[AHMED ADEL]

حوار صحفي مكتبي على مائدة مدونة زاد المكتبي (1)

الحلقة الأولى محاورة مع الدكتور محمود عبد الكريم الجندي

في البداية كم نتشرف بوجودكم في الوسط المكتبي وسعدت أكثر عندما أرسلت إليكم ووجدت مدى ترحابكم بفكرة حوار صحفي مكتبي لصالح مدونة زاد المكتبي.

نتشرف في البداية بالتعرف عليكم من قرب :

بطاقة تعارف
الإسم : د. محمود عبد الكريم عبد العزيز الجندى أستاذ المكتبات والمعلومات المشارك
العمر : 44 سنة
الجنسية : مصري
الوظيفة الحالية : أستاذ مشارك معار لجامعة الرياض للبنات
الهوايات : متعددة بين المجالات العلمية والبحثية والثقافية والرياضية

رحلتكم مع مجال المكتبات من أين بدأت؟ وهل كانت هناك رغبة في مهنة أخرى و لم تتحقق؟

سؤال رائع وأستشعر منه أنك تعلم أن كثيرا ممن انتموا لهذا التخصص لم يكن لديهم أدنى تفكير للالتحاق به ... وهذا ما ينطبق تماما على حالتى ......... فقد بدأت الرحلة مع تخصص المكتبات منذ الدراسة الجامعية فى جامعة القاهرة ، وللحق لم يكن تفكيرى ينصب على دراسة هذا التخصص ولكن كانت النية تتجه لدراسة اللغات وخاصة الفرنسية أو الانجليزية ، ولكن حالت ظروف القبول داخل الكلية دون تحقيق هذه الرغبة ، حيث كان من متطلبات دراسة الفرنسية أن أكون خريج مدارس فرنسية ولم يشفع لى حصولى على الدرجة النهائية فى الفرنسية فى الثانوية العامة ، أما عن الانجليزية فكان من متطلبات الالتحاق لدراستها الخضوع لتنسيق داخلى اقتصر على الحاصلين على الدرجات النهائية فقط وهذا لم أكن أملكه ، المهم التحقت بقسم الدراسات الشرقية لدراسة اللغات الشرقية العبرية والفارسية وأبديت تفوقا لافتا فى دراستها وظللت ما يقرب من ثلاثة شهور فى دراستها ، إلى أن أصر د جاب الله جاب الله أستاذ التاريخ القديم ورئيس هيئة الآثار فيما بعد على ان ألتحق بقسم آخر غير قسم اللغات الشرقية ، وكانت حجته أن هذا القسم ليس له مستقبل وأنه اختار - لى ولزميل آخر كان يشاركنى التفوق – قسم المكتبات لأنه المستقبل كله ، وخسارة كبيرة أن نهدر تفوقنا فى دراسة شئ لا يفيد على حد قوله ...... وقد أعطانا مهلة يومين للتفكير ..... بعدها لن يساعدنا ويتركنا لشأننا ...... المهم استخرنا الله وفكرنا فى الأمر جيدا ووافقنا على الانتقال لقسم المكتبات ..... وقد كانت لمقابلة رئيس قسم المكتبات حينئذ الدكتور عبد الستار الحلوجى أبلغ الأثر فى محبتنا للقسم والتفوق فيه ..... وقد كان العام الأول عاما مميزا- رغم تأخر التحاقنا بالقسم - حيث حصلت على المركز الثانى وزميلى حصل على المركز الثالث .... وبدأت رحلتى مع قسم المكتبات


ماهو الشيء الذي كان له أثر بالغ في تغيير مسار حياتك ؟

أظن أن إجابة السؤال السابق تصلح لهذا السؤال أيضا


هدفك في الحياة العامة والوطيفية ما هو وهل تحقق أم لا ؟

هدفى فى الحياة العامة هو ما أوصانا به ديننا الحنيف والذى يتمثل فى اعمار الأرض واصلاحها وأن نعبد الله كأننا نراه ...... وأن نحاول قدر المستطاع على أن نطبق شرع الله وأن نلتزم بأوامره وننتهى عما نهانا عنه .............. أما على مستوى حياتى الوظيفية فإن هدفى ينبع من هدفى العام .... وأحاول قدر المستطاع أن أتقى الله فى إنشاء جيل متعلم واعيا بمستجدات العصر فى مجال تخصص المكتبات و المعلومات .... وعلى مستوى البحث العلمى أحاول اجراء أبحاث تهدف إلى إثراء التخصص وتعبر عن قناعتى الشخصية تجاه قضاياه المختلفة .


شخصيات أثرت في حياتك العامة والمهنية :

فى خلال رحلتى مع تخصص المكتبات صادفت عدة شخصيات كان لها أبلغ الأثر فى حياتى العلمية وأكن لها بالطبع عظيم الاحترام والتقدير .... فبداية د جاب الله جاب الله كما سبق أن أوضحت ... ثم الأستاذ الدكتور عبد الستار الحلوجى متعه الله بالصحة والعافية ... والأستاذ الدكتور شعبان خليفة الذى رعانى طالبا فى مرحلة الليسانس وفترة من مرحلة الماجستير ومرحلة الدكتوراه كاملة ، كما لا أنكر فضل الراحل الأستاذ الدكتور أحمد أنور عمر والذى رعانى واحتضننى فى بداية مرحلة الماجستير والجزء الأكبر من هذه المرحلة ..... كما لا أنكر فضل الأستاذ الدكتور محمد فتحى عبد الهادى والذى رعانى فى كل مراحل حياتى العلمية....... وأخيرا أرجع الفضل الأول لما أنا فيه بعد الله سبحانه وتعالى إلى أستاذتى الدكتورة امنية مصطفى صادق والذى تعجز الكلمات عن ذكر فضل هذه الأستاذة والتى تجمع بين الخلق الرفيع والعلم الغزير والاخلاص فى القول والعمل والصدق فى التوجه .... ومن هنا أدعو العلى القدير ان يمتعها بالصحة والعافية وأن يجزيها خير الجزاء عما قدمته لى ولغيرى ........ كما أننى لا أنسى رفقاء الدرب من أعضاء هيئة التدريس بقسمنا العزيز بالمنوفية وعلى رأسهم أختى الدكتورة حسناء محجوب والدكتورة سيدة ماجد والدكتور أحمد تاج والدكتور أسامة لطفى والدكتورة مريم منصور والدكتورة أمانى جمال وبقية الشباب جميعا .......كما لا أنسى رفيق دربى فى الغربة أخى وصديقى الفاضل الأستاذ الدكتور هاشم فرحات .
أما عن الشخصيات التى أثرت فى حياتى العامة ... فالمثل الأعلى شخصية رسولنا الكريم والذى اعطانا درسا فى التفانى والصدق فى تبليغ الرسالة .... حيث أن حياة الانسان هدف ورسالة مؤقتة بالزمان ومحددة بالمكان ......... وبالطبع فإن شخصية والدى ووالدتى - رحمهما الله وغفر لهما – كان لها أبلغ الأثر فى حياتى عامة حيث علمانى منذ نعومة أظافرى كيف اكون رجلا بمعنى الكلمة وكيف أواجه الصعوبات وأتغلب عليها بالصبر والحكمة .......... وفى النهاية فإن سؤالك أثار الذكريات وذكرنى بجميل يطوق عنقى شارك فيه شخصيات كثر لايتسع المجال لذكرها جميعا .


ما رأيكم في حال المجال المكتبي العربي وهل يمكن مقارنته مع غيره بالخارج؟

حال مجال المكتبات والمعلومات فى العالم العربى مبشر بالخير ، وأكاد أجزم أن المرحلة الحالية مرحلة انطلاق ، حيث توسعت دراسته وتعددت اقسامه وبدت فى الأفق ملامح منافسة حقيقية ستفرز فى القريب العاجل نماذج طيبة تضارع مثيلاتها فى الخارج

ما هي أهم القضايا والمشكلات التي تواجه مجال المكتبات العربي؟

من أبرز القضايا والمشكلات مشكلة تطوير البرامج الدراسية وتعديلها بحيث تستوعب المستجدات التى طرات نتيجة ثورة المعلومات ، كما أن من أبرز المشكلات مشكلة تحول مرافق المعلومات العربية إلى الرقمية والمشاركة فى صناعة الفضاء الإلكترونى ، كما أن من أبرز القضايا والمشكلات وأخطرها هى قضية اثبات الذات لهذا التخصص فى ظل دعوات تنادى بالتخلص منه واندماجه فى كيانات اخرى لا صلة له بها .
هل نظرة المجتمع أثرت كثيرا بالسلب على المجال؟

بالطبع يعانى المجال من نظرة سلبية من المجتمع ولكن دعنا نقول أن هذه النظرة بدات تتلاشى فى ظل ادراك الكثيرين لأهمية التخصص والدور الذى يلعبه فى ظل الطفرة التى طرأت على المكتبات التقليدية وتحولها نحو الرقمية ، ولا أخفيك سرا أن كثيرا من المنتسبين للمجال يفتقرون إلى كثيرا من المقومات التى تجعلهم واجهة دعائية للتخصص ...... ولك أن تتخيل الفارق المهنى بين اختصاصى المكتبات والمعلومات فى عالمنا العربى وبين نفس الاختصاصى فى الدول المتقدمة من خلال الاطلاع على مواقع التوظيف فى الخارج لتلمس مدى المواصفات المطلوبة لكل وظيفة ولترى بنفسك الراتب المقترح ومدى نديته مع الوظائف الأخرى بالمجتمع ان لم يتفوق عليها .

ما هي اقتراحاتكم لتطوير ورقي المجال المكتبي بكافة جوانبه ؟

اقتراحى الوحيد لتطور ورقى مجال المكتبات والمعلومات يتمثل فى تفعيل دور الجمعيات المهنية فى عالمنا العربى القائمة على أمر التخصص ، حيث تملك الصلاحيات والرؤية والآليات التى من شانها رفعة هذا التخصص ، فعلم المكتبات فى الغرب تتولى مثل هذه الجمعيات رعايته وتطويره واعتماد درجاته والدفاع عن منتسبيه ...... ودون هذا الأمر ستصبح أقسام المكتبات العربية جزر منعزلة تكرر نفسها فى التوجهات والدراسات وأيضا فى نوعية الخريجين.

في الخارج وجدنا تحالفات وتكتلات في كل شئ تكتل دولي واتحادي اقتصادي وتجاري حتى في المكتبات وخدماتها وجدنا مثلا OCLC أين نحن من كل هذا وهل هناك بوادر أمل لتحقيق مثل هذه التعاونيات في مجال المكتبات العربي؟

إن صدقت النوايا بالفعل نستطيع عمل ذلك ، وكلنا أمل أن تظهر نتائج عملية لمثل هذه التكتلات ، وأظن أن مشروع الفهرس العربى الموحد بادرة أمل .... نتمنى أن تتكرر مثل هذه الأمور ونرى فى الأفق قواعد بيانات عربية ...... الخ ... حيث نمتلك من المقومات الكثير ولكنها للأسف مهدرة وغير مستثمرة الاستثمار الأمثل الذى يحولها إلى واقع ملموس يمكن الانتفاع منه .

ما هي أصعب فترة مرت عليكم وكيف تجاوزتها؟

بفضل الله تعالى لا أستصعب أى أمر ، فبالصبر والاخلاص فى العمل وطلب العون من الله سبحانه وتعالى أتجاوز أى أمر مهما كانت صعوبته ...... ولكن فى بعض الأوقات تجتمع الصعاب معا وتفرض الظروف قيودا على الفرد مما يجعله فى ضيق من أمره ....... وهذا الأمر صادفته فى بداية حياتى الوظيفية ومع خروجى من الخدمة العسكرية والتحاقى بدراسة تمهيدى الماجستير وافتقادى لكثير من زملاء الدراسة خلال تلك الفترة ...... فاجتمعت علي كل هذه الصعاب مع ضيق الوقت وضرورة تجاوز هذه السنة التمهيدية للتسجيل لدرجة الماجستير ....... ولا أنسى أبدا أول يوم لاختبارات تمهيدى الماجستير حيث كان مكان الاختبار سيئا وخانق وغير جيد التهوية والجو حار جدا والاختبار يكاد يكون فى المقرر كاملا .... وعندما شرعت فى الإجابة نظرت بعينى لزملائى العشرين فلم اجد منهم سوى اثنين فقط والباقون جميعا قد سلموا أوراقهم وخرجوا لصعوبة الامتحان وافتقاد الأمل فى تجاوزه ....... عندئذ كان التحدى والاصرار على تجاوز هذه المحنة وبفضل الله تجاوزتها بنجاح أحسد عليه .

ما هي الكلمة التي تود أن توجهها لأبناء مجال المكتبات العربي مدرسين وطلبة وخريجين؟

كلمتى لزملاء المهنة والتخصص دعونا نعتز بتخصصنا ... دعونا نفخر به .... دعونا نعمل على تطويره ..... دعونا نـُفعل دوره ونجعل منه منارة تأخذ بيد المجتمع حتى يكون مجتمعا فاعلا .... دعونا جميعا نكون واجهة مشرفة لتخصص أخذ دوره الريادى بالمجتمعات المتقدمة ...... دعونا نكون قاطرة للتقدم من خلال تفعيل دور المعلومات .... فالمعلومات هى مورد الموارد وبدونها لن يكون هناك استثمار جيد لأية موارد ..... وفى الختام دعونا نترك أثرا تفخر به الأجيال القادمة فى مجال تخصصنا الذى يحتاج لكثير من جهود المخلصين .

سعدنا جدا بوجودكم معنا وعلى إثرائكم المستمر ونتمنى دائما التعاون لصالح البيت المكتبي والمجتمع الثقافي العربي.

انتظروا الحلقة المقبلة مع مفاجأة أخرى وحوار آخر شيق مع أستاذنا الدكتور سليمان الشهري
قريبا جدا إن شاء الله

[هدى العراقية]

جزيل الشكر والتقدير اخي الفاضل احمد عادل على هذه المساهمة بالفعل حوار شيق وجميل وجميل ان نتعرف على زملاء اختصاصنا من العالم العربي نتمنى انت تستمر بهذه الحلقات المتعة والمفيدة وجزاك الله خير جزاك وجعله في ميزان حسناتك والله لا يحرمنا من عطاءك المميز

تقبل مروري