[ابراهيم محمد الفيومي]

قراء يستعيرون الكتب ويستولون عليها

عزيزة علي
عمان- الاستعارة بين الأصدقاء والزملاء من خلال المكتبات الخاصة سلوك حضاري، يمثل إشاعة الثقافة والمعرفة، يلجأ إليه القرّاء إما لغياب ثقافة المكتبة العامة، أو للهروب من ضوابط ومحددات الاستعارة، أو ارتفاع سعر الكتاب.
بيد أن ذلك السلوك يرتبط بالرغبة في الاستيلاء على الكتاب وعدم إرجاعه، باعتباره حقا للقارئ، بينما يعتبره البعض سلوكا يبعث على الضيق.
وينظر الشاعر يوسف عبد العزيز إلى الكتاب بوصفه "مشاعا عاما"، وحقا لأي شخص أن يقرأه، مؤكدا أحقية امتلاكه، وإن كانت "ملكيته للغير".
ويشير في هذا الصدد إلى أنه اتبع مجموعة من الحيل للحصول على الكتاب، كأن يقول "أريد استعارة الكتاب بشكل دائم"، لافتا إلى أن صاحب الكتاب لا يركز على كلمة "بالشكل دائم"، عند ذلك، ما يعفيه من إرجاعه.
ويبرر عبد العزيز لجوءه إلى ذلك السلوك بـ"ارتفاع سعر الكتاب، أو عدم وجوده إلا عند أشخاص محددين". وفي المقابل يفتح مكتبته الشخصية لأصدقائه ليأخذوا ما يريدون من كتب، ولا يستاء من عدم الإرجاع.
إلا أن أستاذ علم النفس د. جمال الخطيب لا يحبذ فكرة أن يكون الكتاب مشاعا، مشددا على أنه "ملك لصاحبه الذي دفع ثمنه".
ويبين أن "المعرفة والمعلومة هما المشاع، ومن حق أي شخص أن يحصل عليهما ويستفيد منهما"، محيلا ظاهرة عدم إجراع الكتب إلى "حب التملك" وعدم الاهتمام بحقوق الملكية، وعدم الاعتراف بحق "الملكية بين الأفراد".
داود نصر الذي يمتلك مكتبة خاصة يشير إلى أن الكثيرين من أصدقائه يستعيرون كتبا له ولا يعيدونها، مبينا أنهم يعدون بإرجاعها بعد بضعة أيام، مبديا استياءه من ذلك السلوك لارتفاع ثمن الكتب التي يقتنيها، لافتا إلى أن بعض الكتب يحضرها من الخارج، ولا توجد منها نسخ في الأردن.
وتحرص المُدرِّسة أم زيد على إرجاع الكتاب الذي تستعيره إلى الجهة التي حصلت منها على الكتاب، من منطلق أنه ليس من حقها الاحتفاظ بشيء ليس ملكها.
وتشير إلى أنها تكتفي بالحصول على المعلومة التي تبحث عنها في الكتاب، لرأيها أن صاحبه "أحق به، فهو الذي بحث عنه ودفع ثمنه".
أما الباحث موفق محادين، الذي يستعير الكتب من الأصدقاء والمكتبات العامة، فإنه يعيدها بعد الانتهاء منها لأصحابها، ومع ذلك "فقدت المئات من الكتب" استعارها الأصدقاء ولم يرجعوها.
ويرى أن ظاهرة الاستيلاء على الكتاب وعدم إعادته تعود إلى "ثقافة اجتماعية بدوية فلاحة"، تتعامل الجماعة البدائية عموما مع كل ما تحصل عليه كما لو انها فرائس، مؤكدا أن تلك الجماعات ما تزال تحت تأثير "ثقافة القناصة والصياد البدائي".
أستاذ علم الاجتماع د. إبراهيم عثمان يعتقد أن استغلال وسرقة الكتب يخلقان حالة عدم ثقة بين صاحب الكتاب والآخرين، الذين قد يكون بينهم من هو في حاجة للكتاب مثل طلاب الجامعات.
ويحيل عثمان ذلك السلوك إلى "ثقافة مضادة" للثقافة الأصلية المعيارية، التي تركز على "الأمانة والصدق"، وتقر بإعادة الشيء لصاحبه، لكن سلوك استعارة الكتاب وعدم إرجاعه يعد "امتلاك شيء بغير حق".
ويرى عثمان ان من يقوم بهذا السلوك استغلالا يجد في الكتاب "قيمة عالية"، كما انه يحصل عليه دون أن يدفع ثمنه.
ويؤكد الخطيب أن الاستيلاء نوع من "السرقة"، فمن يسرق الكتاب يسرق أي شيء آخر، لرأيه أن الذي يهتم بـ"القيمة العلمية للكتاب يحرص على الوصول للمعلومة، كما يحرص على إعادة الكتاب لأصحابه".
ويلفت عثمان إلى ظاهرة أخرى وهي "الخربشة وكتابة الملاحظات على صفحات الكتاب من الداخل"، ما يثير الإزعاج لصاحبه الذي يحرص على "نظافته".
ويرى عثمان ان ذلك السلوك يدلل على "عدم الاهتمام والاحترام للكتاب، ولا لملكيته"، منوها إلى أن هناك من يلتزم بأخلاقيات إعادة الكتاب.
مدير مكتبة عبد الحميد شومان العامة سالم جابر، يرى أن عدم إرجاع الكتاب المستعار، أو سرقة الكتاب تحدث بشكل دائم في كل المكتبات العالمية وبنسب كبيرة.
ويشير إلى أن نسبة عدم إرجاع الكتب في مكتبة عبد الحميد شومان "قليلة جدا، والسرقة قليلة أيضا"، وعن كيفية متابعة استرجاع الكتب يبين جابر "نقوم بالمتابعة من خلال الاتصال التلفوني بالشخص الذي يستعير الكتاب".
ويضيف "ليس هناك نظام إلزامي للاستعارة في المكتبات العامة كما هو الحال في مكتبة الجامعة"، وذلك من مبدأ "إذا أساء احد التصرف فلا يجوز التعميم على جميع رواد المكتبة، ووضع نظام صارم للاستعارة"، وهذا قانون عالمي في جميع المكتبات الكبرى.
وعن آلية ضبط الوضع حيال اختفاء الكتاب، يقول "لدينا نظام مراقبة ونظام حماية من السرقة"، مؤكدا أن النظام الأكبر أن "أخلاقيات رواد المكتبة هي التي تحكم"، منوها إلى وجود نظم متقدمة في الرقابة والحماية في المكتبات العالمية، ومع ذلك السرقة هناك أكبر بكثير منها عندنا
الرابط

http://www.alghad.jo/index.php?news=406959&searchFor

[ملوكة]

شكرررررررررررررررررررا

[ابراهيم محمد الفيومي]

شكرا لمرورك اخت ملوكة