[سعاد بن شعيرة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تستمد اهمية الوثائق الأرشيفية من الحاجة لاستعمالها لأي غرض كان، سواء لإثبات حق أو لاستعمالها كدراسة سابقة أو كدليل إثبات على حقائق معينة وغير ذلك
وتتباين قيمة هذه الوثائق بين القيمة الإدارية العملية التي تفيد في تسيير شؤون المصالح المنتجة بالمؤسسات العمومية والخاصة، والقيمة التاريخية المتعلقة بالأرشيف التاريخي والذي لا يحذف وإنما يوجه لمراكز الحفظ النهائي وبصفة خاصة مركز الأرشيف الوطني.
وتعد المستشفيات والمؤسسات الصحية والاستشفائية من بين أهم المؤسسات التي هي بحاجة دائمة للوثائق الأرشيفية المحفوظة بمصالحها، لهذا وجب الاهتمام بمصالح الأرشيف وإعطائها العناية اللازمة.

إن سبب طرحي لهذا الموضوع هو ملاحظتي لظاهرة معينة أثناء تصفحي لموقع الوظيف العمومي بالجزائر، حيث وجدت عدد كبير من الوظائف المعروضة لمسابقات التوظيف لشغل منصب وثائقي أمين محفوظات تقريبا في كل المؤسسات الاستشفائية عبر كامل ولايات الوطن.

مما أدى بي للتساؤل حول عدة أمور أوجزها فيما يلي:

- ما مدى اهتمام وزارة الصحة والسكان الجزائرية بهذا الموضوع ؟

- هل صدرت تعليمة بضرورة توظيف الأرشيفيين بهذه المؤسسات؟

- ما السبب أو الأسباب التي أدت إلى صدور هذه التعليمة؟

- هل هناك خلفيات لهذه التعليمة؟

- هل نفسر هذه الظاهرة على أنها صحوة فكرية بمدى أهمية الأرشيف؟

مهما يكن من أسباب، فهذه مبادرة جيدة اتخذتها وزارة الصحة والسكان الجزائرية، والتي نأمل أن تطبقها باقي الوزارات الأخرى سواء بالجزائر أو بوطننا العربي ككل.
فالمستفيذ من هذه المبادرة هم طلبة علم المكتبات بتوفير مناصب عمل، والمؤسسات الاستشفائية ووزارة الصحة بتنظيم أرشيفها والحفاظ عليه.

نتمنى النجاح والتوفيق للمرشحين للمسابقات، كما نتمنى أن يثبتوا وجودهم ويبرزوا أهمية ودور الأرشيف في النهوض بتلك المؤسسات.

كما نفتح المجال من خلال هذه الصفحة للتعريف بأرشيف المستشفيات، وعرض تجارب وخبرات الأرشيفيين العاملين بهذا القطاع، ومناقشة كل الأمور المتعلقة بهذا الموضوع.

كما نأمل أن تتخذ وزارة الصحة قرارا آخرا على جانب كبير من الأهمية، وهو توظيف المكتبيين بهذه المؤسسات، من خلال إنشاء مكتبات المستشفيات وخدمة جمهور الأطباء والمرضى وحتى العمال والموظفين بها، من خلال توفير مصادر المعلومات المتخصصة في المجال، وبصفة خاصة ما يتعلق بالأمراض وغيرها.

آمل أن يلقى هذا الموضوع التفاعل من جانبكم
في انتظار آرائكم ونقاشاتكم