منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات » منتديات اليسير العامة » المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات » اشهر خزائن كتب دار الاسلام + رابط مجلة الغرباء

المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام.

 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم Jun-13-2006, 08:32 AM   المشاركة1
المعلومات

السايح
مشرف منتديات اليسير
محمد الغول

السايح غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 16419
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 1,360
بمعدل : 0.20 يومياً


افتراضي اشهر خزائن كتب دار الاسلام + رابط مجلة الغرباء

العناية بالكتاب وأشهر خزائن كتب دار الإسلام



بقلم: محمد علي شاهين

وصف المسلمون الكتاب بأنه المسامر الذي لا يبتدئك في حال شغلك، ولا يدعوك في وقت نشاطك، ولا يحوجك إلى التجمّل له، والجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملّك، والناصح الذي لا يستذلّك .

وأوصى المهلب بن أبي صفرة أحد حلماء العرب بنيه فقال: يا بني إذا وقفتم في الأسواق، فلا تقفوا إلا على بيع السلاح، أو بيع الكتب .

وقال أبو الطيب المتنبي XE "المتنبي" :

أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب



كتب عربية في شتى أنواع العلوم والمعارف :

وتحدّث ابن خلدون XE "ابن خلدون" عن النهضة العلميّة، في ظل دولة الإسلام فقال: طما بحر العمران والحضارة، وانتسخت الكتب، وأجيد كتبها وتجليدها، وملئت بها القصور والخزائن الملوكية .

وضمت المكتبة العربيّة عبر مسيرة الحضارة الإسلاميّة مؤلّفات قيّمة، في شتّى أنواع العلوم والمعارف، لا يزال كثير منها مخطوطاً ومحفوظاً في المكتبات العالميّة، رغم كل ما تعرّضت إليه من حرق وتدمير حاقد، وإهمال جاهل، وتضييع كسول، تناول فيها مؤلفوها شتّى أنواع العلوم والمعارف الإنسانيّة، وفي مقدمتها:

العلوم الدينيّة، وتتكوّن من كتب علم القراءات، وعلم التفسير، وعلم الحديث، وعلم الفقه، وعلم الفرائض، وعلم أصول الفقه.

وعلوم اللسان العربي وتتكون من كتب: علم اللغة، وعلم الأدب، وعلم النحو والصرف، وعلم البلاغة والبيان، ودواوين الشعر ونقده، وفنون النثر، والموشحات والأزجال .

والعلوم الاجتماعية، وتتكون من كتب التاريخ، وتتناول: السير والمغازي، والحوليّات، وتاريخ المدن، والوقائع والحروب، والأنساب، والتراجم والطبقات، والملل والنحل، والتاريخ العام؛ وكتب الجغرافيا، وتتناول: الجغرافيا العامة، والجغرافيا الإقليميّة، والمعاجم الجغرافيّة، وكتب الرحلات، والجغرافيا البحريّة .

العلوم البحته، وتتكون من كتب: الرياضيّات، والفيزياء، والكيمياء، والفلك، وعلم الأزياج، والهندسة، والطب، والصيدلة، والفلاحة .

والعلوم العقليّة، وتتكون من كتب: الفلسفة، وعلم المنطق، والتصوّف، وعلم الكلام، وعلم الإلهيّات .

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أوّل من حثّ على تعلّم الألسنة والاضطلاع بالترجمة، وروي أن الرسول أمر زيد بن ثابت بتعلّم السريانية فتعلّمها زيد .

فلا عجب أن تضم المكتبات في حواضر الإسلام، تراث الإنسانيّة العلمي والأدبي والفلسفي المنقول إلى العربيّة بالترجمة الأمينة، بالإضافة إلى ما أبدعه العقل العربي من تراث عظيم، في شتى أنواع العلوم والفنون .

وإذا أردنا أن نتصوّر ما بلغته المخطوطات العربيّة من انتشار في مكتبات العالم، وخزائن الكتب، فيكفي أن نذكر أن المستشرق الألماني (كارل بروكلمان XE "بروكلمان" ) جمع قائمة بأسماء المكتبات التي تضم مخطوطات عربية، فبلغ عدد فهارسها مائة وثمانية وستين فهرساً .



تراث البردى :

وصفت بنت الشاطئ XE "بنت الشاطئ" أهمية البرديّات فقالت: ألوف لا تحصى من البردى، تسجل حياة أجدادنا، وتضيء للإنسانية تاريخ مرحلة طويلة وهامّة، من ماضي حضارتها، وتعطي التاريخ وثائق ماديّة كاشفة لما فيه من غموض، ومصحّحة لكثير مما شابه من أخطاء، ومكملة لقصور المرويّات النقليّة التي تتسع للزيف والعبث والوضع، وتتعرض للتجريح والاتهام، ومعها ذخائر نادرة من مخطوطات كتبت على الرق والخشب والخزف والنسيج، ودائع تركها أسلافنا، وطوتها أرض الوادي، وأطلال خرائبه لمدى قرون ودهور، ثم لما بدا الكشف عنها في القرن التاسع عشر، ازدراها قومنا، فلم يجدوا فيها سوى نفايات رخيصة، أو كفريّات محرّمة، وتركوها للأجانب الذين تسابقوا على الكنز . (1)

وتتحدث السيدة بنت الشاطئ XE "بنت الشاطئ" عن ظاهرة تسرّب كنوز البردى بسبب عقم الرقابة الحكومية، وغفلة الحرّاس الإداريين، وتتحسر على ضياع عشرة آلاف بردية، ومعها مجموعة من الأقمشة الأثريّة، بيعت بخمسة آلاف جنيه إنجليزي، فتقول: وقبل أن تلتفت مصر XE "مصر" إلى تسرب هذا الكنز من أرضها، كانت مجموعة الأرشيدوق (راينر XE "راينر" ) راعي المجمع العلمي النمساوي في ذلك الوقت، قد بلغت نحو سبعين ألف بردية، لا تزال محفوظة في مبنى (البرتينا XE "البرتينا" ) بمكتبة فيينا، ذخيرة قوميّة غالية، ومزاراً للعلماء والسائحين، من أنحاء العالم الغربي المعاصر، وكسبت النمسا XE "النمسا" أكبر جولة في السباق حتى غدت العاصمة الأولى لدراسة البردى . (2)



العناية بالكتب وزخرفتها:

في حضارة الإسلام غدا الولع بالكتب عند المسلمين عشقاً، وتجاوز هذا العشق المضمون إلى الشكل، فلم تتوقف العناية بالكتاب عند من امتهن حرفة النساخة من الخطّاطين والورّاقين البارعين الذين كانوا يختارون أجود الخطوط وأدقّها، بل امتدّت العناية لتشمل غلاف الكتاب الخارجي، وخاصة إذا كان الكتاب مصحفاً شريفاً، وصار التجليد صناعة راسخة، وفناً أصيلاً، يشيع التذهيب فيه والتذويق .

وقد وصلتنا نسخ من المصاحف، كتبها الأجداد على الرق، بالخط الكوفي المحكم العريض، وزيّنوها بعناوين السور، وعلامات الهوامش، وحلّوها بالذهب، وقليل من الألوان، وكان للمجلدات الضخمة من المصحف دفتان من الخشب المطعّم بالعاج أو الأبنوس، ومواد أخرى في نظام هندسي بديع .

وكانت كتب الدين والأدب والعلوم تكتب على الورق الصيني أو البغدادي أو السمرقندي أو غيره، بالحبر الأسود أو بماء الذهب، وكثيراً ما كان يبطّن بالديباج والحرير، ويجلّد بالأدم المدبوغ بعناية، ويزخرف غلافه بالذهب والفضّة والألوان الزاهية المتناسقة ببراعة، وكانت قيمة الكتاب المخطوط تزداد قيمة إذا كان مكتوباً بخط مؤلّفه، أو بقلم أحد مشاهير الخطاطين .

وعرفت هذه الصنعة في بلاد المغرب XE "المغرب" بالتزويق، ومن أشهر المزوّقين أبو الحسن يحي بن محمد القيسي XE "يحي بن محمد القيسي" ، المشهور بابن الإشبيلي، وكان بارع الخط، مذهّباً صنّاعاً .

وتحدث المستشرق البريطاني (كريستي XE "كريستي" ) صاحب كتاب (الدعوة إلى الإسلام) عن زخرفة الكتب بأنها أعجوبة في الوضوح والدقّة، ووصف صنّاعها بأن لهم يد حاذقة صبورة، لا تعرف الكلل، وأن آلاتهم ساذجة قليلة، وقال: كان مزينو الكتب في العصور الوسيطة يزيّنون أغلفة الكتب بزخارف مبصومة بصماً عليها بواسطة كعوب معدنية ساخنة، وهي طريقة أصبحت ذات شأن عظيم وانتشار واسع بفضل إتقان الزخرف، والتوصل إلى طرق فعالة بتكبير حجم الكعوب الكاسية، والتفنّن في نقشها، واللجوء إلى ترسيم غلاف الكتاب وحوافيه بنقوش رتيبة متكررة، وأدخل مجلدو الكتب المسلمون طريقة تزيين الأشكال المطبوعة بملء منخفضاتها بماء الذهب، ثم أصبح الذهب يكبس على هذه المنخفضات مرة أخرى بآلات محماة على صفيحة ذهب، وبذلك يبقى التذهيب ثابتاً غير قابل للزوال . (3)

وعلى العموم فقد اعتبر المستشرق (روم لاند XE "روم لاند" ) صناعة الخط وإنتاج الكتب من أهم الفنون الصغرى في الإسلام، وعزى إلى الإسلام إدخال صناعة التجليد مع الكتب الورقيّة، بالجلد المزيّن بالنقوش النافرة، كما أدخل اللسان الذي يصون حافة الكتاب الأمامية . (4)



خزائن الكتب المشهورة:

عرف المسلمون خزائن الكتب الجليلة الموقوفة على العامّة، المسبلة على أهل العلم بالمشرق والمغرب، والمكتبات الملكية العامرة التي جمعها الخلفاء والأمراء من البلدان القاصية، ومكتبات الأفراد الخاصّة لعدد من الجمّاعين للكتب والدواوين النفيسة، حيث أظهر الناس ولعاً شديداً بجمع الكتب، والتنقيب عن نفائسها ونوادرها، وصار ذلك من سمات النبل والفضل والرئاسة لديهم.

واشتهرت مكتبات خاصة في دار الإسلام لعدد من الأمراء والعلماء، والأفراد منها: مكتبة الصاحب بن عباد XE "الصاحب بن عباد" ، ويقع فهرسها في عشرة مجلدات، وهي المكتبة التي قال فيها المستشرق (ول ديورانت XE "ول ديورانت" ): وكان الصاحب بن عباد يمتلك وحده ـ في القرن العاشر ـ كتباً تزيد على كل ما تمتلكه منها أوروبا XE "أوروبا" ومكتباتها مجتمعة؛ ومكتبة أبي الفضل بن العميد بالري، وكانت كتبه تحمل على مائة وقر؛ ومكتبة علي بن يحي المنجم XE "علي بن يحي المنجم" المشهورة بخزانة الحكمة؛ ومكتبة جعفر بن محمد الموصلي XE "جعفر بن محمد الموصلي" ، ومكتبة محمد بن عبد الملك الزيات XE "محمد بن عبد الملك الزيات" ، ومكتبة الفتح بن خاقان XE "الفتح بن خاقان" ، ومكتبة أبي المطرف XE "أبي المطرف" القاضي بقرطبة التي قدر ثمنها بأربعين ألف دينار؛ ودخل أبو يوسف القزويني XE "القزويني" بغداد XE "بغداد" ومعه عشرة جمال عليها كتب، ومكتبة محمد بن نصر الحاجب XE "محمد بن نصر الحاجب" ، ومكتبة بني جرادة XE "بني جرادة" بحلب، ومكتبة موفق بن المطران XE "موفق بن المطران" بدمشق، ومكتبة ابن سوار XE "ابن سوار" الكاتب بالبصرة، ومكتبة عبد الرحيم بن عيسى الملجوم XE "عبد الرحيم بن عيسى الملجوم" بفاس، ومكتبة محمد بن أحمد السبائي XE "محمد بن أحمد السبائي" المشهور بابن الطراوة بمراكش، ومكتبة أحمد بن عبد الرحمن XE "عبد الرحمن" المشهور بابن الصقر بمراكش وكانت طافحة بالذخائر والنفائس، ونهبت خلال فتنة وقعت أيام مقامه بغرناطة .

وتحدّثت الركبان عن خزائن كثير من العلماء والأدباء ومنها: خزانة أبي عبد الله الواقدي XE "الواقدي" أحد أوعية العلم، وخزانة جعفر بن حمدان الموصلي XE "جعفر بن حمدان الموصلي" أحد أبرز فقهاء الموصل XE "الموصل" وأدبائها، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي مغني الخلفاء، وخزانة أبي عثمان الجاحظ XE "الجاحظ" الأديب المصنّف، وخزانة يعقوب XE "يعقوب" بن إسحاق الكندي XE "الكندي" العالم الفيلسوف، وخزانة الإمام أحمد بن حنبل XE "أحمد بن حنبل" أحد كبار أئمة الفقه، وخزانة ابن الأعرابي XE "ابن الأعرابي" الراوية اللغوي، وخزانة اسماعيل بن إسحاق الفقيه XE "اسماعيل بن إسحاق الفقيه" ، وخزانة إبراهيم بن إسحاق الحربي XE "إبراهيم بن إسحاق الحربي" الفقيه المحدّث . (5)

وخزانة سابور بن اردشير XE "سابور بن اردشير" ، بالكرخ المشهورة بدار العلم، وزادت كتبها على عشرة آلاف كتاب في مختلف العلوم والآداب والفنون، وهي غير خزانة العبيديين XE "خزانة العبيديين" المشهورة بهذا الإسم (دار العلم XE "دار العلم").

ومن المكتبات العامّة التي ذاعت شهرتها ثلاث مكتبات، تحدث عنها المؤرّخون، وأطنب في وصف كنوزها الواصفون وهي: مكتبة بيت الحكمة XE "مكتبة بيت الحكمة" ببغداد المشهورة بدار الحكمة، أنشأها الخليفة العباسي هارون الرشيد XE "هارون الرشيد" ، ورعاها ابنه المأمون XE "المأمون" ، وجلب إليها الكتب من البلاد البعيدة .

وثاني المكتبات شهرة: خزانة العبيديين XE "خزانة العبيديين" المشهورة بدار العلم أنشأها الحاكم بأمر الله XE "الحاكم بأمر الله" الفاطمي بالقاهرة، وكان الناس يقصدونها للقراءة والاستنساخ والدراسة والمناظرة، وكان فيها من يشتغل بالطب والمنطق والتنجيم واللغة، وجلس فيها العلماء، ورتّب لها القوّام والخدم والفرّاشون، وحملت إليها الكتب من خزائن القصور الفاطميّة، من سائر العلوم والآداب والخطوط المنسوبة، وجعل فيها ما يحتاج الناس إليه من الحبر والمحابر والأقلام والورق، ووقفت عليها الوقوف .

وأطنب المقريزي XE "المقريزي" في وصف خزانة القصر الشرقي XE "القصر الشرقي" الكبير، أو القصر المعزّي XE "القصر المعزّي" ، بأنها مفخرة للحياة الدينية والعلمية في العصر الفاطمي، فقد احتوت على صفوف من آلاف المخطوطات، ويقال أنه كان بها أربعون قسماً، كل قسم منها يحتوي على ثمانية عشر ألف كتاب .

أما ثالثة المكتبات الشهيرة في دار الإسلام فهي مكتبة قرطبة XE "قرطبة" ، XE "قرطبة،" التي بلغت أوج عظمتها في عهد الخليفة الأموي المستنصر، ومما يؤثر عن هذه المكتبة أنه كان لها وكلاء في البلاد الإسلامية، يزوّدونها بكل جديد من المؤلّفات، ويدفعون لمصنفيها أعلى الأثمان .

ويروى أنه بعث في طلب كتاب الأغاني إلى مصنّفه أبي الفرج الأصفهاني XE "أبي الفرج الأصفهاني" ودفع إليه فيه ألف دينار، فأرسل إليه أبو الفرج نسخة مكتوبة من هذا الكتاب قبل أن يظهر في بغداد XE "بغداد" .

وكان يعين هؤلاء الكتاب بالمال على كتابة مصنّفاتهم، كما كان لا يتردد عن مساعدتهم علمياً عن طريق إعارتهم ما كانوا يحتاجون إليه من مصادر، فقد أرسل إلى الكاتب المصري أبي سعيد عبد الرحمن XE "عبد الرحمن" بن يونس صاحب كتاب (تاريخ مصر XE "مصر" والمغرب) كتاباً استعان به هذا المؤرخ في تصنيف كتابه المذكور ؛ كما شجّع العلماء في الرياضة والفلك والطب والصيدلة على نشر نتائج أبحاثهم حتى يفيد منها الناس، وعلى هذا النحو ظهرت مدرسة مسلمة المجريطي في الكيمياء والرياضة والفلك، وظهرت مدرسة أبو القاسم الزهراوي XE "أبو القاسم الزهراوي" في الطب، وأبو الحسن الزهراوي في الهندسة، وبفضل هذا التشجيع تمكن قاضيا النصارى بقرطبة وليد بن حيزون، وقاسم بن إصبغ من ترجمة كتاب (ديسقوريدس XE "ديسقوريدس" ) في النباتات والعقاقير والطب . (6)

وتذكر الروايات أن مكتبة هائلة تكوّنت في قرطبة XE "قرطبة" في عهد الحكم الثالث بن عبد الرحمن XE "عبد الرحمن" ، وأن عدد الكتب الموجودة فيها نحو نصف مليون كتاب، وهو في تقديرنا رقم كبير جداً، وخاصّة إذا عرفنا أن هذا الجمع قد تم في عصر ما قبل ظهور المطبعة بمئات السنين .

قول أبو محمد بن حزم XE "أبو محمد بن حزم" الأندلسي في كتابه نفح الطيب: كانت خزانة العلوم والكتب بدار بني مروان، وعدد الفهارس التي فيها تسمية الكتب أربعون فهرسة، وفي كل فهرسة عشرون ورقة، ليس فيها إلا أسماء الدواوين .

وكانت هذه المكتبة تفوق في عظمتها مكتبات القاهرة XE "القاهرة" وبغداد والاسكندريّة لما كانت تحويه من الكتب النادرة، وبلغ من حرص الحكم على اقتنائه للكتاب أنه كان يعمل جهده على أن يظهر الكتاب الحديث في مكتبة قرطبة XE "قرطبة" قبل أن يظهر في موطنه الأصلي . (7)

ومنها: مكتبة بني عمّار XE "مكتبة بني عمّار" بطرابلس الشام XE "الشام" ، ومكتبة جامع مرو XE "مرو" التي ترنّم بذكرها ياقوت XE "ياقوت" الحموي XE "ياقوت الحموي" في معجم بلدانه فقال: وكان بها إثنا عشرة خزانة، بإحداها نحو من اثنى عشر ألف مجلّد، وكانت الخزائن سهلة التناول، لا يفارق منزلي منها مائة مجلد وأكثر بغير رهن، تكون قيمتها مائتي دينار، فكنت أرتع فيها، وأقتبس من فوائدها، وأنساني حبها كل بلد، وألهاني عن الأهل والولد . (8)

ويحدثنا القزويني XE "القزويني" عن خزانة الكتب المنسوبة إلى الوزير الخاتوني XE "الخاتوني" في جامع ساوة XE "جامع ساوة" فيقول: والطاق الذي هو على باب الجامع، وهو طاق عال جداً، مثل طاق كسرى، على طرفيه منارتان في غاية العلو، ليس في شيء من البلاد مثله، وفي وسط الجامع خزانة الكتب المنسوبة إلى الوزير أبي طاهر الخاتوني، فيها كل كتاب معتبر كان في زمانه، مع أشياء نادرة من الخطوط المنسوبة، والاصطرلابات والكرات . (9)

ويتحدّث الأستاذ جلال مظهر XE "جلال مظهر" عن عبقريّة الحضارة العربيّة وعن التعليم ، واللغة، والعلم، والمكتبات عند العرب بشكل مبهر فيقول: كان في بغداد XE "بغداد" مائة مكتبة لبيع الكتب عام 891 ميلادية، وألحقت المكتبات العامة بالجوامع، وعندما اجتاح التتار بغداد كان بها 36 مكتبة عامة، ولمّا مات الواحدي XE "الواحدي" ترك ستمائة صندوق من الكتب يحتاج كل صندوق إلى رجلين لحمله . (10)

ويتحدّث الأستاذ محمد المنوني XE "محمد المنوني" صاحب (حضارة الموحّدين) عن نهضة المكتبة المغربيّة في عهد الموحّدين فيقول: تضخّمت، المكتبة المغربيّة لهذا العهد، وامتلأت بنفيس الدفاتر والذخائر، وصارت تقارب في بعض مظاهرها المكتبة الأندلسيّة إبّان ازدهارها، وينقل من المعجب أن الشواهد على عظمة المكتبة المغربيّة حينئذ أن قسم الفلسفة من مكتبة يوسف اجتمع فيه قريب مما اجتمع للحكم بالأندلس، وأنه كان بمدينة مراكش XE "مراكش" وحدها من دكاكين الكتبيين مائتا دكان لبائعي الكتب المخطوطة، كانت بجوار جامع الكتبيين .

ويضيف قائلاً: كان الخلفاء الموحّدون مضرب الأمثال في الاهتمام باقتناء الكتب وتملّكها، وأن هؤلاء بلغ بهم الاعتناء والاهتمام بهذه الناحية إلى حد أن كانوا ينتزعون ملكيّة المكاتب ممن يخشى ضياعها عنده لأجل صيانتها في مكتبتهم، ويعوّضون أصحابها عنها التعويضات السنيّة . (11)

وتميّزت المكتبات الإسلاميّة العامّة بأناقة مبانيها، واتساع حجراتها وأروقتها، وفخامة تأثيثها، وتناسق خزائنها، ولم تخل مكتبة عامّة من هيئة مشرفة تضم خازناً (أمين المكتبة) ومترجماً، وناسخاً، ومجلّداً، ومناولاً .

أما الكتب فكانت موضوعة في متناول الجميع، ومعدّة للتداول، ومرتّبة ومعنونة ومرقّمة ومفهرسة، ولم تغلق خزائن الكتب إلا على المخطوطات النادرة الثمينة، خشية وقوعها في يد جاهل .

وكان لكل مكتبة عامّة نظام للاستعارة، فيشترط النظام على المستعير أن يكون موثوقاً وأميناً، وأن يلتزم بدفع ضمان معين للكتاب المعار، ويحدّد النظام مدّة الإعارة، وقد يشترط الواقف منع إخراج الكتب من المكتبة.



حوانيت الورّاقين:

ولم تخل مدينة إسلامية من سوق للورّاقين، كان أشبه بمعرض دائم للكتاب، يلتقي فيه المؤلفون والنقاد والنسّاخ والخطّاطون، وطلاّب العلم، وهواة جمع الكتب، وقد ساهمت هذه الحوانيت في تنشيط حركة التأليف، وتيسير سبل الانتفاع بالكتاب العربي، وسهولة انتقاله عبر حواضر العالم الإسلامي، وميداناً للتنافس في الخط والتجليد والتذهيب.



غزارة في التأليف والتصنيف:

أخرجت العقلية الموسوعيّة التي اتصف بها المؤلفون المسلمون دوائر معارف ضمت شتى أنواع العلوم والفنون والآداب، وعدّت مؤلفات كثير منهم بالمئات، وضمّت قائمة كتب ابن سينا XE "ابن سينا" أكثر من مائتين وسبعين كتاباً في الطب والفلسفة وغيرها من أصناف العلوم، وضمت قائمة كتب ابن الهيثم XE "ابن الهيثم" أكثر من مائتي كتاب في العلوم والطب وغيرها، وتجاوز عدد كتب البيروني XE "البيروني" مائتي كتاب في التاريخ والجغرافيا والرياضيات وغيرها من المؤلفات النادرة .

وحظي المؤلّفون من الخلفاء بالتشجيع والرعاية، ومن المجتمع بالاحترام والتقدير، وجرت عادة الحكّام في الأندلس XE "الأندلس" على إعفاء المؤلّفين من الغزو، وبذل الجوائز والعطايا لمن يطّلع بهذه المهمة الفكريّة الراقية .

ويتحدث الدكتور الكروي وزميله الدكتور شرف الدين عن ازدهار الوراقة بظهور الإسلام، وازدهار الحضارة الإسلاميّة، وانتشار مجالس الإملاء، فيقولان: شهدت بغداد XE "بغداد" في القرن الثالث للهجرة سوقاً كبيرة للوراقين، كان بها أكثر من مائة حانوت للوراقة، ولم يبلغ الشغف باقتناء الكتب في بلد آخر من بلاد العالم ما بلغه في بلاد الإسلام في القرون الأولى له .

وفي عهد الموحدين بالمغرب نهضت صناعة الوراقة وبلغت غايتها في الجودة والاتقان، واشتهر من أهلها رجال وصفوا بجودة الخط والبراعة فيه، وسرعة الكتابة، والإتقان والأناقة ؛ ويضيفان: وقد كانت نتيجة العمل في الوراقة أن ظهر في العالم الإسلامي ورّاقين من أمثال ابن النديم XE "ابن النديم" ، المتوفي سنة 377ه ؛ وهذا يقودنا إلى الحديث عن الببليوجرفيا كموضوع تعالجه مدارس المكتبات في عصرنا الحديث، وقد سبقه ابن النديم ومثله أجدادنا العرب المسلمين بأكثر من ألف عام.

ومما يؤثر عن العلماء المسلمين قيامهم بتصنيف العلوم والمعارف، عندما جعلوا التصنيف علماً مستقلاً بذاته، وهو العلم الذي عرّفه طاش كبري زادة XE "طاش كبري زادة" صاحب كتاب (مفتاح السعادة ومصباح السيادة) بقوله: هو علم باحث عن التدرج من أعمّ الموضوعات إلى أخصّها ليحصل بذلك موضوع العلوم المتدرجة تحت ذلك الأعم، ويمكن التدرج فيه من الأخص إلى الأعم أيضاً ؛ وبذلك جاء تصنيفه أقرب التصانيف إلى الأنظمة الحديثة . (12)



ضياع وتدمير وإحراق الكتب العربية:

ضاعت كثير من الكتب العربيّة، خلال فترات الضعف السياسي، وتراخي قبضة الدولة عن حماية تراث الإسلام ومواريثه الثقافيّة، وأخرجت المخطوطات القيّمة من خزائنها، وصارت عرضة للسرقة والنهب والضياع، وانتقلت المخطوطات النادرة من موطنها الأصلي إلى مكتبات أوروبا XE "أوروبا" ومتاحفها في غياب الوازع الديني والأخلاقي، ولم يسلم من هذا السطو المنظم إلا القليل .

ففي مكتبة الأسكوريال XE "مكتبة الأسكوريال" بمدريد يوجد مخطوط نفيس نادر لمصحف كريم مذهب، كبير الحجم، حازته الدولة الإسبانية سنة 1594م

وكانت الكتب القيّمة كسائر التحف النادرة، والجواهر النفيسة، تهدى إلى الملوك والضيوف المبجلين، فقد أهدي إلى الإمبراطور الألماني يوم زار الشام XE "الشام" مصحف عثماني نادر، لا يقدر بثمن، كان قد شوهد قبل نحو قرن ونصف في قلعة حلب XE "حلب" ، ومن الجدير بالذكر أن (معاهدة سيفر) قرّرت إعادة هذا المصحف العثماني إلى المسلمين، وتسليمه إلى الشريف حسين بن علي XE "حسين بن علي" ملك الحجاز XE "الحجاز" آنذاك، لكننا لم نعد نعثر له على أثر، ويبدو أنه لا يزال لدى الألمان .

ولم تتوقف محاولات سرقة المخطوطات النادرة من متاحفنا، بسبب ضعف الرادع الديني والوطني، وضعف الإجراءات الرادعة، ففي منتصف عام 2000م اعتقلت الشرطة التركية رجلاً حاول صعود طائرة متجهة من نيقوسيا إلى بريطانيا، بتهمة الشروع في تهريب مخطوطة نادرة للقرآن الكريم مطلية بالذهب لا تقدر بثمن، كتبت في عهد السلاجقة، بالإضافة إلى رجلين آخرين شاركا في عملية سطو على متحف طوب قبو سراي XE "متحف طوب قبو سراي" ، وطلبت السلطات التركية ملاحقة التاجر البريطاني الذي موّل عملية التهريب وخطّط لها، والتحقيق معه .

وعندما غربت شمس الإسلام في الأندلس XE "الأندلس" ، تحركت نزعة الحقد الدفين ضد الحضارة العربية الإسلامية، التي كانت تتخفي خلف رداء الكهنوت، ومظاهر التقوى المزيّفة، عندما أمر الكاردينال (زمنيز XE "زمنيز" ) كبير أساقفة قشتالة، سنة 1511 م بأن تحرق في ساحة غرناطة XE "غرناطة" الرئيسية مخطوطات عربيّة في شتى العلوم والفنون، تقدّر بالآلاف، لم يستثني منها سوى ثلاثمائة مخطوط في مسائل العلوم، نقلها إلى جامعة القلعة، وكانت المصاحف الأنيقة المتقنة الخط في مقدّمة ما أحرقه الكاردينال، حيث ارتفعت سحابة كثيفة من الدخان في سماء غرناطة، جلّلت المدينة بالسواد .

والأدهى من ذلك أن المسيحيين كانوا قد أعطوا وعوداً قبل الدخول بحماية هذا التراث، ولكنهم أخلفوها، وجمعوا الكتب الجليلة وأحرقوها، فتلذّذوا بمنظرها، وظنّوا أنهم بعملهم هذا قد قضوا على دين المسلمين وآدابهم .

وهنا نعيد إلى الذاكرة تلك العبارة الذليلة التي تفوه بها أبو عبد الله الصغير وهو يسلم مفاتيح قصر الحمراء XE "قصر الحمراء" لفرديناند الذي لم يكن في أي يوم من الأيام رحيماً بهذا التراث المقدس: (إن هذه المفاتيح هي الأثر الأخير لدولة العرب في بلادكم، لقد أصبحت أيها الملك سيّد تراثنا، هكذا قضى الله، فكن في ظفرك رحيماً عادلاً) .

وكاد ديوان التحقيق الديني الذي أخذ على عاتقه إبادة كل أثر للعرب أن يجعل تلك المخطوطات العربية في مكتبة (الأسكوريال) طعاماً للنار، لولا أن تلطّف (المركيز فيلادا) وحال دون إحراقها . (13)

وفي هذا الصدد يقول الكاتب الأوروبي (كوندي XE "كوندي" ) إن الإسبان عند استيلائهم على قرطبة XE "قرطبة" من يد المسلمين، أحرقوا في يوم واحد نحو سبعين خزانة للكتب حوت أكثر من مليون وخمسين ألف مجلد، بمظنّة أن هذه الكتب هي نسخ للقرآن الكريم، وقد جرى إحراقها بمراسيم دينية، كما أن المؤرخ (فلشيه XE "فلشيه" )، ذكر في كتابه في معرض الإشادة بمآثر (أبسقيوس XE "أبسقيوس" ) طليطلة XE "طليطلة" ، أنه أحرق خمسة آلاف نسخة من القرآن الكريم المحلاة بالذهب، والمخطوطة بماء الذهب، كما أحرق ثمانية آلاف مجلّد من الكتب العربية المخطوطة، وقد ذكر في حاشية كتابه أن المسلمين تمكّنوا بشق النفس من إنقاذ بعض هذه الكتب، وذكر المؤرخ الإنجليزي (ليون XE "ليون" ) أنه استضاف أحد الأندلسيين من الذين نزحوا من الأندلس XE "الأندلس" إلى أفريقيا، ومعه ثلاثة آلاف مجلد تمكن من تخليصها من الحرق، وفي عهد (فيليب الثالث XE "فيليب الثالث" ) ملك إسبانيا XE "إسبانيا" ، استطاعت السفن الإسبانيّة أن تأسر مركبا مغربياً لمولاي زيدان ملك المغرب XE "المغرب" ، كان مشحوناً بالكتب والتحف، وكان فيه ثلاثة آلاف من كتب الدين والأدب والفلسفة وغيرها، وقد حملت هذه الكتب إلى مكتبة قصر (الأسكوريال) . (14)

ومن الجدير بالذكر أن العالم اللبناني ميخائيل الغزيري، XE "ميخائيل الغزيري،" وضع فهرساً، لهذه المجموعة النادرة من كتب (الأسكوريال) باللغة اللاتينية بعنوان (المكتبة العربية الاسكوريالية) في مجلّدين .

ومن سوء الحظ أن (المكتبة الملكية XE "المكتبة الملكية" ) في قصر (الأسكوريال) ـ دير إلى الشمال من مدريد العاصمة الإسبانية ـ قد تعرّضت لحريق كبير سنة 1085م أتى على ثمانية آلاف مجلّد من أندر الكتب العربية وأنفسها .

كما أنها تعرّضت للنهب عام 1808م خلال حملة (لاهوسيه XE "لاهوسيه" ) الفرنسي، فأصاب مخطوطاتها تلف كبير.

وتحدث الدكتور زكي النقاش XE "زكي النقاش" عن الحالة الفكرية في الديار الشامية عشية الحروب الصليبيّة، فذكر أنها كانت حركة مباركة، تتجلى في مدارس مدنها الكبرى، كإنطاكية وطرابلس والقدس ودمشق، وأن هجمات الافرنج في أواخر القرن الحادي عشر، قد أخمدت من قوتها، وإن لم تستطع أن تطفئ جذوتها، ويكفي أن نذكر ما اقترفه القوم في طرابلس XE "طرابلس" من إطعام مكتبتها الكبرى إلى النيران، حتى يحز الألم في نفوسنا، وندرك ذلك الأثر السيء الذي تركته تلك الحروب في مستهلها، على الحركة الفكريّة عامّة، والعلميّة منها خاصّة . (15)



تحريف ترجمة التراث إلى اللاتينية:

ولا يقل عن الضياع والتدمير والإحراق ما وقع فيه المترجمون الأوروبيّون من أخطاء وتحريف للتراث العربي .

يقارن (لوسيان لوكلير XE "لوسيان لوكلير" ) في كتابه (تاريخ الطب العربي) بين ترجمة العلم الإغريقي إلى اللغة العربية، والتي تمّت في العصر الذهبي، وبين ترجمة العالم العربي إلى اللاتينية التي تمت في القرن الثاني عشر والثالث عشر في إسبانيا XE "إسبانيا" وصقلية فيقول: إذا أردنا أن نقارن بين ترجمات طليطلة XE "طليطلة" وبين ترجمات بغداد XE "بغداد" يكفينا أن نستعيد الظروف التي تمت كل منهما خلالها، حتى نفهم أن الأولى أدنى من الثانية قيمة، ففي بغداد كان هناك رجال مهيأون للقيام بدورهم، يشجعهم معنوياً ومادياً حكّام وأغنياء، أما في طليطلة فقد قام بالترجمة جماعة من العلماء بدون مال، علماء كانوا مضطرين لتعلم العربيّة مقدّماً وبصعوبة، وكانت تعوزهم الوثائق العلميّة التي يمكن أن تنير أعمالهم وتخصبها، كما كانوا يجدون صعوبة في الحصول على نصوص جيدة أصليّة .

لذلك لم يكن غريباً أن يأخذوا على الترجمات العربية ـ اللاتينية أخطاءها وتحريفها لأسماء الأعلام والصيغ التكنيكية، وكثرة الصيغ المنقولة حرفياً دون ترجمة . . إن هذه الأخطاء لم يكن ممكناً تجنبها . (16)



لم يكن في الإسكندريّ XE "الإسكندرية" ة مكتبة يوم الفتح :

عندما افترى اليهودي أبو الفرج ابن العبري، XE "ابن العبري،" صاحب (مختصر الدول) على المسلمين، رواية إحراق مكتبة الإسكندرية XE "الإسكندرية" ، بعد أكثر من خمسمائة سنة من وقوعها، مدّعياً أن عمرو بن العاص XE "عمرو بن العاص" أوقد حمّامات الإسكندريّ XE "الإسكندرية" ة ستة أشهر منها، استقبل المحقّقون هذه الرواية بالازدراء، ووصفوها بالسخف، وقلّة العقل، لأن عناية المسلمين بالكتاب وتقديسهم له تفوق الوصف كما أسلفنا، وفي مقدّمتهم طائفة من المستشرقين المنصفين أمثال: (سيديو XE "سيديو" ) و(غوستاف لوبون XE "غوستاف لوبون" ) و(كازانوفا XE "كازانوفا" ) أما (بتلر XE "بتلر" ) فجعلها أقصوصة من أقاصيص الخرافة، ليس لها أساس من التاريخ، وعقد لها في كتابه (فتح العرب لمصر) فصلاً خاصاً تحت عنوان (مكتبة الإسكندرية XE "مكتبة الإسكندرية" ) استهجن فيها إغفال كاتب من أهل العلم، كان على عهد قريب من فتح الإسكندرية، مثل (حنا النيقوسي) وظهور هذه الرواية بعد نيف وخمسمائة عام، وذكّرنا بشروط الصلح التي سمح بموجبها نقل المتاع والأموال في مدة الهدنة التي بين عقد الصلح ودخول العرب في المدينة، وقدر ذلك أحد عشر شهراً، وقال: فحصنا القصة وحلّلنا ما جاء فيها، فألفيناه سخافات مستبعدة ينكرها العقل . (17)

ونظر الدكتور شوكت الشطي XE "الشطي" فيما قيل عن حرق مكتبة الإسكندريّ XE "الإسكندرية" ة فذكر أن عدداً كبيراً من بحاثي العرب ومؤرخي الغرب، وضعوا رسائل وكتباً تنقض هذه الرواية من أساسها، أكّدوا فيها أن مكتبة الإسكندريّ XE "الإسكندرية" ة أحرقها الرومان قبل الفتح الإسلامي، وهو أمر مسلّم به، وليس هناك أي سبب يحمل على الشك فيه، وذكروا أن (سنكا XE "سنكا" ) الفيلسوف معلم (نيرون XE "نيرون" ) أول من أخبر بحرق مكتبة الإسكندريّ XE "الإسكندرية" ة، وأن (يوليوس قيصر XE "يوليوس قيصر" ) الذي امتنع عن تسليم (كليوباطرة XE "كليوباطرة" ) إلى المصريين، وقاتلهم بسببها، اضطر أن يضرم النار في سفنه التي في المرفأ فاندلع لسان اللهب منها، وامتدّت إلى المتحف والمكتبة فاحترقت، وقد أكّد هذه الرواية (بولس XE "بولس" أوروسيوس) في التاريخ الذي ألفه نحو 416 م حيث قال: صدرت أوامر قيصر في غضون القتال بإضرام النار في الأسطول الذي كان راسياً قرب الشاطئ فاتصلت النار بقسم من المدينة وحرقت 400 ألف كتاب، فتلف بذلك الأثر العجيب، وأن بعض الباحثين أن بناء مكتبة الإسكندرية XE "مكتبة الإسكندرية" حجري بجدرانه وسقوفه، وأن مكانها سر كامن مع سر مدفن الإسكندر XE "مدفن الإسكندر" ، وأنهما موجودان تحت أنقاض من التراب والكثبان . (18)

* * * * *

المراجع:

1 ـ تراثنا بين ماض وحاضر ص 105 بنت الشاطئ XE "بنت الشاطئ" .

2 ـ الحضارة والتمدن الإسلامي ص 129 نقلاً عن معجم البلدان لياقوت .

3 ـ تراث الإسلام ص 215 بحث أي . اج . كريستي XE "كريستي" .

4 ـ الإسلام والعرب ص 333 روم لاندو XE "روم لاندو" .

5 ـ معالم الحضارة العربية في القرن الثالث الهجري ص 290 أحمد عبد الباقي XE "أحمد عبد الباقي" .

6 ـ قرطبة XE "قرطبة" حاضرة الخلافة في الأندلس XE "الأندلس" ج 2 ص 165 د. السيد عبد العزيز سالم XE "السيد عبد العزيز سالم" .

7 ـ فضل الحضارة الإسلامية والعربية على العالم ص 269 زكريا هاشم XE "زكريا هاشم" زكريا .

8 ـ تراثنا بين ماض وحاضر ص 126 بنت الشاطئ XE "بنت الشاطئ" .

9 ـ آثار البلاد وأخبار العباد ص 387 للقزويني .

10 ـ الحضارة الإسلامية ص 104 عبد التواب يوسف XE "عبد التواب يوسف" .

11 ـ حضارة الموحدين ص 182 محمد المنوني XE "محمد المنوني" .

12 ـ المرجع في الحضارة العربية الإسلامية ص 458 ، 465 د. إبراهيم الكروي XE "إبراهيم الكروي" ، ود. عبد التواب شرف الدين .

13 ـ الحضارة والتمدن الإسلامي ص 84 د. عبد المتعال الجبري XE "عبد المتعال الجبري" .

14 ـ الأندلس XE "الأندلس" الذاهبة ص 475 الوزير ضيا باشا XE "ضيا باشا" .

15 ـ العلاقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بين العرب والافرنج ص3 19 زكي النقاش XE "زكي النقاش"

16 ـ كتب أنصفت حضارتنا ص 55 فريد جحا XE "فريد جحا" . نقلاً عن تاريخ الطب العربي م 2 ص 346 لوسيان لوكلير XE "لوسيان لوكلير" .

17 ـ كتب أنصفت حضارتنا ص 111 فريد جحا XE "فريد جحا" . عن فتح العرب لمصر ص 348 بتلر XE "بتلر" .

18 ـ مجموعة أبحاث في الحضارة العربية الإسلامية ص 64 د. شوكت الشطي XE "الشطي" .

بحث في كتاب الإسلام حضارة وتقدم ورفاه، تأليف : محمد علي شاهين . (الكتاب تحت الطبع)

http://www.alghoraba.com












  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المكتبة المدرسية - منقول + رابط مجلة المعلم السايح منتدى مراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية 2 May-04-2006 04:44 AM


الساعة الآن 06:37 AM.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين