منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » قرطبة مدينة الكتب و الحضارة

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

إضافة رد
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Mar-23-2009, 03:17 PM   المشاركة1
المعلومات

amar mekhiber
مكتبي فعّال

amar mekhiber غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 29675
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 127
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي قرطبة مدينة الكتب و الحضارة

قرطبة مدينة الكتب و الحضارة

بقلم : مخيبر عمار
مسؤول مكتبة جامعية بالجزائر

مقدمة

إن الازدهار العلمي و الحضاري الذي عرفته الأندلس عامة و قرطبة خاصة لم يشهد له مثيل في التاريخ، فقد فتح المسلمون أسبانيا ،و أسسوا بها حضارة عريقة أيقضت البشرية من غفوتها ومهدت لتطوير وتنوير العالم بصنوف المعرفة و العلم و الأخلاق ،فبهرت البشرية بتطورها وشدت لها الأنظار وشغفت بها العقول للاستنارة من قبسها ،فكانت حقا ملتقى للعلم و الحضارة و الأدب، حضارة أرسى دعائمها الإسلام، الإسلام الذي شجع على العلم و البحث والفكر و الأخلاق ، الإسلام الذي به شيدت المساجد ، و أروع القصور ،أجمل الحدائق ،وشقت به الطرقات ، وتنافس فيه العلماء لاقتناء العلم و المعرفة من كل مدن الأندلس .
ونتاجا لذلك أسست المكتبات، ودواوين النسخ و الترجمة ، ومخابر البحث و التجريب في كل مكان .
وتعتبر مدينة قرطبة أحد أهم هذه الرموز الحضارية الساطعة في التاريخ ، لما اشتملته من صنوف العلم و المعرفة، فقد كانت قبلة للعلماء، والمفكرين و الأدباء، خصوصا أن بها مكتبة عريقة عرفت بمكتبة قرطبة، يوجد بها مختلف الخرائط ،و الوثائق المهمة، و التجارب العلمية، وأخبار العلماء و الأدباء وأخبار التاريخ و الفقه و السيرة ...الخ، كما أنها اشتملت على أمهات الكتب وأندرها وأشهرها في ذلك العصر بل أنها توفرت على كتب بعدة لغات ومن شتى بقاع العالم في ذلك الوقت .

1- نبذة تاريخية عن مدينة قرطبة :
تأسست قرطبة في العصر الروماني عام 152 ق.م على نهر الوادي الكبير. وذاعت شهرتها منذ الصراع بين قرطاجنة وروما،
وفي القرن الأول الميلادي، استطاع قائد الإمبراطور يوليوس قيصر أن يستولي عليها بعد موقعة "مندا" عام 45م. ثم أصبحت عاصمة إقليم باطقة بعد أن قسم الإمبراطور أغسطس قيصر أسبانيا السفلى إلى اقليميي لوزيتانية وباطقة. ثم أصبحت بعد ذلك واحدة من أربعة مراكز قضائية في أسبانيا الجنوبية بجانب قادس و إشبيلية وإستجة.
وعندما غزا الفندال والسواف والألان شبة جزيرة إيبيريا عام 409م، استولى الفندال على إقليم باطقة، واستولوا على إشبيلية، وجعلوها عاصمة الإقليم. أما قرطبة فقد ظلت خاضعة للبيزنطيين حتى نجح ملك القوط الغربيين ليوفخلدو أخيرا في الاستيلاء عليها عام 568م، وأقام بها أسقفية. ثم أخذت قرطبة تفقد شيئا فشيئا أهميتها أمام طليطلة ، التي تفوقت عليها منذ أواخر القرن السابع الميلادي.
وفي عام 93هـ / 711 م فتحت قرطبة أبوابها لجيوش المسلمين بقيادة طارق بن زياد. وكان الفتح الإسلامي للمدينة
وفي عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر، وابنه الحكم المستنصر من بعده، وصلت قرطبة مستوى من الرخاء والثراء لم تبلغه حاضرة أخرى من قبل. ولقد نافست قرطبة في عهدهم بغداد عاصمة العباسيين، والقسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، والقاهرة عاصمة الفاطميين. ووصل سفراء البلاط القرطبي إلى بلاد بعيدة مثل الهند والصين يحملون لملوكها من خليفة المسلمين في الغرب، رسائل مليئة بالمودة والصداقة والسلام، بينما تقاطر على البلاط الأموي مبعوثون ومندوبون عن أباطرة البيزنطيين وألمانيا وملوك كل من فرنسا وإيطاليا والمماليك الأخرى في أوروبا وشمال أسبانيا، وزعماء وفي عام 139هـ / 756 م بدأ نجم قرطبة بالصعود عندما أعلنها عبد الرحمن بن معاوية المعروف بعبد الرحمن الداخل عاصمة له بعد أن سانده مسلمو الأندلس، ونادوا به حاكما عليهم. وقد جعل عبد الرحمن قرطبة، مهدا للعلم والثقافة ومركزا للفنون والآداب في أوروبا كلها، فقام بدعوة الفقهاء والعلماء، والفلاسفة والشعراء. فكانت أكثر مدن أوروبا سكانا.
وفي عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر، وابنه الحكم المستنصر من بعده، وصلت قرطبة مستوى عالي من الحضارة و العلم وظلت قرطبة تنعم بهذا التفوق على سائر مدن أسبانيا زمنا، حتى سقطت الخلافة الأموية عام 404هـ / 1013 م، حين ثار جند البربر على الخلافة ودمروا قصور الخلفاء فيها، وهدموا آثار المدينة، وسلبوا محاسنها.
ومنذ ذلك الحين انطفأت شعلة تفوقها، وتخلت عن مكانتها السامية لإشبيلية. ورغم هذه العواصف التي هزت كيانها استطاعت أن تحتفظ ببعض عظمتها وتفوقها في المجال الفني والصناعي والأدبي، حتى سقوطها على يد فرناندو الثالث في 29 من يونية سنة 1236م / 633 هـ.
وأثار سقوط قرطبة في أيدي النصارى الحزن والأسى في نفوس المسلمين، وتحول مسجدها الجامع الكبير إلى كنيسة كبرى، وهجرها عدد كبير من سكانها المسلمين فاستبدل فرناندو بهم سكانا آخرين من قشتالة وليون وقطالونية وغيرها من أقاليم أسبانيا النصرانية.
رومية.
2
-أهم معالم مدينة قرطبة :
لقد أسس المسلمون العديد من المعالم الحضارية الراقية منها القناطر و القصور و المساجد خصوصا جامع قرطبة الذي مازال شاهد على تواجد الملسلمين الى اليوم أيضا الحمامات، التي كان أهل قرطبة يسترخون فيها ومنها الحمامات العامة والخاصة وهي تحوي مدفأة وتجري فيها المياه الساخنة والباردة. وكانت الحمامات العامة تعتبر من أهم المنشآت المدنية في المدينة لكثرتها وتعددها من جهة، ولارتباطها الوثيق بالطهارة المتأصلة بعمق في الإسلام من جهة أخرى، وقد تميزت قرطبة بوجه خاص بكثرة حماماتها حتى قيل إن عددها بلغ 300 حمام. أيضا من بين أهم معالم المدينة مكتبة قرطبة وهي رمز للعلم وللحضارة التي كانت تتمتع بها قرطبة .
ومع سقوط قرطبة تم محاولة إزالة معظم آثارها القديمة، وإضفاء التقاليد القشتالية التي حملها الغالبون معهم. ومع أن إعادة تعمير قرطبة بعد سقوطها بالعناصر الأسبانية الجديدة قد غيرت كثيرا من مظهرها العمراني الذي كانت عليه، إلا أن قرطبة ظلت تحمل الطابع الإسلامي. ولم يتمكن الفن القوطي، الذي أدخله النصارى في الأندلس ، أن يتغلغل في فنونها، وظلت عمائر قرطبة الإسلامية مصدرا يستوحي منه معماريو النصارى كنائسهم ودورهم ومختلف أبنيتهم


3- مكتبة قرطبة:
أنشئت هذه المكتبة في عصر محمد الأول عام 238-273هـ / 853 -887م. ثم تطورت في عهد الحكم الثاني، وقد كانت مكتبة الحكم رصيدها ثلاث مكتبات هي: مكتبة القصر التي اشتملت على ما جمعه أسلافه، ومكتبة أخيه محمد التي ورثها بعد وفاته، ومكتبته الخاصة التي جمعها من كل حدب وصوب، وأخذ الحكم في تنمية مجموعات المكتبة الجديدة حتى بلغ عددها أربعمائة ألف مجلد.
و عندما تولى الحاكم الأموي عبد الرحمن الناصر حكم الأندلس عام 300-350هـ / 913 -962م. والذي اشتهر بحبه للكتب حتى بلغت شهرته الإمبراطور البيزنطي قسطنطين السابع الذي لم يجد شيئا يتقرب به إلى قلب الناصر حينما عزم على عقد معاهدة معه سوى أن يهديه كتابا جديدا لم يعرفه من قبل وهو كتاب ديسقوريدس، وكانت هذه النسخة رائعة حيث كتبت بحروف من ذهب وزينت برسوم جميلة، وحب الناصر للكتب جعله يهتم بمكتبة القصر الملكية وذلك بتزويدها بكل ما هو نفيس من الكتب.
وفي تلك الأيام بدأ كل من ولديه الأميرين الحكم ومحمد دراستهما تحت إشراف معلمين من أهل البلاد وخارجها، وقد زاد شغفهما بالكتب إلى درجة قوية جعلتهما لا يرضيان عن مكتبة أبيهما، وبدأ يتنافسون في طلب العلم ويتناغيان في جمعه ويتباريان أيهما يستطيع أن يجمع مكتبة أكثر عددا وأفضل اختيارا من الآخر، وعندما توفي محمد آلت كتبه لأخيه الحكم وورثها عنه.
وفى عام 350هـ / 962 م. تولى مسئولية الحكم المستنصر بالله بن عبد الرحمن الناصر لدين الله الذي كان شغفه بالكتب والمكتبات ومقدار اهتمامه بالعلم والعلماء كبيرا، فجعل الحكم كل هدفه السير بالأندلس قدما في طريق العلم والمعرفة فوجه الحكم جل اهتمامه إلى بناء وتنمية مكتبته الخاصة فنشر رجاله في كل مراكز الثقافة الإسلامية يبحثون عن النادر من الكتب والمخطوطات ويدفعون أغلى الأثمان بغية الحصول عليها، بل وكانوا يصادقون تجار الكتب في كل مكان ليدلوهم على ما صدر منها وما هو بسبيله إلى الصدور وكان يحدث كثيرا أن يشتروا الكتب من مؤلفيها أو ناشريها لتصدر في الأندلس قبل أن ترى النور في بغداد أو الموصل أو البصرة أو مصر حيث كان الحكم يجد متعة في أن يكون أول قارئ لما يصدر من الأبحاث الجديدة.
وللأسف كان مصير هذه المكتبة نفس مصير المكتبات المشرقية من الحرق والسلب والنهب والتخريب، ذلك أنه بعد وفاة الحكم ولي الأندلس المنصور ابن أبي عامر وقد أراد أن يرضي العامة والفقهاء في زمانه فأخرج من المكتبة جميع الكتب الفلسفية وأضرم فيها النار في الميدان العام في قرطبة .
ولم يقف أمر هذه المكتبة عند هذا الحد فقد ضعفت الأندلس بعد وفاة المنصور وبدأت في التفسخ وقد تعرضت قرطبة لحصار البرابرة واحتاج الحاجب واضح مولى المنصور ابن أبي عامر إلى المال فأخرج أكثر الكتب من المكتبة وباعها ، وما تبقى منها نهب وحرق عندما اجتاح البرابرة قرطبة.

4-أقسام مكتبة قرطبة:
لم يكن للمكتبات عند إنشائها أبنية مستقلة خاصة، بل كانت المكتبة جزءا غير مستقل من مبنى المؤسسة التي تنشأ في كنفها، فكانت مكتبة الحكم تشغل إحدى أجنحة قصر الخلافة بقرطبة وكان هذا الجناح هو ما يعرف في التاريخ باسم مكتبة الحكم أو مكتبة قرطبة الأموية، وعندما ضاقت غرف المكتبة بما تحويه من كتب، علاوة على عدم استيعابها للزيادة المطردة من الكتب كان من الضروري أن تنقل المكتبة في مكان آخر، وقد استغرقت عملية النقل ستة أشهر كاملة.
وكان المبنى الجديد يضم عددا من الأقسام منها قاعة الكتب وهي أصل المكتبة، ومركز البحث والتأليف، ومركز النقل والترجمة، ومركز التدقيق والمراجعة وعموم يمكن تقسيم المكتبة الى الفروع التالية من حيث الوظائف و المحتويات:

4- 1- مقر المكتبة
وكانت تشمل القاعة الرئيسية في مبنى المكتبة، وكانت تشمل عددا كبيرا من الكتب التي كان يجمعها الأمراء ويشترونها ويعتبر المصدر الأهم في جمع الكتب حيث كانوا ينافسون في الحصول على الكتب ونوادر المخطوطات ويدفعون فيها أموالا طائلة .
وقد وصل عدد المجلدات نحو أربعمائة ألف مجلد، وقد تم نقلها الى هذا المبنى الجديد واستغرق نقلها ستة اشهر . ولقد بلغ عدد فهارس بها في أسماء دواوين الشعر فقط (44) فهرسا، بكل فهرسة عشرون ورقة. واهتم الحكم المستنصر بهذه الكتب عناية كبرى، فجمع في قصره حذاق النساخين، والمهرة في الضبط، والمجيدين في التجليد صيانة لكتبه.

4-2محتويات المكتبة:

لقد كان المستنصر يجد في طلب الكتب و البحث عنها في كل مكان خصوصا النادرة منها و المهمة،فقد بعث المستنصر في طلب كتاب الأغاني إلى مصنفه أبي الفرج الأصفهاني ودفع إليه فيه ألف دينار، فأرسل إليه أبو الفرج نسخة مكتوبة من هذا الكتاب قبل أن يظهر في بغداد. كذلك ألف له كتابا يتضمن أنساب قومه بني أمية، وقد فعل المستنصر ذلك أيضا مع القاضي أبي بكر الأبهري المالكي في شرحه لمختصر ابن عبد الحكم، ومع محمد بن القاسم بن شعبان بمصر، ومحمد بن يوسف الوراق الذي صنف له كتابا ضخما في مسالك إفريقية وممالكها، وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج. وكان يعين هؤلاء الكتاب بالمال على كتابة مصنفاتهم، كما كان لا يتردد في مساعدتهم عن طريق إعارتهم ما كانوا يحتاجون إليه من مصادر، فقد أرسل إلى الكاتب المصري أبي سعيد عبد الرحمن بن يونس صاحب كتاب " تاريخ مصر والمغرب" كتابا استعان به هذا المؤرخ في تصنيف كتابه المذكور، في القسم الخاص بالأندلس.
فضلا عن ذلك كانت تأتى كتب أجنبية من البلدان الأخرى هدية إلى حكام المسلمين، ومن المصادر أيضا الوقف وكان يمثل مصدرا في إثراء المكتبة بالمجموعات القيمة من الكتب، حيث كان الحكام والمحكومون شديدي الرغبة في وقف الكتب على مختلف معاهد التعليم وإنشاء المكتبات بها حتى ينالوا الأجر والثواب من الله على ذلك وإفادة طلاب العلم من جهة أخرى.
وكان تنظيم المكتبة من الداخل يعتمد على الفهارس الموضوعية، وقد بلغت هذه الفهارس التي فيها تسمية الكتب وأسماء المؤلفين نحو أربعة وأربعين فهرسا لكل موضوع، وفى كل فهرس عشرون ورقة.




4-3مركز البحث والتأليف:
وهو يشمل فئات من الباحثين والمؤلفين كل على حسب تخصصه فكان فيها من العلماء المتخصصين في مختلف فروع المعرفة، وكان يتم تكليف بعض علماء الأندلس للتأليف في تخصصات معينة ومن أمثلة ذلك تكليف محمد بن الحارث الخشني لتأليف بعض الكتب للمكتبة منها كتاب تاريخ قضاة قرطبة، وكتاب فضائل الإمام مالك، وغيرها كثير.

4-4مركز النقل والترجمة:
كان مركز النقل والترجمة يزود المكتبة بالمصنفات في الحضارة الأجنبية والفكر العالمي، ومن ثم اهتم القسم بترجمة أمهات الكتب من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وقد عمل في قسم الترجمة نخبة ممتازة من المترجمين الذين يجيدون اللغات الأجنبية خاصة اليونانية واللاتينية منهم عبد الله الصقلي ومحمد النباتي ومحمد بن سعيد وعبد الرحمن بن إسحاق بن الهيثم وغيرهم، وكان أكثر العلوم التي ترجمت في المجالات العلمية كالطب والهندسة والفلك.

4-5-مركز التدقيق والمراجعة:
كانت مهمة هذا القسم مراجعة الكتب وتصحيحها وتهذيبها سواء المؤلفة أو المترجمة حتى تصبح خالية من النقص العلمي أو العيب المادي، وكان يعمل في هذا القسم نخبة من العلماء المعروفين والمشهود لهم بغزارة علمهم وتميزهم في كل تخصص ومن خيرة هؤلاء العلماء الرياض محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزدي، وأبو محمد ابن أبي الحسن الفهري القرطبي ، ومحمد بن معمر الجياني.

4-6-إدارة المكتبة:
شملت المكتبة فئات من العاملين منهم فئة المؤلفين وفئة المترجمين، وفئة منتجي الكتب وتشمل النساخين ومن في حكمهم كالمراجعين والمجلدين والمزخرفين، وفئة المتخصصين في شئون المكتبات كالقائمين بالأعمال الفنية والخدمات المكتبية، بالإضافة إلى فئة العمال والسعاة الذين يقومون بعملات الأمن والحراسة وتنظيم الفراش وأثاث المكتبة.
وكان الأفراد في كل فئة يعملون تحت إشراف مسئول يتولى شئون العمل من حيث توزيعه عليهم وتجهيز مستلزماته، وكان يشرف على هؤلاء جميعا من الناحية العلمية والإدارية "خازن" كانت وظيفته تماثل وظيفة رئيس المكتبة أو مدير المكتبة، وكان يتولى وظيفة الخازن أحد أساطين العلماء أو أحد مشاهير الأدباء بحيث يسمح عمله وتتيح ثقافته وخبرته القيام بهذه المسئوليات الجسام على أكمل صورة.



الخاتمة:
إن المتصفح لحقبات تاريخ الأندلس يجده حافل بصنوف العلم و الحضارة ، الحضارة التي شكلها المسلمون بأخلاقهم الحميدة وحبهم للعلم و العمل ، وما دليل ازدهار قرطبة وتطورها من مدينة صغيرة ليس لها شأن إلى مدينة عريقة وذات حضارة بقيت معالمها إلى اليوم لدليل راسخ على فضل العلم و الأخلاق في ذلك، وقد ساهمت مكتبة قرطبة في ذلك الوقت إسهاما كبيرا في نشر العلم و المعرفة، لما وفرته من أمهات الكتب وأندرها ،وأكثرها غزارة بالمعارف ، كما أنها شكلت همزة وصل بين المشرق و المغرب فكانت مكانا يلتقي فيه كبار العلماء ويتهادون فيه أندر الكتب ، ويترجمون ،وينسخون ويدققون ويستفيدون من محتوياتها .
وتعتبر الكتب التي احتوتها مكتبة قرطبة من أهم الكتب وأكثرها تطورا وإفادة في ذلك الوقت، نظرا لكثرتها ولتنوعها وتنوع علمائها من المغرب و المشرق ، ولولا أن معظم الكتب إن لم نقل كلها قد اندثرت وحرقت، لكانت خير دليل على ذلك ،كما أن فن عمارتها كان جميلا جدا حسب المؤرخين لولا أنه دمر ، وليس لنا إلا أن نستشهد بجامع قرطبة الذي ظلت معامله شاهدة إلى اليوم في اسبانيا على فترة قادت فيها هذه الأمة الأمم جمعاء .






المواقع المعتمد عليها بتصرف :
1-
http://travel.maktoob.com/vb/travel107315/

2-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24965












  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفهرس الموحد لكتب المكتبات د. صلاح حجازي المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 22 Oct-19-2011 06:24 PM
كشـــاف مجلــة مكتبـة الملك فهـد الـوطنيـة الاء المهلهل المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات 17 Apr-23-2011 02:11 PM
المؤتمر القومي الثاني عشر لأخصائيي المكتبات والمعلومات ‏ د.محمود قطر أخبار المكتبات والمعلومات 22 Aug-16-2008 03:27 PM
تجليد النشرات الدورية والكتب وطريقة حفظه ولاء شيخ منتدى الإجراءات الفنية والخدمات المكتبية 4 Nov-02-2007 01:00 PM


الساعة الآن 07:05 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين