[وصال المجد]

مقدمة :
إن التقنيات التي استخدمت في مراكز مصادر التعلم هي أدوات في غاية الأهمية لتحسين المجتمع فهي تضمن الكثير من الخبرات والمهارات التي ينبغي أن يتمثلها الطلاب والتي يستطيعون من خلالها الحصول على حاجاتهم الأساسية التي لا يمكن تجاهلها ولهذا فسنتطرق إلى بعض من تأثيرات هذه التقنيات المستخدمة في مراكز مصادر التعلم من خلال النواحي التعليمية والسياسية والاجتماعية :
التعليمية :
من أهم التأثيرات لمراكز مصادر التعلم والتي توجد البيئة المعلوماتية الملائمة لاحتياج أطراف العملية التعليمية التربوية.
ومن أهم آثارها ما يلي :
أولا : على المعلم :
القدرة على إعداد المعلم وتغيير مساره بما تقدمه من وسائل وفرص تعليمية متنوعة، وتأهيله أكاديمياً وتربوياً بما يزيد من كفايته التعليمية ومهاراته ويكون ذلك التأهيل في مختلف المجالات إعداد الأهداف ، والمواد التعليمية ، وطرائق التعليم المناسبة ، و تنميته من مختلف جوانبه الفسيولوجية ، والمعرفية ،واللغوية ،والانفعالية ،والخلفية الاجتماعية وهذا ما يعالج قلة المعلمين المؤهلين.
ساعدت تقنيات المعلومات المعلم في تقديم عدد كبير من المعلومات ، وعرضها في تسلسل منطقي شائق يضفي الحيوية والنشاط والمتعة و يؤدي إلى توفير الوقت ، و الجهد ، ويعيد المعلومات المرة تلو الأخرى مما يراعي الفروق الفردية بين الطلاب .
إعداد وإنتاج وسائل اتصال تعليمية تخدم العملية التعليمية منها الشفافيات واللوحات التشكيلية وقراءة الصور وعرضها ...إلخ .
تقديم تسهيلات تعليمية ليست متيسرة في أماكن الدراسة العادية وذلك لاختيار العدد الكافي من الأجهزة والمواد التعليمية المتنوعة لاستخدامها أثناء الشرح وهذا مما يساهم في جعل العملية التعليمية أكثر واقعية .
رفع مستوى قدرات المعلمين في توظيف تقنية المعلومات في التعليم،وانتقال دور المعلم في العملية التعليمية من "خبير وملقن " إلى "متعاون أو موجه"
توضيح بعض المطالب العلمية التي لا تستطيع العين المجردة شرحها ولا يستطيع الإنسان توضيحها وشرحها
توفير أكثر من طريقة في التدريس ،خصوصا من خلال الإنترنت والتي هي بمثابة مكتبة كبيرة تتوفر فيها جميع الكتب سواءً كانت سهلة أو صعبة

ثانيا : على المتعلمين :
1- الحصول على المعارف من مصادرها الأصلية وتطوير مهاراتهم وقدراتهم في رسم الخرائط المتنوعة وإعداد النماذج والمجسمات والاستخدام الأمثل للأجهزة والمواد التعليمية المختلفة من خلال التربية المكتبة وهي سبيل للتربية الذاتية، التي تؤدي إلى التعليم المستمر لمواجهة متغيرات العصر وتطوراته وبذلك تتشكل لدى الطلاب القدرة الكافية على التقاط المعلومات وتحويلها إلى معرفة قابلة للاستخدام مدى الحياة .
2- الإعداد للحياة الجامعية والتعامل مع المكتبات الأكاديمية لاختيار المصادر المناسبة بما يتوافق مع حاجات بحثهم ، ومعرفة كيفية التحقق من مصداقية مصدر المعلومات .
3- التدريب على أساليب القراءة الصحيحة مما يؤدي بالطالب إلى شغل وقت فراغه بما يفيده ويتسامى به عن الانحراف .
4- تنمية روح التعاون عن طريق المشاركة في أنشطة مركز مصادر التعلم .
5- تعريف الطالب بالمكتبات العامة ، وإعداده للإفادة منها في مستقبل حياته .
6- تنمية مهارات البحث العلمي: حيث أن الباحثين لو أحسن توجيههم على مبادئ البحث العلمي ،وغرست فيهم روح التحري عن الحقيقة العلمية منذ نعومة أظفارهم لوفروا على أنفسهم وعلى غيرهم جهداً كبيراً ووقتاً أكبر كان يمكن توجيهه لأعمال علمية أخرى ،ومشاريع أكثر فائدة ،وأعمق أثراً في حياتهم .
7- تزيد من فعالية المتعلم ونشاطه الذاتي، ودوره الإيجابي في العملية التعليمية بتحمل مسؤولية التعلم عن طريق الاستكشاف والتعبير والتجربة. وهذا سينقل دور الطالب من كونه "متلقن" إلى "متعلم" وكذلك بإشراكهم في إنتاج الوسائل التعليمية واستخدامها ومتابعتها مما يشعرهم بالتفاعل في عملية العلم ، ويزيد من تحصيلهم .
8- إتاحة الفرصة للتعلم الفردي مما يقلل من آثار ظاهرة الفروق الفردية ..فلكل تلميذ بيئة وبذلك يختلف التلاميذ من حيث القدرة على الفهم والاستيعاب ..وفكر معين نشأ فيه فتتيح التقنية للتلاميذ دون المستوى المتوسط فرصة الاستيعاب والتحصيل الذي يحققه زملائهم .
9- تزود المتعلم بخبرات تعليمية تتناسب مع استعداداته وقدراته وميوله .
10- تساعد في تسلسل الأفكار والخبرات وترابطها خلال الموقف التعليمي. فالتقنيات التعليمية تجسّد المعلومة وتبسّط فهمها ، وتختزل الوقت المفترض للشرح، وهذا ما أكدته جميع الدراسات التربوية المعاصرة ونادت به.
11- إبقاء التعليم أكثر ثباتاً في ذهن المتعلم بإكسابه خبرات حية لما يتعلمه . فكل إنسان له تصوره الداخلي والذي يتمثل في ما يتصوره من دلالات ورموز تعرض له ، فإذا تطابق التصور الداخلي مع التصور الخارجي تمت العملية التعليمية بنجاح.
12- معالجة مشكلة الزيادة الهائلة في المعرفة الإنسانية.
13- تمكينهم من التعلم بمواد إثرائية دون الشعور بالتعب أو الملل مع إثارتهم وجذب انتباههم ،وتحفيزهم باستمرار .
14- إكسابهم الثقة بالنفس بما توفره هذه التقنيات من مصادر ترفع من مستواهم الثقافي والاجتماعي وتعزز إجاباتهم مع سرية التعامل .
15- أكثر نشاطاً وأكثر استقلالية في التعلم هذا الشعار الذي سيتخذه الطلاب مع التعامل مع هذه التقنيات. فالإنترنت سوف تسمح بإقامة تجمعات ذات بنى معـرفية جـديدة يمكن فيها لجميع المتعلمين على اختلاف فئاتهم العمرية في أنحاء العالم من أن يتعاونوا وأن يتعلموا الواحد من الآخر.
16- إيجاد اتصال قوي بين "ما يتم عمله" و"ما يتم تعلمه": فالنشاطات مثل "عمل"، "بناء"، "برمجة" تؤمن وسيلة غنية للتعلم، وتمكن الطلاب من حمل مسؤولية أكبر في العملية التعليمية.
17- تمكن الطلاب من استكشاف ظاهرة ما تكون كلفة العمل بها –في حال عدم استخدام المحاكاة- عالية، أو يكون من غير العملي البتة العمل بها خلال الدرس. ويمكن التأكيد بأن أعمال المحاكاة فعالة لأنها تؤمن أداة توجيه جيدة للطلاب لفهم ومكاملة ما تعلموه وهذا مما يساهم في تنمية الإبداع لدى الطلاب.
18- تتيح سهولة الوصول إلى المعرفة و اتساع مدارها وتنوعها وتعدد مصادرها ، مما يمكنه من تجاوز حدود الكتاب المدرسي إلى فضاء أرحب ينسجم فيه مع نمط التعليم الذي يوافق خصائصه وقدراته.
19- تخريج جيل متفوق قادر على الإنتاج في مجال تقنية المعلومات وهذه من أهم متطلبات الوظائف في الوقت الراهن.
20- إزالة الحائط الصناعي القائم بين غرفة الصف ، والعالم الحقيقي
21- تتيح للطلاب فرصة موازنة أعمالهم بأعمال الآخرين في العالم مما يؤدي إلى التعاون والمنافسة
22- تربي تقنيات المعلومات حاسة الذوق الفني بما يتحقق فيها من تقنيات فنية من حيث أشكالها وألوانها
23- يمكن المتعلم من عرض المادة التعليمية في المكان والزمان المناسب وتكرار عرضها كلما دعت الحاجة لذلك وعمل نسخ من المادة وتوزيعها على مؤسسات معلومات أخرى لاستخدامها في الأوقات المناسبة.

من الناحية السياسية :
أدت تقنية المعلومات الحديثة إلى تزايد حاجة الطلاب إلى معرفة الأخبار الجديدة السريعة وخاصة أخبار الأزمات الخطيرة لحل هذه الأزمات والمشاركة في صناعة الرأي العام السياسي الذي يؤدي إلى قرارات سياسية أكثر جدية وتفهما لمتطلبات العصر ، وتمكنت كذلك هذه التقنيات بما توفره من معلومات دقيقة عن الوطن وتاريخه وتراثه من تكوين أنماط سلوكية إيجابية تجاه وطنه تنمي فيه حب الوطن والدفاع عنه.
تكوين أنماط سلوكية جديدة إيجابية لدى الطالب تجاه وطنه.

من الناحية الاجتماعية :
وللمعلومات التي توفرها تقنيات المعلومات دور كبير في ترسيخ القيم النبيلة ، وبناء الأجيال الصالحة ، التي تنبذ جميع الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها وتحاول بكل طاقاتها العمل من أجل تنمية جميع مناحي المجتمع .
حل مشكلة مكافحة الأمية بجميع أشكالها سواءا كانت هذه الأمية معلوماتية أو تقنية ومحاولة سد جميع الفجوات المعلوماتية ونشر المعرفة بتقنية المعلومات في عموم المجتمع.

عملت التقنيات الحديثة على توطين العلاقات بين الشعوب و أصبحت وسيلة هامة لالتقاء المثقفين و المتعلمين و تبادل وجهات النظر و إجراء المناقشات الحرة في شتى الموضوعات السياسية والاجتماعية و الاقتصادية والعلمية مما ينعكس على تفهم المشكلات و القضايا المختلفة و إيجاد الحلول المناسبة لها و يمكن انتقاء الآراء و المعلومات والحصول عليها بشكل فوري وسريع و توظيف هذه التقنيات يؤدي إلى رسم الصورة المطلوبة في أذهان المتلقين وقد أصبح المستفيدين قادرين على تخطيط الصورة للمجتمعات الأخرى وذلك من خلال التعرف المباشر على الطبيعة الاجتماعية والثقافية والقيم والعادات والتقاليد و طبيعة تطور المجتمع وحضاراته ومنجزاته .

وكل هذا مما يوجه المجتمع إلى المجتمعات الإليكترونية (اللاورقية) بعد انتفاء الحاجة إلى الورق لإمكانية اختراق المسافة والزمن وتوفر الخدمات الحديثة مثل البريد الإلكتروني والاتصال المباشر والحصول على المعلومات وجمع الحقائق والأخبار من أنحاء العالم .

المراجع
1. عليان ، ربحي مصطفى : إدارة وتنظيم المكتبات ومراكز مصادر التعلم .ـ ط1.ـ عمان : دار صفاء للنشر والتوزيع ، 2002م،1422هـ
2. عيسى ، مصباح الحاج ، العمري،توفيق ، ملحم ، اياد : مراكز مصادر التعلم وإدارة التقنيات التربوية :اتجاه جديد في تكنولوجيا التربية : مكتبة الفلاح .
3. الوردي،زكي حسين ، المالكي ، مجبل لازم: المعلومات والمجتمع .ـ ط1: الوراق للنشر والتوزيع ،2002م
4. عطار، عبد الله إسحاق ، كنسارة ، إحسان محمد : وسائل الاتصال التعليمية .ـ ط1.ـ مكة المكرمة، 1418هـ
5. سلامة ، عبد الحافظ ، أبو ريا ، محمد : الحاسوب في التعليم .ـ ط1 .ـ عمان :الأهلية للنشر والتوزيع ، 2002م
6. الكلوب ، بشير عبد الرحمن : التكنولوجيا في عملية التعلم والتعليم : دار الشروق ،1999م
7. الجمال ، علي جابر : مركز مصادر التعلم قلب المدرسة النابض http://informatics.gov.sa/lrc/downlo...&download_id=1
8. الصالح ،بدر بن عبدالله : التقنية ومدرسة المستقبل : خرافات وحقائق ، ورقة عمل مقدمة لندوة : مدرسة المستقبل كلية التربية / جامعة الملك سعود : المكتبة الرقمية في مركز المصادر التربوية
9. أبو السمح ،حاتم عبد الرحمن ، رحال ، صلاح محمد :العصر الرقمي والتعليم
10. القاري ، سميحة بنت عبد الله : توظيف التقنية في الارتقاء بالمواطنة ، دراسة مقدمة إلى اللقاء الثالث عشر لقادة العمل التربوي المنعقد في محرم 1426 هـ ، الباحة
11. الدباسي ، صالح بن مبارك : مركز مصادر التعليم : الذاكرة الخارجية للمتعلم ، مجلة المعرفة ؛ع(61)ربيع الآخر 1421هـ يوليو 2000م
12. استخدام الحاسوب وملحقاته في إعداد الوسائل التعليمية http://informatics.gov.sa/lrc/readar...?article_id=21
13. فريحات ، عصام أحمد : مقالة إعداد القوى العاملة لمجتمع المعلومات من موقع مراكز مصادر التعلم
http://www.moe-edc.org/a/tec/masader_site/link4_5.htm
14. الاستخدامات التربوية لتقنية المعلومات من موقع مراكز مصادر التعلم http://informatics.gov.sa/lrc/readar...?article_id=11
15. مركز مصادر تعلم المواد الاجتماعية http://www.almualem.net/masadir.html