[السايح]

مكتبات بحث كبرى تفضل «التحالف المفتوح» على غوغل ومايكروسوفت
بسبب شروط وقيود تفرضها الشركتان على الكتب التي تضعها على شبكة الإنترنت

نيويورك: كاتي هافنر*
رفض عدد من مكتبات البحث الكبرى عروضا من غوغل ومايكروسوفت لمسح كتبها وتصويرها وتحويلها الى قاعدة معلومات كومبيوترية، رافضة قيودا تريد تلك الشركات فرضها على المجموعات الرقمية الجديدة.

وبدلا من ذلك وقعت مكتبات البحث، بما في ذلك اتحاد كبير في بوسطن، اتفاقا مع تحالف المحتوى المفتوح، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف الى جعل موادها متيسرة على نطاق واسع.
ويجب على المكتبات التي توافق على العمل مع غوغل الالتزام بطائفة من الشروط، بينها جعل المادة غير متيسرة لخدمات بحث تجارية أخرى. وتضع مايكروسوفت قيدا مماثلا على الكتب التي تحولها الى صيغة ألكترونية. اما تحالف المحتوى المفتوح فتقوم، على العكس من ذلك بتوفير المادة لأي خدمة بحث.
وتدفع غوغل لتصوير الكتب ولا تحقق ارباحا مباشرة من الصفحات الناتجة عن ذلك على شبكة الانترنت، على الرغم من أن الكتب تجعل من محرك بحثها اكثر فائدة وقيمة. وتجري عملية تصوير ثانية لكتب المكتبات من جانب شركة أو مؤسسة اخرى من اجل توسيع نشرها.
وهذا يكلف تحالف المحتوى المفتوح ما يصل الى 30 دولارا لتصوير كل كتاب، وهي كلفة يشارك بها اعضاء المؤسسة والمستفيدين منها، ولهذا فهناك فوائد مالية واضحة للمكتبات من عرض غوغل واسع الانتشار الذي بدأ عام 2004.
ووافقت مكتبات بارزة كثيرة على عرض غوغل، بما في ذلك مكتبة نيويورك العامة، ومكتبات في جامعات مشيغان وهارفارد وستانفورد واوكسفورد. وتتوقع غوغل ان تصدر 15 مليون كتاب من تلك المجموعات خلال العقد المقبل.
ولكن معارضة بعض المكتبات، مثل مكتبة بوسطن العامة ومؤسسة سميثسونيان، تشير الى ان كثيرين في العالم الأكاديمي وغير الربحي مصرون على متابعة رؤية على الانترنت باعتباره مستودعا عالميا متحررا من مصالح البزنس او قيوده.
وعلى الرغم من أن برنامج غوغل يمكن أن يجعل من ملايين الكتب متيسرة لمئات الملايين من مستخدمي الانترنت للمرة الاولى، فان بعض المكتبات والباحثين يشعرون بالقلق من أنه اذا هيمنت اية شركة على التحويل الرقمي لأعمالهم، فإنها يمكن أن تستغل تلك الهيمنة لتحقيق مكاسب تجارية. وقال بول دوغويد، البروفسور في كلية المعلومات بجامعة كاليفورنيا ببيركلي، انه «هناك طريقان متعارضان. احدهما مرتبط بهموم تجارية، والثاني بالتزام بالانفتاح، ومن غير الواضح من منهما سيحقق الغلبة».
وفي الشهر الماضي قال اتحاد المكتبات في بوسطن، الذي يضم 19 مكتبة للبحث والشؤون الأكاديمية في نيو انجلاند، حيث جامعة كونكتيكوت وجامعة ماساشوسيتس، انه سيعمل مع تحالف المحتوى المفتوح للبدء بتحويل الكتب رقميا بين 34 مليون كتاب في المكتبات انتهى حق طباعتها.
وقال برنارد مارغوليس، رئيس مكتبة بوسطن العامة، التي تضم في مجموعتها ما يقرب من 3700 مجلد من المكتبة الشخصية لجون آدامز، قال «نحن نفهم القيمة التجارية لما تقوم به غوغل، ولكننا نريد ان نكون قادرين على توزيع المواد بطريقة بحيث يستفيد منها الجميع».
وقال مارغوليس ان مكتبته كانت قد تحدثت مع كل من غوغل ومايكروسوفت، ولم تغلق الباب تماما بوجه فكرة العمل معهما. وتعمل مكتبات عدة مع كل من غوغل وتحالف المحتوى المفتوح.
وأشار آدم سميث، مدير ادارة المشاريع في قسم بحث الكتب في غوغل، الى أن صفقات الشركة مع المكتبات ليست قاصرة عليها. وقال سميث «نحن متأثرون من أن تحالف المحتوى المفتوح وقع اتفاقات مع عدد أكبر من المكتبات، ونأمل ان يوقعوا المزيد».
وقال ان «الدافع الفعال هو أننا نجلب مزيدا من المعلومات الى الانترنت. وكشركة تجارية لدينا الموارد للقيام بهذا، ونحن نقوم به بطريقة تنفع المستخدمين والناشرين والمؤلفين والمكتبات. وهي تفيدنا لأننا نوفر تجربة مستخدم محسنة، تعني بالتالي ان المستخدمين سيعودون الى غوغل». ولدى مكتبة الكونغرس برنامج رائد مع غوغل لتحويل بعض الكتب رقمياً. ولكن في يناير الماضي أعلنت مشروعا بطريقة اكثر شمولية. فبمليوني دولار من مؤسسة الفريد سلون، سيجعل أول جهد رقمي كبير للمكتبة من 136 الف كتاب متيسرا لي محرك بحث عبر تحالف المحتوى المفتوح. ورفضت المكتبة التعليق على خططها الرقمية المستقبلية.
ويعتبر تحالف المحتوى المفتوح من بنات أفكار بريوستر كاهل مؤسس ومدير «ارشيف الانترنت» والذي تم إنشاؤه عام 1996 من اجل حفظ نسخ مواقع الويب ومواد أخرى. وتشمل المجموعة على أكثر من 80 مكتبة ومركز بحث بما فيها «معهد سميث سونيان».
وعلى الرغم من أن شركة غوغل تعمل على جعل الكتب العامة متوفرة للأفراد الراغبين في تخزينها فإن كاهل وآخرين قلقون مما يترتب عليه حينما تصبح هناك شركة واحدة تخزن وتوزع هذا العدد الضخم من الكتب. وقال كاهل: «جرد المكتبات الكبرى ووضعها على الانترنت هي فكرة رائعة، لكن إذا تحكمت الشركة بالوصول إلى هذه المجموعة الرقمية من الكتب نحن سنكون قد سلمنا التحكم من المكتبات العامة إلى شركة خاصة».
وقال إن تحالف المحتوى المفتوح هو شيء «مختلف تماما، فهو متأت من مشروع يخص فئات اجتماعية لبناء مجاميع مشتركة يمكن استخدامها من قبل كل شخص بطرائق مختلفة».
وتركز مجموعة كاهل على الكتب التي انتهت فيها فترة حقوق الطبع وهي في الغالب مطبوعة عام 1922 أو قبل ذلك التاريخ. وتقوم غوغل باستنساخ حتى الكتب التي ما زالت تمتلك حقوق طبع لكنها لا تسمح للمستخدمين بقراءتها كاملة على الانترنت وتسمح للناشرين بالخروج من البرنامج.
وقال دورون ويبر مدير برنامج في مؤسسة سْلون التي قدمت منحا عديدة للمكتبات كي تحولها كتبها إلى الصيغة الرقمية، إن العديد من المؤسسات جرى الاتصال بها من قبل غوغل وإنه تكلم مع مؤسسته حول تحفظات هذه المؤسسات. وأضاف: «الكثير يراهنون على خيارات أخرى، فأخذ النقود من غوغل الآن هو جسر قصير المدى صوب مكتبة كونية مفتوحة في المستقبل».
لكن جامعة مشيغان شريكة غوغل منذ عام 2004 لا تتفق مع هذا الرأي. وقال جاك برنارد محامي الجامعة: «نحن لم نشعر بشكل خاص مقيدين نتيجة لاتفاقنا مع غوغل».
كذلك هو الحال مع جامعة كاليفورنيا التي بدأت تمسح كتبها رقميا مع «تحالف المحتوى المفتوح» ومايكروسوفت وياهو منذ عام 2005 أضافت غوغل على قائمته. وقال روبن تشاندلر مدير امتلاك المعلومات في مشروع مكتبة جامعة كاليفورنيا الرقمية إن العمل مع الجميع يساعد على زيادة حجم مسح الكتب (تصويرها وخزنها رقميا على الانترنت).
لكن البعض وجد غوغل تفتقد للمرونة في شروطها. وقال توم غارنيت مدير «مكتبة الارث البيولوجي المتنوع»، وهي مجموعة تضم عشر مكتبات متخصصة في كتب التاريخ الطبيعي والنباتات وقد وافقت على تحويل كتبها المشتركة رقميا وقال غارنيت إن النقاش مستمر مع عدد متنوع من الأفراد في غوغل ومايكروسوفت.
أما مشروع مكتبة بوسطن فيتم تمويله ذاتيا من خلال منحة مالية تصل إلى 845 ألف دولار للسنتين المقبلتين. ويدفع الاتحاد المالي المسؤول عن هذا المشروع 10 سنتات للصفحة الواحدة لـ«ارشيف الانترنت» الذي نصب عشرة أجهزة مسح في مكتبة بوسطن العامة وغيرها في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا وجامعة براون.

ويوم الأربعاء الماضي أعلن «انترنت أركايف» (ارشيف الانترنت) مع مكتبة بوسطن العامة ومكتبة مختبر البيولوجيا البحرية ومعهد طوبوغرافيا المحيطات وودز هول، بأنها ستقوم بمسح الكتب غير المتوفرة بالمكتبات لكنها ما زالت مغطاة بحقوق الطبع بحيث يصبح توزيعها من خلال نظام إعارة رقمية متبادلة ما بين هذه المكتبات.

المصدر
http://www.asharqalawsat.com/details...48&issue=10556

[shami2000]

بارك الله فيك وهناك العديد من الكتب المفيدة والتي تحكي القصص الدينية الجميلة التي منها نأخذ العبرة ونستفيد...