[ابراهيم محمد الفيومي]

المكتبات الورقية في عصر الإنترنت.. انحسار كبير وبريق خافت

20 حزيران , 2009

اللاذقية-سانا

يتراجع الإقبال على مطالعة الكتاب الورقي و وسائل الإعلام المطبوعة في عصر بدأ يشهد انتشاراً عريضاً ومنافسة واسعة من قبل عدد غير قليل من وسائل المعرفة والترفيه المتنوعة وتعزى أسباب هذا الانحسار إلى أسباب عدة يتعلق أهمها بقصور هذه المطبوعات عن تلبية الاحتياجات المتسارعة للحياة الاستهلاكية الحديثة و التي خفت فيها بريق المكتبة الورقية بشكل مثير للتساؤل.
ويقول ياسر صبوح رئيس شعبة المكتبات في مديرية الثقافة في اللاذقية إن قاعات المطالعة قد شهدت في السنوات الأخيرة هبوطاً حاداً في أعداد الزائرين مقارنة بما كان عليه الوضع سابقاً قبل أن تكتسح التكنولوجيا والطفرة المعلوماتية مختلف جوانب الحياة اليومية.
ويضيف صبوح أن الخيارات اتسعت في العصر الحديث فصار الفرد قادراً على اكتساب المعلومات من مصادر مختلفة ولاسيما الإنترنت الذي روج للكتاب الإلكتروني على نطاق واسع فصار هذا الأخير مقصداً رئيسياً للقراء بما يمتلكه من قدرة نوعية على تلبية متطلبات البحث والمطالعة.
ويشير إلى أن النسبة الأعلى من مرتادي هذه القاعات اليوم هي من طلبة الجامعات الذين يتواجدون فيها طلبا للمراجع والموسوعات العلمية تحقيقاً لأغراض دراسية بحتة و قلة من هؤلاء الزوار يقبلون على الكتب الثقافية المنوعة وأكثرها من الروايات الأدبية و المجموعات الشعرية.
ويوضح أن عدد زوار المكتبة في المركز الثقافي خلال السنوات الأخيرة لم يعد يتجاوز 150 زائراً خلال أيام شهر تشرين الثاني الذي عادة ما يصل الإقبال فيه إلى ذروته تزامنا مع بداية العام الدراسي وينخفض هذا العدد إلى حدوده الدنيا في أشهر الصيف التي يعزف فيها الزائرون عن ارتياد المكتبة.
ويؤكد صبوح أن حجم الاستعارات الداخلية تدنى إلى ما يقارب 1100 كتاب شهرياً في أوقات الذروة و125 مع بداية الصيف وهي أرقام ضئيلة جداً مقارنة بتلك التي كانت قبل عقدين من الزمن والأمر ذاته بالنسبة للصحف والمجلات التي اعتاد القراء على طلبها في السابق لينخفض حجم استعارتها الشهرية إلى 240 صحيفة ومجلة كحد أقصى على مدار السنة.
واختتم بأن أكثر ما يلفت في الآونة الحديثة هو ارتفاع معدل أعمار زائري المكتبة من سن الخمسين و ما فوق وصولاً إلى السبعين في حين يقل إقبال شريحة الشباب من الفئة العمرية دون سن الخامسة والعشرين باستثناء الزائرين لأغراض دراسية محضة كما أسلفنا رغم أن هذه الشريحة كانت فيما سبق تشكل نسبة عالية من زوار قاعات المطالعة.
بدوره يقول الكاتب والمؤلف المسرحي أسامة مجبور إن سنوات السبعينيات شهدت إقبالاً منقطع النظير على المكتبات العامة وكانت قاعة عبد الله عبد للمطالعة في المركز الثقافي القديم في اللاذقية تغص بالزائرين على مدار العام فلا يكاد يفرغ كرسي فيها.
وأضاف أن المطالعة الإلكترونية اليوم خطفت الأضواء و معها مايزيد على الخمسين بالمئة من المقبلين على الكتاب الورقي والصحافة المطبوعة لما يتوفر في الأول من قدرة على الوصول إلى مختلف الشرائح الثقافية بالإضافة إلى تنوع حقوله و مواضيعه.
كما ساهم الوضع الاقتصادي وارتفاع تكلفة الكتاب المطبوع في الانحسار عنه و التهافت الى المكتبة الإلكترونية المجانية في أغلب الأحوال.
ويقول الشاعر الشاب محمد معلا انه لا يفكر مطلقا بارتياد المكتبات العامة وقاعات المطالعة بوجود الإنترنت الذي يمكنه من قراءة النتاج الشعري والاطلاع على عدد غير منته من التجارب الأدبية حول العالم في وقت قياسي ودون الحاجة إلى البحث المرهق و تحمل الأعباء المادية الكبيرة.
رنا رفعت

الرابط
http://www.sana.sy/ara/9/2009/06/20/232000.htm