منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » أخبار المكتبات والمعلومات » المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية

أخبار المكتبات والمعلومات يُنشر في هذا المنتدى كل ما يتعلق بمجال المكتبات والمعلومات من ندوات أو مؤتمرات أو دورات.

إضافة رد
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
 
قديم Feb-24-2007, 06:53 PM   المشاركة1
المعلومات

صابرين زياد
مكتبي نشيط

صابرين زياد غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 18065
تاريخ التسجيل: Jun 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 90
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية

ليبيا تستضيف المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية


مركز دراسات الكتاب الأخضر واتحاد كتاب الانترنت العرب ينظمان مؤتمرا يبحث في تحديات العصر الرقمي.
ميدل ايست اونلاين
طرابلس - تستضيف مدينة طرابلس في الجماهيرية الليبية أول مؤتمر من نوعه في العالم العربي يناقش التحديات المختلفة التي تطرحها الثورة الرقمية من مختلف أوجهها وبالذات الثقافية منها.
ويعقد المؤتمر تحت عنوان "المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية" وذلك بالتعاون ما بين المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر واتحاد كتاب الانترنت العرب في الفترة ما بين 4-6/3/2007.

ويأتي هذا المؤتمر تتويجا للتعاون المشترك بين مؤسستين عربيتين متميزتين تعنيان بالشأن الثقافي والتحديات الكبيرة التي تطرحها الثورة الرقمية على شتى مناحي الحياة في العالم العربي.
ويضم المؤتمر عددا من المحاور هي:

المحور الأول: الثقافة العربية وتحديات العصر الرقمي.

تحديات تواجه الثقافة العربية للدخول للعصر الرقمي/ الثقافة العربية بين أسر الماضي وتحديات المستقبل/الأمية الرقمية في أوساط المثقفين العرب وطرق معالجتها.

- الدين والمجتمع والأخلاق في العصر الرقمي.

- التحديات القانونية والتشريعية في العصر الرقمي/ ضرورة وجود قانون عربي فيدرالي تتبناه جامعة الدول العربية وتطبقه كل الأقطار العربية.

- النشر الالكتروني وحماية حقوق الملكية الفكرية في العصر الرقمي.

المحور الثاني: الأدب العربي في ظل الثورة الرقمية (مستقبل الأدب في العصر الرقمي).
- التغيرات التي أوجدها العصر الرقمي على حرفة الكتابة وولادة مفهوم الأدب الرقمي

(الرواية والقصة الرقمية، الشعر الالكتروني، المسرح الرقمي).

- مفهوم الكاتب الرقمي ونظرية الواقعية الرقمية.

- الأدب الرقمي وضرورة وجود نظرية نقدية تتسق مع تحديات الكتابة التي يطرحها العصر الرقمي.

- اللغة العربية في ظل الثورة الرقمية.

- دور اتحاد كتاب الانترنت العرب في الدخول بالثقافة العربية للعصر الرقمي.

- مستقبل الكتاب في ظل الثورة الرقمية (النشر الالكتروني أفاق وتحديات).

المحور الثالث: وسائل الاتصال الجماهيري في العصر الرقمي.

- الصحافة بين عالمين، الورقي والرقمي، تحديات، افاق، وتطلعات.

- الاعلام العربي في العصر الرقمي/ تجربة ميدل ايست اون لاين نموذجا.

- المنتديات والمواقع الثقافية العربية على شبكة الانترنت ما لها وما عليها وهل هي على قدر التحدي الذي تفرضه الشبكة.

ويشارك في المؤتمر عدد كبير من الأكاديميين والكتاب والمثقفين والمفكرين العرب من أقطار مختلفة من الوطن العربي والمهجر، حيث يشارك من المغرب العربي كل من الدكتورة زهور كرام والدكتور محمد أسليم والباحث عبد النور ادريس.
ومن مصر يشارك الدكتور السيد نجم والإعلامي حسام عبد القادر والشاعرة والباحثة فاطمة ناعوت والأستاذ محمد الألفي.

ومن العراق يشارك الإعلامي الدكتور هيثم الزبيدي والمسرحي الدكتور محمد حسين حبيب والدكتور طه حسين العنبكي، ومن سوريا الباحث الدكتور محمد جمال الطحان ومن الاردن المحامي الدكتور غالب شنيكات ومحمد سناجلة.

كما يشارك في المؤتمر عدد كبير من الكتاب والمفكرين الليبيين من بينهم: الدكتور علي الربيعي والدكتورعبد المنعم المحجوب والدكتورة حنان الصادق بيزان والدكتور جمال الزوي بالإضافة إلى الشاعر رامز النويصري والإعلامي جلال عثمان والأستاذة هالة المصراتي والشاعر ربيع شرير والأستاذ عادل الطلحي.

وقال الدكتور عبد الله عثمان أمين عام المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر "إن احتضاننا لهذا المؤتمر يأتي من إيماننا بفكرته وإدراكنا لمدى أهميته وحرصنا البالغ على أن نستثمر دراسات كل الباحثين والكتاب والمفكرين والمبدعين في هذا المجال وأن لا نكون من المواكبين لهذه الثورة الرقمية فحسب بل من الخائضين في خضمها بعقلية علمية مبدعة تثبت للعالم قدرتنا وجدارتنا على أن نكون السباقين في الاهتمام بمثل هذه المحافل العلمية والثقافية ودعمها ماديا ومعنويا ودعم العقول العربية المفكرة والمبدعة في مجال العالم الرقمي."

ومن جانبه قال الأديب محمد سناجلة رئيس اتحاد كتاب الانترنت العرب "إن هذا المؤتمر يأتي كاستجابة للتحديات الكبيرة التي تطرحها الثورة الرقمية في ظل عالم متسارع لا، ولن، يتوقف في انتظار من لا يجاريه في سرعة الحركة ومبادرة الفعل، وهو ما يعني مسؤوليات كبيرة جدا علينا جميعا من مثقفين وكتاب واعلاميين ورجال سياسة وقانون وفكر ومن هنا جاء هذا المؤتمر كاستجابة عملية للتحديات الكبيرة التي تواجهها الثقافة العربية في عصر العولمة ومن منطلق فكري مشترك بين المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر ممثلا بشخص الدكتور عبد الله عثمان واتحاد كتاب الانترنت العرب".

وأضاف سناجلة "أن هذا المؤتمر يأتي كثمرة أولى للتعاون ما بين الاتحاد ومركز دراسات الكتاب الأخضر وهناك مشاريع أخرى قادمة بيننا تعمل على خدمة الثقافة العربية وتحرص على اللحاق بركب العصر والثورة الرقمية والتحديات المختلفة التي تطرحها".

وقالت الأستاذة هالة المصراتي المشرف العام على المؤتمر "هذا المؤتمر يعد فرصة هامة لنا كي نواجه أهم التحديات والإشكاليات التي يبرزها العالم الرقمي في مجالاته المختلفة أدبية أو فكرية أو أخلاقية أو سياسية أو قانونية فمن المهم جداً أن تكون لنا خطوة جادة تتمثل في هذا اللقاء العربي كي نناقش أهم القضايا والإشكاليات والمفاهيم والنظريات المستحدثة في المجالات المختلفة وتأطيرها بحلول ومفاهيم علمية وإدراج توصيات شاملة من شأنها أن تعزز وجودنا على الشبكة بشكل يؤكد أننا أمة متحضرة قادرة على أن تواكب وتسابق كل الحضارات بل وتساهم في خلق واستحداث نظريات فرضتها طبيعة التعامل مع الشبكة وقادرة على أن تعالج مشاكلها بنفسها."

واضافت "وإنه لمن دواعي سروري أن تحتضن الجماهيرية الليبية المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية وأن يكون المستضيف والمنظم لهذا المؤتمر المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر بتعاون وتنسيق مع اتحاد كتاب الإنترنت العرب ويأتي هذا التعاون كتأكيد على اهتمام المؤسستين بالثقافة العربية في العصر الرقمي."
المصدر / ميدل ايست اون لاين

http://www.middle-east-online.com/culture/?id=45546












التوقيع
وقل ربي زدني علماً
  رد مع اقتباس
قديم Feb-24-2007, 09:17 PM   المشاركة2
المعلومات

هدى العراقية
مشرفة منتديات اليسير

هدى العراقية غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 15536
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: العــراق
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيل الشكر والتقدير اختي الكريمة هبة سعد على هذه الاحاطة وهذه المتابعة المستمرة لاخبار المكتبات وتقنية المعلومات جزاك الله خير جزاء وجعله في ميزان حسناتك


مع فائق الشكر والتقدير












التوقيع
اعمل بصمت ودع عملك يتكلم

  رد مع اقتباس
قديم Feb-24-2007, 09:27 PM   المشاركة3
المعلومات

هدى العراقية
مشرفة منتديات اليسير

هدى العراقية غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 15536
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: العــراق
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيل الشكر والتقدير اختي الكريمة هبة سعد على هذه الاحاطة وهذه المتابعة لاخبار المكتبات وتقنية المعلومات جزاك الله خير جزاء والله لا يحرمنا منك ومن عطاءك المميز

مع فائق الاحترام والتقدير












التوقيع
اعمل بصمت ودع عملك يتكلم

  رد مع اقتباس
قديم Feb-25-2007, 12:27 AM   المشاركة4
المعلومات

A_K_A_2006
مكتبي فعّال

A_K_A_2006 غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 22066
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: ليبيــا
المشاركات: 178
بمعدل : 0.03 يومياً


افتراضي

الأخت الفاضلة / هبة سعد

مشكورة جدا على هذه الإحاطة
وبارك الله فيك

تقبلي شكري وامتناني

مع فائق الاحترام والتقدير












التوقيع
ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن
  رد مع اقتباس
قديم Feb-25-2007, 05:20 AM   المشاركة5
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي تطبيقات

الأخت الفاضلة / هبة
شكراً على هذه الإحاطة ، والتي نقلت لنا أفكاراً جديدة وتطبيقات جديدة ، والأهم ، أن هذا المؤتمر جاء ..

اقتباس:

...... تتويجا للتعاون المشترك بين مؤسستين عربيتين متميزتين تعنيان بالشأن الثقافي والتحديات الكبيرة التي تطرحها الثورة الرقمية على شتى مناحي الحياة في العالم العربي.

ففيه جهد جماعي نفتقده على الساحة العربية ، وفيه الشقين النظري والتطبيقي لموضوع يتخوف الكثيرين منه، وفيه نظرة على انعكاسات هذه الثورة الرقمية على حالنا ومآلنا المعلوماتي ..

شكراً مرة أخرى ..
تحياتي ومحبتي للجميع












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
قديم Mar-06-2007, 06:43 AM   المشاركة6
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي فعاليات المؤتمر




المؤتمر الأول من نوعه عربيا

بدء فعاليات المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية في ليبيا

طرابلس تستضيف مؤتمرا علميا يبحث سبل مواجهة التحدي المعرفي في ظل الثورة الرقمية في العالم العربي.
ميدل ايست اونلاين
طرابلس - من حسام عبد القادر

بحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب العرب وسفراء الدول العربية، انطلقت الأحد 4 آذار/مارس فعاليات المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية والذي نظمه المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر بالعاصمة الليبية طرابلس بالتعاون مع اتحاد كتاب الإنترنت العرب.
وبدأت هالة المصراتي المشرف العام على المؤتمر كلمة الافتتاح مؤكدة أننا "بالأمس البعيد كان الصعود للقمر حلم، ثم تحقق الحلم"، متسائلة "أين نحن الآن من الحلم؟ فحتى لا نكون في وكب الحالمين بامتلاك القمر دون الوصول إليه وحتى لا نكون في ذيل القائمة في شتى المجالات والعلوم كان لابد من عقد هذا المؤتمر وأن ندرك أن العالم من حولنا يتقدم مستغلاً تقنيات الثقافة الرقمية ومطوراً لها في حين اكتفينا نحن بدور المتلقي".
وأضافت "وها نحن اليوم نحط رحالنا على الواقع نتخلى عن أثيرنا لبعض الوقت لنعود له بشيء مثمر دون المساس بتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا ودون انتهاك لحقوق الآخرين أو التأثير سلباً على مجتمعاتنا من خلال تصرفات غير مسئولة".

ثورة الإنترنت هي النموذج التنفيذي للنظرية الجماهيرية

ثم ألقى الدكتور محمد مبروك يونس مدير إدارة العلاقات الثقافية باللجنة الشعبية الثقافية في ليبيا كلمة أكد فيها أن ثورة الإنترنت قد أسست من خلال النموذج التنفيذي للنظرية الجماهيرية مضيفاً أن قضية الثقافة الرقمية توفر ولأول مرة في التاريخ فرصة للجميع في أن يسهم في نشر الثقافة للجميع المحترف والهاوي، الحالم وصاحب البرنامج.
وقد وجه الدكتور مبروك حديثه للمؤتمر قائلاً "أن مؤتمركم هذا ليس مؤتمراً عابراً يعقد لغرض معد سلفاً إنما هو مؤتمر أسس على فكرة الجماهير ودورها الرائد من خلال عهد ثقافي خلاق وجديد".
وأضاف الدكتور يونس "كما أن هناك تحدياً هائلاً يواجه الإعلام الإلكترونى العربي فهو ليس مجرد تحد للإعلام الغربي إنما هو تحد لأنفسنا".
وأكد مدير إدارة العلاقات الثقافية باللجنة الشعبية الثقافية في ليبيا أهمية استخدام النشر الإلكتروني الهادف والذي يحافظ على الثقافة العربية المستقلة، "رافضين كل ما يضعنا في العبودية الثقافية الحديثة، وهذا لا يعنى أننا نقبل وننبهر بثقافات الآخرين ولكن علينا أن نؤمن أننا أمة لها مستقبلها الهام، ولذلك تم إنشاء إدارة خاصة للنشر الإلكتروني في اللجنة الشعبية للثقافة والإعلام بليبيا لتقوم بهذا الدور الهام وتلقي الضوء على التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية الراهنة".


التحدي المعرفي الجديد
ثم تحدث الدكتور محمد سناجلة رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب قائلاً "أن الثورة الرقمية قد أحدثت تغيرات هائلة على شتى نواحي الحياة، وظهر للوجود مصطلحات جديدة لم تكن موجودة من قبل بل وطرق حياة وعمل جديدة فظهر للوجود أسلوب حياة الشبكة وأسلوب عملها، ثم سمعنا عن التجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي والمجتمع الافتراضي والإنسان الرقمي حتى أصبح يقال إن العالم بعد شبكة الإنترنت ليس هو العالم قبلها، وقد أنتج كل هذا عالماً جديداَ ومختلفاً عما اعتادت عليه البشرية".
وأضاف سناجلة "ولم تكن الثقافة بمنأى عن هذه الثورة فولدت مصطلحات جديدة كل الجدة على الحضارة الإنسانية من مثل الثقافة الرقمية والأدب الرقمي والإعلام الإلكتروني والتعليم الافتراضي، لقد تغير العالم ونتيجة لهذا التغير ولدت تحديات جديدة وأسئلة جديدة تستوجب التوقف عندها ومحاولة الإجابة عليها، فالتحدي المعرفي الحقيقي هو التحدي الأخطر الذي يواجه المجتمعات الحديثة عموما والمجتمع العربي على وجه الخصوص ذلك أننا لا نريد أن نضيع علينا فرصة اللحاق بالثورة الرقمية كما فوتنا من قبل الثورتين الصناعية والتكنولوجية".

المؤتمر الأول من نوعه

وقال رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب "إن هذا المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة لأنه الأول من نوعه في الوطن العربي، حيث عقدت في السابق ندوات في بعض الدول العربية مثل مصر وتونس والأردن والإمارات تتناول بعض جوانب الثورة الرقمية لكن حتى الآن لم يشهد الوطن العربي مؤتمراً شمولياً يتناول مختلف جوانب الثورة الرقمية الثقافية والاجتماعية على مدى الأيام الثلاثة التي يستغرقها هذا المؤتمر".

وأضاف "كما أن عقد هذا المؤتمر في الجماهيرية الليبية هو سبق حقيقي لها وأن يكون الداعي له هو مركز دراسات وبحوث الكتاب الأخضر هو تميز للمركز وللجماهيرية ككل، ويظهر مقدار الأهمية التي توليها الجماهيرية للثقافة عموما والرقمية منها على وجه الخصوص، كما يبين ديناميكية وفعالية القائمين على الشأن الثقافي في الجماهيرية ومركز دراسات وبحوث الكتاب الأخضر على وجه الخصوص ومواكبته لكل جديد ووعيه بأهمية وخطورة التحدي الرقمي، ومما يثلج صدورنا أن نجد في هذا المؤتمر كتاباً ومفكرين وإعلاميين من مختلف أقطار الوطن العربي قد جاءت بهم الهمم للإجابة على أسئلة التحدي الرقمي".

تحديات الثورة الرقمية على عالمنا العربي

وبعد كلمات الجلسة الافتتاحية بدأت الجلسة الأولى في المحور الأول تحت عنوان الثقافة العربية وتحديات العصر الرقمي ورأسها الأستاذ علي شعيب رئيس تحرير مجلة المرصد، وقد بدأت الجلسة بورقة للدكتور عبد المنعم المحجوب رئيس تحرير مجلة فضاءات بعنوان "الكتابة بوسائط باردة" ثم ورقة أخرى بعنوان "تحديات الثورة الرقمية واستشراف مستقبليات تنمية الثقافة العربية" للدكتورة حنان بيزان من ليبيا حيث تساءلت "إلى أي مدى يصل استيعاب المجتمعات العربية حالياً إلى الوسائط المعلوماتية؟، فالثورة الرقمية تعد في أولى خطواتها العملية ولا يخفي على المتخصص أنه لا غنى الآن عن استخدام الحواسيب لإصدار المنشورات والمطبوعات كما أن هناك نصوص إلكترونية ظهرت حاليا لا يوجد لها نظير ومتوافرة عن طريق الخط المباشر، وأصبحت هناك حلول بديلة عن الورقة من خلال الأوعية الإلكترونية، بل إن النمط التقليدي تحول، فبعد أن كان هناك حواسيب داخل المكتبة أصبح هناك مكتبة داخل الحواسيب.
وتساءلت الدكتورة بيزان هل تفشل الأجيال الجديدة في إبراز دور الحضارة العربية الإسلامية وما قدمته للبشرية في شتى المجالات يوم تنتهي الكتب والمخطوطات فلا تكون الوثائق إلا إلكترونية ولا الصور إلا رقمية؟".
ومضت بيزان قائلة "فلا شك أن تحديات الثورة الرقمية تحتم على المجتمعات العربية الاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل الأمر الذي يجعلها في منعطف حرج من حيث مدى استعدادها للتعامل مع البيئات الرقمية، وبرغم قلة الاهتمام وضعف البنية التحتية للمعلومات في عالمنا العربي إلا أن هناك مجموعة من المؤثرات التي تبقي بداخلنا الأمل بأن يحل علينا اليوم الذي نجلس فيه على حاسبنا الشخصي ونتمكن من التجول بمكتباتنا العربية في شكلها الرقمي الافتراضي والاطلاع على مختلف أوعية المعلومات ومن ثم تحقيق التنمية الثقافية الفكرية".

المخاطر الأميركية على المحتوى العربي

ونبه الدكتور طه حسن العنبكي من العراق في ورقته التى ألقاها بعنوان "الثقافة العربية الإسلامية في العصر الرقمي" إلى أن "الثقافة العربية الإسلامية تواجه مخاطر وتحديات إضافية واسعة سواء على مستوى التكوين والإنتاج أو على مستوى الآليات والوسائل والأساليب، فإن الشعوب والمجتمعات العربية والإسلامية تعانى من الاختراق الثقافي على نطاق واسع، وسيكون لهذا الأمر تأثير بالغ على أفكار الأجيال الحالية والقادمة، فالولايات المتحدة الأميركية وبفعل ما تمتلكه من إمكانيات مادية كبيرة وتقنية عالية المستوى والكفاءة وفر لها في ظل العصر الرقمي قدرة أكبر على تصدير ثقافتها وفكرها وفلسفتها عن الكون والمجتمع والحياة، وأخطر ما في هذا الإطار أن القوى التي تمتلك إمكانية توظيف العصر الرقمي لصالحها أخذت تنشر أفكاراً وسلوكيات من شأنها تحطيم الولاء للقيم التراثية والدينية الأصيلة والولاء للوطن والأمن والعمل على إحلال أفكار وولاءات جديدة محلها".
وأعطى العنبكى مثالاً بأن أميركا تحتكر 56% من بلوغ المعلومات في العالم، بينما تحتكر دول الاتحاد الأوروبي 27% من هذا المحتوى و12% لليابان فيما يبقى للعالم العربي 1% فقط من هذا المحتوى وهو ما يبين الفجوة الهائلة التي تزداد اتساعاً بين دول العالم المتقدم والأخرى النامية والمتخلفة.

برنامج دسم لجميع جلسات المؤتمر

هذا وسوف تبدأ الجلسة المسائية الأحد بثلاث ورقات هامة، الأولى بعنوان "جرائم الإنترنت وأهم الإشكاليات التي تطرحها" لهالة مصراتي من ليبيا، والثانية بعنوان "العوامل الفاعلة في انتشار جرائم النشر الإلكتروني والجرائم الأخلاقية على الإنترنت" لمحمد الألفي من مصر، والثالثة حول "حقوق المؤلف في البيئة الرقمية والنشر الإلكتروني" للدكتور غالب شنيكات.
ثم ورقتين في الجلسة المسائية الثانية الأولى بعنوان "الهوة الرقمية والإقليم العربي بين ثابت السيوسيولوجي والمتغير الرقمي" لعبد النور إدريس من المغرب، والثانية حول "أخلاقيات التعامل مع شبكة المعلوماتية" لعادل الطلحي من ليبيا.
ويبدأ اليوم الثاني الاثنين بالمحور الثاني حول "الأدب العربي في ظل الثورة الرقمية" وتحتوى الجلسة الأولى على أربع ورقات الأولى حول "الضاد في مواجهة الصفر والواحد" لفاطمة ناعوت من مصر، والثانية عن "الواقعية الرقمية أدب المستقبل" للدكتور محمد سناجلة من الأردن، والثالثة حول "الأدب والتكنولوجيا.. أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية" للدكتورة أزهار كرام من المغرب، والرابعة حول "من الدفتر إلى الشاشة تحولات الكتابة والقراءة" للدكتور محمد أسليم من المغرب. ثم ثلاث ورقات أخرى في الجلسة المسائية الثانية الأولى بعنوان "الحديث عن النص الرقمي" لرامز النويصري من ليبيا، والثانية عن "النقد الرقمي ومواصفات الناقد الرقمي" للدكتور السيد نجم من مصر، والثالثة عن "المستقبلية والمسرح.. المسرح الرقمي نموذجاًَ" للدكتور محمد حسين حبيب من العراق. أما اليوم الثالث والأخير فيحتوى على جلستين، الأولى تحتوى على أربع ورقات، الورقة الأولى بعنوان "عصر الإعلام الإلكتروني" للدكتور هيثم الزبيدي من العراق، والثانية عن "الإعلام الإلكتروني صحافة جديدة بمقاييس تقليدية" لجلال عثمان من ليبيا، والثالثة عن "الاستخدامات السلبية للإنترنت" للدكتور على الربيعي من ليبيا، والرابعة عن "دور المجتمع المدني في الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية على شبكة الإنترنت" لحسام عبد القادر من مصر. وينتهي المؤتمر بالجلسة الأخيرة في اليوم الثالث والتي تحتوى على أربع ورقات الأولى حول "المنتديات العربية بين الواقع والطموح" للدكتور جمال الطحان من سوريا، والثانية عن "عين بيضاء على مواقع ملونة" لربيع شرير من ليبيا، والثالثة عن "نبذة عن رابطة كتاب وأدباء الإنترنت الليبيين" لهالة مصراتي من ليبيا، والرابعة "نبذة عن اتحاد كتاب الإنترنت العرب" للدكتور محمد سناجلة من الأردن.

المصدر
ميدل إيست أونلاين
http://www.middle-east-online.com/?id=45819













التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس
قديم Mar-08-2007, 08:51 AM   المشاركة7
المعلومات

صابرين زياد
مكتبي نشيط

صابرين زياد غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 18065
تاريخ التسجيل: Jun 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 90
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية يختتم أعماله بطرابلس

ضرورة دعم اتحاد كتاب الإنترنت العرب

المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية يختتم أعماله بطرابلس


مشاركون بأول مؤتمر عن المعرفة الالكترونية يوصون بإنشاء مركز لنشر المنتج الإبداعي العربي على النت.
ميدل ايست اونلاين

طرابلس - أوصى المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية بإنشاء مركز عربي متخصص بنشر الثقافة الرقمية بالتعاون بين المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر واتحاد كتاب الإنترنت العرب.

وأتفق المشاركون في أعمال هذا المؤتمر في ختام فعالياته التي تواصلت بطرابلس من 4 إلى 6 مارس/آذار على أن تكون الجماهيرية الليبية مقرا للمركز المذكور الذي اطلق عليه اسم "المركز العربي للثقافة الرقمية".

وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية عقد هذا المؤتمر سنويا لمواكبة المستجدات في مجال الثقافة الرقمية.

وأوصوا بربط الصلات والروابط مع المنظمات والجهات الأجنبية ذات العلاقة، بغية جعل المؤتمر عالميا .

ودعا المشاركون إلى تكوين مكتبة عربية رقمية تحوي المنتج الثقافي والإبداعي العربي الذي انتقلت ملكيته إلى المجال العمومي، وذلك في أفق إنشاء خزانة في مستوى المكتبات العالمية.

كما دعا المشاركون بالمؤتمر في توصياتهم إلى توسيع قاعدة مستخدمي شبكة الإنترنت في الوطن العربي، من خلال عقد دورات تدريبية وورش عمل متخصصة في كافة الدول العربية تنظمها المؤسسات الثقافية المحلية بتنسيق مع اتحاد كتاب الإنترنت العرب.

وأكدوا على ضرورة دعم اتحاد كتاب الإنترنت العرب ماديا ومعنويا من خلال المؤسسات الثقافية ذات العلاقة لتمكينه من تحقيق أهدافه المعلنة، وأهمية أن يتمتع القطاع الثقافي الرقمي بحقوق مماثلة لنظيره الورقي من خلال دعم مادي لإنشاء فروع لاتحاد كتاب الإنترنت العرب ونشر الكتب الرقمية وبناء المواقع الإلكترونية وغيرها.

ودعت التوصيات أيضا إلى نشر الوعي بحقوق الملكية الفكرية وحمايتها على شبكة الإنترنت والوسائط الرقمية من خلال صياغة قانون عربي موحد يتم إقراره من قبل جامعة الدول العربية وتلتزم بتطبيقه كافة البلدان العربية.

كما دعت توصيات المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية إلى سن قوانين لرصد ومكافحة كافة أشكال الجرائم المنتشرة في الإنترنت حماية للمستخدمين وضمانا لأمن معلوماتهم على الشبكة.
المصدر

http://www.middle-east-online.com/culture/?id=45884












التوقيع
وقل ربي زدني علماً
  رد مع اقتباس
قديم Mar-13-2007, 08:54 AM   المشاركة8
المعلومات

السايح
مشرف منتديات اليسير
محمد الغول

السايح غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 16419
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 1,360
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي الثقافة الرقمية.. ضرورة

الثقافة الرقمية.. ضرورة

٢٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٧ ، بقلم السيد نجم

شاع مصطلح "الثقافة الرقمية" خلال الفترة الأخيرة, ويعنى الإشارة إلى معطيات ثقافية جديدة من جراء استخدام التكنولوجيا الالكترونية الجديدة, وما نتج عنها من هوة فاصلة بين الدول المتقدمة والدول الفقيرة التي تعرف ب "الفجوة الثقافية".
فالصورة بشعة, والفجوة بين الدول الغنية والفقيرة مخيفة. منذ قرنين كانت الفجوة ضيقة, متوسط الدخل في أمريكا وأوروبا, يكاد يقارب الدخل في الصين. وعلى أثر الثورة الصناعية بدأت تتسع الفجوة, حتى أصبحت 72 مثل في عام 1992م.. واستمرت.
وهو ما دفع العقل العربي المعاصر النظر إلى ضرورة التوقف والبحث في جوهر "القضية". فالحضارة بكل معطياتها ليست ظاهرة "غربية", وهو ما ردده "أوجسنت كونت" الألماني من قبل, مؤكدا أنها ظاهرة كونية (عاش الإنسان من الفوضى إلى الانعزال إلى الانتظام إلى الاتصال_ وهى المرحلة التي تعيشها البشرية الآن, وزادت بعد كونت).
ويدعو "حسن حنفي" إلى توظيف جوهر "العولمة" و"المعلوماتية" للكشف عن الماضي بشقيه التراثي والتاريخي, بل يعده مطلبا ثوريا في وجداننا المعاصر.
إلا أن "كمال أبوديب" له رؤيته في كون "الحداثة" بكل معطياتها ودلالاتها, حيث يتسع نطاقها إلى الأدب والفن والتكنولوجيا.. لا تاريخية, وأن مكونتها لا زمانية, وهو بذلك يميل إلى مرجعتها العلمية "الغرب".
في المقابل, هناك أقلام غربية/أمريكية منهم "صموئيل هانتيجتون" في مقاله "الغرب", يرفض أن العالم يسير نحو ثقافة واحدة, وأن انتشار السلع الاستهلاكية لا يعنى غلبة الثقافة والفكر الغربي.. لأن البلدان تلوذ ب "ثقافتها الخاصة, ودياناتها الخاصة", ومن حاول العكس يمزق, ثم ضرب بمثل دولتي الاتحاد السوفيتي القديم وتركيا.
بينما يرى"د.نبيل على" الاعتماد على الأخذ بعدد من الأفكار:
.. فكرة الدمج بين الثنائيات.. مثل "العولمة والمحلية" أي "فكر وأفعل عولميا ومحليا", وهى تجربة ماليزيا الناجحة.. وأيضا الجمع بين الاقتصاد التقليدي واقتصاد المعرفة, وهى أيضا تجربة الصين والبرازيل.. ثم هناك التنافس والتعاون, وهو الملاحظ بين شركات التجارة الالكترونية الآن.. وفى التعليم الجمع بين التعليم الرسمي (النظامي) واللانظامى في مراكز التدريب وفى أماكن العمل.. وفى الإعلام, الإعلام التنموي والترفيهي معا...الخ.
.. فكرة تخص مقترحات للتنفيذ.. مثل إقامة تكتل عربي معلوماتي, بعد أن تعذر ذلك فعليا و"المدخل المعلوماتى" كبديل للمدخل الاقتصادي أو الأمني, نقطة بداية للإصلاح العربي من منظور معلوماتي, وأيضا وجب التوقف أمام فكرة التحدي الاسرائيلى المعلوماتى, البحث عن مجال للتميز العربي, سواء البرمجيات التعليمية أو الثقافية أو الحيوية, وتصميم الشرائح الالكترونية المتخصصة.. الألوية للعنصر البشرى أو مواجهة الفجوة التعليمية..وغيرها بالإضافة إلى حصر عدد من التوجهات الإستراتيجية العامة الواجب مراعتها بل وتنفيذها في كل الوطن العربي, منها:
..صناعة محتوى عربية, لا صناعة محتوى عربي.. وهو ما يعنى أن يكون المحتوى عربيا وغير عربي, وبلغات غير عربية وعربية. وهو ما يعنى الاستعانة بالمحتوى الأجنبي, ومخاطبة غير العربي بالمحتوى الجديد, وخصوصا العرب والمسلمين خارج العالم العربي. .. عدم الفصل بين المحتوى الرقمي والتقليدي, حتى يتم إحلال الرقمي محل التقليدي..وهو ما نجح في المجتمعات المتقدمة.
.. صناعة الثقافة, أصبحت من أهم الصناعات في عصر المعلومات, بل وأكثرها ربحية. كما أن صناعة الثقافة العربية, هي ركيزة لم الشمل العربي.
.. تنمية كوادر فنون الكمبيوتر.
.. الاستفادة من الخدمات المجانية المعلوماتية, مثل مواقع الأمم المتحدة والتي ينشر بعضها باللغة العربية.
.. الاهتمام بالبحث المعلوماتى على شبكة الانترنت, مع الاهتمام بالترجمة.
أما في مجال الاتصالات, حيث الاتصال شرط من شروط بقاء الكائن البشرى, بل ومن ضمن حقوق الإنسان مؤخرا, كانت التوصيات, التي منها:
..الانطلاق من مفهوم الاتصال إلى التواصل.
.. البحث في شروط الخصخصة الواجبة, مع توفير جوانب نجاحها, خصوصا أن الطرف الآخر أكثر خبرة في هذا المجال عن الموظفين الحكوميين.
.. توفير فرص النفاذ لمحدودي الدخل, بتقليل كلفة إعطاء التراخيص, لتوفير الخدمات.. مع مرونة في التسعير, وطرق سداد تلك الخدمات.
"خصوصية الشعوب والغزو الرقمي"
أطلقوا على المجتمع الرقمي الجديد عدد من المسميات: "مجتمع المعرفة" حيث تصبح المعرفة أهم مصادر التنمية, ويصبح إنتاج المعرفة من أهم مصادر الدخل القومي – "مجتمع المعلومات" حيث توفر كم هائل من المعلومات, مع محاولات لتوظيفها لصالح المجتمع – "مجتمع التعلم" حيث راجت فكرة التعلم الذاتي بواسطة شبكة الانترنت.
إلا أن السؤال: هل متطلبات المجتمع المعلوماتى الذي نسعى لتحقيقه(في عالمنا العربي), هو كل ما يمكن أن ينسخ عن المعلومات والثقافة الغربية/ الأمريكية؟؟ لا شك أن المجتمعات الرقمية الآن وفرت قدر هائل من المعلومات, إما عن طريق هيئات علمية أو مدنية أو أيديولوجية, عن عمد أو غير عمد, خصوصا بعد تقدم التقنيات التكنولوجية الفائقة التقدم.. أو عن طريق وسائط المعلوماتية التي يمكن حملها ونقلها من بلد المصدر إلى أي مكان آخر في العالم.. وفى كلتا الأحوال ليست كل تلك الهيئات أو الوسائط فوق مستوى الشبهات.
كما أن هناك جانب معرفي, لا يمكن الوصول إليه البتة, وهو ما يمكن أن نطلق عليه المنابع الأصيلة للمعرفة, سواء في المعلومات أو تطبيقاتها, وغير مسموح لنا بذلك (نحن المجتمع الأقل تقدما).ليتجدد السؤال: ماذا علينا أن نفعل الآن في بلدان العالم العربي؟
أما وقد انتهت مرحلة الدهشة, وأصبح في العالم العربي عدد غير قليل من المتخصصين, والعارفين للكثير من أسرار ملامح المجتمع الجديد... فلا حيلة إلا بالوقوف مع النفس وإعادة تقييم الحالة.. قد تعد الفوارق المعلوماتية الآن, أو ما يعرف بالفجوة الرقمية الآن ومستقبلا, مقارنة بيننا وبين المجتمعات الرقمية, من هنا تبدأ المنطلقات الواجب وضعها في عين الاعتبار. كما أن المزيد من الخصوصية للشعوب والبلدان, مع مزيد من الانفتاح على المعطيات الرقمية الجديدة, دون إغفال أحدهما, أو غلبة أحدهما على الآخر. أصبح التعبير "الحفاظ على خصوصية وملامح المجتمعات".. لتصبح القضية: مزيد من الانفتاح على العالم, مع المزيد من رعاية خصوصية الجماعات.
مظاهر "الفجوة الرقمية"
المقصود ب "الفجوة الرقمية" (حسب تعريف د.نبيل على): هي الهوة الفاصلة بين الدول المتقدمة والنامية في الوصول إلى مصادر المعلومات والمعرفة والقدرة على استغلالها.
بذلك تبدو الفجوة الرقمية مرتبطة بعدد من الملامح يمكن بها قياس مدى قوة وقدرة العطاء الرقمي وتوظيفه في المجالات المختلفة.. الاقتصادية التجارية/ المعلوماتية العلمية والمعرفية/ وغيرها. بالتالي تتبدى القدرة على امتلاك تلك القوة الجديدة في عدد المستخدمين, وعدد أجهزة الكمبيوتر, وغيرها.
بداية تؤكد الإحصاءات أن عدد أجهزة الكمبيوتر في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.. يفوق عدد الأجهزة المتاحة في دول العالم أجمع. يمكن الإشارة إلى أن نسبة عدد من لدية جهاز كمبيوتر في الدول المتقدمة هو 315 جهاز لكل ألف فرد في المجتمع. بينما عدد من لدية جهاز كمبيوتر في أفريقيا (الجزء جنوب الصحراء الكبرى) هو 75, - أي أقل من الواحد الصحيح لكل ألف فرد في المجتمع. أما عن عدد المستخدمين: نمت الانترنت منذ عام 1995 إلى 2005م.. من 400 مليون مستخدم إلى مليار مستخدم. وفى بحث مستقبلي أشار إلى أن الدول الثمانية الكبرى سوف تحتكر 80% من نسبة المستخدمين لأغرض المختلفة, بينما ستظل أفريقيا في القاع ولا يزيد نصيبها عن 1% من مستخدمي العالم.
أين رؤية العرب من المجتمع الرقمي؟
أما وقد تأكد الآن من وجود "فجوة رقمية", على رأس الهرم منها الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتل ثلثي الهرم, بينما المجتمع الأوروبي واليابان وبعض الدول المتقدمة تحتل السواد الأعظم من البقية الباقية, أليس من المجدي الآن قبل غدا حول رؤية عربية تجاه تلك المعضلة, التي يحتمل زيادة فجوتها لا تقصانها, خصوصا أن ملامح المجتمع الرقمي تفرض وجودها يوما بعد يوم, وهو ما يفرض واقعا جديدا سيفرض عناصر قوة جديدة, ومؤثرات أخرى, أهمها تلك التي تلعب دورا في التنمية؟؟
بداية تأكدت رؤى مختلفة تجاه الفجوة الرقمية, وباتت على عدة وجوه. فقد نظر إليها السياسيون (بوصفها ضمن قضايا الاقتصاد السياسي, ولا حل لها إلا بالتشريعات السياسية التي تحمى المجتمع من الفوضى المعلوماتية).. ويراها الاقتصاديون (أنها نتيجة عجز عن تحقيق اقتصاد المعرفة, والحل هو تحرير السوق أمام تدفق المعلومات والسلع والخدمات ورؤوس الأموال, ويرون ضرورة الإلزام بالاندماج في الاقتصاد العالمي, وحماية الملكية الفكرية).. كما قال التربويون: ( أنها قضية تعليمية وحلها في توفير القدرة على التعلم الذاتي لاستقلال الإمكانيات التي يوفرها الانترنت وغيره).. والمتخصصون في الاتصالات قالوا: أنها بسبب عدم توافر شبكات اتصال, ويقول رجال حقوق الإنسان: أنها تعبر عن انتهاك حق الإنسان في التنمية, وهو الرأي القريب من رأى الرافضين للعولمة, وأن الفجوة الرقمية تعبر عن قلة الفرصة المتاحة للدول النامية للحاق بالدول المتقدمة. وقد حسم أصحاب الفكر الايديولوجى نظرتهم ما بين القول بأن الفجوة الرقمية شكل من أشكال إمبريالية التكنولوجية, ورأى مدافع عن تلك التكنولوجيا.
يبدو أنه حتى الآن لم تحدد رؤية واضحة للمتخصص العربي, وان برز صوت هنا وآخر هناك, يعبر عن اجتهادات فردية, ولا يعبر عن وجهات نظر فئوية أو جماعية. في المقابل بدى صاحب القرار السياسي هو الأعلى صوتا والأكثر قدرة على تقديم ما يلزم, أو حتى التعبير عنه.. قبولا أو رفضا. فمستخدمو التكنولوجيا الرقمية على أبسط أشكالها (توظيف شبكة الانترنت).. مازال توظيفا محدودا, فرديا.. وليس توظيف منهجي لوضع الخطط والمناهج في ضوء الإحصاءات والتقارير المتاحة.. (يكفى الإشارة إلى نشاط الاقتصاد الرقمي الذي لم يبرز في المجتمعات العربية بعد).
ولا يبقى إلا تجديد السؤال بسؤال آخر.. هل يجب على العرب أن تكون لهم وجهة نظر تجاه الفجوة الرقمية حتى نبدأ في تجاوزها, ولنتأهل للمجتمع الرقمي الجديد؟
أظن أن الإجابة ب "نعم", وهو الأمر الذي سيتيح للجميع فرصة المشاركة, وربما الفهم أو على الأقل محاولة الفهم لمفردات هذا المجتمع من مصطلحات.. ثم البدء في توفير أجهزة الكمبيوتر بأسعار مناسبة, العمل على زيادة عدد المستخدمين له ولفنونه, مع العمل على توفير الثقافة الرقمية. بذلك سوف تقل الهوة المتزايدة.
"العرب في مواجهة بناء اقتصاد المعرفة"
هناك العديد من التجارب الدولية في بناء اقتصاد المعرفة, ويلاحظ أن العرب عموما أقل فاعلية في هذا المجال باستثناء دولة الإمارات (دبي) التي لها تجربتها المتميزة, حتى قيل أنه يصعب نسخها في بلدان عربية أخرى.
التجربة الهندية:
نظرا لاقتراب الأحوال الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الهندي مع المجتمعات العربية, تعد التجربة الهندية من أهم تجارب البلدان التي شاركت في بناء الاقتصاد الرقمي. قيل أن الهند استفادت من النموذج السوفيتي للتنمية العلمية, حرصا منها على اختصار مراحل زمنية تمهيدية, والاستفادة بما تم انجازه قبلها.
بدأت الهند بالصناعات الاستهلاكية, ثم الصناعات الوسيطة وأخيرا انتقلت إلى الصناعات الثقيلة, وهو المنهج المخالف للنموذج التقليدي في بناء مجتمع المعلومات واقتصاد المعرفة الذي يركز على إرساء البنية التحتية للاتصالات.
نجحت الهند في جعل قطاع المعلومات قائم بذاته, حتى أصبحت قوة حقيقية في تصنيع وتصدير البرمجيات إلى بقية بلدان العالم.. وهو ما تحقق خلال عشر سنوات فقط. نجحت الهند في حصد عائد من البرمجيات خلال عام 2002م ستة ونصف مليار دولار, ومخطط أن تحصل على خمسين مليار دولار خلال عام 2008م.
وجاء تقديم خدمات المعلومات عن بعد في المرتبة التالية, سواء في مجال خدمات المحاسبة والاتصالات وحجز تذاكر الطائرات لكثير من الشركات الأوروبية والأمريكية.
التجربة الماليزية:
بفضل بناء اقتصاد المعرفة, حققت ماليزيا انجازا ملموسا على أرضها, بحيث تحولت من المجتمع الزراعي البسيط, إلى مجتمع اقتصادي معقد.
كما ينظر الكثير من الدارسين على التجربة الماليزية, أنها قد تميزت عن التجربة الهندية, بفضل الرؤية الاجتماعية في التطبيق الاقتصادي. حيث شمل التغير بل والتطوير كل مناحي الحياة واهتمامات المجتمع على الأرض الماليزية. أي أنها جعلت من تجربتها وسيلة للتطور الاجتماعي بالتوازي مع التطور الاقتصادي. (فيما بدت التجربة الهندية منحازة أكثر إلى الصفوة).
تجربة "دبي":
تميزت تجربة دبي عن التجربتين السابقتين, في كونها ارتكزت على نموذج الصناعات الخفيفة لاقتصاد المعرفة, مع الاندماج السريع والمباشر في العولمة اقتصاديا واجتماعيا. قد تكون دبي استفادت كثيرا من عائدات البترول, لذا قيل أنه يصعب تمثلها لأي بلد أخرى, إلا أنها استفادت أيضا من موقعها الجغرافي.
نجحت دبي في إنشاء شبكة اتصالات عالية الكفاءة منذ عام 1997م, مع توفيق الأوضاع القانونية والتشريعية في مجال البنوك والضرائب وتأشيرات الدخول والخروج.. وغيرها. كما نجحت في إنشاء المؤسسات الرائدة في مجال اقتصاد المعرفة.
المتابع الآن يلمح ما انعكست عليه التجربة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية, كما في مجال التجارة الالكترونية, والحكومة الالكترونية, والتعليم الالكتروني..وغير ذلك.
بالنظر إلى التجارب الثلاث, يتضح أن إمكانية المشاركة في التجارب التقنية والعلمية العالمية, ليست بعيدة المنال.. بل ممكنة للدول العربية الأخرى. (ويرى د.نبيل على أن الجمع بين التجارب الثلاث السابقة, يمكن أن يحقق نجاحا, بل ويعد ضرورة لتحقيق القفزة الاقتصادية والمعرفية والاجتماعية للدول العربية عموما.)
"المعرفة الرقمية وإسرائيل"
لقد استفادت إسرائيل بهذه المفاهيم والآليات الجديدة, واستطاعت توظيفها في توجهاتها السياسية, مثل تشويه الملامح الحضارية الإسلامية/العربية التراثية, ذيوع وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب, تغيير الملامح العربية للقدس..الخ.
السؤال الآن, ليس في تفوق الآخر, بل حول مدى انتباه الأمة العربية, حتى لا تصبح رهينة تلك القوى الخبيثة اللينة.
قال "حاييم بيريز" رئيس وزراء إسرائيل السابق يوما: "المعلومة أقوى من المدفع". كما قال "إسحاق نافون" رئيس إسرائيل السابق: "تبادل الثقافة والمعرفة لا يقل أهمية عن أي ترتيبات عسكرية".. وهو ما يشير بقوة إلى مكانة عناصر القوى الجديدة هناك, ولا يبقى سوى التعرف على مظاهر تلك القوى في إسرائيل. تحتل إسرائيل المرتبة الأولى في حجم الإنفاق على البحوث العلمية.. صادرات السلاح إلى الدول الأخرى.. وتطوير نظم حماية المعلومات في مواقع الانترنت (أنتي فيرس)... هذا على مستوى العالم.
ولمزيد من التعرف على الصورة في إسرائيل, نورد المعلومات التالية, مقارنة بالعالم العربي:
عدد المالكين لأجهزة الكمبيوتر 47% من مجموع الشعب, بينما في العالم العربي 4%.
عدد الكتب المترجمة إلى العبرية سنويا 100كتاب لكل مليون مواطن, بينما في العالم العربي 3كتب لكل مليون مواطن.
عدد الشركات العاملة في مجال تطوير التقنيات الرقمية حوالي 2000شركة, وهو رقم أكبر من كل الشركات العاملة في كل البلدان العربية.
تتعدد الملامح وتفاصيل الصورة, كلها في صالح إسرائيل!!
ويقول "د.نبيل على و"د.نادية حجازي" في كتابهما "الفجوة الرقمية" في تحذيرهما للعرب من الوقوع في الصدمة, كل المطلوب وجوب الانتباه أولا, ثم محاولة البدء فورا لتجاوز ما فات, مع عدم الانبهار بما أنجزته إسرائيل لإمكانية التمثل بت وتجاوز بالعمل الدءوب الجاد. ثم أكدا على التحذير الثالث.. وهو عدم الانسياق وراء مقولة تتردد في بعض المحافل الآن, حول إمكانية التطبيع مقابل العلوم والتكنولوجيا.. أي يقدم العرب أنفسهم أعنى علاقاتهم المختلفة في كافة المجالات تمتد إلى إسرائيل, في مقابل أن تمدهم الأخرى ببعض من فتات العلوم والتكنولوجيا.
لقد كانت التجربة في مجال المعرفة الرقمية, في كل من "ماليزيا" و"الهند" مثلا يحتذي.. ولكل منهما أنساقه وخصوصيته, ومع ذلك يعدا أو كانا يعدا من الدول الفقيرة أو دول العالم الثالث (قبل الثورة الرقمية), أصبحا من الدول الفاعلة والمؤثرة في الاقتصاد العالمي, خصوصا في اقتصاد المعرفة الرقمية.
سؤال حول فجوة "المحتوى"
أما وقد تشكل المجتمع المعلوماتى من عنصري:شبكة اتصالات متكاملة, وهى البنية التحتية من إنشاءات ومبان وتجهيزات من أجهزة ومعدات.. ثم العنصر الآخر الذي هو "المحتوى", أي تلك المعلومات والإحصاءات والمعارف وغيرها, تلك المخزنة داخل الاسطوانات. هذا المحتوى يتضمن العديد من العناصر الواجب توافرها, وبالتالي يمكن قياس فجوة المحتوى بالنظر إلى مقدار توافرها, وهى: مقدار النشر الورقي الالكتروني, الإنتاج الاعلامى والسينمائي, البرمجيات التطبيقية مثل العاب الأطفال وغيرها, مواقع تقديم الخدمات وخدمات صناعة المحتوى على الانترنت..
كذلك معدل توافر الموارد الخام لصناعة المحتوى.. وتشمل قواعد البيانات وبنوك الصور والأرشيفات الورقية والالكترونية, مع حجم مقتنيات المكتبات التقليدية والرقمية, والمتاحف وتركيباتها.
كما يمكن القياس بمدى توافر أدوات إنتاج المحتوى, ويشمل ذلك أدوات تصميم البرامج وصفحات الويب وأدوات النشر الالكتروني وآلات البحث, مع الوسائل الرقمية لانساق الرموز المختلفة من نصوص وصور وأشكال وتراث.. وأخيرا مدى توافر العنصر البشرى المدرب في التخصصات المختلفة لصناعة المحتوى, وتوافر الاتصال ذات السعة العالية.
الآن وبالنظر إلى تلك المؤشرات, يمكن التعرف على أسباب فجوة المحتوى, وحتى في مجملها: أسباب تكنولوجية, حيث يحتاج المحتوى لعدد من الصناعات المتقدمة, والمهارات العالية والدقيقة.
ثم أسباب اقتصادية, فصناعة المحتوى في حاجة إلى تكنولوجيا كثيفة وأيضا رأس مال كثيف, وهو رأس المال الذي يحتاجه "المحتوى" للإنتاج والتوزيع.
أما السبب الثالث لفجوة المحتوى, مع ضرورة الوعي بها لتلافيها, فهي أسباب تشريعية وتنظيمية.. مثل غياب سياسة واضحة لحشد الموارد من أجل انجاز تلك الصناعة, ثم عدم توافر قوانين وتشريعات تحتاجها تلك الصناعة.
أما السبب الأخير لفجوة المحتوى, هي أسباب ثقافية.. القصور الواضح في التعامل مع الفنون ذات الصلة بالتكنولوجيا مثل فنون الغناء والفنون التشكيلية والفنون الحركية. ليبرز السؤال في النهاية:
أين نحن العرب من فجوة المحتوى, وما السبل لتلافيها ومواجهتها؟
لابد من توافر الكوادر البشرية الفنية والمتخصصة, وهى كوادر ذات كفاءة خاصة في مجال العلوم الحديثة والتقنيات الدقيقة.. يلزم وضع التشريعات من قوانين ولوائح وآليات تنفيذية ومتابعة, والتي من شأنها تسهل إنشاء البنية التحتية (المشار إليها سلفا), دون عوائق جمركية أو ضريبية.. ضرورة تنشيط وسائل الإعلام التقليدية والمتاحة من أجل زيادة الوعي الثقافي والمعرفي بكل جوانب "المحتوى", مع أهمية التعامل معه والتعرف عليه.
كل ما سبق وغيره, في حاجة ماسة إلى رأس مال كثيف يضخ في اتجاه تجاوز كل العوائق المادية المالية وانجازها سريعا.. ثم دور الحكومات العربية, لتجاوز أغلب تلك العوائق التشريعية والمالية والفنية.
حقوق النشر على الإنترنت!!
أما وقد راجت حاليا في العالم العربي النشاطات الرقمية والمعلوماتية على شبكة "الانترنت" كما هي رائجة على الشبكة في العالم المعلوماتى المتقدم, تلاحظ عدم احترام حقوق النشر على العكس من النشر الورقي. أصبحت المواد الإبداعية وغيرها على المشاع, تتخطفها الأفراد بل والهيئات والمؤسسات, وحتى الصحف اليومية والدوريات.
تحضرني حكاية طريفة عرفت عن "سرفانتس" صاحب الطواحين الهوائية. فقد كان الرجل ضابطا بالجيش وأحيل إلى التقاعد بعد أن نالت منه إصابة أعجزته, ونمت على إثرها موهبة الإبداعية, وأطاح خياله بكل الحواجز.
كل آماله أن تستمع له جماعة الأصدقاء والجيران, نجح واستمعوا له وأنصتوا, ثم عبروا عن سعادتهم, وهو أقصى ما كان يحلم به. إلا أن أحد الشطار كعادة الشطار دائما, نجح في تسجيل كل ما يقال, ويسافر إلى المدينة القريبة, فينشر تلك الحكايات مسلسلة!
راجت الحكايات, وذاع صيتها, حتى وصل الخبر إلى سرفانتس, الذي ذهب إلى المدينة وقابل صاحب المطبعة ليعرف الحقيقة كاملة. ومنذ ذاك اليوم بدأت تصدر "دونكيشوت" باسم مؤلفها الحقيقي.
لعل سرفانتس أكثر حظا عن مبدعي وكتاب اليوم, فشبكة الإنترنت ثرية بالمواد المختلفة, ولا ضابط للنيل منها, بلا حقوق أدبية أو مالية.. سواء للموقع الناشر, أو للمبدع. فلا أكثر من أن تكتب اسمك في الباحث الإلكتروني, حتى تصدمك المفاجأة ولا من مغيث!
أليست قضية تستحق المناقشة.. القانونية والفنية, بل ورجال الأخلاق والفلسفة, لعلنا نصل إلى حل يرضى جميع الأطراف, مع الوضع في الاعتبار أن المادة على شبكة الإنترنت أكثر خطورة وتأثيرا من "الكتاب" التقليدي" وهذه قضية أخرى, ولا تنفصل عما نراه ضروريا لحفظ حقوق المبدع والناشر, بل ضروريا للتوثيق العلمي والمسئولية الأخلاقية.
المصدر
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article7944












التوقيع
اقم دولة الاسلام في قلبك
قبل ان تقمها على ارضك
أبو عبدالرحمن
<a href=http://alyaseer.net/vb/image.php?type=sigpic&userid=16419&dateline=1227596408 target=_blank>http://alyaseer.net/vb/image.php?typ...ine=1227596408</a>
  رد مع اقتباس
قديم Mar-13-2007, 05:10 PM   المشاركة9
المعلومات

صابرين زياد
مكتبي نشيط

صابرين زياد غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 18065
تاريخ التسجيل: Jun 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 90
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي الحديث عن نص رقمي بين الواقع والحقيقة

تواصل مع الشبكة
الحديث عن نص رقمي بين الواقع والحقيقة

الكتاب العرب يقفون عند حدود الثورة الرقمية من غير استثمار حقيقي للامكانات الكبيرة التي توفرها على مستوى الابداع والكتابة.

ميدل ايست اونلاين
بقلم: رامز رمضان النويصري

مُـقدِّمـة



تحاول هذه الورقة مقاربة الإنتاج النصي العربي ناحية تمثله التجربة الرقمية، وهي مجموعة من الأفكار والملاحظات التي راجعت فيها ما تقدمه المواقع الثـقافية العربية على الشبكة.


(1)

أول ما يعترضني في هذه الورقة، هو تأكيدُ اللجنة المشرفة ضرورة تدعيم الورقة بالمراجع، وأعترف أني في موافقتي كنت أضمر الخلاف، إذ اعتبرت ما اختزنته من رحلتي الإنترنتية المرجع الأساس الذي أنطلق منه، وطالما أن اللجنة المشرفة أجازت الاستعانة بالشبكة، رأيت في ذلك حجتي للبدء في ترتيب هذه الأفكار. أما المواقع التي تم الاعتماد عليها (وهي تمثل المراجع الحقيقية لهذه الورقة)، فيمكنني تقسيمها إلى:

1- المواقع الثقافية/الأدبية المتخصصة (مثل جهة الشعر، أفـق، فضاءات، الذبابة، كيكا، الامبراطور، موقع القصة العربية، وغيرها من المواقع).

2- المنتديات الثقافية والأدبية (مثل منتدى فضاءات، مدينة على هدب طفل، منتدى المغرب العربي، وغيرها من المنتديات).

3- المنتديات العامة، والتي تحتوي ضمن منتدياتها الفرعية، منتديات أدبية (مثل منتدى الهندسة نت، منتدى طرابلس، منتدى القرناس، وغيرها من المنتديات العامة).

4- مواقع الأدباء والكتاب الشخصية (مثل قاسم حداد، جمال جمعة، شاكر لعيبي، ريتا عودة، سوزان عليوان، محمد زيدان، وغيرها من مواقع الأدباء والكتاب).

5- المدونات، وهي تعامل عند الأدباء والكتاب كمواقع شخصية في الغالب (مثل مدونة ظبية خميسس، مدونة أحمد الفيتوري، مدونة محمد الأصفر، وغيرها من المدونات).

6- مواقع الصحف والمجلات، التي تصدر في طبعات ورقية، وتملك مواقع على النت (كـصحف: القدس العربي، الزمان، أخبار الأدب، الاتحاد، ومجلات مثل الكرمل، الصدى، ألواح، وغيرها من الصحف والمجلات).

7- المجلات الإلكترونية، المهتمة بالثقافة والأدب (مثل أفق التي تحولت من بعد إلى موقع ثقافي، أنهار، كراسي، ميدوزا، مكايد، وغيرها من المجلات الإلكترونية).


(2)

(الرقمي والرقمية) هو الترجمة العربية لمصطلح (Digital) وهو يعني قصة طويلة من بحث الإنسان عن الوسيلة الأمثل لنقل البيانات (Data). والبيانات كل ما يمكن نقله، بالتالي يمكن تحويله إلى مجموعات عددية/سلاسل عددية، يمكن إعادتها إلى شكلها الأصلي. بشكلٍ أبسط هي عملية نقل، أو لنقل حامل، ومن جملة المنقولات المعلومات، التي وجدت نفسها في هذا الوسط أكبر قدرة على الانطلاق في اللامحدود، أفق لا متناه من الانفتاح الجديد كل لحظة، لقد ركبت المعلومة سيل الأرقام وانطلقت دون توقف إلى (عصر المعلوماتية) عصر السيل المعلوماتي المنهمر واللامنقطع.

الواسطة الرقمية استطاعت أن تذيب الفوارق بين أشكال المعلومات في الشكل الواحد الشكل الرقمي (0101)، بالتالي لم يعد من مشكلة لنقل أيٍ من الصيغ المعلوماتية: نص/ صوت/ صورة، أو صيغ معلوماتية مركبة: صوت-صورة. وهي أيضاً، الواسطة الرقمية، حلت الكثير من مشاكل ترميم الصيغ المعلوماتية في صورتها الرقمية.


(3)

من السرية إلى العلن، تنفتح الشبكة لخدمة الجميع، ومن بعد هوس الجميع. شبكة الإنترنت بفضل الخدمة الرقمية وتطور الحاسوب والشبكات قلبت العالم رأسا وما زال، لا تعنينا الإحصائيات في شيء، على الأقل لا تعنيني، فهي محاولة رصد نمطية لتحويل المجهول على كمية عددية. وفي معنى أبسط فشبكة الإنترنت مجموعة من الخطوط الرابطة بين محطات عقدية، وظيفتها الأساسية هي نقل البيانات والمعلومات، أي إنها تتبع النظام البدائي للشبكات في نقل الرسائل (أو أي من أشكال البيانات) من نقطة (أ) إلى نقطة (ب)، عن طريق تعريفهما كعنوانين، وكونها عقدية يعني انها لا مركزية وهذا يعطيها أفقا أكثر للاتساع والتواصل. أما أشكال العرض الفائقة التطور والتحديث الذي تبديه الشبكة فيكمن في الواقع في طبقة التطبيقات التي تعلو طبقة النقل، و كل القيمة المضافة في عمل الشبكة تكمن على أطرافها.

الشبكة تتحول إلى عالم يوازي ما نحياه، وربما بوتيرة أكثر اطراداً، وانفراطاً، وتمايزاً، حد اجتماعنا في هذا المكان.


المبْحث الأوَّل: الواقع




يتناول هذا المبحث واقع النص العربي أو النتاج النصي العربي على شبكة الإنترنت، كحالة توصيفية لما هو موجود واقعاً حال دخولنا الشبكة.


(4)

أمام هذا الاتساع الكبير، وجدنا أنفسنا نذهب حتى لم يعد منا شيء الكاتب المصري "إبراهيم أصلان" في أحد أعداد (أخبار الأدب) يتحدث عن حكاية اقتنائه للحاسوب وكيف تحول شكل الكتابة معه. أما الكاتبة "سكينة بن عامر"1 فتنعى أحاسيسها التي يقضي عليها زر واحد "Delete". فكيف تحول الأمر بدخول الإنترنت، واستخدامها تطبيقات الحاسوب. الشاعر "قاسم حداد" يقول: النص مكانه الإنترنت2.


في قفزة واحدة، كانت الإنترنت متاحة للجميع، الكثير من الأدباء والكتاب تحولوا إلى الإنترنت، وتحولت إلى عالمهم الذي يتنفسون إبداعهم من خلاله، ونستطيع أن نقسم الأدباء والكتاب الذين يستخدمون الإنترنت إلى ثلاث مجموعات:

1- أدباء وكتاب من الجيل السابق3 أو أدباء وكتاب كبار لهم تجربتهم الطويلة، من خلال النشر الورقي، وهم من كبر وعيهم بعيداً عن ثورة المعلوماتية: يمثلون مجموعة الأدباء والكتاب الذين تواصلوا مع شبكة الإنترنت من باب المعرفة وتقبل الجديد، لا الارتياب وإطلاق اللعنات على هذا الدخيل: أما كفانا قصيدة النثر، حتى يأتي النت ويكمل على البقية. هذه المجموعة تمثل جانب الاستخدام للشبكة، أما التفاعل فلا يكاد يمثل هماً ناحية التواجد، أو جزءا من تجربة الكاتب.

2- أدباء وكتاب شباب: الغالبية العظمى، وهم الذين كان الحاسوب والإنترنت جزءاً من ثقافتهم ووعيهم، وهم بالتالي لا يعانون أي ارتياب، بقدر مطالبتهم بمزيد إمكانيات التواصل. هذه المجموعة تمثل جانب الاشتغال على الشبكة، أما التفاعل فيلاحظ بشكل كبير من خلال التواجد على الشبكة من خلال: المواقع الشخصية، المدونات، المواقع والمنتديات، وتمثل التجربة جزءا من تجربتهم الإبداعية.

3- أدباء وكتاب النت: مجموعة من الأدباء والكتاب الشباب ظهرت كتاباتهم على النت، دون غيرها من مساحات النشر، وهم ينشطون بشكل كبير في المنتديات والمجلات الإلكترونية. وهم المجموعة الأكثر تعلقاً بالشبكة فهي وجودهم وصنو التجربة.


أما أشكال تواجد هؤلاء الكتاب والأدباء على الشبكة، فمن خلال:

1- المواقع الشخصية. ويمكن تقسيمها إلى:

أ‌- مواقع تدار من جانب أصحابها، وتمثلهم المجموعات: الثانية، الثالثة، والأولى بشكل أقل.

ب‌- مواقع تدار لصالح أصحابها، وتمثلهم المجموعة الأولى بشكل كبير.

2- المدوّنات (تحولت عند الكاتب العربي، إلى صورة أخرى للموقع الشخصي). وهي تدار من قبل أصحابها بشكل مباشر، وتمثلهم المجموعات: الثانية والثالثة بشكل أساسي.

3- المواقع الثقافية والأدبية. وهي تعتمد بشكل كبير على مساهمات أعضاء المجموعات: الثانية، الثالثة، والأولى بشكل أقل.

4- المنتديات الثقافية والأدبية المتخصصة (والفرعية لبعض المنتديات العامة). وهي تعتمد بشكل كبير على مساهمات أعضاء المجموعات: الثانية والثالثة، والأولى بشكل أقل.

5- المجلات الإلكترونية. وهي تعتمد بشكل كبير على مساهمات أعضاء المجموعات: الثانية والثالثة، والأولى بشكل أقل.

6- الكتاب الإلكتروني. وهي تعتمد بشكل كبير على مساهمات أعضاء المجموعات: الثانية والثالثة، والأولى بشكل أقل.


نشير لأن بعض الأدباء ممن يمثلون المجموعة الأولى، يملكون أكثر من موقع، وهذا يعود لأثرهم في الأدباء والكتاب الشباب أو ممن يمثلون المجموعة الثانية بشكل خاص، والثالثة بشكل أقل، إذ نجد إنتاج الكثير من الأدباء والكتاب الكبار يعاد نشره على الشبكة في الكثير من المواقع والمنتديات.


باختصار تحولت الإنترنت إلى وسيلة للنشر، فإرسال إيميل لا يحتمل أكثر من دقائق تقل عن الخمس، ووصوله محطته يحتاج إلى حوالي الـ20 ثانية، أما المدونة فلا تحتاج لأكثر من نصف ساعة، وعمل يوم يمكنك من موقع شخصي. أما ما يقدمه الأدباء والكتاب العرب من إبداع، فلم يكن بالجديد، فظلت ذات الأجناس الأدبية في ذات أشكالها النمطية، وذات الإشكالات والقضايا والنقاشات والحوارات.


المبْحث الثاني: الحقيقة



هذا المبحث يستعرض حقيقة النتاج النص العربي في الشبكة، وقياس تأثيره وتأثره، ودرجة تفاعله.


(5)

أهم ما يتميز به النت، سهولة التواصل بين المحطات أو النقاط الممثلة في: الخوادم (Servers)، عناوين (Address)، وغيرها، هذا التواصل أغرى الكثير بالدخول، وتحويل الوجهة عن مكاتب البريد لتحقيق اتصال سريع واقل تكلفة.

إن المراسلة عن طريق الإيميل تمثل الخدمة الأكثر استخداماً على مستوى العالم، وهي بالنسبة للكاتب والمبدع فرصة أكبر لتحقيق تواصله مع الآخر، حتى عن طريق الاتصال الصوتي. ولا ننسى أن خدمة النقل هي الطبقة الأولى في الشبكة. وأيضاً التواصل مع وسائل النشر سواء كانت هذه الوسيلة ورقية أو الكترونية.


النشر هو الخدمة الثانية، الخدمة التي تأتي في المرتبة الثانية، التي توفرها شبكة الإنترنت لمستخدميها، وهي أتاحت للمبدع فرصة لم يكن ليتصورها من إمكان سهولة عرض نصوصه. فمن خلال ثلاث حركات يكون النص أخذ مكانه في الشبكة (نسخ/ لصق/استعراض). خدمات النشر توفرت في أكثر من موقع، وباستـثناء المواقع الشخصية والمدونات، اكتظت المواقع الثقافية بالموضوعات، حد توقف بعضها عن النشر حتى نشر ما تكدس لديه، أما المنتديات الثقافية فأتاحت الفرصة بشكلٍ أكبر، كون المشاركة بها موقوفة رهن مساهمة عضو المنتدى.


شكل آخر للنشر، يتمثل في نشر المجموعات والكتب، وتبنت هذا الأسلوب بعضٌ من المواقع الثقافية والشخصية، إذ يقوم البعض بإعادة نشر مجموعاتهم الشعرية، وغيرهم استعاض بالشبكة عن النشر الورقي.


التـنوع، ميزة تـتيحها الطبقة الظاهرة من الإنترنت، أو طبقة التعامل وهي تظهر في الغنى والتنوع الذي يتوفر في المواقع الثقافية والمنتديات، إذ يجد المتصفح (الكاتب والمبدع) ما يريد من أجناسٍ أدبية في متناوله، ولا يكلفه الأمر أكثر من ضغطة على وصلة العنوان، وحتى في الجنس الأدبي الواحد ثمة مستويات مختلفة ومتـنوعة، ومن أكثر من مكان، أنت في الموقع الواحد تحيط بأكثر من تجربة. والجميل أن بعض المواقع أوجدت مكاناً للوحة التشكيلية مشارك للنص، وأيضاً إفراد مواقع خاصة لعرض هذا الشكل الإبداعي الفني. والأجمل هو عدم اعتراف الشبكة بالحدود الإقليمية وأي من أشكال الحدود، ويثري هذه الخاصية غنى المواقع الكبير حتى في ذات الموضوع/التخصص.


ميزة الشبكة قبولها لأشكال البشر وتوجهاتهم، وهذه الميزة تعكس حيوية وحركية الشبكة، وأن النت حياة، فنحن استطعنا نقل أفكارنا ونقاشاتنا، وحتى تحزباتنا وشليلتنا إلى النت، فتجد الكثير من الأسماء تجتمع لموقع ما ولا تجدها في غيره، أو أن يتعصب مشرف ما لمجموعة من الأسماء التي تخدم قضيته، أو أن ينشأ كاتب ما موقعا لخدمة أفكاره. الشبكة تفرد لك المكان الذي تريد، عندما يضيق الواقع بك/ أو تضيق بالواقع.


ميزة إضافية الصور، وأعني صور الكتاب والأدباء، بما تعنيه من فرصة للتعرف (التواصل) أكثر من خلال الصورة، التي تعني في بعدها الموازي، علاقة وانطباع وحالة من ألفة وتواصل.


(6)

أتاحت التطبيقات الحاسوبية، الحديثة بشكلٍ خاص، إمكانية التعامل بشكل أسهل مع النص، لمرحلة ما بعد التنضيد (الجمع)، خاصة فيما يتعلق بالتصحيح الإملائي والتصفيف، إضافة العناوين، الألوان، بشكل أكثر شطحاً.

العمل على أحد برامج تحرير الصور يمكنك من الحصول على الصورة التي تريدها لنصك، أو مجموعة الصور، وبقليل من العمل على أحد برامج الحركة يمكنك إضافة تأثير حركي للنص، وقليل من الوقت بعد. محرر للصوتيات يمكِّنك من تسجيل صوتك وتحويل تمثيلك الحركي إلى تمثيل وسائطي: نص، صورة، صوت. وهو تحول على صعيد الشكل لا يمس النص، عمل على الظاهر أكثر منه على داخل النص، بمعنى أن النص داخل شبكة الإنترنت تغير شكلاً، بحيث صارت النصوص لا تنحاز للجانب الصفحة اليمنى، هندسة بناء النص المعتادة، إنما إلى وسط الصفحة وجانبها الأيسر في حالات قليلة.

ولقد ظهر هذا التميز في خدمة النص من خلال التطبيقات الحاسوبية، في مجموعة من الأعمال التي تنتشر في أكثر من موقع:

- ففي الشعر، ظهرت بشكل كبير مجموعة من القصائد الشعرية العامية/ النبطية/ الدارجة والإسلامية بشكل خاص، والتي تم إخراجها باستخدام برنامج (ميكروميديا فلاش Macromedia Flash) أو (سويش ماكس Swish Max). النص ظل كما هو أما التطبيقات الحاسوبية فهي تحول العمل إلى سيلٍ رقمي، مكنت من سهولة تحويل هذا العمل في أكثر من شكل، وأيضاً تقديم النص في صورة أخرى، أكثر جاذبية للمتلقي.

- أما القصة والرواية فما كان من مكان لهما، إلا ما قدمه الروائي "محمد سناجلة" من خلال روايتيه: شات، وصقيع، وهما عملٌ وسائطي مميز.

- أما على الصعيد الثقافي، فثمة أكثر من تجربة لإصدار كتب رقمية في شكل قرص مضغوط (Compact Disc)، ومن أول الكتب (القرآن الكريم) ومجموعة كبرى من كتب التراث العربي، يضاف لهذه الأقراص، ما يختص بالموسوعات (كالموسوعة الشعرية، المعاجم، الموسوعات العالمية)، والمجلات (كمجلة المسبار، للشاعر "طلعت سقيرق") وهذه التجارب تستفيد من خاصية الخزن الرقمي.


صورة أخرى نلتقطها للنص، أراها في المنتديات بشكل خاص، وهي النصوص القصيرة، أو العمل على مبدأ: المقطوعات، الومضة، الفقرات. في الشعر وقصيدة النثر بشكلٍ خاص، وفي القصة: القصص البرقية أو القصيرة جداً. وهي أشكال تلبي حاجة المتصفح في:

1- سرعة تكوين النص، وبالتالي تلقيه.

2- سرعة التعاطي معه (ما بعد التـلقي).

3- وكنتيجة، سرعة تصفح تتيح للمتصفح قدرا أكبر من النصوص، وهي هدف وغاية متقصدة.

4- هذه الوضعية، تعني حياة أقصر للنص، تنتهي في الضغط على الوصلة التالية.


هذا الشكل أوجد شبهة استسهال، حولت الكثير من رواد المنتديات الشعرية4 إلى شعراء. وبصفة عامة، نلاحظ أن هذه النصوص5، لم تكتب بشكل خاص للنت أو بأي مرجعية تعي أن النص هو غاية لتجربة رقمية أو لتجربة كتابة شبكية (إنترنتية)، إذ مازال النص يكتب بذات الأسلوب التقليدي، والاستـفادة الوحيدة هي حضور التقنية في عمليتي الجمع والعرض، أو التطبيق (النشر)، أي أن الكاتب أو المبدع يكتب النص بشكل منفصل (على ورق/مباشرة على الحاسوب) ومن بعد يعمد إلى نشره على النت. بالتالي ظلت النصوص حبيسة أشكالها القديمة إلا من بعض الخروج البسيط على مستوى الشكل ،كما أشرنا، ونحن لا نجد تعاملاً مباشرا مع النت في إنتاج نص إلا من خلال الارتجال أو الكتابة المشتركة، وهي تمارس بشكل أكبر من خلال المرسال (Messenger)، والمنتديات (بعضها)، كما أُقترحت ونُفذت بعض اللقاءات الشعرية من خلال البالتوك، وفي هذه الأشكال ظل التعامل مع النص (كَنيّة) بذات الأسلوب القديم.


هذا النمط السريع من التصفح، أوجد نمطه الخاص من النقد، وهو أقرب للتعليق منه للنقد الموضوعي، ونعني النقد المتتبع للنص، وهنا نعني التعليقات المباشرة على النص، لأن النقد كما النص لازال يمارس بطريقة اعتيادية، بمعنى أن تـتم كـتابة النقد أو ممارسته بعيداً عن واقع وجود النص، ومن بعد نشره على النت. لقد عملت النصوص خارج دائرة النت، أو فلسفة الشبكة، والتي يمكن تلخيصها، من وجهة نظري، في ثلاث مستويات:

مستوىً أول: الانفتاح، فالشبكة المفتوحة على اللاحدود، لم تستطع نقل هذا الانفتاح للنص، فظل حبيس إقليميته ونعني هنا الأرض أو الواقع الذي يحياه (حبيس الكاتب).


مستوىً ثان: التشعب، مما يميز الشبكة قدرتها على التشعب، فالوصلة تقودك إلى أخرى وغيرها، سلسلة بعيدة الوصل. إنّا نرى النص حالة ساكنة لا تتـفاعل أو تتأثر حتى على صعيد دلالتها الخاصة، والذهاب فيما تمكنه.


مستوى ثالث: التجاوز، وربما إلى حدٍ ما أصاب النص هذا المستوى في جانب النشر والخروج عن الدائرة المحيط، إنما من ناحية لم يستطع النص القفز خارج حدوده، أي لم يتجاوز حدوده الخاصة، فظل بذات الخصائص لم يغادرها.


وفي ملاحظة عامة، يمكننا بمتابعة بسيطة اكتشاف، أن الغالبية العظمى مما ينشر من إبداع في الشبكة (تصل نسبته إلى 75%)6 هي في الواقع إعادة لما تم نشره في الصحف والمجلات، أو إعادة لما تم نشره ورقياً. ففي المقالة والنقد مثلاً تصل إلى 80%، أما في الشعر والقصة فنسبة كبيرة من المنشور على الشبكة هو نتيجة ضيق المساحات الورقية بالأسماء والنصوص. وفي العموم يمكننا ترتيب الكتابات الإبداعية في الشبكة، نسبة إلى حضورها (تواجدها)7:

1- الـشـعـر.

2- القـصـة.

3- المـقـالة.

4- الـنـقـد.

5- الـروايـة.


الـخَاتمـة


(7)

لا تحاول هذه الورقة تقديم أفكار جديدة بقدر محاولتها مناقشة بعض الأفكار، وعرض بعض ما رأيناه جديراً بالملاحظة، فيما يتعلق بقصور النص عن التواصل بشكلٍ طبيعي مع الشبكة، أو لنقل قصورنا عن الوعي بالشبكة، والرّقمية كحقيقة يمكنها استيعاب الأشكال في شكل الصفر والواحد، والمنطقية المطلقة لها. علينا الإقرار بأنا نقف عند حدود الشبكة، مكتفين بها ناقلا وناشرا عن أهم حقائقها الانفتاح والتشعب، وقياسا لحركات التجديد في الأدب العربي، فالوقت مازال بعيدا للوقوف على تجديد حقيقي فاعل, ومحاولة البعض تقليد التجارب الغربية عاد سلباً على اللغة العربية وجمالياتها. وهنا لا ننكر مجموعة من الأعمال الروائية بشكل خاص، استفادت من تقنية الشبكة، ناحية عكس أحد صور الاستخدام، خاصة الدردشة كما في تجربة "بثينة العيسى" في روايتها (سعار)، أو خاصية توزيع البريد الإلكتروني في تجربة "رجاء الصائغ" في روايتها (بنات الرياض). وأعتقد ان السرد بقدرته احتواء الأشكال وتذويب المعارف في المتن، أقدر على الاستفادة مما أضافته الشبكة في الحياة، أو عكس مقدار فعلها في الواقع. أما الشعر فمازالت صورته أبعد عن تحويل هذا الحاضر إلى صورة أو رمز. العمل مستمر والانتظار حقيقة لها نتائجها في القريب.



الهوامش:


1- سكينة بن عامر (رز يمسح كل مشاعري) صحيفة الجماهيرية.

2- عن حوار للشاعر "قاسم حداد" ضمن برنامج (روافـد) من إعداد وتقديم "أحمد الزين". قناة العربية. الجمعة: 26/01/2007

3- وأعني الجيل الذي عرف النشر الورقي واعتمد عليه بشكل أساسي وكبير، سواء عن طريق: الصحف، المجلات، الكتب.

4- نقصد هنا المنتديات الشعرية التي تكون أحد المنتديات الفرعية، لمنتديات متعددة الاختصاصات.

5- النصوص، النص في العام: شعر، قصة، مقالة،...

6- تم حساب هذه النسبة بالعودة لمجموعة من الصحف التي تصدر في نسخ على الشبكة، ومجموعة كبيرة من المواقع الثقافية.

7- هذا الترتيب تم اعتماداً على مجموعة من المواقع الثقافية.





رامز رمضان النويصري

باحث من ليبيا

الورقة تم تقديمها في المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية بطرابلس
المصدر / ميدل ايست اون لاين
http://www.middle-east-online.com/culture/?id=46076












التوقيع
وقل ربي زدني علماً
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
marc AASS منتدى تقنية المعلومات 5 Jan-20-2014 11:52 AM
مفاهيم أساسية في بنية المكتبة الرقمية هدى العراقية منتدى تقنية المعلومات 10 Dec-26-2010 05:58 PM
تأثير البيئة الرقمية على إعداد أخصائي المعلومات : التحديات والتطلعات أحمد حسن (المعلوماتى) منتدى تقنية المعلومات 3 Apr-12-2009 10:07 AM
أدب الأطفال وتجربة ثقافة الطفل : الواقع والآمال د.محمود قطر عروض الكتب والإصدارات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات 3 Feb-04-2007 11:03 PM
The ACM Digital Library المواد التي تحتوي على الاسبستوس في المكتبه الرقميه el_khater المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 3 Nov-26-2006 01:01 AM


الساعة الآن 01:23 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين