[اسامة غريب عبد العاطي]

صيدلي المعلومات وصيدلي العقاقير الطبية :دورهما في رحلة الشفاء ): العلاج بالقراءة فى السياق المكتبى .
ورقه بحثية مقدمة إلى المؤتمر القومي الثالث عشر لأخصائي المكتبات و المعلومات في مصر 4-6 يوليو2009 تحت عنوان" تحت عنوان " المكتبة والمجتمع فى مصر "،وتحت شعار " المكتبة صناعة الحياة"
المستخلص:

مهنتان كلتاهما سامية وراقية إذا أدرك الشخص قيمة ما يفعله وما يؤديه من خلالهما،أما اذا اتخذهما كمصدرين للرزق فقط فقد تنحدرا به نحو الهاوية .
ولكن ما وجه الشبه بين صيدلي المعلومات وصيدلي العقاقير الطبية ؟ الأول يعالج عن طريق أوعية المعلومات المتنوعة على مختلف اشكالها، والثاني يعالج عن طريق العقاقير الطبية ، الأول اذا أخطأ في إعطاء وعاء معلومات بائس يحفز على الإنتحار لمريض ما فقد يقتله ،والاخر قد يكون سببا في وفاة شخص ما عن طريق جرعة مفرطة من دواء أو إعطاؤه دواءً بالخطأ ،الأول قد يجعل مهنته في منتهى الرقي و السمو عن طريق مساعدة المرضى من البشر من خلال توجيههم الى ما يصلح لهم لقراءته والقضاء على ما بهم من أمراض شتي ، والثاني قد يفعل نفس الفعل وينحى نفس النحو ....
صيدلي العقاقير يصرف الدواء للمريض ويحدد جرعات الدواء ومواعيد اخذها بدقة متناهية ،بل وقد يعمل في مراكز أبحاث الدواء وعن طريق التجربة وخلط العقاقير الطبية بعضها ببعض قد يبتكر دواء ناجعا لبعض الأمراض المستعصية،وصيدلي المعلومات يقوم باعطاء الدواء المناسب من أوعية المعلومات للمستفيد المرجو شفاؤه ،ويحدد جرعات القراءة ومواعيدها ،وقد يكتشف عن طريق كثرة القراءة و التجريب وعاءً معلوماتيا معينا أو خليطا من عدة أوعية لعلاج أمراضا قاتلة
لاعجب أن للعقاقيرالطبية أضرار جانبية قد تنتج عن الدواء ذاته ، وغالبية من يعالجون من مرض السرطان قد يموتون بفعل الاشعاع الكيماوي ، وكذلك فان لأوعية المعلومات على أختلاف أنواعها أضرارها المحتملة .
وإذا دققنا وأمعنا النظر نجد أن العالم يتجه بقوة نحو العودة الى الطبيعة من تنفس الهواء النقي، وتناول الأطعمة الطازجة التي لم تمتد لها أيدي البشر كي تلوثها وتزيد من أضرارها عن طريق الهرمونات ،فالرغبة موجودة لدينا جميعا في أن نعود إلى الأصل.... الى ما أخرجه الله لنا من هذه الأرض من خيرات دون تدخل من إنسان مريض سولت له نفسه الموبؤة بالجشع وبالرغبة في الثراء السريع أن يؤذي أخيه الانسان الذي يعيش على النصف الأخر من الكرة الأرضية بالأمراض ....
وتعالوا نقارن هل لاوعية المعلومات أضرار .... نعم للبعض منها اضرار حين تدخلت يد البشر لتؤلف لنا علما وأدبا وخيالا قد نظنه راقيا وهو ليس كذلك ،فكتاب عن صناعة الاسلحة و الجرائم قد يسهل الجريمة ويؤدي الى وقوع المزيد منها ...الخ، ولكن هل يوجد كلام نقي ذكي يخاطب فطرة البشر، كما هو الحال في ما تخرجه الارض من خيرات؟ نعم الا وهو كلام الله المنزل من السماء إلى الأرض من خلال رسالات الانبياء :اليهودية و المسيحية و الاسلام،وما حفظه لنا السابقون من كلام أفضل البشر من الأنبياء والمرسلين وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،وما خطه لنا العلماء و الأدباء المبدعون الساعون لخير البشر.
ولكن هل نحن مؤهلون للعلاج بالقراءة في أحدث الدراسات الصادرة عن الأمم المتحدة عن عادات المطالعة و القراءة لدي مختلف شعوب العالم ودولها: معدل ما يقرؤه الانسان العربي سنويا لايزيد عن ربع صفحة فقط في حين يصل عدد ما يقرؤه الامريكي 11 كتابا سنويا،والبريطاني 8 كتب ...هذا بالنسبة للشخص العادي ،فما هو معدل ما يقرؤه أمين المكتبة في العالم العربي ؟
في هذه الرحلة الممتعه نناقش معا جوانب العلاج بالقراءة ...الصعوبات وتجاوزها نحو الحلم ....ومجتمع عربي متحضر يعالج من خلال القراءة
إعداد:أسامة غريب عبد العاطي
مشرف فرع الزيتون-مكتبة مبارك العامة
***************************************