[الدكتور علي طوالبة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الاعزاء تحية طيبة وبعد:
قمت باضافة هذه المقالة والتي تعتبر مقدمة لفهم وادراك مشترك لما هية المكتبات في العدد الاول من الف باء المكتبات ، بعد ان تجولت في هذا المنتدى الرائع والذي اعتبره من افضل المنتديات التي من شأنها رفع المستوى العلمي والعملي ورفده بالمفيد. المفيد لا يأتي من النظريات العلمية المثبتتة والمعممة بل من خلال الاخطاء التي تعتبر (اذا ما تم معالجتها) نقلة جديدة الى طور جديد. وعليه فانني انوي الابحار من المقدمة التي قدمت الى كل الموضوعات والاسئلة التي تبحث عن جواب في هذا التخصص.وسأقوم بنشر الجديد من خلال ذات الموضوع باضافة رقم جديد وعنوان فرعي لكل موضوع.
تقديري والاحترام
ما لم نختلف لن نتفق

دعوة للاتفاق.

ما هية المكتبات؟
ورد معنا في المقال الاول من الف باء المكتبات التعريف التالي:
المكتبة هي المؤسسة المعنية بتقديم (كتاب) لكل قارىء، وتقديم قارىء لكل (كتاب)
(وتأتي كلمة وليس اصطلاح كتاب بالمعنى المجازي لمصادر المعلومات)
ومن خلال هذا التعريف خلصنا الى ان المكتبة تعتبر مرسلا في عملية الاتصال والذي يقع على عاتقها ترميز وتركيب الرسالة واختيار القناة الانسب والتي من خلالها ستتم عملية الاتصال (وعملية الاتصال هنا نقل وتحريك المعلومات من_ الى) والتي من شأنها(عملية الاتصال) التأثير في سلوك المستقبل، وهذا الاخير (المستقبل) هو المجتمع المستفيد. وان كان هذا الاتصال فاعلا لا بد من ردة فعل من المجتمع (من المستقبل) ترجع الى المكتبة (المرسل) ذاته لتـُعرف، ردة الفعل بما أحدثته عملية الاتصال من تأثير.
وبهذا ردة الفعل تعتبر رسالة لها رموزها وتركيبها ووقتها وشكلها الذي تم اختياره تبعا للمستقبل وتبعا لذات القناة التي بـُثت من خلالها الرسالة. وعليه فإن المكتبة تصبح بعد ردود الفعل مستقبلا ووجب على هذا المستقبل دراسة وتحليل ردود الفعل هذه، والعمل من خلال النتائج التي توصلت اليها المكتبة على بث رسائل تتوائم وردة الفعل، ومثاله:
ان كانت ردود الفعل على الرسالة التي ارسلت للمجتمع المستفيد مقارنة باعداد المجتمع الفعلي للمكتبة قليلة نسبيا فهذا يعني ان الرسالة التي تم ارسالها واجهت تحديا في الفهم او الادراك او الوصول اليها اساسا. فإن كانت رسائل المكتبة (من موضوعات مختلفة:كتب،دوريات،تقارير، أدلة...الخ) بثت او تم تحريكها ونقلها من خلال اتاحتها على شبكة الانترنت، فهذا يعني ان هناك دراسة وتحليلا كانت نتائجهما مشجعة حسب البيانات التي جمعت عن المجتمع المستفيد والتي كانت نسبهم حسب المتغيرات ما يلي:
1.ان نسبة 70% من المجتمع المستفيد يمتلك جهاز كمبيوتر شخصي.
2.ان نسبة 90% من المجتمع المستفيد الذي يمتلك جهازا شخصيا يقومون باستخدام شبكة الانترنت داخل جدران المكتبة من خلال (الويرلس)
3.أن 75% من ذات المجتمع في النقطة 2 عضو مسجل في الموقع الذي بثت منه الرسائل (الموضوعات)
4.ان الرسائل رمزت باللغة العربية وان جميع المجتمع المستفيد لغته الام هي اللغة العربية.
5.ان الدخول الى الموقع متاح من دون شرط اوقيد لجميع المجتمع.
6.ان الموقع متاح ليس من خلال (سرفير) المكتبة فقط بل يمكن لاي شخص الدخول اليه من اي مكان.
7.أن ما تم بثه من معلومات لهذا المجتمع اتى بناءا على اهمية المعلومة وارتباطها بالمجتمع المستفيد(موضوعات متخصصة لطلاب علم الحاسوب، مكتبة جامعية)،(موضوعات في التاريخ والجغرافيا والادب واللغة، مكتبة عامة)، (موضوعات في علم المكتبات والمعلومات،مكتبة متخصصة في علم المكتبات والمعلومات) وهكذا...
وعليه ومن خلال ما سلف يتبين بأن الرسائل التي بثت من خلال القناة هذه، يجب ان تكون هناك ردود فعل امكن حصرها من خلال ذات القناة ومثال:
1.عدد الزوار الذين دخلوا الى الموضوعات في الموقع( تقارير الكترونية) وتعتبر ردود فعل يمكن قياسها الى العدد الكلي للمجتمع المستفيد الفعلي، وللمجتمع غير المحدد الذي استفاد كذلك من الموضوعات.
2.ما هي ردود الفعل التي جمعت من خلال التقارير الخاصة بردود الزوار وما هي تعليقاتهم على الموضوعات.
3.القيام بعملية المطابقة على موضوعات نشرت في موقع آخر،اعتمدت فيها الموضوعات من خلال الموضوعات في الصورة الاصلية لها في الاتاحة المسجلة اولا. اي اعتبرت كمصدر او مرجع او تم نسخها ولصقها كما أتت.
4.ان كانت مكتبة جامعية، يجب ان تكون هناك متابعة من المكتبة مع اعضاء الهيئة التدريسية، بما يخص اعتماد الطلبة على االموقع في الوصول الى المصادر المختلفة والموضوعات.
بالاضافة الى الكثير من التقارير التي امكن ان يؤمنها النظام للعاملين في المكتبة لرصد ودراسة وتحليل ردود الافعال للمجتمع الفعلي المستخدم وليس المستهلك للمعلومات التي تم بثها.
هذا المثال الذي اوردته لربما يعطي التصور المبدئي لما يجب ان تكون عليه الرسالة والقناة.والتي تقرن مباشرة ومن دون ادنى شك بالمستقبل(لغته، ثقافته، تخصصه، مهارته،امتلاكه للقناة او ادواتها...الخ)
إذن فالمكتبة تقوم بالملايين (ملايين) من عمليات الاتصال التي تهدف الى التأثير بغية التغيير او التعزيز. فإن جاءت النتائج كما هو مبين في المثال السابق فهذا يعني ان المكتبة وجب عليها ان تعزز، أي أن تتابع البث بذات الطريقة، وان أتت النتائج غير مرضية، فهذا يعني ان العملية في هذا الصدد قد فشلت ويجب ان نتعرف على اسباب فشلها، نقيم ُ فنقوم فنشكل فنبث ...بصورة جديدة بشكل مختلف بصياغة سهلة بطرق وصول اسهل بلغات متعددة بقنوات مختلفة ...الخ.

والى لقاء جديد يتجدد بكم دائما

د.علي خالد طوالبة
جامعة البلقاء التطبيقية/ كلية الكرك الجامعية