[ابراهيم محمد الفيومي]

هوليودروس الهيلينستي وبداية الرواية

بقلم / باسم توفيق :
أعلنت المكتبة القومية ودار الوثائق في باريس أنها بصدد نشر مجموعة من المخطوطات التي ترجع للقرن الثاني الميلادي والذي يعتبر آخر عصر أنتعاش وتوهج لمدرسة الأسكندرية والتي كانت منذ أن بناها بطليموس الثاني فيلاديلفوس في القرن الثاني قبل الميلاد كعبة للعلم والثقافة يحج إليها المفكرون وطالبو العلم في العالم القديم كله.
وكانت مكتبة الاسكندرية وجامعة الاسكندرية تتبارىان في إنتاج شروح وتعليقات لأعمال الكتاب والفلاسفة القدماء في كل المجالات وظل ذلك حتى إسقاط حكم كليوباترا على يد أغسطس واحتلال الرومان مصر.
والمخطوطات ترتبط كلها بفكرة واحدة حيث تعالج موضوع الملحمة في العصر الهيلينستي وتركز على هوليودروس الذي كان يعيش في حمص بسوريا في القرن الثالث قبل الميلاد ولم تتوافر معلومات كثيرة عن حياته لكنه صاحب الملحمة الشهيرة والممتعه Ethiopica أو الملحمة الإثيوبية.
ويعتقد البروفيسير لويس سونيك أن المخطوطات كانت تخص أحد شراح مدرسة الاسكندرية وربما يكون هو أبولوناريون السكندري الذي وصلنا اسمه فقط في قوائم بلينيوس الأصغر ولم يصلنا شيء من إنتاجه.
وترجح سليفيا روبين أن المخطوطات كانت مجموعة رسائل كبيرة في دراسة الملحمة حيث يشير الكاتب في غير موضع إلى ملحمة أرجونيتكا للشاعر أبولونيوس الرودسي الذي عاصر بطليموس الثاني فيلاديلفوس والثالث يوريجيتس
وتعتبر الملحمة الإثيوبية من أجمل الملاحم القديمة ويعتبرها معظم خبراء الكلاسيكيات أنها بداية فن الرواية بمفهومها الحقيقي لأنها تبتعد كثيرا عن الطراز الهومري العتيق للملحمة وتعتمد عنصرين أساسيين في كتابة الرواية الملحمية وهما الحب والترحال فيما يظهر بشكل جلي المزاج الهليني والخلط بين الثقافات القديمة الشرقية والغربية وتدور أحداث الملحمة بين أقاليم عديدة اليونان ومصر وإثيوبيا من خلال قصة حب بين البطلين داخل إطار من المغامرة والإثارة ولقد كانت المصدر الذي استلهم منه العالم الأثري الفرنسي أوجست ميريت قصة أوبرا عايدة الشهيرة.
وتصدر المخطوطات منشورة نشرا علميا أي من خلال عرض النص وترجمته وتحليله لغويا والتعليق عليه.
تصدر المخطوطات في طبعة أكاديمية عن دار ريبابليك للنشر

الرابط
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=453906&version=1&templ ate_id=29&parent_id=28