة هناك أيضا أقراص تسجيل الأصوات والفيديو. ومن الناحية التاريخية، استُعملت أيضا الأشرطة البصرية، وإن لم يكن على نطاق واسع جدا، وأقراص الفيديو التماثلية. وقد حظيت أقراص تسجيل الأصوات وأقراص الفيديو الرقمية بشعبية كبيرة لتخزين البيانات، وذلك أساسا بسبب قدرتها الفائقة على التخزين، وقابلية نقلها، وسهولة تناولها والتكلفة المنخفضة لأجهزتها ومعداتها الخاصة بالتسجيل وإعادة التشغيل. وتكفل هذه الشعبية - مقارنة بأقراص WORM والأقراص المغناطيسية البصرية السابقة - استخدام هذه الوسائل على نطاق واسع، ووجود معدات إعادة التشغيل في المتناول لفترات طويلة.
بدأت الوسائل البصرية في شكل الأقراص السمعية تروج منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي. وكان ينظر إليها في البداية باعتبارها وسيلة تخزين للأجل الطويل تكاد تكون غير قابلة للتلف. ونعلم الآن أن هذا ليس صحيحا. وبصفة خاصة، فإن فترة بقاء أقراص التسجيل البصرية تتراوح بين بضعة عقود وبضعة أشهر في أقصر تقدير، وذلك بحسب ظروف التخزين البيئية وإجراءات تناولها. ويمكن لهذه الفترة أن تنخفض إلى بضعة أسابيع إذا كانت الأقراص معرضة لأشعة شمس قوية أو حرارة شديدة.
وبغض النظر عن الخصائص المادية، فإن عملية الحرق بالمصابيح برمتها تتطلب التوافق الأمثل لمصباح الحرق، والبرامجيات، ووسيلة التشغيل. إن الاستعمال المسؤول للوسائل البصرية القابلة للتسجيل تتطلب أن تكون الأجهزة والبرامجيات المتخصصة في المتناول من أجل الاختبار. ويمكن أن تكون إجراءات الاختبار معقدة ومستهلكة للوقت.
إن هذه الملابسات تجعل الأقراص القابلة لتسجيل الأصوات وكذلك الفيديو وسائل غير ملائمة للحفظ. ويمكن الاستفادة منها، مع ذلك، في نسخ للاستعمال والتداول إذا كانت النسخة الأولى للمحفوظات مسجلة على وسيلة أسلم ومتاحة في حدود زمنية معقولة، إذا ما أخفقت وسيلة الانتفاع.


صون الوسائل الرقمية والانتفاع بها

مرت التكنولوجيا الخاصة بصون الوسائل الرقمية والانتفاع بها في تاريخها بتطورات هائلة. فقد تحولت تكنولوجيات التخزين تحولا كبيرا، وستواصل تطورها. وتتزايد قدرات التخزين تزايدا أُسِّيا، في حين أن تكاليف التخزين ما فتئت تتناقص. ولا يبدو قريبا الإبطاء في هذا التطور.

إن الوسائل والأشرطة ومحركات الأقراص الثابتة المغناطيسية هي السائدة حاليا في التخزين الرقمي على الصعيد المهني. وقد استعملت الأشرطة المغناطيسية طوال عقود في تطبيقات تكنولوجيا المعلومات وهي تطور أكثر نحو المزيد من الكثافة في كميات البيانات. وهي حاليا أرخص وسائل التخزين الرقمي. غير أن العائق الرئيسي لها هو، بطبيعتها أصلا، الوقت اللازم للوصول إليها. ذلك أنها لو وُضعت في خزانات كبيرة وعُبِّئت بواسطة نظام روبوتي ("التخزين بجوار الشبكة")، لتطلب الأمر بضع دقائق للوصول إلى الملف المطلوب. أما إذا خُزنت الأشرطة بطريقة اعتيادية على رف ("التخزين خارج الشبكة") وعبئت يدويا فسيستغرق الوصول إليها وقتا أطول بكثير.

وتعد الأشرطة المغناطيسية اختيارا مناسبا إذا كان الغرض هو تخزين مقادير ضخمة من البيانات، مثلما هو الشأن بالنسبة إلى المحفوظات السمعية إضافة إلى محفوظات الفيديو الآخذة في التطور، ولكن فقط حينما يكون الوقت اللازم للوصول إليها عاملا غير مهيمن. ونظرا إلى عدم موثوقية الأقراص البصرية القابلة للتسجيل المتاحة حاليا ، فإن تخزين البيانات خارج الشبكة على أشرطة تدعمها الحواسيب هو خيار جذاب للمجموعات الصغيرة وكذلك للنهوج المعتمَدة للتسجيل في محفوظات رقمية مؤتمتة، وذلك على نطاق صغير وبصورة قابلة للقياس. إن النجاح في الإدارة اليدوية للأشرطة المدعومة بالحواسيب خارج شبكة الانترنيت أمر ممكن اليوم بالنسبة إلى مخزونات تصل إلى حد التيرابايت. غير أن هذا الحد سينخفض باطراد لأن أسعار التخزين في محركات الأقراص الثابتة ستزداد انخفاضا.

وتُمَكِّن محركات الأقراص الثابتة المغناطيسية من الوصول إلى البيانات المخزنة بصورة تكاد تكون فورية ("على الخط مباشرة")، وذلك بفضل تصميمها المادي. ولقد تسببت شبكة الانترنيت بما تتطلبه من وصول مباشر إلى كميات ما فتئت تتزايد من البيانات في انطلاق عملية نمو ازدادت بفضله كثافة بيانات الأقراص المغناطيسية بمعامل قدره 000,30 خلال 15 عاما. ورافق ذلك انخفاض هائل في التكاليف. ويتواصل استخدام أعداد غفيرة من محركات الأقراص الثابتة بدون انقطاع طوال فترة حياة الأقراص التي يُفترض بوجه عام أنها تبلغ خمسة أعوام. بيد أن هذا العدد عبارة عن قيمة إحصائية، ويجب أن نتذكر بأن قرصا من الأقراص قد يصاب بالعطب في أي وقت.
ولتوفير ما يكفي من الموثوقية للتخزين المهني للبيانات، تُجمع محركات الأقراص الثابتة في نظم "المجموعات الوافرة من الأقراص المستقلة" (RAID) التي تتحمل حدوث الأخطاء بفضل برنامج حاسوبي خاص، بحيث لا تضيع أي بيانات إذا ما عجز قرص عن أداء وظيفته. ذلك أن النظام يعاد تشكيله آليا بحيث يستطيع المستخدمون مواصلة العمل.

وتتوافر مجموعات من الأقراص ذات الوفرة في سلسلة كبيرة من الأشكال التي تتراوح ما بين نظم " المجموعات الوافرة من الأقراص المستقلة المكتبية" ونظم بالغة التعقيد. وبالإضافة إلى ذلك، ففيما يخص الحالات التي يتسم فيها الانتفاع بطابع حاسم، يمكن تركيب نظامين فرعيين ذاتيي الاستنساخ لمجموعات من الأقراص ذات الوفرة يرتبطان بينهما بشبكة. بغية التوصل إلى أعلى مستويات السلامة، يمكن أيضا تخزين محتويات مجموعات محركات الأقراص الثابتة على أشرطة للدعم.

وتجري مناقشة مسألة تخزين محركات الأقراص الثابتة خارج الشبكة في الأوساط المعنية بالصون الرقمي، ولكنها لم تتقدم حتى الآن من حيث الممارسة. وختاما، تجدر ملاحظة أن محركات الأقراص الثابتة للاستخدامات المهنية (وصلات نظم الحواسيب الصغيرة SCSI ، ونظم ملحقات التكنولوجيا المتقدمة S-ATA) تختلف عما هو مستخدم في الحواسيب الشخصية الواسعة الانتشار، وذلك من حيث النوعية والسعر.

إن نظم المجموعات الوافرة من الأقراص المستقلة هي الخيار الصحيح بالنسبة إلى العمليات التي يكون فيها وقت الوصول إلى المعلومات أمرا حاسما. فهي الميدان النموذجي للملفات قليلة الدقة (ذات البيانات المحدودة)، في حين أن النسخ الأصلية من المحفوظات الرقمية ذات الدقة اللازمة للصون يحتفظ بها قرب خط الربط الشبكي أو خارجه. غير أنه نظرا لتناقص أسعار المجموعات الرئيسية للملفات المخصصة للصون فإن أعدادا متزايدة منها يحتفظ بها أيضا على الشبكة.

إن النظم المتكاملة للتخزين الروبوتي قرب الشبكة، والمجموعات الوافرة من الأقراص المستقلة، وأي تشكيلة تضمهما معا تحمل في كثير من الأحيان تسمية "النظم الرقمية للتخزينات الضخمة"DMSS)). ومن بين العناصر المكونة لهذه النظم برنامج حاسوبي متخصص يدير توزيع المحتويات على مختلف الوحدات الخاصة بوسائل التخزين، وينظم عملية الانتفاع بالمعلومات، ويراقب بصورة متواصلة سلامة المواد المخزنة، وينعش البيانات قبل أن تضيع بسبب تدهور حالة الوسائل المخزنة فيها، ويدير هجرة المحتويات إلى نظام تخزين جديد، وذلك بالحد الأدنى من الدعم اليدوي، قبل أن يصبح النظام السابق عتيقا. وتدوم دورات الهجرة حاليا خمس سنوات في المتوسط. وللأسف، فإن أسعار البرامجيات لا تتناقص بصورة موازية لتناقص تكاليف الأجهزة ووسائل التخزين. وما زال هذا الأمر عائقا قويا يعترض القبول بتكنولوجيات التخزين الرقمي على نطاق أوسع، ولاسيما في البلدان النامية.

وعلى الرغم من أن أسعار الأجهزة والوسائل الخاصة بالتخزين الرقمي ما فتئت ترخص، كما ورد أعلاه، فإن التخزين الرقمي على الصعيد المهني ما زال تحديا عظيما من النواحي الاستراتيجية والسوقية والمالية. وفي حين أن الحوامل الثابتة في العالم التناظري لم تكن تقتضي سوى التناول والتخزين على النحو الأمثل، وهو ما كان تحقيقه يسيرا نسبيا في ظروف مقبولة إلى حد ما، فإن النجاح في التخزين الرقمي يتطلب الالتزام الدائم لمالكي مجموعة ما بالمساهمة على الصعيدين التنظيمي والمالي.


أين يمكن العثور على المزيد من المعلومات:

يمكن العثور على المعلومات عن صون الوثائق إما كمعايير أو كتقارير صادرة عن كبريات المنظمات أو المؤسسات، وكذلك عن الخبراء المستقلين.

المنظمات غير الحكومية والمنظمات الخاصة
مجال النشاط
موقع الويب
CLIR
المجلس المعني بموارد المكتبات والمعلومات

تقديم المشورة في مجال موارد المكتبات والمعلومات
DELOS
شبكة الامتياز الخاصة بالمكتبات الرقمية

شبكة امتياز في مجال المكتبات الرقمية
ECPA
اللجنة الأوروبية المعنية بالصون والانتفاع

لجنة أوروبية معنية بالصون والانتفاع
erpanet
الشبكة المعنية بصون الموارد الإلكترونية والانتفاع بها

صون التحف الثقافية والعلمية
FIAF
الاتحاد الدولي لمحفوظات الأفلام

الصور المتحركة في جميع الوسائط
FIAT
الاتحاد الدولي لمحفوظات التلفزيون

المحفوظات التلفزيونية
GETTY
معهد البحوث ومعهد الصون التابعان لمتحف جيتي

المواد الخاصة باستخدام الأدوات الرقمية للصون
IASA
الرابطة الدولية للمحفوظات الصوتية والسمعية البصرية

المحفوظات والمكتبات الصوتية والسمعية البصرية
ICA
المجلس الدولي للمحفوظات

المحفوظات من جميع الأنواع
ICOM
المجلس الدولي للمتاحف

المتاحف من جميع الأنواع
IFLA
الاتحاد الدولي لرابطات المكتبات وأمناء المكتبات

المكتبات من جميع الأنواع
IPI
معهد استدامة الصور

البحوث في مجال صون الصور
ceinstitute.org
JISC
اللجنة المشتركة لنظم المعلومات

العمل في مجال الصون الرقمي
OCLC/RGL
مركز المكتبات الحاسوبية المتاحة بالاتصال الشبكي المباشر/مكتبة أفرقة البحث


قائمة المراجع الأساسية

المراجع العامة

Council on Library and Information Resources and Cornell University.
Web-based Tutorial on Preservation and Conservation, 2003-2005.
http://www.librarypreservation.org
Available in English and in Arabic

IFLA. Core Programme on Preservation and Conservation (PAC) and Council on Library and Information Resources (CLIR). IFLA Principles for the Care and Handling of Library Material, ed. Edward P. Adcock with the assistance of Marie-Thérèse Varlamoff and Virginie Kremp. Paris, IFLA PAC, 1998 (International Preservation Issues, 1).
Translated into Albanian, Arabic, Chinese, Croatian, French, Greek, Italian, Japanese, Polish, Portuguese, Russian and Slovene.
Boston, George (Ed): Safeguarding the Documentary Heritage. A Guide to Standards, Recommended Practices and Reference Literature Related to the Preservation of Documents of All Kinds. UNESCO, Paris 1998
http://www.unesco.org/webworld/mdm/administ/en/guide/guidetoc.htm
CD-ROM version: Safeguarding our documentary heritage/Conservation préventive du patrimoine documentaire. Bilingual English/French. Paris, IFLA PAC, French Ministry of Culture, UNESCO, 2000
(available from a.abid@unesco.org or marie-therese. varlamoff@bnf.fr)
http://www.ifla.org/VI/6/dswmedia/fr/index.html
Spanish edition Salvaguardando nuestro patrimonio cultural produced by CENEDIC, Colima, Mexico. 2002.
Bradley, Kevin (Ed). Suitability of Recordable Optical Media for Archival Purposes (to be published by SCoT in co-operation with IASA TC)
International Preservation News. Paris, IFLA PAC, 1987 to date. Three issues per year.
http://www.ifla.org/VI/4/ipn.html

الوثائق السمعية البصرية


Edmondson, Ray. A Philosophy of Audiovisual Archiving, General Information Program and UNSIST, UNESCO, CII-98/w/6, Paris, June 1998
http://www.unesco.org/webworld/en/highlights/audiovisual_archiving/philol.htm

التسجيلات الصوتية:

IASA Task Force on Selection. Selection Criteria for the Transfer for Preservation Purposes of Analogue and Digital Audio Content to Data Formats. International Association of Sound and Audiovisual Archives (IASA), 2004.
http://www.iasa-web.org/
IASA Technical Committee, The Safeguarding of the Audio Heritage: Ethics, Principles and Preservation Strategy (IASA TC - Standards, Recommended Practices and Strategies, IASA TC-03), Version 2, IASA, 2001
http://www.iasa-web.org/iasa0013.htm
Bradley, Kevin (Ed); IASA Technical Committee, Guidelines on the Production and Preservation of Digital Audio Objects, (IASA TC - Standards, Recommended Practices and Strategies, IASA TC-04), IASA, Pretoria, 2004

الصور
الفوتوغرافية:

Lavédrine, Bertrand. A Guide to the Preventive Conservation of Photographs.
The Getty Conservation Institute, Los Angeles: 2003.

Pavaó, Luis.
Conservacion de colecciones de fotografía. Dinalivro, Lisboa,1977.
(A Spanish translation is available in the Serie Cuadernos Técnicos by the Junta de Andalucia, Granada, 2001).

Reilly, James & Frey, Franciska.
Digitalizing Photographic Collections. Image Permanence Institute, Rochester New York, 1997.
(A Spanish translation is also available).
Roosa, Mark. Care, Handling and Storage of Photographs/El Cuidado, manipulación y almacenamiento de fotografia/Entretien, manipulation et rangement des photographies.
IFLA PAC, Paris, 2002. Tri-lingual text in English - Spanish - French. (International Preservation Issues, 5.)
More useful information can be accessed at the website of the European Commission Project SEPIA
http://www.knaw.nl/ecpa/sepia/
الأفلام:

FIAF Preservation Commission, Preservation and Restoration of Moving Image and Sound, FIAF, Brussels, 1986.
Bowser, Eileen and Kuiper, John (Eds). Manuel des archives du film. FIAF, Brussels, 1980.


الوثائق الرقمية


UNESCO, Charter on the Preservation of the Digital Heritage. Paris 2003.
http://portal.unesco.org/ci/en/ev.php-URL_ID=13366&URL_DO=DO_TOPIC&URL_SECTION=201.html
Webb, Colin. Guidelines for the Preservation of the Digital Heritage
IFLA/ICA, Guidelines for Digitisation Projects for collections and holdings in the public domain, particularly those held by libraries and archives, UNESCO, Paris, 2002

أعضاء اللجنة الفرعية المختصة بالتكنولوجيا
لبرنامج اليونسكو الخاص بذاكرة العالم
خوليان بيسكوس المعلوماتية في متاجر "إلكورته إنكليس"
قسم حوسبة المحفوظات التاريخية، مدريد، إسبانيا

جورج بوسطون "تامورث"، المملكة المتحدة
(المقرر)

أدولف كنول المكتبة الوطنية للجمهورية التشيكية، براغ، الجمهورية التشيكية

فرناندو أوسوريو المدرسة الوطنية للحفظ، الترميم والمخطوطات المتحفية،
المكسيك العاصمة، المكسيك
يوناس بالم ستوكهولم، السويد

ديفيد دي رور قسم الإلكترونيات والعلوم الحاسوبية، جامعة ساوثهامبتن،
ساوثهامبتن، المملكة المتحدة
ديتريش شولر فيينا، النمسا
(الرئيسة)
ماري-تيريز فارلاموف برنامج إيفلا باك، المكتبة الوطنية الفرنسية، باريس، فرنسا

عبد العزيز عبيد مسؤول عن برنامج في اليونسكو، اليونسكو، باريس، فرنسا















  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الوثائـقـي, تـراثـنا, صــون


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:46 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين