منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » الدوريات الثقافية مازالت تطبع رغم يقين مصدريها بأن لا أحد يقرؤها!

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Apr-18-2007, 07:24 AM   المشاركة1
المعلومات

أبـوفـيـصـل
إدارة المنتدى

أبـوفـيـصـل غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 391
تاريخ التسجيل: Aug 2002
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 2,363
بمعدل : 0.30 يومياً


كتاب الدوريات الثقافية مازالت تطبع رغم يقين مصدريها بأن لا أحد يقرؤها!



ثقافة اليوم - سعد الثقفي:
بمجيء الانترنت تفوقت معلومات النص المقروء على النص المكتوب وباتت الصورة هي الأهم من خلال الانترنت والوسائل المصاحبة الأخرى ومن قبل من خلال التلفزة.. وهذا أدّى إلى أن الدول المعنية بالثقافة الجادة تغير من سياساتها تجاه الثقافة المكتوبة إلى وسائل أخرى ذات جدوى ويمكن أن يقبل عليها القارئ ويتقبلها.
لقد خسرت المؤسسات الحكومية الثقافية ولم تزل تخسر أموالاً طائلة بدعمها أو إصدارها لمجلات ثقافية لم يعد يقبل عليها أحد. وتكون نسبة الرجيع أكبر بكثير من نسبة التوزيع. وحتى على مستوى الطباعة لا تتناسب الأوراق المصقولة غالية الثمن التي تستخدم عادة في طباعة مثل هذه المجلات مع ما ينشر بداخلها.

حيث تستجدي هذه المجلات الكُتاب والقراء على السواء، الكتاب يتسابق المشرفون على هذه المجلات لنشر نتاجهم فيها، وهم يحتارون لكثرتها، والقراء يستجدونهم تارة بالمسابقات هابطة المستوى، وتارة بوسائل أخرى لم تفلح كلها في زيادة نسبة البيع ولم تفلح أيضاً في تثقيف القراء إذا كان الغرض من هذه المجلات هو التنوير بحد ذاته. وضعف التوزيع لا يعني أن القارئ ذهب لشراء مجلة أخرى مماثلة عندما يعزف عن شراء مجلة ثقافية ما، بل لأن القارئ غادر في الغالب إلى الثقافة المصورة لا المكتوبة.

ولكي أدلل على صحة ما أقول سأضرب مثالين، المثال الأول هو المجلات الثقافية الصادرة عن الأندية الأدبية أو ما يسمى بدوريات الأندية الأدبية في المملكة حيث تزيد على عشر دوريات.. هذه الدوريات يجمعها في الغالب ملامح وصفات محددة، فهي تصدر عن الأندية الأدبية ويتولى تحريرها والإشراف عليها أعضاء الأندية الأدبية وهم ليسوا مؤهلين للثقافة الصحافية، فالأدب شيء والاشراف على مجلة ثقافية ومحاولة الوصول بها للوسط الثقافي بشكل دائم ومستمر شيء آخر.. لذا تتفاوت جودة هذه الدوريات بين الجيد والعادي تماماً وهناك دوريات لا تعني القارئ هي أشبه بالمجلات المتخصصة وتصر بعض الأندية الأدبية على نشرها مهما كانت النتائج بعيداً عن الدراسات التي تؤكد الجدوى من متابعة سياسة نشرها أو تغييرها تبعاً لمتطلبات المرحلة الثقافية.. إذ يمضي رئيس النادي في إصدارها طالما ان المال الثقافي يأتي من لدن الدعم الحكومي الذي لم يُسأل يوماً ما عوائد ما فعله بهذا المال على المستوى الثقافي!.

ويجمع بين هذه الدوريات أنها تصدر بشكل غير منتظم وبما شبه (الفزعة) إذا صح التعبير، فإذا جمعت محتويات العدد على مهل وهي محتويات عادية تتناول مسابقات النادي وحيزاً صغيراً محدداً من الصفحات للإبداع الذي تختلف جودته من عدد لآخر ومن دورية لأخرى أصدر النادي دوريته دون حسيب ولا رقيب ولا اعتبار لمسألة الوقت.. مما جعل مستوى تأثيرها ومتابعة القارئ لها عادية تماماً.. وهذه الدوريات تمثل عبئاً على الأندية الأدبية فهي تستهلك المال والجهد والوقت، ويبقى انتشارها محدوداً، كما أنها تحسب من أعمال النادي بالرغم من أن أعضاء النادي لم يفعلوا شيئاً جديراً بالإشادة كما أسلفت سوى جمع مادة العدد على مهل.

ولقد ولّدت هذه الدوريات السأم عند القارئ الذي انصرف عنها لوسائل أخرى مثل تصفح الانترنت الذي بات يزوده بما يريد من وسائل الثقافة.. ولو صُرفت أموال مثل هذه المطبوعات على أنشطة أخرى لولّدت الموهوبين مثل الورش الثقافية التي ترعى من خلالها الموهوبين، وتدشين مواقع انترنت ذات تحديث مستمر وبانتظام، فقد سجلت مواقع الانترنت الثقافية إقبالاً جيداً.

وحتى يكون المثال عاما ولا نخص الأندية الأدبية، نتذكر النص الجديد تلك المجلة التي رعاها نخبة من المثقفين، كانت البدايات قوية لكن بدأت المجلة تتثاءب حين أغفلت العامل الزمني من حساباتها وباتت تطبع عددين في واحد وفي أزمنة غير محددة، كما أنها لم تحاول أن تستقطب المثقفين المحليين والقراء على السواء في الداخل فبقيت في برج عاجي بعيدة عن تطلعات القارئ حتى توقفت.

وخلاف الأندية الأدبية هناك ما يشبه مطبوعاتها من مطبوعات ثقافية أخرى لم تخرّج موهوبين ولا نعرف بالضبط ما هي الأهداف الاستراتيجية التي اختطها القائمون على أمر هذه المجلات والتي أصبحت لا تتناسب ومتطلبات العصر، وكأن من يشرف عليها لا يتابع التغيرات المتلاحقة لنهج الثقافة فمطبوعته تراوح مكانها منذ أن أنشئت.

والمثال الثاني الذي أضربه على مستقبل الثقافة ودور الحكومات والمؤسسات الثقافية في دعم الثقافة أحيانا بشكل غير صحيح، هو الحركة الثقافية في مصر.

لقد حظيت الثقافة فيها وعلى مختلف الأصعدة بالدعم المادي الجيد ابتداء من الستينيات من القرن الماضي، حيث أن هذا الدعم خرج الموهوبين الحقيقيين في مصر من خارج سيطرة ثقافة الدولة، ودعمها المادي وهنا ندرك أن الدعم المادي لا يعني بالضرورة النجاح ان لم يوجه توجيها سليما، ولا نغفل بالطبع المشاريع المهمة مثل الترجمة وروائع مطبوعات الهيئة العامة للكتاب.

لقد بقيت الأمية في الريف كما هي في مصر بالرغم من دعم الدولة للكتاب الثقافي، وهنا ندرك ان الدعم المادي في الدول العربية للثقافة لم يكن صائباً دائماً بل كان يصرف بشكل لا يتناسب ومستوى الثقافة لدى الجمهور العربي الذي تثقف بالثقافة البصرية بعد أن أصبحت عامة وشاملة عكس الكتاب الذي يعد الآن نخبويا بالرغم من المال الذي يصرف عليه وهو مال الجماهير التي من حقها أن تستفيد منه كونها الطبقة العريضة لا الطبقة النخبوية التي تصرف الأموال على مطبوعاتها لأسباب واهية ولمحسوبيات في بعض الأحيان لا تقدم شيئا في سبيل النهوض بثقافة القارئ العربي.

إن ثقافة هذا القرن هي ثقافة مختلفة الملامح والتوجهات عن تلك التي كانت في القرن الماضي وما سبقه. ولها ملامح تتجاوز النمطية والمألوف ومحاولة محو الأمية فقط إلى أبعد من ذلك وهو الوصول بالقارئ الى مستوى ثقافي محدد على الأقل يستطيع أن يقترب من متطلبات عصره الذي يدار بعجلة التقنية والثقافة البصرية لا الثقافة المكتوبة. فالطبقات الشعبية ذات المستوى المحدد من الدخل والتي كانت تقتنع فيما مضى بالطبعات الشعبية الرخيصة من المجلات والكتب، تجاوزت هذا المستوى الى مستوى أبعد هو مستوى الثقافة المصورة وثقافة الحاسوب، فيما تحاول المؤسسات الثقافية الحكومية الإبقاء على الدعم القديم، دعم الكتاب عديم الفائدة المجلة الرتيبة التي لم تطور نفسها واعتمدت على دعم المؤسسة الحكومية كضمان لبقائها ولم تراهن على القارئ الذي خسرته دون أن تعترف بذلك صراحة.

لذا يجب إعادة التفكير في مسألة الدعم الحكومي للثقافة، فدعم البرامج الثقافية وتسهيل سبل الوصول الى الانترنت، وقيام المسارح وغربلة المطبوعات بحيث نبقي على الرصينة الهادفة والمتناسبة مع متطلبات العصر متجاوزين تلك التي لا تتناسب وثقافة المرحلة أجدى وأنفع من إهدار المال المخصص للثقافة في طباعة كتب ومجلات تبقى حبيسة المخازن حتى تجد طريقها للدود أو لأرضة المكتبات.

إن مجلة العربي الكويتية وتجربتها الممتدة عبر أربعة عقود لهي تجربة حيية تستحق الذكر، فلقد أدرك القائمون على هيئة تحريرها متطلبات المرحلة، فكان تطوير مجلة العربي التي تعادل كتابا في كل عدد من أعدادها وبثمن في متناول القارئ، حيث تصدر المجلة في كل شهر حاملة أهم الملامح الثقافية المختلفة وبشكل جميل وجذاب، فمازالت رافداً ثقافياً مهماً، وتجربة حيية جديرة بالمجلات الثقافية العربية الأخرى أن تحذو حذوها في التطوير.












  رد مع اقتباس
قديم Apr-18-2007, 01:13 PM   المشاركة2
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي مطلوب احترام عقل واحتياجات القاريء العربي

الأخ الفاضل / أبو فيصل
إدارة المنتدى

أشكركم على هذا الطرح ، وللأسف فالمجني عليه هو الجاني في هذه القضية ..!!
فبعض الناشرين لهذه المجلات الثقافية يعيشون في أبراج عاجية ، ولا يعيشون نبض الشارع (كما يقولون) ، فتأتي هذه المجلات وقد تضمنت مقالات ، أو قضايا ثقافية مغرقة في المحلية ، أو أعمالاً أدبية أقرب إلى التهويمات ..!!
وفي المقابل .. توجد مجلات أخرى ، مثل مجلة العربي ، والتي تنفذ من الأسواق بعد يومين أو ثلاث أيام من صدورها .. لأنها تضم خليطاً ثقافيا ومعرفياً ، مدعماً بالتحقيقات المصورة ، ولا تشعر أبداً بأنها "كويتية" التوجه .. بل هي لكل الناطقين بها .
فلا تلوموا القاريء.. لأن المعروض أمامه غزير ، وعليه الإنتقاء ، ولن يصمد في الساحة الثقافية إلا تلك المجلات التي تحترم عقل القاريء .. ولا تساهم في " تسطيح " أفكاره أو تشوهها ..!!
أكرر لكم الشكر على هذا الطرح .
تحياتي ومحبتي للجميع












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفهرس الموحد لكتب المكتبات د. صلاح حجازي المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 22 Oct-19-2011 06:24 PM
الدوريات الالكترونية ماهيتها ، وجودها ومستقبلها في المكتبات العربية السايح المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 1 Feb-18-2010 04:14 PM
معايير الدوريات الإلكترونية fareda منتدى تقنية المعلومات 3 Nov-09-2006 06:11 AM


الساعة الآن 04:03 PM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين