[سعاد بن شعيرة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد

إخوتي الكرام، أردت من خلال هذه الصفحة عرض تجاربنا الشخصية في الأرشيف من خلال العمل الميداني، لكي نتبادل المعلومات والخبرات فيما بيننا، عسى أن نفيد بها الموظفين الجدد أو حتى القدامى غير المختصين والعاملين بقطاع الأرشيف.
وسأبدأ بعرض تجربتي الشخصية التي دامت 09 سنوات من الزمن.

أولا تم توظيفي على إثر نجاحي في المسابقة الوطنية لتوظيف الوثائقيين أمناء المحفوظات، وذلك على أساس المخطط التنموي الخاص بالأرشيف الوطني 1996- 2000.

وقد كان لي الشرف عند استلامي لمقرر التعيين من أستاذنا الفاضل الخبير الدولي
عبد الكريم بجاجة وتلقي النصائح حول العناية والمحافظة على الأرشيف الممثل للذاكرة الوطنية.
اتجهنا للعمل أنا وزملائي بكل حيوية ونشاط وحب الاستكشاف لهذا المجال الذي كان غامضا بالنسبة لنا، خاصة أن تكويننا كان نظري وأغلب الطلبة لم يتعاملوا مع الأرشيف من قبل ومنهم أنا، إذ كانت كل تربصاتي في المرحلة الجامعية بالمكتبات، ولم أقم بأي تربص بالأرشيف، لكن بالنسبة للمعلومات النظرية حول الأرشيف وكيفية العمل به، فقد كانت لدينا كل المعلومات اللازمة خاصة وأن المشرفين على تكويننا لديهم الخبرة الكافية في المجال وهم الأستاذ ميموني عمر المدير السابق للأرشيف الولائي بقسنطينة والأستاذة شرقي فتيحة، حيث مازالا يزاولان التدريس بالقسم لغاية الفترة الحالية.

بعد استلامي للعمل في أول يوم انتابني شعورين مختلفين، أولهما شعور بالفرح نتيجة الظفر بمنصب عمل في الاختصاص وبعد التخرج مباشرة، وثانيهما هو المفاجأة بالحالة المزرية التي وجدت الأرشيف عليها، حيث وجدت وثائق متراكمة على الأرض غير منظمة، مليئة بالغبار والأتربة، عدم توفر شروط الحفظ الملائمة، بالإضافة إلى عدم توفر باب للمخزن، مما يتيح الدخول له في أي وقت، حيث أصبح مكان لتجمع الموظفين بعيدا عن مكاتبهم، إضافة إلى أنه مكان لتخزين أي شيء غير صالح بالنسبة للمؤسسة ككل.
بعد اتصالنا بالمسؤول المباشر، نصحنا في استغلال أول شهر لنا في العمل، بالتوجه لكل المصالح المنتجة ومعرفة سير العمل بها، وبالتالي التعرف على نشاط المؤسسة ككل والتعرف على كل الوثائق المنتجة من طرفها.
بعدها قمنا بطلب الهيكل التنظيمي للمؤسسة، من أجل الاطلاع على الهيكل الهرمي لكل المصالح وما تتضمنه من مكاتب وفروع وأقسام.
خلال ذلك الشهر، حاولنا اكتشاف كل ما يوجد بالمخزن من وثائق، مع دراسة الوضعية التي قمنا خلالها بإعداد تقرير مفصل عن كل ما لاحظناه بالمخزن، إضافة إلى التركيز على المخاطر - على كثرتها - المهددة للأرشيف بذلك المقر، وإبداء اقتراحات على المدى القريب والمتوسط والطويل من أجل ضمان المحافظة على الأرشيف وإبراز أهميته وقيمته ودوره الهام بالمؤسسة.
بالموازاة مع ذلك قمنا بالإسراع بحماية الوثائق وتوفير أدنى الشروط لحفظها وإبعادها عن خطر تلفها وضياعها، من خلال رفعها من على الأرض وتجميعها في رزم ووضعها على الرفوف.
إضافة إلى طلب الوسائل المادية اللازمة للعمل، والذي قوبل بالرفض في باديء الأمر تحججا بعدم كفاية الميزانية، مما اضطرنا للتصرف باستعمال وسائل عادية وبسيطة جدا مما وجدناه متوفر في المخزن، خاصة بالنسبة للرزم وحافظات الملفات، وكان الأهم لنا في تلك الفترة هو المحافظة على الأرشيف.
إضافة إلى مطالبتنا المستمرة بضرورة توفير باب حديدي للمخزن ومحاربة عادة الدخول المتواصل للموظفين بسبب أو بدون سبب.
كما قمنا كذلك بتفكيك كل الرفوف وإعادة تركيبها وفق المقاييس الدولية .
في تلك الفترة، وفي خضم انشغالنا التام بالعمل والجهد المستمر، هناك بعض الموظفين الذين قاموا بتقديم نصائح على حد تفكيرهم، بعدم بذل كل تلك الجهود والتعرض للغبار وغيره في غياب الرقابة من المسؤولين، طبعا لم نكترث لهم وأخبرناهم بأنه عملنا وواجبنا، وأننا لا نفوم بالعمل لإرضاء هذا المسؤول أو غيره وإنما لبلوغ رضوان الله، وإن كان المسؤول في العمل لا يراقب فالله هو الرقيب علينا جميعا.
وبعد مرور فترة من الزمن، وفي غياب توفير الوسائل اللازمة، مرت علينا فترة ركود وكسل، الطريف في الأمر أن نفس الموظفين الذين نصحونا بعدم بذل الجهد الكبير، قاموا بالاحتجاج على كسلنا وبأننا لم نعد كالسابق، مما ذكرنا بمقولة إرضاء الناس غاية لا تدرك.
في نفس الوقت، وبما أننا نعمل بأرشيف بلدي، فإن نشاط البلدية موجه بصفة مباشرة للمواطنين، ومثال ذلك مصلحة الحالة المدنية المكلفة باستخراج الوثائق الشخصية وغيرها من هذه النشاطات، وفي فترة الدخول الاجتماعي، يكون لديها عمل مكثف، مما يؤدي بالمسؤولين الاستنجاد بالموظفين بالمصالح الأخرى لتقديم يد العون وعلى رأسهم موظفي مكتب الأرشيف، باعتباره من المكاتب غير النشطة بالبلدية، مما يضطرنا للعمل بتلك المصالح وتسيير شؤونهم الطارئة .
فكرنا في الأمر ووجدنا أنه ليس عيبا في أن نساعد المصالح على مستوى المؤسسة إذا كان هناك أمر طاريء، لكن العيب أن يصنف مكتب الأرشيف في خانة المكاتب غير النشطة، ووجدنا أننا نقوم بتسيير عملهم في الوقت الذي يوجد فيه عملنا في حالة ركود وتراكم، وكلما ابتعدنا عنه وتركناه كلما زاد تعقيدا، بالإضافة إلى أنه في انتظارنا، فلما لا نستغل كل الوقت في إنجازه مهما كانت الظروف.
بعدها قررنا البدء من جديد وفرض سيطرتنا على الوضع ببذل كل الجهود الممكنة وإبراز قيمة مهنتنا وبالتالي عدم المشاركة في مساعدة المصالح الأخرى بحجة أن مكتب الأرشيف ليس لديه عمل، وبالتالي يتم استغلال موظفيه في دعم المصالح الأخرى - كما أنه حين تقييم عمل المصالح يتم الإشادة بتلك المصالح التي قمنا بتدعيمها في حين يتناسون من قام بالعمل-
المهم، بالنسبة للمراحل التي قمنا باعتمادها في العمل هي ما يلي:
* الاتصال بكل مصالح المؤسسة وإعداد قائمة شاملة بكل الوثائق المنتجة من طرفها، وذلك لمساعدتنا في عملية التعرف على الرصيد خلال مباشرتنا لعملية الفرز.
* البدء في عملية الفرز للأرشيف المتراكم - وهو رصيد ضخم - على النحو التالي:

1. استخراج الأرشيف التاريخي ووضعه جانبا.

2. انطلاق عملية فرز الأرشيف الإداري وفق ما يلي:

أ. الاعتماد على الهيكل التنظيمي للمؤسسة من خلال فرز الأرشيف حسب المصالح المنتجة، ومن خلال هذه المرحلة استطعنا معرفة المصالح الأكثر إنتاجا للوثائق.

ب. فرز أرشيف كل مصلحة على أساس المكاتب التابعة لها ثم الفروع والأقسام.

ج. فرز الوثائق في كل فرع أو قسم حسب نوعية الوثائق.

د. بعد إنتهاء المرحلة السابقة، يتم ترتيب الوثائق ذات الطبيعة الواحدة في القسم ترتيبا زمنيا من أقدم وثيقة إلى أحدثها.
ه. يتم ترتيب كل الوثائق في السنة الواحدة ترتيبا هجائيا - إذا كانت الوثائق تحمل أسماء أشخاص - أو جغرافيا - إذا كانت تحمل معلومات عن الأماكن والمناطق - أو عدديا - إذا كانت تحوي معلومات عددية كالقرارات والمناشير وغيرها-

3. في نفس وقت الفرز يتم حذف واستبعاد الأوراق البيضاء، المطبوعات الشاغرة، المسودات وغيرها من الوثائق الزائدة والتي لا تعتبر وثائق أرشيفية.

4. طبعا لم ننته بعد من فرز كل الوثائق، لهذا فقد قمنا بمباشرة فرز أرشيف المصالح الأكثر طلبا للوثائق.

5. بعد عملية الفرز والتصنيف، قمنا بوضع الوثائق المعالجة في ملفات وعلب محكمة الغلق.

6. قمنا بإعداد سجل الجرد بتدوين المعلومات الهامة في كل ملف ووثيقة وإعطائها رمزا خاصا بها، مع تسجيل الرمز الرئيسي لكل علبة ، حيث اعتمدنا على الترقيم التسلسلي.

7. بعدها قمنا بترتيب علب الأرشيف المعالج على الرفوف.

8. في الأخير فمنا بإعداد وسائل البحث، وأهمها إعداد كشاف بطاقي هجائي بأسماء الأشخاص أصحاب الملفات المعالجة، مما سهل علينا الأمر كثيرا في استرجاع الملفات.

9. قمنا بإعداد بعض الوثائق لتسيير شؤون العمل بالمكتب وهي:

أ. إعداد حافظة الدفع وتسليمها للمصالح المنتجة مع شرح طريقة العمل بها.
ب. إعداد سجل الدفع لتسيير عمليات دفع الأرشيف بالمؤسسة وتدوين كل الدفعات المستلمة من طرفنا.
ج. إعداد سجل الجرد الخاص بالأرشيف المعالج، وقد بلغ عدد هذه السجلات (04) لغاية الآن.

د. إعداد وصل طلب الوثائق من المكتب وتوزيعه على المصالح المنتجة، حيث يضم بيانات عن المصلحة المنتجة والملفات المطلوبة مع ذكر السنة والرقم، إمضاء مسؤول المصلحة بالموافقة على الطلب، إضافة إلى إمضاء الأمين العام للبلدية باعتباره المسؤول المباشر عن مكتب الأرشيف، كما قمنا بتسجيل ملاحظة حول ضرورة إرجاع الملف أو الوثيقة بعد 24 ساعة من استلامها، وذلك لضمان عدم استعمالها بطرق غير قانونية.

ه. إعداد وصل تسليم الوثائق للإعارة الخارجية داخل المؤسسة - ونقصد هنا إخراج الوثائق والملفات من مكتب الأرشيف إلى المصلحة المنتجة - مع ضرورة إمضاء المستلم.

و. إعداد سجل للإطلاع الداخلي من خلال تدوين كل المعلومات الخاصة بالملف المطلع عليه والشخص المطلع، مع ذكر تاريخ ووقت الاطلاع، إضافة إلى إمضائه في السجل.

ز. إعداد دليل للمكتب يضم معلومات عن البلدية، ومكتب الأرشيف ومهامه، شروط الاطلاع على الوثائق، طريقة الاتصال بالمكتب وغيرها من هذه الأمور.

ح. إعداد سجل للجرائد الرسمية بعد ترتيبها.

ط. إعداد قائمة إسمية مرتبة هجائيا بملفات الموظفين.

ي. إعداد قائمة إسمية بأسماء الشهداء - حيث توجد إطارت خاصة بهم محفوظة بالمخزن رتبناها هجائيا وأعطيناها أرقاما متسلسلة ، ويتم إعارتها في المناسبات الوطنية الخاصة بالثورة التحريرية بوضعها في المعارض -

ك. إعداد سجل للباحثين الجامعيين، من خلال تدوين أسمائهم وجهة دراستهم وعناوين بحوثهم والوثائق المطلع عليها.

10. ترتيب السجلات حسب المصالح المنتجة وترقيمها وإعداد قائمة بها.

11. البدء في ترتيب الخرائط والمخططات وصيانتها مع تسجيها وإعطائها أرقاما ورموزا.

12. البدء في عملية فهرسة الكتب والدوريات المتواجدة بالمكتب من أجل إعداد فهرس لها.

13. البدء في عمل فهرس رقمي لكل الملفات المعالجة.

14. إعداد مذكرات للعمال بعدم الدخول للمكتب إلا بسبب طلب الوثائق.

* فيما يخص الترميز المعتمد بالمخزن، فقد اتبعنا الطريقة التالية:

أ. بما أنه لدينا قاعة واحدة، فقد قمنا بإعطاء كل رواق بالقاعة حرفا يدل عليها، وقد اعتمدنا على الحروف الأبجدية، وبما أنه لدينا 07 أروقة فقد كان الترتيب الآتي :

الرواق رقم 01 : يرمز له بالحرف أ.

الرواق رقم 02 : يرمز له بالحرف ب .

الرواق رقم 03 : يرمز له بالحرف ج.

الرواق رقم 04 : يرمز له بالحرف د.

الرواق رقم 05 : يرمز له بالحرف ه.

الرواق رقم 06 : يرمز له بالحرف و.

الرواق رقم 07 : يرمز له بالحرف ز.

ب. الفصل بين الجهة اليمنى واليسرى في كل رواق بعدد، حيث رمزنا للجهة اليمنى بالرقم واحد والجهة اليسرى بالرقم 2 ، ومثال ذلك:

أ. 1 الجهة اليمنى من الرواق الأول و أ. 2 الجهة اليسرى من الرواق الأول وهكذا بالنسبة للأروقة الأخرى.

ج. الرقم الموالي يخص العمود، حسب ما يوجد بالرواق الواحد من أعمدة.

د. الرقم الموالي يخص الطاولة، وبما أنه لدينا 05 طاولات في العمود فلا يمكن أن يزيد الرقم الثالث في الرمز عن العدد 05.
ه. الرقم الموالي يخص ترتيب العلبة في الطاولة : حيث كل طاولة تضم من 9 إلى 10 علب حسب حجم هذه الأخيرة.

في الأخير يتكون لنا الرمز التالي كمثال على رمز علبة معينة بالمخزن:

أ. 1. 3. 2. 7

حيث يمثل الحرف أ. الرواق الأول

والرقم 1. يمثل الجهة اليمنى بالرواق

والرقم 3. يمثل العمود الثالث

والرقم 2. يمثل الطاولة الثانية بالرف

والرقم 7. يمثل ترتيب العلبة السابعة على الرف.

طبعا هذا الرمز يكون واضح بالنسبة لنا كأرشيفيين بالمصلحة، لكن بالنسبة للمسؤول أو أي شخص آخر خارج المصلحة فيعتبر مبهم وغير مفهوم ، مما يصعب عليهم معرفة محتوى العلب ونضمن بذلك حماية وحفاظا على الأرشيف من محاولة الوصول إليه في غيابنا واستغلاله في أمور غير قانونية أو غيرها كأعمال التزوير والإتلاف وغيرها.

15. شروط الاطلاع على الأرشيف بالمكتب:

لقد وضعنا شروطا معينة من أجل الاطلاع على الأرشيف وقمنا بتطبيقها رغم الصعوبات التي تلقيناها خاصة في البداية وهي:

* إحضار طلب الاطلاع وفق كامل المعلومات اللازمة، مع ضرورة موافقة رئيس المصلحة المنتجة والأمين العام للبلدية .
* عدم السماح للمصالح الأخرى بالاطلاع على أرشيف لا يخص مصلحتهم إلا بحضور وموافقة المصلحة المنتجة.

* الإمضاء على وصل استلام الوثائق في حال نقل الوثيقة من مكتب الأرشيف للمصلحة المنتجة - إعارة خارجية - أو الإمضاء على سجل الإطلاع الداخلي - في حالة الإعارة الداخلية والاطلاع على الوثائق مباشرة بمكتب الأرشيف -

* عدم التعامل مع المواطنين وإنما التعامل يكون فقط مع المصلحة المنتجة التي تعود لها مسؤولية طلب الوثائق وتسليم نسخ منها للمواطن صاحب الوثيقة.

* إرجاع الوثائق المعارة بعد 24 ساعة من استلامها لضمان عدم استخدامها في أمور غير قانونية .

16. قمنا بإعداد العديد من التقارير الخاصة بوصف الأخطار التي تعرض لها الأرشيف أهمها:

أ. تسربات مياه الأمطار في العديد من المرات.
ب. تسربات المياه نتيجة عطل وخلل في المدفئة المركزية.
ج. المواصلة في التحذير من تواجد المدفئة المركزية بوسط المخزن وكل المخاطر التي تسببها.

د. التنبيه حول الدخول للمخزن في الأوقات غير الرسمية للعمل، وقد وجدنا في أحد المرات المفتاح مكسر بالباب، مما اضطرنا للبحث عن المتسبب في ذلك وإعلام المسؤولين بالأمر.

17. قمنا بالإشراف على تكوين متربصين في تخصص الأرشيف وتدريبهم على العمل الأرشيفي، وقد كانت لدينا المتعة في تولي هذه المهمة ومحاولة تزويدهم بخبرتنا المتواضعة في العمل لعلها تفيدهم بعد تخرجهم وتوجههم للعمل.

خلاصة القول:

لقد كانت مسيرتي في العمل الأرشيفي بكل ما تحمله من إيجابيات وسلبيات - تعرضت خلالها لمختلف المشاكل التي تضطرني لتوقيف العمل ثم مزاولته من جديد - كانت كفيلة بالتعرف على واقع العمل الميداني بقطاع الأرشيف ببلادنا الذي لا يزال يعرف نقص وعي وعدم اهتمام من طرف المسؤولين، لكن ما استنتجته هو أنه ليس المشكلة فقط هي المسؤولين وإنما الأرشيفي نفسه يساهم في ذلك من خلال عدم اجتهاده وآداء عمله وفق ما يتوفر لديه من إمكانيات حتى ولو كانت بسيطة، ولفت الانتباه إليه من خلال القيام بأعمال ملموسة تبرز مدى اهتمامه هو نفسه بتخصصه وبمهنته وإبراز قيمته وقيمة الأرشيف وقيمة مهنته من خلال الاتصاف بأخلاقيات المهنة والعمل بضمير حي، وعدم إلقاء كامل المسؤولية على السلطات بعدم توفير الإمكانيات وغيرها.
فالأرشيفي هو من يضفي القيمة والأهمية لمهنته وليس غيره، وإذا ما تخلى عن حجة الإمكانيات وعدم الاهتمام من طرف المسؤولين، وقام بآداء عمله بشكل جدي - وعدم العمل لأجل إرضاء المسؤول أو خوفا منه في بعض الأحيان - وإنما لإرضاء الله عز وجل وهو الغاية الأسمى.

ما تبقى قوله، هو أني صحيح اني استقلت من منصبي في الأرشيف كوثائقية أمينة محفوظات واتجهت للتدريس بالجامعة، إلا أنني اشتقت للعمل الأرشيفي ولازلت أتابع سير العمل في مكتبي السابق من خلال إتمام ما بدأته.
كانت هذه حوصلة عن مسيرة 09 سنوات من العمل الأرشيفي، أتمنى ان أكون قد وفقت فيها لحد ما.
كما أنتظر منكم عرض تجاربكم الشخصية في العمل وتبادل المعلومات والنقاش حولها في هذه الصفحة.
أتمنى أن أجد تفاعلا من طرفكم .
تقبلوا تحيتي واحترامي
أرشيفية سابقة

[amire souf]

سلام عليكم :
لما عملت في الارشيف والله يا أختي سعاد شعرت بأنها قدر من عند الله
المهم ارتحت من هذا المرض انا ايضا ارتحت ....وضع مزري ....لا تجربة ولا شيء ارتحتي ...
لا يوجد ارشيف في الجزائر ...الارشيف في اروبا والدول المتقدمة ...الارشيف يعالج منذ البداية ليس بعد ان يصبح كارثة استسمحك في هذه الكلمة ....انت استاذة الآن ما شاء الله يجب أن تقولي هذا للطلبة .ولا تكذبي عليهم .....

[amouna]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نشكر لكي الاخت سعاد عرضك لنا عن تجربتك نقدر مجهودك ذلك وكما قالت الاخت في بعض المراكز وضع الارشيف كذلك ولكن عليكي انتي بتغيير تلك النظره . بالنسبه للدول الاروبيه الارشيف لم ينظم نفسه بنفسه ولكن متخصصين في مجال هم من اجتهدو وذلك بالامل ومحاوله التطلع الى مستقبل زاهر واذا نحن لم نغير وجهة نظرنا به كيف تريدي من الاخرين تغيير وجهة نظرهم.

[فاطمة الزهراء صاري]

بسم الله الرحمان الرحيم .لاحظت الأخت سعاد من خلال تجربتك و عملك في إحدى مصالح الأرشيف،بان المعاناة و المشاكل ما زادتك الا حبا للمهنة، مثلك مثل كل أرشيفي جزائري له تجربة في هذا الميدان، و الذي احتك احتكاكا وطيدا بالوثائق، بحيث يتعرف عليها وتصبح بالنسبة له الشيء الذي لا يقدر بالثمن . والمعروف بالثروة الأرشيفية.فهذاالارشيفي لا يبالي بالمشاكل التي تعترضه ولا يستسلم للظروف القاسية لأن هذه الأوراق البالية التي يقدرقيمتها جيدا الا هو والمهتمين بها فتستخرج منها الحقائق و تقدم للناس عامة وضاءة لامعة.بالنسبة لك أيها الأخ أميرسوف ألا تعلم بأن بلادك الجزائر ما هي إلا بلاد فتية في هذا الميدان مقارنة بالبلدان المتقدمة التي اكيد انها مرت باشواط لتصل الي ما وصلت اليه اليوم .و لكن كفانا بكاء ا على الأطلال وتشاؤما .لأن الإرادة و العزيمة توصلنا الى ما وصل إليه الغير. و أقول لك ابشر خيرا بأننا في الطريق التطور والازدهار، ففي السنوات الاؤلي من الاستقلال كان عدد الارشيفيين بالجزائر لا يتعدي عدد الاصابع ، واليوم اصبح من هؤلاء خبراء في الميدان .....صحيح هناك نقائص و لكن بتظافر الجهود بين المعنيين بالامر (المسؤول و الارشيفي) بامكاننا الوصول الي المبتغي و لكن رويدا رويدا حتى نبني عشنا بأيدينا في كل الميادين.كما اشاطر الاخت امونة علي تغيير نظرتنا للارشيف ومهنة الارشيفي .

[زهير بوعلي]

شكرا للأخت سعاد على عرض تجربتها الشخصية...
فعلا عمل صعب خاصة من ناحية المحيط وظروف العمل...
تذكرت السنوات الثلاث التي قضيتها في هذا الميدان...
كانت صعبة للغاية ..انتهت برفعي الراية البيضاء وتقديم استقالتي...

[عبد المالك بن ستيتي]

السلام عليكم

تجربة رائعة ورائدة.

أعتقد أننا استلمنا مقررات تعييننا من الخبير الأستاذ عبد الكريم بجاجة في اليوم نفسه وكانت لنا صولات في الأرشيف، أعتقد موضوعك مهم جدا ويمكن اعتباره كمثال لتجربة أرشيفي في الجزائر، كانت لي تجربة في الميدان ولمدة 7 سنوات وآخرون ربما أكثر والبعض الآخر أقل أعتقد أنه بالتحام هذه التجارب يمكن لنا استخلاص دروس مفيدة لنا جميعا.

بارك الله فيك وأتمنى لك التوفيق في إعطاء التجربة لطلبتك في الجامعة وتقريبهم إلى الواقع وتحفيزهم للعمل في الميدان.

[anameri]

آسفة على تأخري

بارك الله فيك أختي سعاد على ما تبذلينه من جهد راقي لافادتنا من خلال مواضيعك الشيقة و المفيدة
و نشكرك على تجربتك هذه التي ستفيدنا سواء كنا طلبة أو عاملين في قطاع الأرشيف

شكرا لك و لفريقك على صمودكم
تحياتي

[سعاد بن شعيرة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amire souf

سلام عليكم :
لما عملت في الارشيف والله يا أختي سعاد شعرت بأنها قدر من عند الله
المهم ارتحت من هذا المرض انا ايضا ارتحت ....وضع مزري ....لا تجربة ولا شيء ارتحتي ...
لا يوجد ارشيف في الجزائر ...الارشيف في اروبا والدول المتقدمة ...الارشيف يعالج منذ البداية ليس بعد ان يصبح كارثة استسمحك في هذه الكلمة ....انت استاذة الآن ما شاء الله يجب أن تقولي هذا للطلبة .ولا تكذبي عليهم .....

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أستسمحك أخي الكريم، لو أن كل شخص عمل في الأرشيف خرج بهذا القرار لكنا ساهمنا في النظرة السلبية الموجهة لهذا المجال
أتفق معك أن هناك الكثير من المشاكل والمتاعب والمصاعب وعدم الاهتمام ، لكن الأرشيفي وحده هو من يجب عليه محاربة هذه الأفكار وتحدي كل الظروف من أجل الرفع من قيمة وأهمية هذه المهنة

كما أنه لا توجد مهنة بدون تعب أو مشاكل، ولنسوق مثال على ذلك.

مهنة الطب التي تعتبر من أهم المهن التي تلقى الاحترام والاهتمام والفخر،
أليس فيها العديد من المشاكل؟
إذا تسبب الطبيب في خطأ طبي ما، قد يؤدي ذلك إلى مشاكل عدة لدى المريض يمكن ان تصل لحد الوفاة،
إضافة إلى ذلك فالطبيب معرض لمختلف الجراثيم والفيروسات ومنه تعريض حياته للخطر.... والكثير من الصعوبات والمشاكل الأخرى.

يمكن كما قلت في بداية كلامك أن عملنا في الأرشيف كان قدرا من عند الله عز وجل، فلنعمل على آداء مهنتنا بإتقان وجد عملا بقول سيدنا محمد رسول الله: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه"

ولو أننا نحن درسنا هذا التخصص في مسارنا الجامعي ، واتجهنا للعمل بكامل إرادتنا في الميدان رفضنا هذا الوضع وتخلينا عنه، فلا نلوم عامة الناس على نظرتهم السلبية لمهنتنا، فالأفضل اخي أن نرفع التحدي ونحاول بكل قدراتنا تغيير هذه النظرة والارتقاء بهذه المهنة الهامة بالعمل ثم العمل ثم العمل في إطار أخلاقيات المهنة وواجبنا أمام الله عز وجل أولا ثم أمام الإدارة أو المؤسسة المسؤولة.

أما بالنسبة للطلبة، فأغلبهم على دراية بهذا الوضع ، إذ أنهم مطالبين بإجراء بحوث ميدانية تهدف لدراسة وضع الأرشيف في مختلف المؤسسات العمومية
كما انهم مطالبين بإجراء تربصات تهدف إلى التقرب من الميدان والاستفادة من خبرة من سبقوهم في العمل
خاصة وقد أصبحت هناك دفعات خاصة بالأرشيف في نظام ل م د (هذا بالنسبة للوضع بالجزائر على سبيل المثال)

[سعاد بن شعيرة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amouna

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نشكر لكي الاخت سعاد عرضك لنا عن تجربتك نقدر مجهودك ذلك وكما قالت الاخت في بعض المراكز وضع الارشيف كذلك ولكن عليكي انتي بتغيير تلك النظره . بالنسبه للدول الاروبيه الارشيف لم ينظم نفسه بنفسه ولكن متخصصين في مجال هم من اجتهدو وذلك بالامل ومحاوله التطلع الى مستقبل زاهر واذا نحن لم نغير وجهة نظرنا به كيف تريدي من الاخرين تغيير وجهة نظرهم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا شكر على واجب أخت أمونة
أتفق معك في كل ما قلتيه
هذا ما يجب عمله فعلا

[سعاد بن شعيرة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء صاري

بسم الله الرحمان الرحيم .لاحظت الأخت سعاد من خلال تجربتك و عملك في إحدى مصالح الأرشيف،بان المعاناة و المشاكل ما زادتك الا حبا للمهنة، مثلك مثل كل أرشيفي جزائري له تجربة في هذا الميدان، و الذي احتك احتكاكا وطيدا بالوثائق، بحيث يتعرف عليها وتصبح بالنسبة له الشيء الذي لا يقدر بالثمن . والمعروف بالثروة الأرشيفية.فهذاالارشيفي لا يبالي بالمشاكل التي تعترضه ولا يستسلم للظروف القاسية لأن هذه الأوراق البالية التي يقدرقيمتها جيدا الا هو والمهتمين بها فتستخرج منها الحقائق و تقدم للناس عامة وضاءة لامعة.بالنسبة لك أيها الأخ أميرسوف ألا تعلم بأن بلادك الجزائر ما هي إلا بلاد فتية في هذا الميدان مقارنة بالبلدان المتقدمة التي اكيد انها مرت باشواط لتصل الي ما وصلت اليه اليوم .و لكن كفانا بكاء ا على الأطلال وتشاؤما .لأن الإرادة و العزيمة توصلنا الى ما وصل إليه الغير. و أقول لك ابشر خيرا بأننا في الطريق التطور والازدهار، ففي السنوات الاؤلي من الاستقلال كان عدد الارشيفيين بالجزائر لا يتعدي عدد الاصابع ، واليوم اصبح من هؤلاء خبراء في الميدان .....صحيح هناك نقائص و لكن بتظافر الجهود بين المعنيين بالامر (المسؤول و الارشيفي) بامكاننا الوصول الي المبتغي و لكن رويدا رويدا حتى نبني عشنا بأيدينا في كل الميادين.كما اشاطر الاخت امونة علي تغيير نظرتنا للارشيف ومهنة الارشيفي .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك أختي فاطمة الزهراء على هذه الإضافة القيمة


فالجزائر فعلا مرت بأشواط قبل ان تصل لما هو عليه الوضع الآن، وقد أصبح هناك اهتماما واضحا بالأرشيف، لكن المشكلة تكمن في عدم الاهتمام بالأرشيفي، إذ يجب أن يلقى نفس الاهتمام وسيؤدي ذلك لنتائج أفضل واحسن حسب رأي الكثيرين ممن يعملون في الميدان

فمن جهة على الأرشيفي أن يثبت وجوده ويعمل بجد ونشاط من اجل الحفاظ على ذاكرة الأمة وتوفير الوثائق في حال الحاجة إليها ، ومن جهة ثانية يجب على السلطة الوصية التركيز على تحفيزه على العمل أكثر، وهناك الكثير من الأمور التي يمكن اتباعها كالرفع من راتبه، منحه ترقيات، جوائز حول إبداعه وغير ذلك، تنظيم مسابقات حول أحسن عمل وأحسن مصلحة أو مكتب أرشيف من حيث التنظيم وغير ذلك.

إذا روعي هذا الجانب، أكيد ستتغير الكثير من الأمور.

تشرفت بمرورك سيدتي الفاضلة
وأطمع في أن تعرضي لنا تجربتك الخاصة في الميدان
خاصة وأنها في المديرية العامة للأرشيف الوطني
سنسعد كثيرا بعرضها ومن المؤكد أننا سنستفيد منها

[سعاد بن شعيرة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المالك بن ستيتي

السلام عليكم

تجربة رائعة ورائدة.

أعتقد أننا استلمنا مقررات تعييننا من الخبير الأستاذ عبد الكريم بجاجة في اليوم نفسه وكانت لنا صولات في الأرشيف، أعتقد موضوعك مهم جدا ويمكن اعتباره كمثال لتجربة أرشيفي في الجزائر، كانت لي تجربة في الميدان ولمدة 7 سنوات وآخرون ربما أكثر والبعض الآخر أقل أعتقد أنه بالتحام هذه التجارب يمكن لنا استخلاص دروس مفيدة لنا جميعا.

بارك الله فيك وأتمنى لك التوفيق في إعطاء التجربة لطلبتك في الجامعة وتقريبهم إلى الواقع وتحفيزهم للعمل في الميدان.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا اكيد أخي عبد المالك، استلمنا مقررات تعيننا من استاذنا الفاضل عبد الكريم بجاجة ونحن في كامل فرحتنا ... حقا يوما لا ينسى

أنتظر عرض تجربتك الخاصة اخي الكريم ، فمدة 07 سنوات ليست بالقليلة وفيها الكثير من المحطات والنشاطات، اهمها تجميع الأرشيف التاريخي من مجاهدي وأعيان المنطقة
في انتظار عودتك وتدوين تجربتك

[سعاد بن شعيرة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة anameri

آسفة على تأخري

بارك الله فيك أختي سعاد على ما تبذلينه من جهد راقي لافادتنا من خلال مواضيعك الشيقة و المفيدة
و نشكرك على تجربتك هذه التي ستفيدنا سواء كنا طلبة أو عاملين في قطاع الأرشيف

شكرا لك و لفريقك على صمودكم
تحياتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سعدت بمرورك أختي الكريمة وسعدت أكثر بإفادتك

نأمل أن يتم عرض الكثير من التجارب، كما قال الأخ عبد المالك من أجل استخلاص خبرة كافية في الميدان
تمنياتي الخالصة لك بالتوفيق في دراستك وفي مذكرة التخرج