[د. صالح المسند]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فلسفة شخصية لمهنة المكتبات

الهدف من إثارة موضوع مهنة المكتبات ومكانتها وطرحه للنقاش هو إعادة تأسيس هويتها لتأخذ مكانتها اللائقة في المجتمع ضمن المهن الأخرى. ويتطلب هذا الأمر أن نستنهض الهمم ونعي أدوارنا وندرك حاجة المجتمع لنا. وقد وجدت في هذا المنتدى فرصة مواتية لطرح هذا الموضوع خصوصًا أن أعضاءه يمثلون المكتبيين على امتداد العالم العربي. فما نحتاج إليه هو تكوين رؤى مشتركة حول المهنة لنعمل جميعًا على دعمها وإبرازها على كافة الصعد. وستجدون فيما يلي رؤية شخصية لديفيد هارفي حول مهنة المكتبات. وقد وجدتها معبرة عما في نفسي. أرجو أن تجدوها أنتم مفيدة أيضًا.

المكتبات: أملنا الأخير: نحو فلسفة شخصية لمهنة المكتبات
ديفيد آي. هارفي
ترجمة: د. صالح بن محمد المسند

لقد قيل إن "الوظيفة تقودنا وتوجهنا ولكن السمعة الحسنة تستجيب لنا".

إذا كان ذلك صحيحًا، ما هي متطلبات السمعة الحسنة منا كمهنة وكأفراد؟

مهمتنا الأولى، كمكتبيين، هي إبلاغ الحقيقة.

يطلق علينا كمهنة أننا شهداء على صدق المعلومات. وإذا كانت المعلومات تعرِّف العالم الحقيقي وتعززه، فبمساعدة رواد المكتبة في الوصول إلى المعلومات نحن نمكنهم من السيطرة على عالمهم وحياتهم وأقدراهم. فالمعلومات تمنحهم القوة وتحررهم من خلال الحيلولة دون وقوعهم ضحايا لعالم غير حقيقي أو غريب. نحن المكتبيون شهداء على الحقيقة لأننا نعتقد أن الغد لا يمكن أن يحتجز رهينة وسيفتدى مهما علا الثمن لأنه أرث مشترك للجميع. ففي موضع ما في جميع الكتب التي اخترنا وفهرسنا ووضعنا على الرفوف ومن بين الصفحات التي احتضنت الأفكار الموثقة لرجال ونساء في أزمان مختلفة ترد فقرة غير متوقعة سوف تغيرنا من الداخل تغييرًا لا رجوع فيه. ماذا سنكون إذًا، جواب يصعب علينا أن نقوله. أقل إنسانية أو أكثر؟ إنسانيين بحد كافٍ أو إنسانيين بصورة زائدة؟ فهذا هو سؤال مهنتنا الجوهري.

مهمتنا الثانية هي تقديم الخدمة.

نحن تقدم الخدمة. نحن لا نحكم.

نحن نقدم الخدمة للجميع لأننا نعتقد أن الجميع جدير بما نقدمه من خدمة. إن مقياس مهنيتنا والتزامنا هو كيفية خدمتنا لما يمكن أن نسميه ضعاف المجتمع سواء كانوا صغارًا أم كبارًا، أو مشردين، أو معاقين، أو متخلفين عقليًا. وليس من مهامنا إلزام رواد المكتبة أو الإملاء عليهم كيفية اختيار سبل البحث عن تحقيق أعلى درجات الكمال في حياتهم وعقولهم وأرواحهم.

نحن نقدم الخدمة لأننا نعتقد كمكتبيين بأمر أكبر من ذواتنتا.فنحن المكتبيون نعتقد أن كل صوت جديد يزيدنا غنىً ويشرفنا، وكل صوت تائه يضعفنا.

مهمنتا الثالثة وهي الأكثر أهمية العطف والتواضع.

يجب أن نؤدي مهامنا بفعالية، ولكن ليس على حساب الشفقة والعطف. فقد نفتخر بخدمتنا الآخرين وبإنجازاتنا المهنية، ولكن ليس إلى درجة الغطرسة. لأن الشفقة والتواضع هي التي ترينا أين يكون الموضع الحقيقي لخدماتنا. فكونك مكتبيًا لا يعني بناء قرار ما يجب عليك أن تعمل على ما إذا كان سيتواءم مع القواعد المهنية أو الشخصية. وهذا يعني تقديم الخدمة لرواد المكتبة وليس تطبيق الأنظمة. وتعني عمل الصواب لأنه ببساطة صوابًا. لأننا كمكتبيين نفهم أن القوة المطلقة والحكمة اللامحدودة غير كافية بدون الشفقة اللامحدودة.

ونحن المكتبيون نتحرك بين الحقيقة والخيال، وبين الوهم والواقع، وبين التعاويذ والمعادلات. فنحن نوضح الحدود المتغيرة بين هذه جميعًا ونحن نحمي مجموع هذه الأشياء. وبينما ليس في مقدورنا أن نطلق رصاصًا أو قنابل فإن بمقدورنا أن نساعد في إطلاق العقول والقلوب. لأننا ندرك أن إعطاء شخص ما كتابًا هو ذروة الفعل التدميري.

ونحن المكتبيون نجاهد ضد التعصب، والجهل، والتشويش، واليأس، وظلامية الروح. ونحن نكافح ضد موت الأمل وتبدد الأحلام. ولا يمكن أبدًا أن نستسلم ضد هذه الأخطار.

وإذا أخفقنا في تأدية مهامنا كمكتبيين فقرانا ومدننا ودولنا وعالمنا ستصبح أفقر ويعمها الظلام. وإذا أخفقنا في تأدية مهامنا أيضًا فلن ينجو أحد، وقيمنا ومعتقداتنا وتاريخنا وحضارتنا، بخيرها وشرها، لن تكون حتى ذكريات. فنحن نكون كما نكون لأننا ندرك كمكتبيين معنى أن ننسى أي أن نموت.

فمكتباتنا تخبرنا عن الماضي، متحاورًا مع الحاضر، ومتحدثًا إلى المستقبل. وتمكننا من إعادة اكتشاف أحلامنا عندما يختلسها العالم منا. فكل فكرة جديدة تخصبنا وتزيدنا غنى وترفع من قدرنا. وكل فكرة تفقد أو يحجر عليها تضعفنا.

ورغم أن مجموعاتنا مكتوبة بلغات عديدة فجميعها تتحدث بلغة الأمل، لغة القلب والروح.

وتمكننا مكتباتنا من اختيار شيء أفضل وتمنحنا الجرأة للسير قدمًا في هذه الحياة. فهي الملاذ لنا، وهي تعمل على تغييرنا، وتحثنا على المسير، وتحررنا من قيودنا.

وفوق ذلك كله، مكتباتنا هي أملنا الأخير.

Libraries: Our Last Best Hope: Towards a Personal Philosophy.
By David I. Harvie

http://www.liscareer.com/harvie_philosophy.htm

[الاء المهلهل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة مباركة من عند الله
شكرا دكتوري الفاضل على طرحك الشيق والممتع للموضوع
انشاء الله يحقق كل امالنا واحلامنا
الله يعطيك الصحة
اختكم الاء

[د. صالح المسند]

شكرًا أختي آلاء

مقالة تبعث الأمل.

[آل رشاش]

أخي الدكتور صالح كل عام وأنت بخير

لاشك أن المهمات التي تلقى على عاتق كل مكتبي يقدر مهنته ويعمل لأجلها مايمكنه القيام به تعتبر أعمالا جسيمة ، ففن التعامل مع المستفيد ، وتقديم الخدمات المرجعية بكل شفافية وانسيابية يحقق مبدأ العمل المتمكن لدى المكتبيين ، وتحقيق مبدأ الفروق الفردية بين مجتمع المستفيدين ولاشك أيضا أنني أتفق معك في الرأي بأن لانصل بأعمالنا لدرجة الغطرسة ، والكبرياء بما نقوم به وألا نضع أنفسنا في موضع الشفقة من الغير فالمهم هنا هو تقديم مايلزم منا في هذا الجانب دون النظر إلى المحفزات المادية ، أو الشهادات التقديرية واحتساب كل ما نقوم به لوجه الله الكريموأن نراقب أعمالنا لنعلم أننا سنسأل عنها أمام الله سبحانه وتعالى.

[آل رشاش]

ولك جزيل الشكر

[فجر]

الدكتور /صالح بن محمد المسند
أشكرك على ترجمتك لهذه المقــــالـــة والتي تحي في أنفسنا الامل..
كلمات قويه
محفزة
مشجعة
نحن المكتبيين نكافح ضد موت الأمل وتبدد الأحلام..
مهمتنا الاولى كما قال ديفيد آي وترجم د/صالح هي ابلاغ الحقيقة
ولكن بعطف وتواضع..

أشكرك مرة أخرى د/ صالح المسند
وكل عام وانت بخير

[د. صالح المسند]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آل رشاش

أخي الدكتور صالح كل عام وأنت بخير


لاشك أن المهمات التي تلقى على عاتق كل مكتبي يقدر مهنته ويعمل لأجلها تعتبر أعمالا جسيمة؛ .... أيضا أنني أتفق معك في الرأي بأن لانصل بأعمالنا لدرجة الغطرسة ، والكبرياء بما نقوم به وألا نضع أنفسنا في موضع الشفقة من الغير فالمهم هنا هو تقديم مايلزم منا في هذا الجانب دون النظر إلى المحفزات المادية ، أو الشهادات التقديرية واحتساب كل ما نقوم به لوجه الله الكريم وأن نراقبه في أعمالنا لنعلم أننا سنسأل عنها .

+++++++++

شكرًا أخي الكريم آل رشاش

[د. صالح المسند]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مانديللا

الدكتور /صالح بن محمد المسند

أشكرك على ترجمتك لهذه المقــــالـــة والتي تحي في أنفسنا الامل..

كلمات قوية
محفزة
مشجعة

نحن المكتبيون

نكافح ضد موت الأمل وتبدد الأحلام..

مهمتنا الاولى كما قال ديفيد آي وترجم د/صالح هي

ابلاغ الحقيقة
ولكن بعطف وتواضع..

أشكرك مرة أخرى د/ صالح المسند
وكل عام وانت بخير

شكرًا لك أيتها الفجر

[علي عنتر]

شكرا لك يا د. مسند صالح و جزاك الله خيرا

العلم في الصِّغَرِ كالنقش على الحجر

[samia-yasmina]

والله قد اثرت نقطة حساسة جدا في موضوعك الدكتور /صالح المسند بارك الله فيك

المشكل هو اننا لا ندرك اهمية الادوار المنوطة الينا ولا حتى قيمة المهنة التي نتبناها
نحن نملك ثقافة اجيال باكملها وحاضر امم ومستقبلا نصنعه بانامل ايدينا..بالمعلومة التي نحافظ عليها ونصونها ونقدمها لغيرنا...فاذا نحن ضيعنا هذا الارث الثقافي والحضاري وهذا الزخم العلمي من المعارف بشتى انواعها فلنقل للعلم السلام ..ولنفتح ابوابا للجهل على مصراعيها

المشكل مشكل عقليات لم نعي حتى اليوم اننا نمارس مهنة لو علمنا قدرها لكان ذلك لوحده شرفا لنا نفتخر به ونفاخر ..ولكن، ولاننا ننتمي لعالم يقال عليه العالم المتخلف ما زلنا بعيدين على قداسة هذه المهنة وشرفها ..مع اننا امة كتاب وقلم وعلم..

فيا ليت امجاد اجدادنا ترجع الينا.. لا بل ليت عقولنا تدرك امجاد اجدادنا فتخطو خطاهم وتحذو حذوهم...

[د. صالح المسند]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي عنتر

شكرا لك يا د. مسند صالح و جزاك الله خيرا


العلم في الصِّغَرِ كالنقش على الحجر

شكرًا أخي علي عنتر

ولك مثل ما دعوت.

+++++++++++++++++++++++++++

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samia-yasmina

والله قد اثرت نقطة حساسة جدا في موضوعك الدكتور /صالح المسند بارك الله فيك

المشكل هو اننا لا ندرك اهمية الأدوار المنوطة الينا ولا حتى قيمة المهنة التي نتبناها.

نحن نملك ثقافة اجيال باكملها وحاضر امم ومستقبلا نصنعه بانامل ايدينا..بالمعلومة التي نحافظ عليها ونصونها ونقدمها لغيرنا...فاذا نحن ضيعنا هذا الارث الثقافي والحضاري وهذا الزخم العلمي من المعارف بشتى انواعها فلنقل للعلم السلام ..ولنفتح ابوابا للجهل على مصراعيها

المشكلة مشكلة عقليات؛ حيث لم نعي حتى اليوم اننا نمارس مهنة لو علمنا قدرها لكان ذلك لوحده شرفا لنا نفتخر به ونفاخر ..

ولكن، ولاننا ننتمي لعالم يقال عليه العالم المتخلف ما زلنا بعيدين على قداسة هذه المهنة وشرفها ..مع اننا امة كتاب وقلم وعلم..

فيا ليت امجاد اجدادنا ترجع الينا.. لا بل ليت عقولنا تدرك امجاد اجدادنا فتخطو خطاهم وتحذو حذوهم...

شكرأ لكِ أختي ياسمينة

[ناصر بن محنس]

السلام عليكم
الزملاء المكتبيين. هنيئاً لكم ماترونه بين أعينكم من أهتمام لأساتذة علوم المكتبات والمعلومات وعلى رأسهم استاذنا الفاضل الدكتور صالح المسند. فها هو يطرح الرؤى حول التخصص فهل من مشمر . أخوكم NMM235