[Sara Qeshta]

يعتبر الإتصال الفكري أهم إنجاز بشري على الإطلاق ، ذلك أن الإنسان عندما تعلم كيف يوصل المعلومات التي تراكمت لديه عبر العصور والدهور المختلفة والمتعاقبة ، أصبح هذا الإنسان شيئا متميزا ومختلفا عن الحيوانات .
ولقد بدأ الإنسان الإتصال أول ما بدأ من خلال الفضاء قد ما يستطيع أن يصل إليه صوته أو بصره . وعندما استطاع أن يتكلم ، وأن يبتكر رموزا صوتية يتصل بواسطتها بالآخرين ، اعتمد علي الشفاهية في نقل المعلومات من جيل إلى جيل ، فكان المرء يقوم بتعليم أصدقائه وأبنائه وأحفاده ما حصله من معلومات ،والتي وصلته من أسلافه اعتمادا على الذاكرة البشرية ،ولذلك لم يصل إلينا من عصور ما قبل اختراع الكتابه سوى أبسط المعلومات وأبسط القصص والأخبار ،لأن الذاكرة البشرية ليست كاملة ومطلقة القوة .

ولكن منذ تعلم الإنسان الكتابة ، رأى أن يسجل أفكاره وآدابه واخباره ، وذلك من خلال مواد وأدوات الكتابة التي توافرت لديه في البيئة التي عاش فيها ، وبذلك كتب للرسالة المكتوبه أن تنتقل إلى أطراف الأرض وأن تبقى على قيد الحياة فترة طويله ، وعلى ذلك فإن الإتصال المكتوب قد ساعد البشر على تجاوز القدرات البدنية المحدودة ، وعلى توسيع نطاق توزيع المعلومات المتراكمة لديه ، ولم تتطلب من الإنسان تكرارها أو إعادة تعلمها من جيل إلى جيل ، أوتنسى وتمحى بضعف القدرات الذهنية للذاكرة البشرية ، بل تحفط المعلومات للأجيال القادمة ؛ ولذلك يمكن لكل جيل أن يبدأ من حيث انتهى الجيل الذي قبله ،بل عن طريق السجلات المكتوبه استطاع الإنسان أن يصل إاى النقطة التي تبدأ منها الحضارة .
وعندما تراكمت السجلات المكتوبة وتزايدت ، وتم تخزينها وحفظها ، شكلت الأساس الفعال للأرشيفات والمكتبات .

المصدر:محاضرات في علم الاتصال المكتوب
إعداد/ د:عزت عبد الفتاح الشامي
مدرس المكتبات والمعلومات
كلية الآداب - جامعة المنصورة